الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركس لم يقرأ بعد (8)

فؤاد النمري

2021 / 5 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قلنا أننا لن نحاسب فلول الشيوعيين سابقاً على قيام عصابة بيريا – مالنكوف – خروشتشوف في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي بالقيام بجريمة اغتيال ستالين بالسم، ولا على اجتماع القيادة القديمة المهددة بالإحالة على التقاعد ومنهم العصابة الثلاثية بالإضافة إلى فورشيلوف ومولوتوف وبولغانين وكاغانوفتش في صباح 6 مارس أي بعد وفاة ستالين بساعات قليلة واتخاذ هؤلاء السبعة قراراً يقضي بإلغاء عضوية 12 عضوا جديدا نظراءهم في المكتب السياسي، لن نحاسبهم على كل هذا بالرغم من دمغته الخيانية الفاقعة بحجة اعتباره من الشؤون الداخلية للحزب ولا علاقة للأحزاب الأجنبية بها . لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال وأي شرط من الشروط السكوت على قرار اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها في سبتمبر 53 القاضي بإلغاء الخطة الخمسية الخامسة 1951 – 55 التي كان المؤتمر العام للحزب قد أقرها في اكتوبر 52 .

السؤال الحدي والمفصلي هنا هو .. لماذا لا يسأل متثاقفو البورجوازية الوضيعة والشيوعيون سابقاً من ىأيتام خروشتشوف عن الأسباب الحقيقية التي دعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في اجتماعها في سبتمبر 53 لأن تقرر إلغاء الخطة الخمسية الخامسة !!؟ متثاقفو البورجوازية الوضيعة كما أيتام خروشتشوف يعلمون هم أنفسهم أنه وفق نظام الحزب وقانون الدولة السوفياتية ليس هناك من جهة سواء في الدولة أم في الحزب يمتلك أدنى صلاحية في تغيير أية أحرف أو أية أرقام من أحرف وأرقام الخطة بل إن اللجنة المركزبة للحزب منتخبة أساساً لتنفيذ الخطة بمنطوقها الحرفي والرقمي .

البورجوازية الوضيعة هي فرق طفيلية وليست طبقة اجتماعية راسخة من طبقات المجتمع لأنها لا تمتلك وسيلة إنتاج تنتج سبباً من أسباب الحياة بل كل وظيفتها تقتصر على خدمة طبقات الإنتاج المعادية لها . وعلية فالبورجوازية الوضيعة لا تستطيع الإحتفاظ بسلطات الدولة التي آلت إليها من خلرج التاريخ إلا بالخداع والمناورة وأقوى مثال على ذلك هو أنها تحكم عالم اليوم من خلال الدولار المكشوف الزائف والذي في حقيقة الأمر لا تساوي قيمته الحقيقية قيمة الورق المطبوع عليه . والخديعة الأخرى التالية لخديعة الدولار هي امتناعها عن التساؤل حول الأباب التي دعت اللجنة المركزية لأن تقرر ما لا يجوز لها أن تقرر وهو إلغاء الخطة الخمسية الخامسة التي تحدد وظائف الدولة والحزب خلال السنوات الخمس 1951 – 55 . في الحقيقة أن هذه الخديعة الكبرى هي أبلغ أثراً من خديعة الدولار الزائف فهي الخديعة الأساس التي أبتنيت عليه خديعة الدولار الزائف . إمتناع البورجوازية الوضيعة بلسان متثاقفيها عن التساؤل حول اسباب إلغاء الخطة الخمسية هو مخادعة مزدوجة الأهداف . فهي تضفي الشرعية على ذلك القرار غير الشرعي من جهة، وتطمس من جهة أخرى كل الآثار العميقة التي خلفها ذلك القرار ووصلت حد هندسة الفوضى العارمة التي تمسك بخناق عالم اليوم .

لئن كان علينا أن نسكت أحياناً على اتهام ستالين بالبيروقراطية فما ذلك إلا لأن ستالين لم يكشف عن دواعي اطروحته في الخطة الخمسية والتحول من الصناعات الثقيلة إلى الصناعات الخفيفة حيث كان ستالين على ثقة تامة بأن القوى الإشتراكية في المجتمع السوفياتي لم تعد قادرة بعد انغمارها في حرب وطنية طاحنة لمدة خمس عشرة سنة وهو ما اقتضى تحويل الدولة من دولة دكتاتورية البروليتاريا إلى دولة وطنية (دولة الشعب كله) المعارضة بطبيعتها لدولة دكتاتورية البروليتاريا الإشتراكية . لذلك رأى ستالين وهو لينين الذي لم يمت، لينين الذي كان قد "خطف" الثورة الإشتراكية العالمية من بين قوى الإمبريالية والكولونيالية المتطاحنة حتى الموت في الحرب العالمية الأولى 1914 – 18، وقد كان ستالين محكوماً بالأجل الوشيك المحتوم، مما اضطره إلى الإسراع في "خطف" الإشتراكية والعودة بها إلى ما كانت عليه في العام 38، إلى دولة دكتاتورية البروليتاريا قبل أن تستفحل قوى البورجوازية الوضبعة وتهيمن على مقدرات الدولة . كان عليه أن يقوم بـ "ثورة إشتراكية" ثانية بالإعتماد على قواه الأدبية والسياسية الشخصية التي لم يبلغ مثلها أي قائد آخر عبر التاريخ، أن يقوم بثورة اشتراكية وحتى بدون حزب شيوعي معافى وثوري كما كان في الثلاثينيات .

"إختطاف" الثورة الإشتراكية كان قد بدأ في العام 51 بطرح مشروعين متكاملين، الخطة الخمسية من جهة، وتغيير قيادة الحزب التي كانت قد شاخت وتعفنت بالروتين من جهة أخرى .
ولماذا الخطة الخمسية وهل هي مجرد دفقة تنموية للإقتصاد السوفياتي !؟
في الحقيقة أن الخطة الخمسية الخامسة 1951 – 55 هي الثورة الإشتراكية الثانية بعد الثورة الأولى في أكتوبر 1917 .
كان مؤتمر الحزب العام الثامن عشر قد عقد في مارس 1939 في مواجهة نذر المؤامرة الكبرى على أمن ووجود الإتحاد السوفياتي التي حاكها الإمبرياليون في بريطانيا وفرنسا مع الفاشيين في ألمانيا وايطاليا في مؤتمرهم الرباعي في ميونخ في سبتمبر 1938 وهو ما اقتضى من الاتحاد السوفياتي التوقف عن بناء الإشتراكية والإنعطاف لبناء القدرات الحربية . تلك السياسة المنافية للإشتراكية استمرت خلال الحرب وإعادة الإعمار حتى العام 1951. في العام 51 كان الإتحاد السوفياتي قد غدا دولة حرب، دولة وطنبة، وليس دولة اشتراكية، دولة دكتاتورية البروليتاريا .
الخطة الخمسية الخامسة جسدت عبقرية تلميذ لينين النجيب القائد الفرد لبروليتاريا العالم يوسف ستالين . كانت الخطة ستسحب البساط من تحت أقدام عشرات المارشالات وآلاف الجنرالا ت السوفييت الذين غطت صدورهم أوسمة الشجاعة والنصر في الحرب الوطنية وبات لهم نفوذ طاغٍ في الأوساط الشعبية ؛ كانت الخطة الخمسية ستعيد مصانع السلاح إلى مصانع مدنية اشتراكية وهو ما يمثل ضربة قاصمة للعسكرتاريا السوفياتية، والعسكر هم دائما الفرقة الطليعية من فرق البورجوازية الوضيعة .
تحويل المصانع العسكرية إلى مصانع مدنية من شأنه أن يعيد بناء طبقة البروليتاريا التي كانت قد فقدت أعداداً بالملايين خلال الحرب . بالإضافة إلى أن الصناعات المدنية ستعود بفائدة مباشرة للعمال على عكس الصناعات العسكرية والتي قيمتها الاستعمالية ليس إلا القتل والدمار . وهكذا فالخطة الخمسية الخامسة العبقرية كانت ستحيي قبضة البروليتاريا على صولجان سلطتها الدكتاتورية .
الخطة الخمسية الخامسة كانت تبعا لآلاف الأرقام الوادة فيها ستنقل الاتحاد السوفياتي إلى عتبة الشيوعية في العام 55 وسينعم السوفيتيون بمختلف وظائفهم وأجناسهم برفاه لم تعرفه البشرية من قبل .
ومن الجدير ذكره في هذا الصدد هو أن ستالين كان قد عقب على تشكيل حلف شمال الأطلسي في العام 49 بالقول وقبل امتلاك الاتحاد السوفياتي للقنبلة الذرية "لن نحاربكم بل سنتغلب عليكم بالمنافسة السلمية" .
ليس ثمة أدنى شك في أن إنجاز الخطة الخمسية حسب الأرقام الواردة فيها ستحقق نصرا سوفياتيا كاسحاً على الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة التي كانت قد تخلت عن تنمية نظامها الرأسمالي تحت ولاية مجرم الحرب هاري ترومان من أجل مقاومتها الشيوعية . أثناء مؤتمر الحزب التاسع عشر في أكتوبر 52 اعتلى رجل الدولة البولشفي الكبير رفيق لينين فياتتشسلاف مولوتوف ليؤكد أن مستوى الإنجاز خلال السنة الأولى من الخطة قد تعدى المستوى المفترض .
إنها حقاً ثورة اشتراكية ثانية مهما تجاهلها متثاقفو البورجوازية الوضيعة وأيتام خروشتشوف وعصابته الذين خانوا الثورة الشيوعية وخالفوا القانون وألغوا الخطة الخمسية لتكريس كل مقدرات البلاد للتسلح، التسلح ليس لأجل الدفاع عن الوطن كما ادعوا كذبا لأن الوطن لم يكن بحاجة للأسلحة كما كانت قد أكدت صروف الحرب بل لمقاومة الإشتراكية، لمقاومة العمال والإنتصار للعسكر .
أطروحة ستالين للخطة الخمسية الخامسة في العم 51 ما زالت تكشف حتى اليوم مختلف شارات الخيانة على وجوه الشيوعيين سابقاً من أيتام خروشتشوف الموصوفين اليوم باليساريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طه غرحان على الفيسبوك
فؤاد النمري ( 2021 / 5 / 17 - 08:13 )
أشار ماركس إلى أن أدوات الإنتاج تتطور تقنياً باستمرار وتزدتد فعاليتها في الإنتاج وهو ما يقلل قوى العمل المطلوبة لإنتاج السلعة
فائض القيمة ومنه أرباح الرأسمالي ينتجه العمال
وعلية كلما انخفضت قوى العمل المطلوبة لإنتاج السلعة كلما انخفض فائض الفيمة وانخفضت الأرباح بالتالي

أرجو أن أكون قد شرحت المسألة بما بساعد على فهمها

مع أطيب تحياتي

اخر الافلام

.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد


.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض




.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس


.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس




.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين