الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أنا و أمي
حياة محي الدين
2021 / 5 / 17الادب والفن
لم أكن في حقيقة الأمر من البنات المطيعات كثيرا على الرغم من أنني لم أكن أيضا عبثية التصرف أو محدثة المشاكل
مع ذلك كان لأمي الحصة الكبيرة من ضجيجنا الأزلي الذي لا ننفك أن يحل على أن نجد ما يؤرقنا ثانية وتحدث الفوضى والنقاش. كانت علاقتي بأمي مميزة، عبثية لكن مميزة. وماكان يميزها اننا نختلف جذريا. دائما ما أقول لنفسي كيف لرحم تعود الطاعة وتشربها من نعومة الأظافر أن ينجب هذا الكيان الثوري والعاشق للحرية.
لعل طاعتها وثورتي هما سببا الاختلافات والخلافات وأيضا الحب والكثير من التطلعات. دائما ما أقول لأمي انك جميلة وانني كنت أتمنى أن أخلق بجمالك ودائما ما كانت تبتسم خجلا.. تعرف أمي أنها جميلة وتعشق أذنها سماع هذا ودائما ما تقول لي يكفي مزاحا، أقبلها أخيرا من تلكم الوجنتين المكتسيتين حمرة وأؤكد لها كلامي.. ثم أعود لأقول لها كيف لجميلة مثلك أن تلد عادية بشاكلتي. كيف لصبورة ومسؤولة مثلك انت تنجب من بالكاد تتحمل مسؤولية نفسها أو قطها..
أستيقظ صباحا على القليل من الصراخ والعتاب محاولة بائسة منها لتطوعني كما تريد لكن للأسف لا هي تستسلم ولا أنا أتغير..
لحظاتي الهادئة انا وأمي تكون عند مشاهدة فيلم مصري قديم لفاتن حمامه و عمر الشريف.. عمر ذلك الفتى الذي تعشق أمي عينيه فتصبح شاعرة على حين غرة..
غنائنا للعندليب في سهراتنا الليلية و محاولتنا لتذكر أغاني كلمات الحب التي كانت تتمنى أن تعيشها..
رأيتي لأمي تختلف عن رأيت أخواتي لها. لم يشاركها أخواتي فيلما او حتى غناء أغنية. قد كانت عينا أمي تضحكان عند مشاركتي لها أغنية لعبد الحليم او حديثنا المضحك عن رقص سامية جمال و تحية كاريوكا المثير. دندانتنا المتقطعة لإحدى أغاني الهادي الجويني التونسية أو حبنا المشترك لزعيمنا المفضل بورقيبة..
إصراري الدائم عليها لمشاهدة فيلمي المفضل، الباب الفتوح، ومحاولتي الملحة ان يعجبها وأن أشرح لها أبعاد شخصية حسين وتمنياتي بأن يكون حبيبي مثله. كانت تبتسم لي بعد هذا الاعتراف سخرية منها وشفقة وكأنها تقول انت حالمة. تعرف أمي أني مختلفة، تعي ذلك ، تخاف.. يؤرقها هذا الاختلاف وتتساءل لكن لا تعترف....
تظن اني لن اتزوج وانا حاملة لهذا الفكر ولا أظنها مخطئة فأنا أعترف أني إن لم أجد من يحبني ومن سأحبه بالمثل فلن اتزوج.. فكيف لفتاة ثائرة أن نتزوج لمجرد الزواج.. هل لكي أحصل على ذلك اللقب الذي ينقذني من عنوستي؟ فخورة بتلك العنوسة ان كان سيأتي قبلها فتاة لم تتزوج لأنها لم تحب..
أتفهم أمي وأعلم يقينا أنها لن تفهم عقليتي الساذجة في نظرها.. اجل أمي كما الأمهات او أكثر قليلا. تقليدية، حنونة، قاسية احيانا وقسوتها دائما ما تتبعها نظرة حانية..
أمي صاحبة الخدود الوردية والضحكة القلبية التي لم تخسرها رغما عن سنوات القهر..
أمي تلك المرأة التي خسرت حروفها فداءا لحروفي..
من خسرت مالها لتعويض حرماني..
من لم تكتسي لتلبسني..
من لم تنم لتشفيني..
يداها عيناها وحضنها وطني وانتمائي ولكم أحب ذلك الوطن وذلك الإنتماء..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. برنامج TheStage يسترجع محطات لامعة من مسيرة الممثل فادي ابرا
.. معالم ولاية واشنطن.. إلهام لكثير من الفنانين
.. هكذا وصف أسامة الرحباني التطور الموسيقي للرحابنة
.. الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا يقدم استقال
.. د.تيسير الآلوسي بمحاضرة بعنوان مسرح المقاومة بين الجمالية وا