الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاوضات في الشرق الأوسط خلال مئة عام

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2021 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم محمد عبد الكريم يوسف
لقد تعرضت منطقة الشرق الأوسط لما لم تتعرض له بقعة من الكوكب للحروب المتكررة والاجتياح العسكري والصراعات على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية وفي غالب الأحيان كانت هذه الحرب تنتهي بجولات تفاوض مكوكية يتم في نهايتها توقيع اتفاقيات وتسويات . يعرّف امبرس بيرس في معجمه الشيطاني السلام قائلا : " السلام هو فترة من الخداع بين حربين " وهذا التعريف صحيح لأنه ما إن يحدث شيء من الاستقرار بعد الحروب حتى تبدأ نذر حرب جديدة . هذه هي حال الشرق الأوسط عبر التاريخ ويستمر الحال على ما هو علية حتى تاريخ كتابة هذه السطور.
يسجل التاريخ أن أول مفاوضات جرت في منطقة الشرق الأوسط كانت بين الفراعنة والحيثيين في منطقة قادش السورية قبل ثلاثة ألاف عام . وتعد معاهدة "قادش" هي أقدم اتفاقية سلام عرفها التاريخ، أبرمت بين الفراعنة والحيثيين، حيث تضمنت بنودا قانونية وعسكرية ودبلوماسية نظمت العلاقات بينهما.
وقادش أو "تل النبي مندو" هي مدينة أثرية سورية قديمة، تقع على نهر العاصي إلى الجنوب الغربي من حمص بحوالي 24 كيلو مترا، وهي عاصمة مملكة "كنزا".وتقع المدينة أيضا على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب من مدينة القصير، وجرت فيها معركة قادش الثانية بين الفراعنة والحيثيين.وقع معاهدة قادش كل من الفرعون المصري الملك رمسيس الثاني، وملك الحيثيين مواتللي الثاني في عام 1258 ق.م، وذلك بعد معركة طاحنة جرت في مدينة قادش السورية وتكبد فيها الطرفان خسائر فادحة. ورغم انتصارات الملك رمسيس المتعددة والتي سجلتها النصوص الجدارية، إلا أن حروبه ضد الحيثيين هي الأهم والأكثر شهرة في تاريخه الحربي، وقد وصلت هذه المعارك ذروتها في معركة قادش التي اختلفت الروايات حول المنتصر فيها. وبينما يرى بعض من المؤرخين أن المعركة انتهت بانتصار جيش الفراعنة الذي حارب فيه الملك رمسيس الثاني بنفسه ليرفع من معنويات جنوده يقول آخرون عن المعركة أن رمسيس " خسرها منتصرا".
وتعتبر معاهدة قادش الأساس لجميع المعاهدات التي توالت بعد ذلك، لاسيما أنها "جمعت بين تطبيق القوانين والتشريعات وضمان حق الشعوب وتأكيد إقامة سلام عادل وشامل وتعزيز أواصر العلاقات العسكرية والدبلوماسية". ونقشت المعاهدة على لوح من الفضة باللغة الحيثية، إلى جانب أنها سجلت باللغة الهيروغليفية على جدران معبدي الكرنك والرامسيوم بمدينة الأقصر جنوب القاهرة. وأكدت بنود المعاهدة " أهمية إقامة علاقات جيدة بين الدولتين، والسعي إلى إحلال سلام أساسه احترام سيادة أراضي الدولتين، والتعهد بعدم تحضير الجيوش لمهاجمة الطرف الآخر، وإقامة تحالف وقوة دفاعية مشتركة، واحترام الرسل والمبعوثين بين الدولتين لأهمية دورهم لتفعيل السياسة الخارجية، واللجوء إلى لعنة الآلهة كضمانة لهذه المعاهدة ومعاقبة الناكث بها".ويوجد نسخة طبق الأصل من معاهدة قادش في مقر الأمم المتحدة باعتبارها أول معاهدة سلام مكتوبة وموثقة في التاريخ، كما يوجد نسخة منها معروضة في متحف الآثار بمدينة اسطنبول.
وحيث أن التاريخ حلقة أحداث متواصلة لا يمكن نجري عليها تهيئة كما نفعل في أقراص الحاسوب وحيث أن اليوم هو ابن الأمس وأن دروس التاريخ متكررة علينا أن نستخلص العبر من الأحداث التاريخية وعلينا أن نستحضر الماضي ونفهمه حتى نتمكن من استيعاب ما يجري اليوم .
سنركز في هذه الدراسة على حالات التفاوض والاتفاقيات التي جرت في منطقة الشرق الأوسط خلال مئة عام وسنبدأ في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى وتحديدا من عام 1919 م ونستمر حتى اليوم .
مفاوضات الملك فيصل مع حاييم وايزمان واتفاق عام 1919 :
كان الحلفاء قد وعدوا الشريف حسين وابنه الملك فيصل بإقامة دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط بعد انتصارهم على العثمانيين وبناء على هذا الوعد سارع الملك فيصل إلى إعلان إقامة الدولة العربية من دمشق والتي سرعان ما ألغيت من الحلفاء . لقد أراد الحلفاء أن يستفيدوا فقط من اسم الشريف حسين للقيام بالحرب على العثمانيين والتي كانت مقررة قبل خمسين عاما من نشوبها . بدأ الملك فيصل حوارا مع الحلفاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد يقينه من خديعتهم له . فأقام في باريس يحاورهم وكانت باكورة المفاوضات مع الدكتور حاييم وايزمان . عرفت فيما بعد باسم اتفاقية فيصل- وايزمان هي اتفاقية وقعت في 3 كانون الثاني 1919 بين الأمير فيصل ابن ملك الحجاز و حاييم وايزمان فيما بعد رئيس المنظمة الصهيونية العالمية كجزء من مؤتمر باريس للسلام 1919 وهي تعطي لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور. الطريف في الأمر أن الأمير فيصل وقع اتفاقية باللغة الانكليزية وهو لا يعرف شيئا منها وقد شرحها له شفهيا رفيق طفولته لورنس الانكليزي( العرب) نصت الاتفاقية على ما يلي :
إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنطقة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:
1. يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.
2. تحدد بعد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.
3. عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.
4. يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الإسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.
5. يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقدية الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية .
6. إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.
7. تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.
8. يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التأمين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.
9. كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن ، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر كانون الثاني 1919 .
مؤتمر باريس للسلام 1919
كان مؤتمر باريس للسلام اجتماعاً للحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى قرروا فيه كيف يقسمون غنائم المنهزمين، وكيف يحددون أسس السلام القادم معهم عقب هدنة عام 1918. عقد المؤتمر في باريس سنة 1919 وشارك فيه مندوبون عن أكثر من 32 دولة وكياناً سياسياً. وكان من أهم قراراته إنشاء عصبة الأمم. وقع المشاركون خلاله على خمس معاهدات مع المنهزمين (بما فيها معاهدة فرساي مع ألمانيا)، وقسمت أملاك الدولة العثمانية، ومستعمرات ألمانيا خارج أوروبا، وقسمت ألمانيا نفسها، ورسمت حدود جديدة لبعض الدول وأنشئت دول لم تكن من قبل. وفرضت تعويضات على ألمانيا للدول والأمم المتضررة من الحرب. في القسم 231 من معاهدة فرساي أحيل اللوم في نشوب الحرب وتداعياتها على ألمانيا وحلفائها وكانت التعويضات المفروضة عليها كبيرة جداً حتى أنها لم تتمكن من دفع إلا جزء يسير منها قبل انتهاء الفترة الممنوحة لها في 1931.
كان " الأربعة الكبار" في المؤتمر كل من رئيس الولايات المتحدة، وودرو ويلسون. ورئيس وزراء بريطانيا العظمى، ديفيد لويد جورج، ورئيس وزراء فرنسا، جورج كليمنصو. ورئيس وزراء إيطاليا، فيتوريو ايمانويل أورلاندو قد اجتمعوا بشكل غير رسمي 145 مرة وصاغوا كل القرارات الكبرى التي صادق عليها الآخرون في المؤتمر .
سيطرت القوى الخمس الكبرى (فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان) على المؤتمر.ولعبت اليابان دورا صغيرا إلى جانب "الأربعة الكبار" التي كان زعماؤها هم الشخصيات المهيمنة على المؤتمر. عبر جلسات مفتوحة وافقت جميع الوفود على القرارات التي اتخذها الأربعة الكبار. وانتهى المؤتمر في 21 كانون الثاني 1920 مع افتتاح الجمعية العامة لعصبة الأمم.
تم إعداد خمس معاهدات سلام رئيسية في مؤتمر باريس للسلام هي:
معاهدة فرساي 1919، مع ألمانيا.
معاهدة سان جيرمان 1919، مع النمسا.
معاهدة نويي 1919مع بلغاريا.
معاهدة تريانون 1920، مع المجر.
معاهدة سيفر 1920، مع الدولة العثمانية؛ ونقحت لاحقاً بمعاهدة لوزان 24 يوليو 1923، مع الجمهورية التركية.
كانت القرارات الكبرى الناجمة عن المؤتمر هي إنشاء عصبة الأمم. معاهدات السلام مع الأعداء الخمسة المهزومين، بما فيها معاهدة فرساي مع ألمانيا. منح الممتلكات الألمانية والعثمانية الخارجية للانتدابين البريطاني والفرنسي. فرض تعويضات على ألمانيا، رسم حدود وطنية جديدة (في بعض الأحيان مع الاستفتاءات) لتعكس بشكل أفضل القوى القومية..
اتخذت القرارات في المؤتمر من جانب واحد إلى حد كبير حسب رغبات الدول الكبرى الأربع، وكانت باريس (باعتبارها مركزاً للدبلوماسية العالمية آنذاك) تضغط بكل ثقلها لوضع شروط مذلة على ألمانيا سياسياً واقتصادياً وجغرافياً، ولا سيما تغيير حدودها واقتطاع أجزاء من أراضيها وفرض تعويضات باهظة عليها، وتحجيم جيشها، وإضعافه، ووضع كل اللوم عليها في أسباب الحرب وتداعياتها.
و أدى بشكل غير مباشر إلى تقوية النزعة النازية في ألمانيا التي أدت بدورها إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. كما أثارت عصبة الأمم الجدل في الولايات المتحدة حول مدى تأثيرها على صلاحيات الكونغرس في إعلان الحرب. كذلك أدى عدم دعوة البعض إلى المؤتمر لا سيما الجمهوريين الألمان وروسيا الشيوعية إلى تقويض بعض معاهدات السلام التي أبرمت لاسيما حين أعلن استقلال جمهوريات جنوب القوقاز وعدم نجاح اليابان في إقرار المساواة العرقية مع القوى العظمى الأخرى.
في الشرق الأوسط رأت الولايات المتحدة أن تعطى الشعوب المستقلة عن الدولة العثمانية حق تقرير المصير على عكس ما كانت ترغب به بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا تريدان فرض هيمنتهما الاستعمارية على المنطقة.
وبناء على إصرار الرئيس ويلسون طلب من الأربعة الكبار توقيع اتفاقية ضمنت حقوق الأقليات في الدول الجديدة فاحتجت بولندا ، وقدم القليل من الجهد لإنفاذ الحقوق المحددة للألمان واليهود والأوكرانيين والأقليات الأخرى. تم التوقيع على معاهدات مماثلة من قبل تشيكوسلوفاكيا ورومانيا ويوغوسلافيا واليونان والنمسا والمجر وبلغاريا، وفيما بعد من قبل لاتفيا واستونيا وليتوانيا. لم يطلب فنلندا وألمانيا للتوقيع على المعاهدات الأقلية معاهدة حقوق الأقليات.
معاهدة سيفر 1920
معاهدة سيڨر 10 آب 1920 هي إحدى سلسلة من معاهدات وقعتها دول المحور عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ، وقد كانت مصادقة الدولة العثمانية عليها هي المسمار الأخير في نعش تفككها وانهيارها بسبب شروطها القاسية والمجحفة والتي كانت بدافع النقمة من هزيمة الحلفاء في معركة جاليبولي على يد العثمانيين وتضمنت تلك المعاهدة التخلي عن جميع الأراضي العثمانية التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية إضافة إلى استيلاء الحلفاء على أراض تركية ، فقُسِّمت بلدان شرق المتوسط حيث أخضعت فلسطين للانتداب البريطاني وسوريا للانتداب الفرنسي . وقد ألهبت شروط المعاهدة حالة من العداء والشعور القومي لدى الأتراك، فجرّد البرلمان الذي يقوده مصطفى كمال أتاتورك موقّعي المعاهدة من جنسيتهم ثم بدأت حرب الاستقلال التركية التي أفرزت معاهدة لوزان حيث وافق عليها القوميون الأتراك بقيادة أتاتورك؛ ممّا ساعد في تشكيل الجمهورية التركية الحديثة.
وُقِّع، قبل معاهدة سيفر، على معاهدة فرساي مع الإمبراطورية الألمانية لإلغاء الامتيازات الألمانية في الفلك العثماني ومنها الحقوق الاقتصادية والشركات. وفي ذات الوقت تم "اتفاق سري ثلاثي" بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا . تحصل بريطانيا بموجبه على الامتيازات النفطية والتجارية ، وتُنقل ملكية الشركات الألمانية في الدولة العثمانية إلى شركات دول الاتفاق الثلاثي . ولكن تبقى شروط معاهدة سيفر أشد وطئا على العثمانيين من شروط فرساي المفروضة على الألمان ؛ وإن أخذت المفاوضات المفتوحة أكثر من خمسة عشر شهرا بدءا من مؤتمر باريس للسلام حيث استمرت المفاوضات في مؤتمر لندن إلا أنها اتخذت شكلا واضحا بعد اجتماع رؤساء الوزراء في مؤتمر سان ريمو في نيسان عام 1920 وقد بدأت كل من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا - سرا - بمحاولة تقسيم الدولة العثمانية منذ عام 1915، ولكنها تأجلت لأن تلك القوى لم تتوصل إلى اتفاق فيما بينها والذي كان متوقفا على حصيلة الحركة الوطنية التركية. وقد ألغيت معاهدة سيفر خلال حرب الاستقلال التركية واستبدلتها الأطراف بمعاهدة لوزان التي وقعت عليها واعتمدتها سنة 1923 و1924.
ووقع ممثلو الدول على معاهدة سيفر في معرض لمصنع الخزف في سيفر بفرنسا. حيث أرسل السلطان محمد الخامس أربعة أشخاص للتوقيع على المعاهدة وهم: رضا توفيق والصدر الأعظم الداماد فريد باشا والسفير رشيد خالص ووزير التعليم العثماني هادي باشا، ووقع السير جورج ديكسونغراهام عن بريطانيا العظمى، ألكسندرميلرانعن فرنسا وولونجاري عن إيطاليا.
واستبعدت الولايات المتحدة أحد اللاعبين الأساسيين في دول الحلفاء من المعاهدة. كما واستبعدت أيضا روسيا بسبب توقيعها على معاهدة برست ليتوفسك مع الدولة العثمانية عام 1918 . أما بالنسبة لباقي دول الحلفاء، فقد رفضت اليونان الحدود المرسومة ولم تصدّق على المعاهدة. ووقع أفتيس أهارونيان رئيس الوفد الأرمني على تلك المعاهدة؛ وهو نفسه الذي وقع على معاهدة 1918. وقد تمكنت الدولة العثمانية في تلك المعاهدة بسبب إصرار الصدر الأعظم طلعت باشا، من استعادة أراض احتلتها روسيا في الحرب الروسية التركية (1877-1878).
مراسلات الحسين مكماهون 1915
وهي سلسلة من الخطابات المتبادلة أثناء الحرب العالمية الأولى وافقت فيها الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال العرب في القسم الآسيوي من الوطن العربي عدا عدن المحمية البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى مقابل إشعال شريف مكة الثورة العربية ضد الدولة العثمانية. كان للمراسلات تأثير كبير على تاريخ الشرق الأوسط بعد الحرب، كما استمر النزاع بعدها حول كثيرٍ من النقاط ومنها فلسطين.
تكونت المراسلات من عشر خطاباتٍ متبادلةٍ في الفترة من 14 تموز1915 إلى 10 آذار 1916 بين الحسين بن علي شريف مكة والسير هنري مكماهون المعتمد البريطاني في مصر(1915-1917 ) . كانت منطقة الاستقلال العربية ضمن الحدود التي أقرها شريف مكة بالرغم من طلب الإنجليز استثناء أجزاءٍ من سوريا تقع غرب مقاطعات المدن السورية دمشق وحمص وحماة وحلب مراعاةً لاهتمامات فرنسا -كحليفٍ في الحرب بشأنها لكن الشريف أصر عليها. وطالب الشريف حسين بأن تعترف إنكلترا بالاستقلال العربي بحسب بنود بروتوكول دمشق. لم تكن المسألة العربية أولوية ولم تؤخذ على محمل الجد لا قدرة العرب على التمرد ، ولا قدرتهم على حكم أنفسهم. بل نزع كثيرون في الحكومة، ولا سيما في الهند، إلى الحذر خوفاً من التداعيات في بقية الإمبراطورية، وتصوّروا أن يجري ضمّ ما بين النهرين (العراق).
وعلى الرغم من جميع الانتقادات، واصلت بريطانيا "التفاوض"، معتبرة أنَّ ذلك يمكن أن يمنحها مزايا محتملة في ميادين القتال على العثمانيين والألمان. واعتقدت أن شريف مكة يمكن أن يساعدها في مواجهتها الجهاد الذي أعلنه السلطان في بداية الحرب العالمية الأولى. أمّا النقاش حول الحدود فقد تأجّل.
لكن الشريف لم يكن يفاوض بالأصالة عن نفسه هو وحده، وما كان يمكن لمسألة الحدود أن تنتظر نهاية الحرب، إذ كانت "النقطة الأساسية"، إلى درجة أن بريطانيا لم تلتزم بها من دون تحفظات وشروط. ولذلك، طالب مكماهون في جوابه المؤرّخ في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1915، باستثناء ولايتي مرسين واسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماة وحلب من الحدود المطلوبة كشرط للاعتراف باستقلال العرب. وكانت الحجة التي قُدَّمت لتبرير ذلك هي أنها "لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة":
"إن ولايتي مرسين واسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماة وحلب لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة. وعليه يجب أن تُستثنى من الحدود المطلوبة. مع هذا التعديل وبدون تعرض للمعاهدات المعقودة بيننا وبين بعض رؤساء العرب، نحن نقبل تلك الحدود. وأما بخصوص الأقاليم التي تضمنها تلك الحدود، حيث بريطانيا العظمى مطلقة التصرف بدون أن تمس مصالح حليفتها فرنسا فإنّ بريطانيا العظمى مستعدة بأن تعترف باستقلال العرب وتؤيد ذلك الاستقلال في جميع الأقاليم الداخلة في الحدود التي يطلبها دولة شريف مكة".
إنَّ المناطق التي "لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة" هي تلك التي كانت موطناً لأقليات مسيحية كبيرة مثل لبنان - الذي كان أيضاً تحت سلطة فرنسا - أو لسكّان من الأتراك والكرد والأرمن في شمال سوريا. "وبالمناسبة"، كانت هذه أيضاً هي الأراضي التي يعلم البريطانيون أنَّ عين فرنسا عليها. أمّا بالنسبة إلى فلسطين، فلم تُذكر بوصفها كذلك، وهي تقع جغرافياً إلى الجنوب الغربي من المناطق المذكورة.
تكشف هذه الرسالة البعد العرقي - الديني وراء تجزئة بلاد الشام التي كان من شأن ترجمتها على أرض الواقع أن تشكّل أساساً لتجزئة ذات بعدين: جغرافي وديموغرافي. قبل الشريف استثناء ولايتي مرسين وأضنة من المملكة العربية (وليس اسكندرونة التي كانت جزءاً من ولاية حلب وتالياً من الأراضي العربية المُطالَب بها) ، وكان ذلك هو التنازل الإقليمي الوحيد الذي كان على استعداد لتقديمه. واللافت على الرغم من ذلك، أنه لم يقبل تعريف ماكماهون لـ "عربية محضة"، وشدّد على أن جميع المقيمين في المناطق المُطالَب بها هم من العرب، بغض النظر عن دينهم:
"وأما ولايتي حلب وبيروت وسواحلها فهي ولايات عربية محضة ولا فرق بين العربي المسيحي والمسلم فإنهما ابنا جد واحد، وتقوم فيهم منا معاشر المسلمين ما سلكه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أحكام الدين الإسلامي ومن تبعه من الخلفاء، أن يعاملوا المسيحيين كمعاملاتهم لأنفسهم بقوله "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، علاوة على امتيازاتهم المذهبية وبما تراه المصلحة العامة وتحكم به".
وإذ لفت الشريف حسين إلى أن الولايات العراقية هي من أجزاء المملكة العربية المحضة، بحيث لا استقلال يمكن أن يكون كاملاً من دون ذلك، رضي على الرغم من ذلك بتركها تحت الإشغال البريطاني أو الإدارة البريطانية إلى مدة يسيرة. لكن حسيناً عبّر عن بعض القلق حيال دور فرنسا والمعاهدات مع العرب الآخرين، فما كان من مكماهون إلا أن أجّل مناقشة ذلك إلى ما بعد "هزيمة العدو". أدت بعض التفسيرات المتضادة إلى نزاعٍ كبير في السنوات التالية . لقد أثرت هذه المراسلات على العلاقات البريطانية-العربية لعدة عقود.
بروتوكول دمشق عام 1915
شهدت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى اشتدادا في العداء التركي- العربي واستشراءً في القمع الشديد للاستقلاليين العرب. كما عملت رغبة الحكومة العثمانية في خلع حسين على توسيع الفجوة بين الهاشميين والأتراك.
وحين توقف عبد الله ابن الشريف حسين في القاهرة في شباط عام 1914، سأل هوراشيو هربرت كشنر القنصل البريطاني العام ورونالد ستورز المسؤول عن المشرق عن موقف بريطانيا من الثورة العربية القادمة . وكان الحذر يعم موقف بريطانيا . وفي طريقه إلى اسطنبول للقاء الصدر الأعظم ، تعرّف فيصل ابن الشريف حسين على جمعيتي "العربية الفتاة" و "العهد" السريتين المتمركزتين في دمشق. وناقش معهما إمكانات تنظيم ثورة عربية ترمي إلى الاستقلال. وكان ثمة شعور لديهما بأنه لا يمكن الوثوق بدعم القوى الاستعمارية ، ذلك أنَّ حضور أوروبا كان يزداد في المنطقة ليس من خلال التغلغل الثقافي والاقتصادي فحسب، بل بوصفها قوة استعمارية أيضاً و لاسيّما في شمال أفريقيا. كما ساهمت الثورة في ليبيا في تشدد الخطاب المعادي للاستعمار.
حين كان فيصل في اسطنبول ، اشتد قمع قادة حركة الاستقلال والحركة القومية العربية ما أدى بالجمعيتين إلى الخروج باسم "بروتوكول دمشق" (بوصفه أساساً للاتفاق مع بريطانيا)، يرسم حدود الأرض المُطالب بها ويحدد دور بريطانيا المستقبلي والذي كان ينص على :
1. تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود التي تبدأ شمالاً: بخط مرسين - أضنة، ممتداً على أورفة وماردين وجزيرة ابن عمر فحدود فارس، وشرقاً: حدود إيران حتى الخليج، وجنوباً: المحيط الهندي (ما عدا عدن)، وغرباً: البحر الأحمر والأبيض حتى مرسين.
2. إلغاء الامتيازات الأجنبية.
3. عقد تحالف دفاعي بين بريطانيا والدولة العربية المستقلة.
4. منح بريطانيا الأفضلية في الشؤون الاقتصادية.
اتفاقية سايكس بيكو عام 1916
وقعت اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا على اقتسام الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط عام 1916. وتم الوصول إليها بين نيسان وأيار من ذلك العام على صورة تبادل وثائق بين وزارات خارجية الدول الثلاث(فرنسا وإنجلترا وروسيا القيصرية).
عينت الحكومة الفرنسية "جورج بيكو" قنصلها العام السابق في بيروت مندوبا ساميا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع بـ"مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، وأسفرت هذه الاجتماعات والمراسلات عن اتفاقية عُرفت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرغ الروسية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية سُميّت باتفاقية سايكس بيكو وذلك لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي:
- استيلاء فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية اضنة.
- استيلاء بريطانيا على منطقة جنوب وأواسط العراق بما فيها مدينة بغداد، وكذلك ميناء عكا وحيفا في فلسطين.
- استيلاء روسيا على الولايات الأرمينية في تركيا وشمال كردستان.
- حق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في الأماكن المقدسة في فلسطين.
- المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا تكون اتحاد دول عربية أو دول عربية موحدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، ويشمل النفوذ الفرنسي شرق بلاد الشام وولاية الموصل، بينما النفوذ البريطاني يمتد إلى شرق الأردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد وحتى الحدود الإيرانية.
- يخضع الجزء الباقي من فلسطين لإدارة دولية.
- يصبح ميناء اسكندرون حرا.
تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917 مما أثار غضب الشعب السوري الذي يمسّه الاتفاق مباشرة وأحرج فرنسا وبريطانيا.
تم تقسيم المنطقة بموجب الاتفاق فحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من بلاد الشام وجزء كبير من جنوب الأناضول ومنطقة الموصل في العراق، أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية.
كما تقرر وضع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا "فلسطين" تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا (لاحقاً وبموجب وعد بلفور لليهود، أعطيت فلسطين للصهاينة لبناء دولة إسرائيل)
لكن الاتفاق نص على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل استخدام ميناء إسكندرون الذي كان سيقع في دائرة سيطرتها.
بنود الاتفاقية :
المادة الأولى:
إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين "آ" (داخلية سوريا) و"ب" (داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق. يكون لفرنسا في منطقة (آ) ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة (آ) وإنجلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.
المادة الثانية:
يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنجلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.
المادة الثالثة:
تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.
المادة الرابعة:
تنال إنجلترا ما يلي:
- ميناءي حيفا وعكا.
- يضمن مقدار محدود من مياه دجلة والفرات في المنطقة (آ) للمنطقة (ب)، وتتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بألا تتخلى في أي مفاوضات ما مع دولة أخرى للتنازل عن جزيرة قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدماً.
المادة الخامسة:
يكون إسكندرونة ميناء حراً لتجارة الإمبراطورية البريطانية، ولا تنشأ معاملات مختلفة في رسوم الميناء، ولا تفرض تسهيلات خاصة للملاحة والبضائع البريطانية. وتباح حرية النقل للبضائع الإنجليزية عن طريق إسكندرونة وسكة الحديد في المنطقة الزرقاء، سواء كانت واردة إلى المنطقة الحمراء أو إلى المنطقتين (آ) و(ب) أو صادرة منهما.
ولا تنشأ معاملات مختلفة مباشرة أو غير مباشرة على أي من سكك الحديد أو في أي ميناء من موانئ المناطق المذكورة تمس البضائع والبواخر البريطانية. تكون حيفا ميناء حراً لتجارة فرنسا ومستعمراتها والبلاد الواقعة تحت حمايتها، ولا يقع اختلاف في المعاملات ولا يرفض إعطاء تسهيلات للملاحة والبضائع الفرنسية، ويكون نقل البضائع حراً بطريق حيفا وعلى سكة الحديد الإنجليزية في المنطقة السمراء (فلسطين)، سواء كانت البضائع صادرة من المنطقة الزرقاء أو الحمراء، أو من المنطقتين (آ) و(ب) أو واردة إليها.
ولا يجري أدنى اختلاف في المعاملة بطريق مباشر أو غير مباشر يمس البضائع أو البواخر الفرنسية في أي سكة من سكك الحديد ولا في ميناء من الموانئ المذكورة.

المادة السادسة:
لا تمد سكة حديد بغداد في المنطقة (آ) إلى ما بعد الموصل جنوباً، ولا إلى المنطقة (ب) إلى ما بعد سامراء شمالاً، إلى أن يتم إنشاء خط حديدي يصل بغداد بحلب ماراً بوادي الفرات، ويكون ذلك بمساعدة الحكومتين.
المادة السابعة:
يحق لبريطانيا العظمى أن تنشئ وتدير وتكون المالكة الوحيد لخط حديدي يصل حيفا بالمنطقة (ب)، ويكون لها ما عدا ذلك حق دائم بنقل الجنود في أي وقت كان على طول هذا الخط.
ويجب أن يكون معلوماً لدى الحكومتين أن هذا الخط يجب أن يسهل اتصال حيفا ببغداد، وأنه إذا حالت دون إنشاء خط الاتصال في المنطقة السمراء مصاعب فنية أو نفقات وافرة لإدارته تجعل إنشاءه متعذراً، فإن الحكومة الفرنسية تسمح بمروره في طريق بربورة- أم قيس- ملقا- إيدار- غسطا- مغاير إلى أن يصل إلى المنطقة (ب).
المادة الثامنة:
تبقى تعريفة الجمارك التركية نافذة عشرين سنة في جميع جهات المنطقتين الزرقاء والحمراء في المنطقتين (آ) و(ب)، فلا تضاف أية علاوة على الرسوم، ولا تبدل قاعدة التثمين في الرسوم بقاعدة أخذ العين، إلا أن يكون باتفاق بين الحكومتين. ولا تنشأ جمارك داخلية بين أي منطقة وأخرى في المناطق المذكورة أعلاه، وما يفرض من رسوم جمركية على البضائع المرسلة يدفع في الميناء ويعطى لإدارة المنطقة المرسلة إليها البضائع.
المادة التاسعة:
من المتفق عليه أن الحكومة الفرنسية لا تجري مفاوضة في أي وقت للتنازل عن حقوقها، ولا تعطي ما لها من الحقوق في المنطقة الزرقاء لدولة أخرى سوى للدولة أو لحلف الدول العربية، بدون أن توافق على ذلك مقدماً حكومة جلالة الملك التي تتعهد بمثل ذلك للحكومة الفرنسية في المنطقة الحمراء.
المادة العاشرة:
تتفق الحكومتان الإنجليزية والفرنسية، بصفتهما حاميتين للدولة العربية، على أن لا تمتلكا ولا تسمحا لدولة ثالثة أن تمتلك أقطاراً في شبه جزيرة العرب، أو تنشئ قاعدة بحرية على ساحل البحر المتوسط الشرقي، على أن هذا لا يمنع تصحيحاً في حدود عدن قد يصبح ضرورياً بسبب عداء الترك الأخير.

المادة الحادية عشرة:
تستمر المفاوضات مع العرب بنفس الطريقة السابقة من قبل الحكومتين لتحديد حدود الدولة أو حلف الدول العربية.
المادة الثانية عشرة:
من المتفق عليه ما عدا ذكره أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى الدول العربية.
مؤتمر سان ريمو عام 1920
في عام 1920 تم توقيع معاهدة سان ريمو التي حددت مناطق النفوذ البريطانية والفرنسية في المشرق العربي. نتيجة لموقف إنكلترا وفرنسا من مقررات المؤتمر السوري العام المنعقد في 1920م فقد انعقد المجلس الأعلى للحلفاء، الذي يعدّ امتداداً لمؤتمر لندن المنعقد في (فبراير) 1920 في مدينة سان ريمو الإيطالية، في المدة ما بين التاسع عشر والخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 1920 للبحث في شروط الحلفاء للصلح مع تركيا طبقاً لمعاهدة سيفر، والمصادقة عليها بعد إعلان سوريا استقلالها ومناداتها بالأمير فيصل ملكاً عليها في المؤتمر السوري العام في الثامن من آذار (مارس) 1920.
وقد بحث المؤتمر:
1. معاهدة سيفر التي رسمت مستقبل المنطقة العربية التي تضم العراق وسوريا بما فيها لبنان والأردن وفلسطين.
2. والتقسيمات والانتدابات حسب مصالح دول الحلفاء، بحيث تقسم سوريا الكبرى إلى أربعة أقسام: سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين.
3. وتكون سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين والأردن تحت الانتداب البريطاني بالإضافة إلى العراق.
4. وقد تسبب وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، في اندلاع صدامات واسعة بين اليهود والعرب في مدينة القدس.
وكانت أهم مقررات المؤتمر النهائية ما يلي :

1. وضع سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
2. وضع العراق تحت الانتداب الإنكليزي.
3. وضع فلسطين وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور.

اتفاقية مودانيا 1922 بين تركيا وبريطانيا
وهي الاتفاقية التي وقعت عندما أفزعت انتصارات الأتراك رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جورج لويد فبادر إلى تعزيز قواته في المضايق حيث تم إنزال قوة بريطانية في قلعة جناق(Chanak) على الساحل الآسيوي الدردنيل ، أما القوات التركية فاقتربت في طريقها صوب العاصمة من القوات البريطانية المرابطة في جناق ، وبدا وكأن الصدام بين الطرفين وشيك لا محالة، لولا أن ضبط النفس الذي أبداه الطرفان. و كانت هذه الأحداث الممهد لعقد اتفاقية مودانيا بينهما مطلع 1922. بموجبها استعادت تركيا تراقيا الشرقية (حاليا تركيا الأوروبية) و أدرنة في حين وافق مصطفى كمال أتاتورك على اقتراح يقضي بالسيطرة الدولية على المضايق.
معاهدة لوزان 1923 بين تركيا والحلفاء :
معاهدة لوزان اتفاقية سلام دولية وُقعت عام 1923 في لوزان بسويسرا بين كل من تركيا وبريطانيا وفرنسا وتألفت من 143 مادة أعادت تنظيم العلاقات بين هذه الدول في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى.
إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 أبرمت الدول المتحالفة المنتصرة فيها "معاهدة سيفر" يوم 10 أغسطس/آب 1920 فتقاسمت بموجبها أراضي الدولة العثمانية، وأعطت معظم القوميات غير التركية في الدولة العثمانية استقلالها، ولكن الأتراك رفضوا هذه المعاهدة وخاضوا حربا شرسة ضد الحلفاء حتى انتصروا عليهم انتصارا كبيرا، وخاصة على اليونان خلال حرب 1922-1923.
وفي أعقاب ذلك عُقد "مؤتمر لوزان" الثاني الذي استمرت أعماله ثلاثة أشهر، وتمخض عن توقيع "معاهدة لوزان"يوم 24 يوليو/تموز عام 1923 في فندق "بوريفاج بلاس" بمدينة لوزان جنوبي سويسرا. وكانت أطراف المعاهدة القوى الاستعمارية المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى (خاصة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا)، والإمبراطورية العثمانية التي ترأس وفدها إلى المؤتمر عصمت إينونو.
وضعت هذه المعاهدة حدا لإمبراطورية الخلافة العثمانية التي كانت الدول الغربية تسميها آنذاك "الرجل المريض"، وأسست لقيام الدولة التركية القومية الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وعاصمتها أنقرة.
وقد سُميت "معاهدة لوزان الثانية" تمييزا لها عن اتفاقية لوزان الأولى (معاهدة أوشي) الموقعة في 18 تشرين الأول عام 1912 بين إيطاليا والدولة العثمانية، والقاضية بانسحاب الأخيرة من ليبيا لصالح إيطاليا.
شروط المعاهدة:
تضمنت "معاهدة لوزان" 143 مادة موزعة على 17 وثيقة ما بين "اتفاقية" و"ميثاق" و"تصريح" و"ملحق"، وتناولت هذه المواد ترتيبات الصلح بين الأطراف الموقعة على المعاهدة، وإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينها "وفقا للمبادئ العامة للقانون الدولي".
كما نظمت استخدام المضايق المائية التركية وقواعد المرور والملاحة فيها زمن الحرب والسلم، واحتوت نصوصا تحدد شروط الإقامة والتجارة والقضاء في تركيا، وإعادة النظر في وضعية الدولة العثمانية ومآل الأراضي التي كانت تابعة لها قبل هزيمتها في الحرب العالمية الأولى خلال 1914-1918 .
فقد أبطلت المعاهدة العمل بـ"معاهدة سيفر" وبنودها المجحفة بحق الدولة العثمانية، وأسست لما عُرف لاحقا بـ"الجمهورية التركية" العلمانية بعد إلغاء نظام الخلافة الإسلامية، ورسّمت حدود اليونان وبلغاريا مع الدولة التركية التي حافظت على ضم إسطنبول وتراقيا الغربية، وتضمنت بنودا تتعلق بتقسيط ديون الدولة العثمانية.
وقضت بتخلي تركيا عن السيادةعلى قبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق وبلاد الشام ، باستثناء مدن كانت تقع في سوريا مثل أورفا وأضنه وغازي عنتاب وكلس ومرعش، وبتنازل الدولة العثمانية عن كافة حقوقها السياسية والمالية المتعلقة بمصر والسودان اعتبارا من تشرين الثاني عام 1914.
ونصت معاهدة لوزان على حماية الأقلية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية بتركيا والأقلية المسلمة باليونان، وألزمت الحكومة التركية بالمحافظة على حياة وحقوق وحرية جميع المواطنين ضمن أراضيها، وبمساواتهم أمام القانون بغض النظر عن الأصل والقومية واللغة والدين.
كما ألزمتها بعدم وضع أي قيود على المواطنين في استخدام أي لغة يختارونها مهما كانت، سواء أكان ذلك في العلاقات الخاصة أم في الاجتماعات العامة أم في مجالات الدين والتجارة والإعلام والنشر. مع التأكيد على حقوق السيادة السياسية والاقتصادية للدولة التركية وإلغاء تطبيق نظام الامتيازات الأجنبية على أراضيها.


مؤتمر لندن عام 1921بين تركيا والحلفاء:
انطلق المؤتمر، أساسا ، من موقف كان مصطفى كمال قد عبر عنه حين قال إن "معاهدة سيفر التي تهدف إلى محو استقلالنا السياسي والقضائي والاقتصادي والمالي، إنما ترفض لنا حقنا في أن نعيش وأن نوجد"
كانت الدولة العثمانية في ذلك الحين قد خرجت مهزومة من الحرب العالمية الأولى. لكن الحلفاء المنتصرين، وعلى رأسهم بريطانيا، كانوا يريدون تسوية الأمور بحيث يتمكنوا من إنشاء دولة تركية منفصلة عن عالم الإسلام بدلا من الخلافة العثمانية.
وهنا يأتي دور مؤتمر لندن الذي دام أسبوعين وختم أعماله يوم 15 آذار 1921. هذا المؤتمر نظمته يومها بريطانيا بالتفاهم مع حلفائها، خصوصاً أن "الوطنيين الأتراك" بزعامة مصطفى كمال كانوا شكلوا سلطة قوية في أنقرة وبدؤوا يعيدون هيكلة قواتهم المسلحة.
وعند بدء التحضير للمؤتمر عمدت دول الحلف إلى دعوة ممثلين عن حكومة اسطنبول الخاضعة لسيطرتها مشترطة أن يشغل مصطفى كمال وأصحابه مقاعد ضمن وفد هذه الحكومة.
غير أن مصطفى كمال أبلغهم أن تركيا لا يمكن أن تمثل إلا بوفد واحد يأتي من أنقرة التي لم تكن، بالطبع، خاضعة لنفوذ الحلفاء. وفي النهاية وجدت بريطانيا أنه من الأفضل دعوة وفدين في الوقت نفسه، واحد يمثل اسطنبول والثاني أنقرة.
مهما يكن في الأمر فإن توفيق باشا، رئيس حكومة اسطنبول، تعمد أن يعلن منذ البداية أنه لن يشارك في النقاشات بل سيترك الكلام لممثلي الأمة الشرعيين.
أما بكير سامي، وزير خارجية حكومة أنقرة، فإنه فعل العكس، وراح يمثل حكومته، بل كان الوحيد الذي شارك في المؤتمر باسم تركيا كلها.
كانت غاية الحلفاء من هذا المؤتمر دفع حكومة أنقرة إلى المصادقة على بعض البنود المتعلقة بمعاهدة “سيفر”، لكن مصطفى كمال وأصحابه كانوا ضد هذه المعاهدة بالطبع. ولذلك امتنع بكير سامي عن الموافقة على أي من الاقتراحات التي راح الحلفاء يتقدمون بها.
أسفر ذلك المؤتمر يومها عن فشل تام. ولكن – بالنسبة إلى الكثير من المؤرخين – لم يكن ذلك الفشل حقيقياً، بل شكلياً، لأن المؤتمر، في حقيقة الأمر ، وفر لأنقرة فرصة مكنتها من أن تجد مكاناً أساسيا لها في ساحة السياسة العالمية.
وحتى اليوم لا يزال الكثير من المؤرخين يرون أن كل ما حققه مصطفى كمال وأصحابه من انتصارات منذ ذلك الحين، إنما كان قد دُرس وخُطط له بكل عناية خلال مؤتمر لندن.
معاهدة أنقرة عام 1921 بين تركيا وفرنسا
تم التوقيع عليها في 20 تشرين أول 1921 بين فرنسا وحكومة المجلس الوطني الأكبر لتركيا لإنهاء الحرب الفرنسية التركية. وقع على المعاهدة الدبلوماسي الفرنسي هنري فرانكلين- بولين ووزير الخارجية التركي يوسف كمال بك. كما أوقفت المعاهدة الحرب الفرنسية التركية (ضمن حرب الاستقلال التركية) وكان أثرها الأكبر تعديل خط الحدود بين سوريا (الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي آنذاك) وتركيا الذي كان قد أقر في معاهدة سيڤر 1920 التي أنهت الحرب العالمية الأولى. رسم الخط الجديد لتتراجع الحدود السورية- التركية المرسومة بموجب معاهدة سيفر جنوباً بمسافة حوالي 50 كيلومتراً، ليبدأ من نقطة تقع إلى الجنوب مباشرة من بانياس على خليج اسكندرون شرقاً إلى ميدان أكبس ثم جنوب شرق تحو محطة القطار في كلّس ويستمر عند الحد الجنوبي لخط سكة حديد إسطنبول- بغداد.
أسفرت المعاهدة الجديدة عن وضع السناجق السورية الشمالية ضمن الأراضي التركية وعن عزل مدينة حلب عن معظم المناطق الشمالية التي كانت ضمن ولاية حلب وولاية أضنه. ونتيجة لهذه المعاهدة أمست المدن والسناجق التالية :أضنه وعثمانية ومرعش وعينتاب وكلس وأورفة وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر تحت السيادة التركية . وقد بلغت مساحة الأراضي التي تم ضمها إلى تركيا حوالي ١٨ ألف كيلومتر مربع. كما نصت اتفاقية أنقرة أيضاً على منح لواء إسكندرونة وضعاً خاصا يتمتع فيه السكان الأتراك بامتيازات للحفاظ على ثقافتهم وعلى جعل اللغة التركية لغة رسمية في اللواء.
كما نصت المعاهدة على كون ضريح سليمان شاه (جد عثمان الأول مؤسس السلالة العثمانية) والواقع ضمن الأراضي السورية ملكاً لتركيا وأن تعين تركيا حرساً عليه.

اتفاقية قارص بين تركيا وروسيا عام 1921
أصبحت معاهدة "موسكو – قارص" التي تم توقيعها بين روسيا وتركيا في عام 1921، وبموجبها حصلت أنقرة على مدينة قارص الأرمينية وأردهان وجبل أرارات وتأتي من أهم بنود الاتفاقية، هي إعادة التصديق من قبل روسيا على الاتفاقية كل 25 عاما، والتي ستجدد في 2021، وفقد كان آخر تصديق لها عام 1996، و اذا لم تصدق موسكو فإن 30% من أراضي تركيا سيتم استقطاعها.

وكانت معاهدة الصداقة والأخوة الروسية التركية تنص على أن تحصل تركيا على هذه الأراضي مقابل إنهاء المجازر التي تقوم بها ضد الأرمن.

ووقّعت الاتفاقية في مدينة قارص في 13 تشرين أول 1921، وصدقت في يريفان في 11 أيلول 1922، وشمل الموقعون ممثلين من الجمعية الوطنية الكبرى التركية، وكذلك أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، والتي شكّلن جميعهن جزءًا من الاتحاد السوفيتي.
وسبقت معاهدة قارص معاهدة موسكو الموقعة في آذار 1921، ومعاهدة برست ليتوفسك ، وأسست الحدود المعاصرة بين تركيا ودول جنوب القوقاز، والتي ساعدت على إنهاء معركة سردارأباد والحملة القوقازية.
وتقع مدينة قارص في منطقة شرق الأناضول من تركيا، ويبلغ تعداد سكانها نحو 78.473 نسمة، كما تتواجد عند أرمينيا محافظة أرداهان في المنطقة ذاتها وتبلغ مساحتها 5.495 كم2 ويبلغ عدد سكانها 133.756 نسمة.
معاهدة موسكو بين تركيا وروسيا عام 1921
و هي معاهدة صداقة وقعت بين الجمعية الوطنية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وروسيا البلشفية بقيادة فلاديمير لينين، في 16 آذار 1921، واستنادًا إلى معاهدة بريست- ليتوفسك التي تم التوقيع عليها مع الدولة العثمانية في مارس 1918، حينئذ لم تكن الجمهورية التركية ولا الاتحاد السوفيتي كانا قد تأسسا بعد. وفي 23 تشرين أول 1921، أضيف إليها معاهدة كارس.
في 10 أغسطس 1920، وقعت الدولة العثمانية في باريس معاهدة سيفر للسلام مع الحلفاء، والتي تتضمن اعتراف تركيا بأرمينيا دولة حرة مستقلة. تحديد الحدود بين تركيا وأرمينيا في محافظات أرضروم وطرابزون وفان وبيتليس، الانسحاب من أرمينيا ونزع السلاح من جميع الأراضي العثمانية المتاخمة للحدود الأرمينية .
وفي 24 أغسطس 1920، وقع اتفاق للتعاون بين حكومة روسيا السوفياتية والجمعية الوطنية التركية، على أن توفر روسيا السوفياتية المساعدة للجمعية الوطنية التركية من أسلحة وذخائر ومؤن وإذا لزم الأمر من خلال عمليات عسكرية مشتركة. وفي أيلول 1920، تحرك 15 فيلق تركي بقيادة "كاظم قارابكير" نحو كارس وأرداهان وأرتفين وباطومي وأغدير لمواجهة الأرمن على الحدود الشرقية. وبعد ستة أسابيع من القتال، فقدت جمهورية أرمينيا ثلثي أراضيها قبل الحرب، وأكثر من 200 ألف شخص معظمهم من المدنيين.
وفي 15 تشرين ثاني 1920، ناشدت حكومة جمهورية أرمينيا الجمعية الوطنية التركية بدء محادثات سلام. وفي 18 نوفمبر، بدأت الهدنة الأرمينية التركية لمدة 10 أيام، والتي سرعان ما امتدت إلى 5 ديسمبر. وفي 24 تشرين ثاني 1920، وصول وفد حكومة جمهورية أرمينيا إلى ألكسندر وبول. وفي 25 تشرين ثاني، وقعوا على إعلان رفض جمهورية أرمينيا لشروط معاهدة سيفر. وفي 3 كانون أول 1920، انتهت الحرب التركية الأرمينية بالتوقيع على معاهدة ألكسندر وبول التي حددت الحدود النهائية لأرمينيا، وحددت عدد قوات الجيش الأرميني بـ 1500 فرد، وأعطت القوات التركية الحق في التنقل بحرية في جميع أراضي جمهورية أرمينيا.
معاهدة صقلية بين تركيا وفرنسا عام 1921
تم توقيع المعاهدة بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية التركية بغرض إنهاء الحرب التركية الفرنسية . لم تحقق المعاهدة أهدافها فاستبدلت بمعاهدة أنقرة .
معاهدة الكسندربول بين تركيا وأرمينيا عام 1920
وهي معاهدة سلام بين الجمهورية الأرمينية الأولى وبين الحكومة التركية ينتهي بموجبها الصراع التركي الأرميني ويتم رسم الحدود بين البلدين .
........يتبع في الحلقة الثانية ........
المراجع
1. Hovannisian، Richard G. (1996). The Republic of Armenia, Vol. IV: Between Crescent and Sickle, Partition and Sovietization. Berkeley: University of California Press. صفحات 394–397. ISBN 0-520-08804-2.
2. Hovannisian، Richard G. (1996). The Republic of Armenia, Vol. IV: Between Crescent and Sickle - Partition and Sovietization. Berkeley, California: University of California Press. صفحة 62. ISBN 0-520-08804-2.
3. Kadishev، A.B. (1960)، Интервенция и гражданская война в Закавказье [Intervention and civil war in the South Caucasus]، Moscow، صفحة 324
4. Andersen، Andrew. "TURKEY AFTER WORLD WAR I: LOSSES AND GAINS".Centre for Military and Strategic Studies. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017.
5. Guaita، Giovanni (2001)، 1700 Years of Faithfulness: History of Armenia and its Churches، Moscow: FAM، ISBN 5-89831-013-4
6. On the right of self-determination of the Armenian people of Nagorno-Karabakh
7. Ter Minassian, Anahide (1989). La république d Arménie. 1918–1920 La mémoire du siècle. Brussels: éditions complexe, p. 220. ISBN 2-87027-280-4.
8. These are according to the figures provided by Alexander Miasnikyan, the President of the Council of People s Commissars of Soviet Armenia, in a telegram he sent to the Soviet Foreign Minister جورجي تشيشيرين in 1921. Miasnikyan s figures were broken down as follows: of the approximately 60,000 Armenians who were killed by the Turkish armies, 30,000 were men, 15,000 women, 5,000 children, and 10,000 young girls. Of the 38,000 who were wounded, 20,000 were men, 10,000 women, 5,000 young girls, and 3,000 children. Instances of mass rape, murder and violence were also reported against the Armenian populace of Kars and Alexandropol: see Vahakn N. Dadrian. (2003). The History of the Armenian Genocide: Ethnic Conflict from the Balkans to Anatolia to the Caucasus. New York: Berghahn Books, pp. 360–361. ISBN 1-57181-666-6. نسخة محفوظة 29 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
9. Armenia : The Survival of a Nation, Christopher Walker, 1980.
10. Akçam، Taner (2007). A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility. صفحة 327.
11. "The liberation of Sarikamis and Kars formed a part of our Eastern Operation, and as is known this operation was against Armenians" - D. Akbulut, The liberation of Sarikamis and Kars According to the Albayrak Newspaper, in "Kars and Eastern Anatolia in the Recent History Symposium", Ankara 1994.
12. Andrew Andersen نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
13. For the period leading up to independence see Richard G. Hovannisian (1967). Armenia on the Road to Independence, 1918. Berkeley: University of California Press. ISBN 0-520-00574-0.
14. The full history of the Armenian republic is covered by Richard G. Hovannisian, Republic of Armenia. 4 Vols. Berkeley: University of California Press, 1971–1996.
15. Hovannisian, Richard G. (1971).The Republic of Armenia: The First Year, 1918–1919, Vol. I. Berkeley: University of California Press. pp. 416ff. ISBN 0-520-01984-9.
16. Hovannisian, Richard G. http://www.jstor.org/stable/259971?&Search=yes&term=Hovannisian&term=G.&term=Richard&list=hide&searchUri=/action/doBasicSearch?Query=Richard+G.+Hovannisian&wc=on&acc=on&item=6&ttl=424&returnArticleService=showFullText. Journal of Contemporary History. Vol. 3, No. 1 (Jan., 1968), pp. 145–168.
17. Hovannisian, Richard G. (1982).The Republic of Armenia, Vol. II: From Versailles to London, 1919–1920. Berkeley: University of California Press. pp. 20–39, 316–364, 404–530. ISBN 0-520-04186-0.
18. Turkish War of Independence - All About Turkey نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
19. Hovannisian, Richard G. http://www.jstor.org/stable/162238?&Search=yes&term=Hovannisian&term=G.&term=Richard&list=hide&searchUri=/action/doBasicSearch?Query=Richard+G.+Hovannisian&wc=on&acc=on&item=2&ttl=424&returnArticleService=showFullText. International Journal of Middle East Studies, Vol. 4, No. 2 (April, 1973), pp. 129–147.
20. Mezhdunarodnaya Zhizn, 1963, № 11, pp. 147–148. The first publication of Kemal s letter to Lenin, in excerpts, in Russian. (باللغة الروسية)
21. Mezhdunarodnaya Zhizn, 1963, № 11, p. 148. (باللغة الروسية)
22. Erik J. Zürcher: Turkey: A Modern History, I.B.Tauris, 2004, https://books.google.com/books?id=RInzgxRX5uEC&pg=PA149&dq=turkish+troops+1919+35000+anatolia&hl=de&sa=X&ei=dhbJUK2OMYvBtAbFh4GICw&ved=0CC4Q6AEwAA#v=onepage&q=%22the%20negotiations%20broke%20down%20and%20on%22&f=false. ISBN 1860649580.
23. Ter Minassian, Anahide (1989). La république d Arménie. 1918–1920 La mémoire du siècle, Brussels: Éditions complexe, ISBN 2-87027-280-4, p. 196. (باللغة الفرنسية)
24. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, pp. 40–44.
25. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, p. 180.
26. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, p. 194, note 27.
27. Şimşir, Bilâl N. https://books.google.com/books?id=OFtpAAAAMAAJ&q=%221920+yılı+Haziran+ortalarında+Ankara,+Doğu+seferine+hazırlanmaya+başladı%22&dq=%221920+yılı+Haziran+ortalarında+Ankara,+Doğu+seferine+hazırlanmaya+başladı%22&hl=en&ei=xQkITtHOK63PmAXVvrDnDQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&sqi=2&ved=0CCkQ6AEwAA. Bilgi Yayınevi, 2005, p. 182.
28. Vital issues in modern Armenian history: a documented exposé of ... - Ervand Kazarovich Sarkisi︠a︡n, Ervand Ghazari Sargsyan, Ruben G. Sahakian - Google Books
29. T.C. Genelkurmay Harp Tarihi Başkanlığı Yayınları, Türk İstiklâl Harbine Katılan Tümen ve Daha Üst Kademlerdeki Komutanların Biyografileri, Genkurmay Başkanlığı Basımevi, Ankara, 1972. (باللغة التركية)
30. Kâzım Karabekir Paşa, Doğu Cephesi nde bulunan bütün sivil ve askeri makamlar üzerinde seferdeki ordu komutanlığı yetkisine haiz-dir-": (باللغة التركية) Kemal Atatürk, https://books.google.com/books?id=3EhpAAAAMAAJ&q=%22Kâzım+Karabekir+Paşa,+Doğu+Cephesi%27nde+bulunan+bütün+sivil+ve+askeri+makamlar+üzerinde+seferdeki+ordu+komutanlığı+yetkisine+haiz-dir-%22&dq=%22Kâzım+Karabekir+Paşa,+Doğu+Cephesi%27nde+bulunan+bütün+sivil+ve+askeri+makamlar+üzerinde+seferdeki+ordu+komutanlığı+yetkisine+haiz-dir-%22&hl=en&ei=yxgITt_4HIKPmQWTrZDQDQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCsQ6AEwAA. Kaynak Yayınları, 2002, p. 314. ISBN 978-975-343-349-5.
31. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, pp. 182–184.
32. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, pp. 184–190.
33. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, pp. 191–197.
34. Hewsen, Robert H. Armenia: A Historical Atlas. Chicago: University of Chicago Press, p. 237. ISBN 0-226-33228-4.
35. Hovannisian. Republic of Armenia, Vol. IV, p. 259.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا