الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات مشرقة من النضال

دلشاد خدر

2021 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حینها کانت المدینة ملیئة بالاجهزة الامنیة وازلام النظام البعثي، متواجدین بکثافة في کل مکان، من أجل ارعاب مخالفیهم لم یترددوا من فعل اي شيء، میزانیة کبیرة في متناول ایدیهم، جهاز الامن کان بمثابة الدولة لە الید الطولی في کل انحاء العراق، حینها کان لدینا اتصال حزبي في المدینة اي مدینة أربیل، کنا نعتقد بان المدینة هي مدینتنا، کنا لانخشی من آي کائن کان، الكثیر منا کنا نجازف، اي عمل ضد النظام نعتقد بانە یعود بالنفع علی الحزب،
نفذنا عدة اعمال دون ان نهتم بالمخاطر التي تواجهنا وتواجە عائلتنا، حینها کنت مساعد مخدر في مستشفی صدام کنت اتمنی أن اضع کل طاقاتي في خدمة البیشمرگە والمعارضة دون ان انتظر القرارات الحزبیة من الجهات العلیا بل کنا نسعی وراء اي مهمة کي ننفذها، اتذکر جیدا کنت في زیارة الی بیت الاخ فؤاد عبدالقادر ( كاك فواد كانة من عائيلة الشيوعية و عضو في الجزب ) بعد الجلوس عرفت بان فؤاد لم یکن في البیت، جلست مع والدتە عطیة کنا ندردش بعد حین قالت لي، منذ یومین جاء شاخوان الینا (شاخوان کان امر الفصیل في سریة برانتي التابعة الی الفوج الخامس للحزب الشیوعي العراقي ) وهو مریض جدا، یبدو ان شاخوان لدیە مغص کلوي لذلک جاء الی المدینة، لم یتمکن من البقاء في بیت اقاربە لانهم مراقبین من قبل الاجهزة الامنیة لذلک جاء الی بیت عبدالقادر( كاك عبدالقادر صديق الحزب و عندها دواجن في القرية مورتكة و كانت نحن نستعلها كمحطة للارسال ادوية الي الانصار في دشت اربيل) ، من خلال الحدیث مع عطیة قلت لها، انا استطیع مساعدتە اذا هو تقبل، نهضت عطیة ودخلت الی غرفة اخری وجلبت معها الرفيق شاخوان الی غرفة الضیوف، جلسنا نحن الثلاثة، یبدو مغصە شدید لذلک لم یستطیع الجلوس بشکل مریح، بل ینحني نفسە ویؤشر بیدە الی مکان الکلیة ثم قال، اخ دلشاد کیف تسطیع مساعدتي ماذا تفعل لي ؟ انا بدوري شرحت لە خطتي بشکل مفصل وهو کان یحدق بي، بعد ختم کلامي وجە لي سؤال، هل انت مطمئن من کلامک ؟ قلت لە، اذا لن تخاف ممکن تطبیق الخطة وسننجح حتما !
عندما کنت اتحدث کان شاخوان ینظر الي والی عطیة بشکل منبهر حینئذ عرفت بانە مضطر لذلک یعتقد بکلامي والا في داخلە خوف کبیر من عدم نجاح الخطة، قبل ان انهض قال لي، ماذا علي أن أفعل؟ قلت لە، احضر نفسک في الصباح الساعة السابعة واذا تلبس قمیص وبنطلون نظیف الامر سیکون احسن، قال لي ضاحکا، استطیع فعل ذلک، دار الاخ فؤاد واقعة في محلة مفتي ودارنا في محلة سیداوە، انا ترکت البیت وعدت الی بیتنا مشیا علی الاقدام، في اللیل کنت افکر بالخطة واقول مع نفسي، کیف اخذ شاخوان الی المستشفی واعالجە واعیدە سالما الی بیت عطیة،
وفي الصباح الباکر استیقظت مبکرا وذهبت الی بیت فؤاد في محلة مفتي وجلبت معي صدریتین احداهما لي والاخر لشاخوان، قبل الخروج علمتە کیف یضع الصدریة علی یدە کطلاب المعاهد، عندما خرجنا من غرفة الضیوف التف شاخوان وقال للعطیة ضاحکا، اذا حدث لي شيء الاخ دلشاد مسؤول امام التاریخ بالرغم من مزحە الا ان الکلام نابع من صمیم قلبە، حقە ان یشک، کیف یعتقد بان شخص مثلي یاخذ پیشمرگە معروف الی المستشفی الحکومي ویعالجە في حین مدة تعارفە هي یوم واحد. بعد خروجنا من البیت اختارینا الشارع الاربعیني ذلک الشارع یصل بنا الی جانب المستشفی، الطریق کان بعید،خشیة من المفارز الخاصة لم نستطیع اخذ التاکسي، قطعنا الطریق مشیا علی الاقدام بعد بلوغنا محلة باداوە تبددت مخاوفنا لان الشارع لیس مزدحما،
وصلنا الی مقابل المستشفی، مستشفی صدام کان لە بابین علی الطریق الرئیسي لمدینة کویسنجق، نحن اختارینا الباب الامامي، اختاریت هذا الباب لان الباب الثاني کان مزدحما وفیە سیطرة، کان عملي في غرفة العملیات، اخذت شاخوان معي الی غرفة العملیات حیث اعطیت لە الملابس التي کنا نستخدمها اثناء الدوام، کأي طالب کان معي لحین اکمال عملي، حینها کان یداوم دکتور اخصائي في المجاري البولیة باسم نجددت لحسن الحظ ذلک الیوم کانت لە عملیة اثناء الفرصة اخذت شاخوان وقلت للدکتور، هذا الطالب لە مغص کلوي اذا امکن تفحصە، بعد فحصە کتب لە اشعة الکلیة وفحص البول ونحن بدورنا ذهبنا الی غرفة الاشعة استقبلنا الاخ عبداللە واخذ لە الاشعة وبعدها ذهبنا الی المختبرحیث اخذوا جرعة من البول وفحصوها، بعد استلام النتیجة اخذتها الی دکتور نجددت وهو لم یترک غرفة العملیات بعد، عندما نظر الی الاشعة ونتیجة فحص البول کتب لە العلاج واخذنا الادویة في صیدلیة المستشفی وعدنا الی غرفة العملیات لحین الساعة الثانیة اي نهایة الدوام،
قبل الثانیة خرجنا من غرفة العملیات التي کانت في الطابق الاول، مقابل غرفة العملیات هناک قسم العناية المركزة یقع بین قسم الرجال والنساء في الطابق الاول، بعدما خرجنا بعد عدة خطوات اختفی شاخوان انا استغربت عندما عدت الیە وجدتە خلف احد الاعمدة الرخامیة ینتظرني، قلت لە هامسا، هل هناک مشکلة، قال لي، ذلک الشخص یعرفني اسمە ستار وعندما تمعنت وجدت الشخص کان اسمە ستار المضمد وهو من سکنة قریة بیستانة وشاخوان من سکنة قریة لاجان وهذین القریتین قریبتین من بعضهما بعد ذهاب الاخ ستار نزلنا الی الطابق الارضي وخرجنا من نفس الباب الذي اتینا منە لان الباب الثاني کان مزدحما، ربما شخص ما یعرف شاخوان بعد خروجنا مشینا في الشارع الستیني لحین بلوغنا محلة سیداوە بیتنا کان هناک،
یبدو ان اخ ستار رأی شاخوان وعرفە لکن اغفل نفسە وبعد ذلک الحین عندما یراني یهز رأسە ویقول لي ضاحکا، اعرف ماذا تفعل !
عندما وصلنا الی البیت الساعة قد بلغت الثالثة ظهرا والدتي کانت طابخة ( کفتە ) قبل الجلوس ذهب شاخوان الی جانب الحنفیة وغسل جواریبە وهذا السلوک لایفعلە اي ضیف في المدینة حینها عرفت والدتي بانە بیشمرگە، بعد الاکل والاستراحة ذهبنا الی محلة مفتي عن طریق شقق الاسکان وسلمت شاخوان الی بیت عطیة وقلت لها، عدنا بسلام، بعد مدة سمعت بان شاخوان اخذ العلاج وصحتە تحسن والتحق بالرفاق مرة ثانیة.
ملاحظة /
للتذکیر هذە الوقائع حدثت في الشهر السابع من عام ١٩٨٧ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة