الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنشودة محمد

علي دريوسي

2021 / 5 / 15
الادب والفن


أنشودة محمد، هي أغنية العاصفة والاندفاع، كتبها الشاعر الفيلسوف الألماني "يوهان فولفغانغ فون غوته" عام 1772. تدور فكرتها حول سيل عاصف جارف، يصف فيها غوته طريق السيل من الأصل حيث المنبع إلى المحيط / الأطلس الأبدي. في هذه القصيدة يُقارن الشاعر الزعيم السياسي الاجتماعي والديني محمد مع النهر العاصف ويُقارن أتباعه بالجداول والينابيع، محمد الذي كان في عيون غوته على ما يبدو شخصاً ناجحاً رغم استخدامه لسياسة العنف والحرق والجرف كما النهر الذي وصل هدفه جارفاً كل شيء أعاق مساره وتقدمه. تنقسم القصيدة بشكل هادف ومتسلسل إلى مقاطع عشر دون قافية، مختلفة بالطول والمحتوى، بعضها مكثف ومُعقّد للغاية:
في المقطع الأول ينبع النهر اليافع من الصخور مغموراً بالابتهاج والنشوة. في المقطع الثاني تمطر السماء، ليكتسب النهر بذلك مزيداً من الغزارة وقوة التدفق. في المقطعين الثالث والرابع يصف غوته مسار التيار المُتَدَفِّق، الذي يأخذ في طريقه وبرفقته جنباً إلى جنب الينابيع وجداول أخرى سريعة الجريان. يجلب النهر الجبّار الإِزهار والخير والتفّتح للوديان والمروج. في المقطعين الخامس والسادس يصير النهر أكبر، أقوى وأعظم. هنا يفهم القارئ أنّ النهر يرغب بلوغ المحيط حتماً. يستمر جريان النهر، الذي صار الآن أكثر صلادة، يجري ويجري بلا هوادة، لا يمكن لقوة إيقافه، مُمزقاً ومكتسحاً كل ما يلقاه في طريقه. في المقطعين السابع والثامن يقترب النهر العظيم بهديره اللامنقطع من مدنٍ بأكملها جالباً معه المزيد من الثروة والحصاد الوافر للأمراء، ويؤكد الشاعر في المقطع الثامن على استمرار تدفق النهر العنيف. في المقطعين التاسع والعاشر بلغ النهر هدفه تقريباً، حاملاً السفن المصنوعة من خشب الأرز على ظهره كما حمل "أطلس" أحد العمالقة الجبابرة في الميثولوجيا الإغريقية العالم / قبة السماء على كتفيه، والجميع يهتف لمجده. يجرف النهر في طريقه الجداول والفروع، ليصلوا كلهم برفقته إلى المحيط الخالد، هدفه المرسوم.

***

"من يعرف نفسه والآخرين سوف يرى أيضاً أنّه لم يعد ممكناً فصل الشرق عن الغرب". في فترة من الفترات لجأ الشاعر الألماني فون غوته روحانيّاً إلى الشرق، اِهتم بدراسة اللغة العربية والفارسية، قرأ في القرآن، تعرّف إلى شعر المتنبي عن طربق أستاذه في مدينة لايبتزيغ وإلى شعراء آخرين عرب وفرس... هناك كتاب أكاديمي من تأليف الباحثة الأدبية الألمانية-الأمريكية كاتارينا مومسين بعنوان "غوته والعالم العربي" عن علاقة غوته بالأدب العربي. في عمر الخامسة والستين قرأ غوته بحماس أعمال الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي، بعد أن قام النمساوي جوزيف فون هامر-برجشتال بترجمتها إلى اللغة الألمانية. في كتابه "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" والذي يحتوي على 12 جزء (مجموعة من القصائد الغنائية للشاعر غوته)، يظهر احترام وتأثر الشاعر غوته الواضحين بالشاعر حافظ الشيرازي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد