الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجديد جديد الخطاب أم تجديد الدين؟

ياسين المصري

2021 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ زمن بعيد، دأب العديد من المفكرين وأساتذة التنوير في دول العربان والمتأسلمين وعبر العالم أجمع على المطالبة بضرورة تجديده وإصلاح الفكر الإسلاموي، للمحافظة على الدين ذاته وحماية معتنقيه وغير معتنقيه من تعاليمه الفقهية اللاإنسانية، لكن أفكارهم ظلت رهينة الكتب بعيدة عن الأضواء، عصيَّة على التطبيق، فكان أثرها محدودًا - مالم يكن معدومًا - في مواجهة المشكلات التي تعاني منها المجتمعات المتأسلمة.
حاليًا، أصبح تعبير ”تجديد الخطاب الديني“ يتردد بكثرة على كل الألسنة، واحتل مساحات واسعة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المرئية والمقروءة والمسموعة، خاصة بعد إعلان ابن سلمان عن مفهومه لفقهه إسلاموي جديد، يمكن تطبيقة في مملكته المتسعودة، الراعية الكبرى للإرهاب الديني في العالم !
وفي الأحاديث الصحيحة المشهورة، نجد حديثًا يرويه الثرثار (الجليل) أبو هريرة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلعم قال:
(إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا)
رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (149)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/599)
ومع أن ابو هريرة لم يحدد من هو المجدِّد وما صفته، وهل يكون من رجال الدين أم السياسة ام غيرهم. ومرت على قوله زمن طويل (ما يقرب من 1500عام)، ولم يبعث (الله) خلاله سوى المزيد من القتلة المجرمين والدجالين والكذابين، الذين أجبروا بفضل التكنولوجيا الغربية الحديثة على كشف سوْءات الدين ورداءته، وعدم مواءمته للتطور البشري!
***
الخطاب بوجه عام، هو أي كلام (تحريضي)، من أي شخص مختص بشيء ما، يخاطب به الجموع التي تستمع إليه أو تتابعه أو تتبعه، ليوضح لهم طبيعة عمله وما يريده ومالا يريده منهم، من خلال طرح أفكاره عليهم، وهو في كل الأحوال يستفيد منهم ماديًّا أو معنويًا، لذلك يهدف إلى التأثير عليهم ليتخذوا موقفًا معيَّنًا من فكره. هناك الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي والخطاب الديني، وجميعها خطابات دعائية تحريضية، تدور عادة حول التأثير على الآخرين، وقد تتضمن قدرًا من الأكاذيب أو من الحقائق، وفيها محاولات شتّى لتبرير الأحداث في الواقع الذي يعيشه المجتمع، من خلال أدلة يتم جمعها من هنا ومن هناك بهدف النفي أو الإثبات. وبذلك تكون تلك المحاولات ذات مصداقية أو عديمة المصداقية، أي أن تكون عاطفيَّة مجردة، تهدف إلى إثارة المشاعر وتجييش الأحاسيس فحسب، أو تكون على قد قدر ما من العقلانية والموضوعية، لبسط الحقيقة، ومواجهة الواقع.
فهل التجديد المطلوب يتناول الخطاب الديني وحده، أم يشمل الدين برمته كما قال ابو هريرة؟ ومن ثم المساس بالتراث الفقهي والأسس القائم عليها وهي القرآن والسنة، وإزالة ما بهما من ألغام مدمِّرة لإنسانية البشر؟ وما هي كيفية التجديد ومن هو الشخص المخوَّل أو الأشخاص المخوَّلون بالقيام به؟ والسؤال الأهم والأخير هو: هل بإمكان من صنعوا الديانة بشكلها الحالي، ومن يروِّج لها، ويستفيد من تجارتها المزدهرة أن يغير فيها أو يجددوها؟
إن الخطاب الديني من أقوى الخطابات التحريضية التي تستهدف العاطفة من دون العقل لدي البشر، وينتفع منه الأفراد العاديين ورجال الدين المحترفين والهواة ورجال السياسة، وكل شخص يريد أن يظهر أمام الآخرين بمظهر الورع والتقوى بشكل يزيل الشكوك وعدم الاطمئنان لدي من يستفيد من ورائهم. يعتمدون جميعًا في خطابهم على تراث فقهي تمت صياغته على مدى قرون عديدة من قبل موتورين مقدسين، ويعرفون جميعًا أن أحدًا لن يستطيع الاعتراض على كلامهم، حتى وإن اتسم بالهذيان والهلوسات، وأنه لا يمكن لأحد التأكد من صحته، مهما اتسم بالسيولة والانتقائية، وتدخُّل الخيال الذهني في محتواه، بإضافة أو حذف ما يشاء. لذلك نرى الخطاب الديني حاضرًا بوضوح في الخطاب السياسي والإعلامي العام، بل وفي الخطاب الفردي الخاص، مما يدمغ سلوك المجتمعات المتأسلمة بخصال ”إن شاء الله“ و”خليها على الله“ …
وهكذا صدر الدين وفقه المكين من قبل أشخاص فاسدين، واعتمد على تراث مليء بالفساد، مما أفضى إلى خلق أجواء حياتية شديدة الفساد، تجعل من المتأسلم أن يظل ضعيفًا بطريقة غبية، إذ يحمله على الخوف من نفسه ومن الآخرين ومن العقاب في الدنيا والآخرة، والأمل في الثواب بعد الموت من خلال انحرافات سلوكية يقوم بها في حياته...
يقول الفيلسوف الألماني الشهير إيمانويل كانت: « من نسيج الإنسان الفاسد، لا يُصنع أي شيء مستقيم أبدًا»
(الأعمال الكاملة Kant´s Gesammelte Schriften برلين 1900 المجلد 8 ص 23)
***
الجميع يعرفون تجربة التجديد الإسلاموي التي قام بها مصطفى كامل أتاتورك (1881 - 1938)، في تركيا، فبعد إسقاطه الخلافة العثمانية والقضاء عليها، ذهب أبعد بكثير من ابن سلمان أو غيره، حث أغلق المدارس الإسلاموية وألغى المحاكم الشرعية، وأبطل العمل بالشريعة في قانون عام 1926، لتحل بدلا منها مجموعة من القوانين العلمانية الأوروبية. كما أمر بمنع تعدد الزوجات، واستبدال عقود الزواج الشرعي بالزواج المدني. وفي نوفمبر 1928، أبطل كتابة اللغة التركية بالحروف العربية، واستبدالها بالحروف اللاتينية في الكتابة، لتصبح بالشكل الذي نراه اليوم. وفي ديسمبر 1934، منح النساء حق التصويت والترشح في البرلمان. وحرص على أن يكون مظهر الأتراك غربيّا لا شرقيّا، فمنع ارتداء الطربوش والجلباب الذي يرتديه رجال الدين.
ومع كل هذا وغيره، كادت جميع المياه أن تعود مرة أخرى إلى مجاريها في تركيا، والسبب في ذلك هو الثابت من الدين بالضرورة!، فإذا اعتبرنا على غير الحقيقة أن ابن سلمان برئ من الفساد وأنه حسن النية فيما طرحه من تغيير فقهي وتراثي بشكل مبهم، فمن يضمن لنا التزام الحكام الآخرين وفقهائهم به؟، وإذا حدث بالفعل تغيير ما، فمن يضمن استمراريته من بعده، وألَّا تعود ريمة لعادتها القديمة، خاصة وأن الانتكاسات متعددة ومتكررة هي السمة الحاضرة باستمرار في تاريخ الإسلاموية؟، فقد أثبتت التجارب التاريخية، وفي مقدمتها تجربة أتاتورك، أن هذا الدين بمقوماته الثابتة، عصيٌّ علي التغيير والتجديد، وأن من يحاول تجديده، كمن يحاول تجديد المولود بعد ولادته! بكلمات أخرى هل يمكن تغيير الثابت من الدين بالضرورة، والثابت هو ما جاء في القرآن والسنة، وما فعلة نبي الأسلمة وخلفاؤه الراشدون من بعده والأئمة المطهرون وألو الأمر من المتأسلمين.
هل باستطاعة أحد التغلب على أهم المشاكل التي تواجه التجديد الخطابي (الكلامي) أو التغيير الديني (الفقهي التراثي)، وهي مشكلة فك الاشتباك بين النمط التاريخي للدين والواقع المعاش من قبل المجتمعات العربانية والإسلاموية، بمعنى أن يرفع هيمنة هذا التاريخ وسطوته عن الواقع، والتعامل مع الواقع بقوانين زمانه؟. الديانة الإسلاموية عبر تاريخها، قائمة على عدم الاعتراف بتنوع الأفكار، واختلاف الآراء، وتغرس في مجتمعاتها ”عقلية القطيع“، حيث تعتبر المساس بالأفكار المختلفة أو المخالفة على أنها مساس بقيمة الدين نفسه، وأن كل متأسلم في أي موقع، هو ”راعٍ، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته“، ومهمته هي أن يعيد ويكرِّر على مسامع الأجيال المتتالية الأقوال المفبركة والأحداث المفتعلة التي لم تحدث إلا في خياله هو.
وبذلك أصبح العربان والمتأسلمين بوجه عام لا يدركون أنَّ أهم معايير الحضارات الإنسانية هو ”الاختلاف“، وكلما تطورت المجتمعات في سلم الحضارة الإنسانية، كلما كان الإختلاف هو نقطة الارتكاز التي تقوم عليها اسس تلك الحضارة، التي قوامها استعمال العقل وتطور الفكر وتقدم السلوك، عندما ينظر المرء لكل مختلف معه أو مخالف له، بأنه مرآة تعكس ذاته بما فيها من عيوب فكرية وسلوكية، لا بكونه خطر يتهدد حياته، فيبادر العقل السليم إلى إزالتها والتخلص منها.
إن العيوب الفكرية والسلوكية لدي أتباع الديانة الإسلاموية ناجمة في الأساس عن مجموعة من الآيات القرآنية التي تضع حاجزاً كبيراً بينهم وباقي البشر، المختلفين معهم والمخالفين لهم، وتجعلهم يتوجسون منهم، منها على سبيل المثال:
{إنما المشركون نجس،
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم،
لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله،
وترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة...إلخ!
أضف إلى ذلك مجموعة كبيرة من الأحاديث الفقهية التي ترسخ لنظرية المؤامرة الكونية ضد الديانة ومعتنقيها في كل العصور مثل:
« يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت».
كما ينسب إلى عمر بن الخطاب قوله: « نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله».
كل هذه وغيره من المقولات تجعل التعامل مع الآخرين، والتعَلّم منهم، والتعايش السلمي معهم شبه مستحيل. وهذا هو سر ضعف البحث العلمي لدي العربان والمتأسلمين، وضعف العقلية النقدية واستشراء نظرية المؤامرة عندهم.. وهو السبب في تهميشهم للعلم وتمجيد الخرافة.. وهو وراء ازدرائهم للعقل وإعلاء شأن العاطفة.. هذا هو سبب إهمال التجربة والاعتماد على الخبر.. هذا هو سبب حب الموت واحتقار الحياة.. إنه باختصار هو أحد أهم أسباب تخلفهم وابتعادهم عن نبض الإنسانية وروح العصر...
***
ماذا يفعل المجدِّدون في أسوتهم (الحسنة) - نبيهم (الكريم) -، وفي أقواله المشينة وأفعاله الرديئة التي لا يمكن أن تصدر من إنسان عادي، فما بالك إن كانت قد صدرت من نبي مرسل، يهدي الناس لطريق الحق والرشاد كما يزعمون؟
هل باستطاعة أتباعه الكف عن السب والشتم، وهو قد سب الجارية اليتيمة (أم أنس) وهي عند أم سليم ودعا عليها بألَّا يكبر سنها ولا يكبر قرنها، وعندما لامته أم سليم على ذلك، ضحك وقال: «يا أم سليم أما تعلمين أنني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة». [صحيح مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب من لعنه النبي (صلعم) أو سبه أو دعا عليه].
وماذا عما ذكرته عائشة، زوجته الشابة الأثيرة بأن رجلان دخلا على عليه فكلماه بشيء لا تدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا سألته: ماذا فعلا حتى لعنتهما وسببتهما، قال: أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا. [صحيح مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب من لعنه النبي صلعم أو سبه أو دعا عليه حديث رقم 2600]
وذكر البخاريستاني هذا الحديث في صحيحه، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة، على النحو التالي: عن عائشة قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان، فأغلظ لهما وسبهما. قالت: فقلت: يا رسول الله، لمن أصاب منك خيرا، ما أصاب هذان منك خيرا؟ قالت : فقال: ” أوما علمت ما عاهدت عليه ربي عز وجل؟ ” قال: قلت: ” اللهم أيما مؤمن سببته، أو جلدته، أو لعنته فاجعلها له مغفرة، وعافية، وكذا وكذا”.
وذكر الثرثار أبو هريرة أنه سمع نبيه يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة. [مسند أحمد - مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها].
وبلغت وقاحة الرسول الكريم أنه قال: (إذا رأيتم الرجل ليتعزى) أي ينتسب (بعزاء الجاهلية) أي بنسبها والانتماء إليها، (فأعضوه) أي اشتموه (بهن أبيه) أي قولوا له: اعضض (امصص قضيب أو ذكر أبيك) بِهَنِّ أبيك أو بذَكَرِهِ، [مسند أحمد والترمذي عن أبيّ، عن بن كعب، ورواه عنه أيضاً الطبراني].
وعلى منوال رسول الله، جاء في مسند أحمد - مسند الأنصار - حديث عتي بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب، أن عروة بن مسعود أغضب أبا بكر الملقب بالصديق في موقعة الحديبة، فقال له أبو بكر «أمصص بظر (العضو الذكري) اللات (اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها)
ويبدو أن الفقهاء أعجبوا إعجابًا شديدًا بقصة أسوأ من الوقاحة، رواها ابن عباس، فراح كل منهم يسردها وبزيد عليها أو ينقص منها تبعًا لما يشتهي، وهي:
«جاء الأسلمي نبي الله صلعم، فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه النبي صلعم فأقبل في الخامسة فقال ”أنكتها“ قال نعم قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها قال نعم قال كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر قال نعم قال فهل تدري ما الزنا قال نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال أريد أن تطهرني فأمر به فرجم فسمع النبي صلعم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ذان يا رسول الله قال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله من يأكل من هذا قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها!»
ذكرها البخاريستاني في الجامع الصحيح، الصفحة أو الرقم: 6824]
كمارذكرها ابن داود في سننه، الصفحة أو الرقم: 4428
وذكره بالمثل ابن حزم الأندلسي في المحلى، الصفحة أو الرقم: 11/179]، وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى الصفحة أو الرقم: 760، وأيضًا ابن حجر العسقلاني في هداية الرواة الصفحة أو الرقم: 3/442، والكثير غيرهم!
والسؤال هنا، هل هذه كلمات وأخلاق وتصرفات نبي، أم بلطجي؟
كيف يستطيع المجددون الوقوف أمام الرخص الممنوحة من النبي الكريم لأتباعه المؤمنين، مثل رضاعة الكبير ومفاخذة صغيرات السن،
والدوران على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار، وهن إحدى عشرة، لأنه أُعطي قوة ثلاثين، وفي رواية أخرى: قوة أربعين رجلًا في الجماع (أخرجه البخاري في صحيحه).
وأنه بحسب قول زوجته عائشة، كان يباشر نساءه أثناء الحيض!
هذا قليل من كثير جدّا مما يخجل اللسان عن ذكره ويندى له جبين الرضيع من فعله!، ولكن ما أهمية بقائه في التراث الديني مخلدًا ومقدسًا ومن الدين بالضرورة، وما هي ضرورته؟
الثقة المفرطة فيما يقوله أولئك الرواة والفقهاء تظهرهم وكأنهم كانوا ينامون مع النبي تحت سف واحد ليتعرَّفوا على قدراته الجنسية الخارقة، أو أنه كان يذهب إليهم ليكلمُّهم عنها، أو أنهم كانوا يتلصصون عليه ليعرفوها؟ ولكن بحسب كتب السيرة، أنهم كانوا يسألون عائشة التي كانت تهوى الحديث عنها!
الثابت تاريخيًا أن الأحاديث والأحداث النبوية جميعها دُوِّنت بعد موت النبي بأكثر من مئتي عام، لذلك تفتقت قرائح الكتَّاب عن هذه الأقوال المشينة والأفعال الرديئة التي لم تحدث إلا في مخيلتهم هم، ويريدون القيام بفعلها ونشرها بين أتباعهم!.
وسواء قال نبي الأسلمة هذا الكلام أو لم يقله وفعل هذه الأفعال أو لم يفعلها، فإن بقاءها وتقديسها وعدم المساس بها، وضرورة العمل بها، أمرٌ يُعَد وصمة عار في جبين العربان والمتأسلمين، ومدعاة لكراهيتهم والتصدي لنزواتهم، إنها تشير بوضوح إلى أن الذين ابتدعوها هم مجموعة من المرضى النفسسين، بهدف إمراض الذين يؤمنون بها إلى يوم الدين.
المزارع الذي يمهدها للفلاحة يعرف أن الأعشاب الضارة التي تضرب في الأعماق وتضر بالأشجار المثمرة، لا يكفي إزالتها من على سطح الأرض لضمان عدم نموها من جديد، ولا بد من اجتثاثها وحرقها بالكامل من جذورها الصغيرة والكبيرة على حد سواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد