الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صواريخ حماس.. تدفع ثمنها فطر

ابراهيم الحمدان

2021 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن تجربتنا مع حماس، وطعنها في الظهر، وخيانتها وغدرها للقيادة السورية.
وبعيد عن إحساسنا بالنشوة، ونحن نرى إسرائيل تهرع إلى الملاجيء.
أتساءل اليوم، هل غياب السيد حسن نصر الله عن إلقاء خطاب حماسي، يشد فيه أزر صواريخ حماس، له دلالة يجب أن نقف عندها؟!
هل صمت القيادات في إيران وسورية وحزب الله، لا يجعلنا نرتاب بأفعال حماس؟!
هل تفريغ مستودعات الصواريخ في الداخل الفلسطيني، التي قدم آلاف الشهداء من حزب الله دمهم لإيصالها إلى الأراضي المحتلة ، طعنة على حين غفلة بظهر محور المقاومة؟!!!!
هل ما يحدث من إفراغ المستودعات التي تعتبرها إيران وسورية وحزب الله مستودعات استراتيجية، يجعلنا نشك أن قادة حماس تقبض ثمن كل صاروخ من قطر، كما قبضت ثمن كل رصاصة أطلقتها في سورية، وكل رصاصة أطلقتها في ساحة التحرير بمصر؟!!
هل وجود خالد مشعل، واسماعيل هنية، بحماية قطر، وشكر قطر، له دلالات مقاومة، أم دلالات خيانة لمحور المقاومة ؟!!
هل غدرت حماس بشعب غزة ، وقيادات المقاومة، وقدمتهم للاغتيال، والمجازر الجماعية، كما غدرت بشعب سورية، وقيادة سورية وبشعب مصر.
نعم أرجح أن حماس التي خانت سورية، تخون اليوم شعب غزة، وتخون إيران، وتخون حزب الله، وتقدم كل هذا لقطر وقناة الجزيرة على طبق من دم أطفال غزة ، وتقبض الثمن.
وبأحسن الأحوال، أن ما يحدث من إحاطة إسرائيل في النار،لا يعني تخلي أمريكا عن إسرائيل، العكس صحيح، أمريكا تريد أن تحمي إسرائيل، لكن أي إسرائيل ؟؟؟
إسرائيل التي لا تشكل عبء عليها، إسرائيل التي تشكل ذراع أمريكا طيعة في يدها، وهذا لا ينسجم مع إسرائيل بقيادة نتنياهو والمستوطنين المتطرفين.

بعد فشل الربيع العربي، وسقوط الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، وعدم قدرة أمريكا وحلفائها ومعهم إسرائيل بقيادة نتنياهو ( اليمين الإسرائيلي المتطرف) للمضي في مشروع الشرق أوسط الجديد بعد استعصاء مشروعهم من إسقاط سورية، ودخول الحليف الروسي إلى الشرق الأوسط، وإدارته لملف الشرق الأوسط بالمشاركة مع القيادة السورية، وايران . وبطريقة ذكية ، انكشفت السماء الإسرائيلية وباتت إسرائيل كلها تحت رحمة صواريخ إيران وسورية وحزب الله إضافة إلى مخزون من الصواريخ، والخبرة الصاروخية ، من ( إيران وسورية وحزب الله ) إلى فلسطين المحتلة ، ويفرغ اليوم ، ولا نعلم هل دفعت قطر ثمنه ليتفرغ خارج تنسيق وقيادة المقاومة ( إيران سورية حزب الله)كتنفيس جبهة داخلية للمقاومة.
من كل ما سبق نرى أن أمريكا تدرك أن أي حرب قد تنشب في الشرق الأوسط تهدد بزوال إسرائيل فعليا، لكن من المفترض أن لا تهدد فقط بزوال إسرائيل، بل أيضا تهدد بدمار الشرق الأوسط . ( لذلك نرى محور المقاومة يتجنب الحرب المفتوحة).. وهذا ما لا تريده كل الأطراف بإستثناء اليمين الإسرائيلي المتطرف ، فمصالح أمريكا بالمنطقة وتحديدا في دول الخليج كبيرة وكثيرة ،وما تحاول فعله أمريكا اليوم، إعادة هيكلة إسرائيل لحماية إسرائيل من الزوال، وأيضا إعادة التوازن إلى أمريكا نفسها، بعد فقدان توازنها بسبب سقوط الإخوان في مصر، وصمود سوريا.
أيضا روسيا لها استثمارات ومصالح في سورية، ولن تستطيع الاستفادة من استثماراتها بمنطقة متوترة ومهددة بالحرب . وتحاول أيضا إيجاد توافقات خليجية وعربية تترابط معها بالمصالح . كل هذا يدفع الحليف الروسي، وأمريكا إلى خفض التوتر بالمنطقة، وإيجاد تسوية شاملة تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. من هنا لابد من إعادة هيكلة إسرائيل عبر إجبار اليمين الإسرائيلي للقبول بمشروع سلام، أو سحب البساط من تحت أقدام نتنياهو واليمين المتطرف عبر إحاطة إسرائيل ناريا وقلب موازين القوى لصالح اليسار الإسرائيلي ، وجمهور إسرائيل القابل لمشروع سلام مع سورية، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، عبر الانسحاب من الجولان، والعوده إلى حدود ٦٧ أو إيجاد حل للقضية الفلسطينية يقبل به محور المقاومة والشعب الفلسطيني...
فشل مشروع الربيع العربي بسقوط الإخوان في مصر، وصمود تيار المقاومة، وذكاء بوتن بإدارة الملف، هو من أجبر أمريكا على هذه المعادلة، فمع سقوط اليمين العربي ( الإخوان المسلمين) سقط المشروع الصهيوني ( بنيامين نتنياهو) فمصير الإخوان ومشروعهم مرتبط بمصير اليمين الإسرائيلي ومشروعهم . لذلك لابد من إيجاد إسرائيل بثوب جديد تلبي متطلبات المنتصر ( سورية وإيران وحزب الله) تحت معادلة ( لا غالب ولا مغلوب) وأمريكا وروسيا بحاجة إلى توافق ينتج معاهدة سلام بين سورية وإسرائيل، وإيجاد حل مقبول تقبل به ( إيران سورية حزب الله) للقضية الفلسطينية... ما يحدث اليوم في غزة جرائم حرب تقوم بها إسرائيل، وما تقوم به حماس إفراغ مخازن الصواريخ التي استشهد آلاف المقاومين من حزب الله لإدخالها إلى الداخل الفلسطيني، ولا نعلم كم الثمن الذي دفعته قطر لحماس لتفريغ مخزون استراتيجي دون تنسيق مع تيار المقاومة... نعم ما يحدث توافق دولي لإعادة إنتاج إسرائيل قابلة لتسوية، وما تفعله حماس، إفراغ مخزون استراتيجي وخيانة جديدة لتيار المقاومة.
قلبي مع أهلنا في فلسطين المحتلة .
روحي تصعد لتعانق الشهداء الأطفال من غزة .

١٨/٥/٢٠٢١








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف