الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين

محمد رضا عباس

2021 / 5 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لقد بدأت احسد كل شريف مات قبل هذا اليوم. اليوم تستباح مدن فلسطين ويقتل سكانها وتدمر مدنهم من قبل الغزاة وليس لهم من ناصر. واذا كانت الحكومات العربية قد تخلت عن مناصرة الحق الفلسطيني لأسباب متعددة , في بعض الأحيان غير منطقية, فان الاعلام الأصفر هو الاخر قد تغلب على عقل الكثير من أبناء الشعوب العربية وتحولوا الى أعداء بدلا من مناصرين للقضية الفلسطينية. لقد كانت الشعوب العربية تخرج الى شوارع المدن للاحتجاج عن كل عمل اجرامي تقوم به القوات الصهيونية غير مكترثة بغضب حكوماتها. ولكن اليوم اصبحنا نسمع ونشاهد افراد من على شاشات التلفاز وهم يطالبون بنصرة إسرائيل على العرب وبقاء الأراضي العربية المحتلة في فلسطين تحت سيطرتها خيرا من تحريرها. تصريحات لا ينضح منها الا العمالة والخسة و انهيار القيم الإنسانية في قلوب قائليها. لقد دعمنا تظاهرات تشرين 2019 في العراق, وتأملنا منها خيرا , واذا نفاجئ ان بعض من قادتها كانوا صهاينة اكثر من صهاينة نيويورك الامريكية. غيث التميمي يدعوا الحكومات العربية بالانفتاح على إسرائيل ويعتبر لا خلاص من التمدد الإيراني الا المصاهرة مع الصهاينة , فيما يخرج علينا اخر من التشرينيين ومن السليمانية العراقية لينعت فلسطين " جيفة " يجب التخلص منها. هذا الدعي يريد الحرب مع ايران والسلام مع إسرائيل , لان إسرائيل لا يخرج منها الا الخير والتقدم والازدهار.
ربما لا نعترض على مواطن عادي من اعتبار قضية فلسطين " جيفة" , الا ان يخرج قائد من قادة تشرين ويطالب بغلق الحدود مع ايران والانفتاح على إسرائيل ومن السليمانية العراقية , فهو خيانة الى الشعب الكردي الذي كان يعاني من ظلم حكومات بغداد الغير إنسانية قبل التغيير , واهانة الى الشعب الفلسطيني الذي قدم مئات الالاف من الشهداء والجرحى , و إهانة الى الدماء العراقية التي سقطت على ربوع الجولان والضفة الغربية حتى كفر قاسم , واهانة الى القانون الدولي الذي يحرم مصادرة أراضي الشعوب , ومخالف لبنود حقوق الانسان التي يتغنى العالم المتقدم بها . هذه التصريحات السيئة الصيت هي التي أعطت السبب في طلاق شريحة كبيرة من العراقيين مع التشرينيين , واصبحوا يقولون " انهم يتحضرون للحرب مع ايران و السلام مع إسرائيل وهم خارج السلطة , فكيف بهم وهم في السلطة ". ان تحرير الأوطان من الهيمنة الأجنبية عمل مقدس يدعمه القانون الدولي واحرار العالم , وان القبول بالاحتلال والوصايا هو إهانة للشعوب وإلغاء للمفاهيم الإنسانية. البشر يولدون أحرارا ويجب ان يموتوا أحرارا , لا ان يموتوا عبيدا. الشخص من السليمانية يريد ان يكون الشعب الكردي عبدا لإرادة حكام بغداد الذين اذاقوه القتل والتشريد , ويريد ان يبقي نظام الرق والعبودية والذي استمر ثلاثة قرون في الولايات المتحدة , وربما ازعجه منظر الشعب الأمريكي وهو يصفق لأول رئيس امريكي من أصول افريقية , براك أوباما.
اخرون خرجوا علينا ليقولوا ان بقاء القدس تحت السيطرة الإسرائيلية احسن من تحريرها , ولا يريدون ان يروا القدس وسخة مثل ما أصاب بغداد , ولا يريدون ان تكون القدس مثل دمشق الذي جاع سكانها ولا يريدون ان تكون القدس مثل اليمن التي يتحكم بها الحوثيين , ولا يريدونها مثل لبنان التي اصبحت اكبر مزبلة في العالم. أقول من اعطى الحق لهؤلاء الافراد بالتحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني؟ من يضمن ان الشعب الفلسطيني سيعيش تحت الاحتلال مثل بقية المستوطنين؟ من يضمن ان لا تقوم حكومة الاحتلال بترحيلهم الى بلاد الله العريضة؟ الغريب ان اغلب أصحاب هذه الدعوات هم من العرب المسلمين والذين يصلون على النبي عشرات المرات في اليوم الواحد , ولكن ينسون ان القدس هو مكان الذي عرج النبي منه الى السماء , وانه اول قبلة في الإسلام , وثالث المقدسات بعد بيت الله الحرام و المسجد النبوي.
نعم , بغداد وسخة ولا تسر الناظرين , ولكن من يريد ان يعرف الحقيقة كاملة لماذا اصبحت بغداد وسخة عليه ان يدقق ويقرء ما حدث لبغداد من خراب منذ عام 1970 ومما تلا من تدمير مخطط له بعد التغيير. ولم نسمع ان سوريا جائعة الا بعد ان ادخلوا لها المنظمات الإرهابية التي قتلت السوريين ودمرت مدنهم واحرقت مزارعهم , وما يجري في اليمن من حرب لان اليمنيون يريدون ان يعيشوا احرار ودولتهم غير مستعمرة يتدخل بها دول الجوار متى يشاؤون. من يرفض المواقف البطولية للحوثين عليه ان يعطي سبب لماذا التواجد الإسرائيلي في بعض جزرها , ولماذا تسيطر الامارات على بعض موانئها. ولو صرف التحالف العربي الإسلامي معشار ما صرفه على الحرب لكان اليمن سعيدا والمنطقة بخير, ولا حاجة لتدخل ايران او السودان. اما لبنان وما ادراك ما لبنان , فنقول انها كانت ضحية العرب قبل الإسرائيليين. هل تعلم ان لبنان كانت تسمى " سويسرا العرب" في نهاية الخمسينيات و بداية الستينيات من القرن الماضي؟ ما جرى في لبنان هو الاحتلال الإسرائيلي لها. الا ان احرار لبنان رفضوا الاحتلال الإسرائيلي وقاوموه بأموالهم وانفسهم حتى استطاعوا ان ينجزوا اول انتصار عربي على إسرائيل. ولكن , بدلا من ان يكافئ العرب اللبنانيون على هذا الانتصار , قرروا سحب ارصدتهم من بنوكه تبعه تحولهم الى باريس ولندن لقضاء عطلهم.
الدعوة للانتصار للقضية الفلسطينية هي ليست دعوة عنصرية (عرب ضد اليهود) وانما دعوة إنسانية لمناصرة المظلوم على الظالم , ومن لم يستطع من العرب المناصرة , فعلى الأقل ان يصمت ولا يصب الملح على الجراح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024