الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إن لم تكن فلسطين قضيتك...فلست إنسانا
صبري الرابحي
كاتب تونسي
(Sabry Al-rabhy)
2021 / 5 / 20
القضية الفلسطينية
أنا أيضا لا يهمني عرقك و لا إنتمائك الإثني و لا العقائدي حتى، لا يهمني لونك أو بلدك، لا يهمني لمن تدين فكريا و من أي المدارس نهلت قناعاتك.. يهمني فقط موقفك من فلسطين، كل فلسطين و ليس تلك المجتزئة بسكاكين الصالونات الدولية بمسميات عدة، معاهدات، تسويات و حتى مفاوضات في ما لا يقبل التفاوض أصلاً. لقد تحولت القضية الفلسطينية في غفلة من آلة البروبڨندا الصهيونية إلى إحدى شعلات التحرر في التاريخ المعاصر، تحولت من رحم الدمار الممنهج للمباني و الأحياء إلى بناء مشيد على رقعة العالم بأسره و ليس على رقعة الحدود القطرية المرتسمة "بوعد" و بتجزئة مواريث الملوك... حتى أودية الدم المراقة منذ نكبة ليست ببعيدة أزهرت هذه الاجيال التي ترى، مقاومة، ممانعة عصية على التطبيع.
لقد تحولت القضية الفلسطينية من مركز الوعي العربي الإسلامي لشعوب المنطقة إلى مركز الوعي الإنساني حيث مريدي التحرر و الإنعتاق و أحقية الشعوب في أراضيها و مقدراتها الحضارية و منها تقرير مصيرها. أما عن هذا الكيان المتطاول على الشرعيات فقد حول المعركة من حيث لا يدري إلى ميادين أخرى إستطاعت تسليط الضوء على أعدل قضايا الإنسانية، حيث مارست عديد منصات التواصل الإجتماعي وصايتها على الوعي الجمعي في مناصرة القضية الفلسطينية حجبا و منعا و إغلاقا و هو ما أعاد الجدل حول قيم الحرية و حرية التعبير التي بيعت لسنوات كثيرة للإستهلاك العالمي و سقطت الإمبريالية في أولى إختباراتها في زمن العولمة. في الشارع أيضاً تحرك الوعي المجتمعي في نفس الإتجاه حتى إختلط على "مواطن العالم" صور المسيرات و العواصم بين تلك المنتصرة تاريخيا لكل فلسطين و بين تلك المنحازة لآلة القتل و العدمية حيث تبيع الأسلحة و تقتل الإنسانية و تغلف نهجها الإقصائي العنصري برداء "حل الدولتين"... متى كانت الدولة علماً و مرتزقة و أسلحة؟؟ فلسطين مثلاً صححت مفهوم الدولة عندما خاطبت الإنسانية بصدقية قضيتها و وفرت الإنتماء للمختلفين فوق رقعة الرأي العام الدولي و كسرت الحدود الإقليمية لتسكن وجدان الملايين. من هنا و أكثر من أي وقت مضى صارت القضية الفلسطينية قضية كل إنسان حتى و إن لم يفهم تفاصيل الصراع في قضية تخاطب إنسانيته حول ثنائية الموت و الحياة قبل كل شيء، لذلك ليس تطرفا في أي إتجاه و إنما الثابت لدينا الإنحياز للإنسانية، لذلك إن لم تكن فلسطين، كل فلسطين قضيتك فلست إنسانا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لمى مروان تا?مر حسين بن محفوظ بفتح محادثاته الخاصة ????
.. تركيا.. المعارضة في مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات
.. بوتين: إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فستسقطها روسيا،
.. مليار وجبة طعام كانت تنتهي يومياً في سلات النفايات خلال عام
.. جورج خباز: لا خوف على الفنّ في منطقتنا اليوم، فالفنّ يولد من