الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


م 5 / 1 / ف 11 ( آه يا نهر النيل .! ).

أحمد صبحى منصور

2021 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


م 5 / 1 / ف 11 ( آه يا نهر النيل .! ).
الحياة في ظل تطبيق الشريعة السنية عام 833
قراءة في تاريخ السلوك للمقريزى / المقريزى شاهدا على العصر
قال المقريزى في التأريخ لسنة 833
شهر ذي القعدة أوله السبت‏:‏
وظائف وعقوبات لأكابر المجرمين ‏
1 ـ ( وفي ثالثه‏:‏ خلع على الوزير الصاحب كريم الدين ابن كاتب المناخ واستقر أستاداراً ، عوضاً عن الأمير علاء الدين أقبغا الجمالي مضافاً إلى الوزارة‏.)
2 ـ ( وفي سادس عشره: قبض على أقبغا الجمالي، وعوقب على المال. ) إن لم يدفع المال ب ( الذوق ) دفعه بالضرب .. المال هو المعبود الأكبر لأكابر المجرمين . كان ، ولا يزال.!
الحج : نكبات للحجّاج في الطريق بسبب اهمال المماليك لطريق الحج :‏
( وفي ليلة السبت خامس عشره‏:‏ ظهر للحجاج - وهم سائرون من جهة البحر الملح - كوكب يرتفع ويعظم ثم يفرع منه شرر كبار ثم اجتمع‏. فلما أصبحوا اشتد عليهم الحر فهلك من المشاة ثم من الركبان عالم كثير وتلف من حمالهم وحميرهم عدد عظيم ، وهلك أيضاً في بعض أودية ينبع جميع ما كان فيه من الإبل والغنم . كل ذلك من شدة الحر والعطش‏.).
تعليق
1 ـ ثقافة العصر المُتخمة بالخرافات تجعلهم يؤمنون بتدخُّل الأجرام السماوية فيما يحدث للبشر من مصائب .
2 ـ وثقافة الخرافات هذه جعلت الناس يجهلون دور الحاكم ومسئولياته ، ومنها ما يخص شعيرة الحج التي تكفّل بها اكابر المجرمين المماليك لتكون وساما ونيشانا يزينون به سلطتهم السياسية والدينية باعتبار أن أكبر أكابر المجرمين هو ( سلطان الإسلام ) وفى معيته ( خليفة الزمان ) وأنه الذى يواجه الفرنجة ( دار الحرب ). أهمل المماليك طريق الحج ، اهتموا بعض الشىء بحماية قوافل الحج ، واهتموا أكثر بخروج المحمل وكسوة الكعبة والانفاق والتصدّق على ( الحرمين في مكة والمدينة ) . ولكن كان اهتمامهم أقل بحفر الآبار وبناء محطات للراحة في الطريق ، هذا مع أنه:
2 / 1 : قد سبقتهم الدولة العباسية بحفر الآبار للحجّاج ، ولا ننسى عين ( زبيدة ) التي حفرتها زبيدة زوجة هارون الرشيد وأم الخليفة الأمين ، وقد ظلت تسقى الحجاج حوالى ألف عام .
2 / 2 : على عكس العباسيين ، كانت للمماليك مصلحة تجارية في سيطرتهم على الحجاز وميناء جدة ، به تحكموا في التجارة الشرقية ( العالمية الآتية من الهند والصين ) ليبيعها المماليك الى أوربا .
3 ـ ولكن اهمال المماليك للنيل شريان الحياة المصرية كان أسوأ .
ونتوقف معه هنا تحت عنوان :
مأساة النيل بين العسكر المملوكى الماضى والعسكر المصرى الراهن
أولا :
نبدأ بالأخبار التي ذكرها المقريزى عن النيل في هذا الشهر شهادة على عصره :
1 ـ جاء في خبر سابق أنه : ( وفي سادس عشره: قبض على أقبغا الجمالي، وعوقب على المال. ). هذا الاستادار ( الأقبغا الجمالى ) إشتهر بالفساد والتطرف في الظلم ، وقد عزله برسباى وعاقبه، ليس لظلمه وتطرفه في تعذيب المستضعفين المصريين ، ولكن لأنه كان مثل غيره يسرق لنفسه وللسلطان . والسلطان يعرف ذلك في أعوانه ويقف لهم بالمرصاد ، إذا تجاوزوا الحدّ في السرقة عاقبهم وصادرهم ، ثم يعيدهم الى نفس الوظيفة أو غيرها بأموال يدفعونها ، وفى كل الأحوال فالسلطان هو الفائز . الأمير أقبغا الجمالى كان صاحب خبرة في الريف المصرى تفوق غيره ، لذا ما لبث أن عينه برسباى كاشفا على الكبارى أو الجسور .
2 ـ كيف حدث هذا ؟ كان برسباى قلقا على فيضان النيل ، فقام بنفسه ولأول مرة بفتح مقياس النيل بالخليج يوم 18 من هذا الشهر ، يقول المقريزى : ( وفي يوم الثلاثاء ثامن عشره- وخامس عشر مسرى-: كان وفاء النيل ستة عشر ذراعاً، فركب السلطان حتى خلق المقياس، وفتح الخليج. ولم يركب لذلك منذ تسلطن إلا هذه السنة )
3 ـ بعدها بيومين فقط لم تحدث الزيادة المطلوبة ، بل نقص بسبب انهيار الكبارى والسدود. يقول المقريزى : ( وفي عشرينه - الموافق لثاني عشر توت -‏:‏ نودي على النيل بزيادة إصبع واحد لتتمة تسعة عشر ذراعاً وعشر أصابع ، ولم يناد عليه من الغد ، ونقص عشر أصابع لتقطع الجسور‏.).
4 ـ بعدها بيومين عيّن برسباى أقبغا الجمالى لاصلاح الجسور : ( وفي رابع عشرينه‏:‏ خلع على أقبغا الجمالي، وُأخرج لكشف الجسور‏. ).
5 ـ ولأن أقبغا الجمالى أمير فاسد مثل سيده برسباى ، لذا لا يُرجى منه خير . يقول المقريزى في أخبار النيل : ( وفيه نقص النيل لتقطع الجسور من فساد عمالها فتوقفت الزيادة‏.) . أي فسد عملها بسبب فساد ( عُمّالها ) .
6 ـ ثم حدثت زيادة طفيفة . قال المقريزى : ( وفي سادس عشرينه‏:‏ نودي على النيل بزيادة ثلاثة أصابع لتتمة سبعة عشر ذراعاً وتسعة أصابع‏. ).
7 ـ ولكن تظل المشكلة قائمة ، وهى الإهمال في صيانة النيل ، والفساد في بعض الإصلاحات التي يضطرون اليها ، والأهم من ذلك كله استرقاق الفلاح المصرى في الزراعة والتفنّن في تعذيبه . وكان هذا كله من المعلوم بالضرورة في دينهم السُّنّى ، لا يستوجب انكارا من شيوخ الشرع عندهم ، بل هم من الأموال السُّحت يأكلون وعليها يتنافسون .!
ثانيا :
شهادتنا على عصرنا ( العسكر المصرى الراهن الذى يحتلُّ مصر الآن ويذيقها الهوان ).!
كما كان المقريزى شاهدا على عصره فإننا نعطى شهادة على عصرنا عن مصر التي تتعرض لموقف غير مسبوق في تاريخها الطويل الممتد ، بسبب سدّ النهضة والذى يضع النيل في أيد خارجية تملك تعطيش مصر وقتلها ، أو إغراقها وقتلها . هذا الوضع المُميت وصلت اليه مصر الآن بسبب سوء سياسة العسكر المصرى الحالي للنيل ، والتي بدأها عبد الناصر الذى أبهر المصريين بكارزميته ، ثم في النهاية تمخّض جبل عبد الناصر فولد فأرا قزما يعمل بكل دأب على تخريب وتدمير أعرق دولة في العالم .
ونقول :
1 ـ النيل لمصر قضية وجود ، قضية حياة أو موت. قديما كانت تحدث المجاعة إذا فاض النيل زائدا عن الحد أو إذا تناقص . وبعد المجاعة يحدث وباء بسبب تعفن الجثث في الشوارع .!. وحفل تاريخ مصر العصور الوسطى بهذه المحن . وجاء في سورة يوسف قصة سبع سنين مجاعة . وتعرضنا كثيرا في كتابات سابقة وحلقات من برنامجنا ( لحظات قرآنية ) في قناتنا على اليوتوب ـ عن هذه المحن من مجاعات وأوبئة . ومصر الآن تعانى وباء كورونا ويتهددها العطش بسبب سدّ النهضة التي أسّسته اثيوبيا . أهمل العسكر المملوكى ( الغريب ) في حماية نهر النيل في مصر ، فكانت المجاعات والأوبئة كوارث معتادة . العسكر المصرى الذى يحتل مصر الآن أجرم في حق مصر بما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه .
2 ـ لم يفهم العسكر المملوكى الجغرافيا السياسية لمصر ، ولم يفهمها العسكر المصرى الحالي . هذا بينما فهم هذا فراعنة مصر في عصرها السحيق ، وفهمها في العصر الحديث حاكم مصر ( محمد على باشا ) وحفيده الخديوى إسماعيل .
3 ـ الجغرافيا السياسية لمصر فريدة في العالم .
مصر أقدم دولة في العالم ، بدأت من فجر التاريخ ولا تزال قائمة . من حدودها الشرقية حتى الصين تأسست دول وامبراطوريات ، انهارت وأصبحت مجرد سطور في التاريخ . نفس الحال مع شمالها في أوربا ومع غربها في شمال أفريقيا . قامت دول في العالم المعروف حولها وسقطت ولا تزال باقية مصر.! مصر أول دولة تعرضت للاحتلال ، وأكثر دولة تعرضت للاحتلال ، وربما تكون أكثر دولة احتلت غيرها . يرجع هذا كله الى جغرافيتها السياسية ، وهل أدركها حاكم مصر وقام بمسئوليته عنها أم جهلها ولم يقم بواجبه تجاهها .!
نوجز الجغرافيا السياسية لمصر في الآتى :
3 / 1 : من حيث الموقع
3 / 1 / 1 تتوسط العالم ؛ تشرف على أهم بحرين ( المتوسط والأحمر ) ، وتضم سيناء الآسيوية وجزءا من الصحراء الكبرى الأفريقية ، وهى قريبة من أوربا ، وليست بعيدة عن قلب أوربا ، وفى معظم تاريخها كانت تسيطر على شمال السودان .
3 / 1 / 2 : هذا الموقع يحتّم أن تكون مصر قوية .
3 / 1 / 2 / 1 : في ضعفها احتلّها من الشرق الهكسوس والآشوريون والفرس والعرب، وهاجمها المغول . ومن الشمال احتلها الاسكندر الأكبر والبطالمة وروما ، والبيزنطيون ثم العثمانيون ، وهاجمها الصليبيون .
3 / 1 / 2 / 2 : في أوج قوتها وصلت مصر بامبراطوريتها لتضم أجزاءا من الشام وجنوب آسيا الصغرى علاوة على شمال السودان وغرب ليبيا .
3 / 1 / 2 / 3 : وفى أسوأ الأحوال قبل حكم العسكر المصرى الحالي كانت تحت الاحتلال ولكن:
3 / 1 / 2 / 4 : ظلت محتفظة بحدودها ، بينما كان ما حولها دول مؤقتة تنمو وتزدهر ثم تذبل وتندثر. وفى كل الأحوال تبقى مصر ، بشخصيتها تُمصّر الثقافات الواردة اليها ، دينية أو غير دينية ، وتعطيها طابعها المصرى . شرحنا هذا بالتفصيل في الفصل الثانى من كتابنا ( شخصية مصر بعد الفتح ( الاسلامى ) الذى قررناه على الطلبة في جامعة الأزهر عام 1984 .
3 / 1 / 2 / 5 : وكانت ـ أحيانا ـ وهى ولاية تابعة لأمبراطورية مؤقتة عاتية تعطى الوالى عليها طموحا يجعله يكوّن فيها دولة مستقلة في تبعية ظاهرية لتلك الأمبراطورية ، كما فعل أحمد بن طولون ودولته الطولونية والاخشيد ودولته الاخشيدية ، وكلاهما لم يستقل فقط بمصر عن الدولة العباسية بل ضمّ اليه الشام .
3 / 1 / 2 / 6 : وحين قامت في مصر خلافة فاطمية توسعت الى داخل العراق تهدد الدولة العباسية وخلافتها السنّيّة . شرحنا هذا بالتفصيل في الفصل الأول من كتابنا ( شخصية مصر بعد الفتح ( الاسلامى ) الذى قررناه على الطلبة في جامعة الأزهر عام 1984 .
3 / 1 / 2 / 7 : إختلف وضع مصر الآن في عصر السيسى . أصبحت تابعة لبعض الدول المؤقتة ( إسرائيل ، السعودية ، الامارات ).
3 / 2 : من حيث الموضع، فمصر هي النيل الأفريقي :
3 / 2 / 1 : وهنا فمصر هي الأضعف ، لأنها ليست دولة المنبع لشريان حياتها بل هي التي تنتظر مصبّ نيلها الآتى من خارجها ، بما يعنى أن دولة المنبع تستطيع قتل مصر جوعا وعطشا أو غرقا .!.
4 ـ الفراعنة الذين حرروا مصر من الاحتلال الهكسوسى والذين أسّسوا حُكم الرعامسة ، هم الذين أدركوا مبكرا جدا التوازن بين ( موقع مصر ) و ( موضع مصر ) :
4 / 1 : لم يكتفوا بطرد الهكسوس بل طاردوهم شرقا ، واسسوا امبراطورية وصلت أوجها في عصر تحتمس الثالث ورمسيس الثانى . أي حافظوا على مسئولية الموقع المصرى .
4 / 2 : في هذا التاريخ السحيق لم يهملوا النيل ( موضع مصر ) :
4 / 2 / 1 : قرآنيا : ذكر رب العزة جل وعلا في سورة الزخرف أن فرعون موسى إفتخر بملكيته لمصر والأنهار التي تجرى من تحته ، بما نفهم منه أنه كانت هناك شبكات من الأنهار والترع المتفرعة من النيل ، خصوصا ، وقد كانت للنيل فروع تمتد غربا وشرقا . ولنا دراسات أوضحنا فيها سيطرة هذا الفرعون بجيشه على كل العمران المصرى. وذكر رب العزة جل وعلا في سورتى الشعراء والدخان أن فرعون موسى قد ترك مصر مليئة بالجنات والعيون والمقام الكريم والنعمة التي كانوا فيها فاكهين ، وذكر رب العزة جل وعلا في سورة الأعراف أن آثار هذا الفرعون العمرانية قد تمّ تدميرها ، لذا لا توجد أثار باقية لهذا الفرعون ، ممّا دفع بعض السطحيين لإنكار وجوده .
4 / 2 / 2 : جاء في تاريخ الفراعنة وصولهم الى منابع النيل ، وتجارتهم مع بلاد ( بونت ) الصومال الآن في عصر الملكة حتشبسوت .
5 ـ الحُكم العربى لم يدرك أهمية ( النيل / موضع مصر ).
5 / 1 : كان الاهتمام الأكبر ليس بالنيل وأفريقيا ،بل بالشرق وبالشمال الغربى . من الشرق جاء تدمير الدولة الأموية ، ثم تدمير الدولة العباسية . وفى الشمال الأوربي اشتبك الخلفاء في صراع مع أوربا ( البيزنطيين ) والأسبان . أعاق هذا إدراكهم للموضع المصرى ( النيل ) بل كان ظهر جهلهم بالنيل في حديث ذكره البخارى يجعل النيل يصبُّ ليس من الحبشة بل من السماء الدنيا.!! . هذا مع القُرب الشديد بين الجزيرة العربية والحبشة ، ووصول الإسلام للحبشة مبكرا .
5 / 2 : عرفت قريش رحلتى الشتاء والصيف ونقلها تجارة الهند من اليمن الى مستعمرات الدولة البيزنطية في الشام ، ولكن هذا انتهى بالفتوحات العربية ، إذ أصبحت تجارة الهند تأتى عن طريق البصرة التي كانت تُعرف بميناء الهند ، وكانت العلاقات الحربية صراعا بين العرب وغيرهم شرقا وغربا ، من أواسط آسيا الى الروم والأسبان .
5 / 3 : تفاقم وضع النيل المصرى في العصر العباسى الثانى ، حين ألغى الخليفة المتوكل العباسى العرب من التجنيد ، فتحولت الجنود العرب والقبائل العربية في مصر الى السلب والنهب والتخريب يحملون إسم ( الأعراب ). وبسبب موقعهم على تخوم الأراضى الزراعية وهجومهم المتكرر على الفلاحين ـ من العصر العباسى الثانى الى العصر المملوكى ـ فقد خربوا العمران المصرى الممتد من دمياط الى رفح شرقا ومن الإسكندرية الى برقة غربا ، وبسبب السلطة المركزية في القاهرة كان اهمال الأقاليم البعيدة في الوجه البحرى والصعيد . وبهذا تمّ طمر أفرع النيل فلم يعد باقيا سوى فرعي دمياط ورشيد وزالت مدن عامرة في الساحل الشمالى من سيناء شرقا الى غرب ليبيا . إنتهى العهد الذى كان الساحل الشمالى من سيناء الى برقة عامرا بالبساتين ، تسير فيه المرأة ـ كما يقولون ـ آمنة على نفسها . بعدها لا مجال للتساؤل عن منبع النيل في الحبشة .
6 ـ للمماليك بعض العُذر في تركيزهم على الموقع المصرى دون الموضع المصرى . شغلهم من البداية الموقع المصرى :
6 / 1 : فمنه أتى المغول شرقا ، وأتى الصليبيون شمالا. وقد واجه المماليك المغول وأوقفوا زحفهم ثم دمروا الوجود الصليبى في الشام ، واستمر صراعهم مع القوى الحربية البحرية الصليبية ، وشهدنا احتلال برسباى لقبرص . لم يتوقف انشغالهم عن الخطر الآتى من الشرق بعد انحسار خطر المغول وتركيزهم على حكم العراق ( العربى / والعجمى الايرانى ). تمثل الخطر الشرقى أفظع ما يكون في هجوم تيمورلنك وتهديد ابنه شاه رخ ، وسنتعرض لذلك لاحقا . ثم كان القضاء على الدولة المملوكية بسبب تنافس بين قوتين إسماعيل الصفوى في ايران ، والعثمانيين في الشمال .وهما معا من الامبراطوريات المؤقتة .
6 / 2 : ثم إن المماليك في الأصل ينتمون لأواسط أوربا وآسيا ، لا تحتل الحبشة اهتمامهم ، سوى أنها صليبية تشكل خطرا إذا تحالفت مع الفرنجة. والمماليك كانوا حاجزا يمنع تواصل اسبانيا وأوربا مع الحبشة . واكتفى المماليك بهذا .
6 / 3 : وكانت للمماليك معلومات ضئيلة عن بلاد التكرور والتي تمتد من غرب السودان الى المحيط الأطلنطى . كان مسلمو هذه البلاد يأتون الى مصر في طريقهم الى الحج ليلحقوا بركب الحج المصرى المملوكى رفقة غيرهم من المغاربة ، وعامل المماليك حُجّاج التكرور بالتجاهل والعسف في عصر برسباى .
6 / 4 : فكرة المماليك عن أفريقيا أنها موطن العبيد السود ، وقامت حملات لجلبهم الى مصر وغيرها من بداية عصر الخلفاء الأمويين ، واتسعت في عصر العباسيين ، واستغلوهم في العراق أبشع استغلال ، ونتج عنه ما يُعرف بثورة الزنج . واستمرت هذه التجارة الظالمة حتى عصرنا الحديث ، وتركت آثار دامية في الذهنية الحبشية والأفريقية . فيما يخصُّ مصر ، فقد تخصّص بعض الأقباط في إخصاء الأطفال السود في مراكز خاصة في الصعيد ، ليكونوا طواشية وأغوات .
6 / 5 :هذا هو ( موضع) اهتمامهم بأفريقيا ، أما ( موضع مصر ) أو ( منبع النيل ) فلا محلّ له في تفكيرهم .!
وللحديث بقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد