الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الأديان الإبراهيمية

فريدة رمزي شاكر

2021 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيراً مايرددون في الإعلام عبارة( الأديان الإبراهيمية) لدرجة إقامتهم لمعبد لهذه الديانات الإبراهيمية في أبو ظبي! فهل فعلاً توجد هذه الديانات الإبراهيمية؟

معروف أن سيدنا إبراهيم لم ينتمي لأي دين لأنه عاش في زمن ليس به أديان ولا شريعة فلم يؤسس لدين ولم يكتب صُحف،بل لم يكتب حرفاً واحداَ ، فقد كان يمارس التِقِليد ،بل كان ينفذ كلام الله الذي هو خطة إلهية ربما لم تكن واضحة له، ولكنه كان يثق بإيمان كبير في كلام الله له. فلو كانت أيامه شريعة مكتوبة أو صحف كما يزعم البعض، ماكان يتزوج بأخته من أبيه_ سارة_ ولعرف أن هذا يدخل في إطار زنا المحارم. ولكن لأنه عاش قبل شريعة موسى فهو لايخضع لشريعة موسى من محرمات ومحظورات، لأنه لم يخطئ بزواجه من أخته غير الشقيقة ولم يرتكب في هذا أي معصية أو عار، بل العكس فقد باركه الرب.

_ وإن دل فهو يدل على عدم وجود أي دين إبراهيمي أو غير إبراهيمي، ولو كان القصد الإلهي هو الجمع بين أديان فيما بعد، ماكان الله أمره أن يستمع لكلام أمنا سارة بتسريح الجارية هاجر وإبنها، لأن إبن الجارية لايرث مع إبنها إسحق_ تك٢١: ١٠_ الذي سيأتي منه ( النسل المبارك ) وهذه عادة المجتمع اليهودي، أن الجارية لايرث إبنها مع إبن الزوجة الحرة ، وأخذ المسلمون الأوائل هذا التشريع عن اليهود، لهذا لم يرث إسماعيل ابن هاجر حصة في أرض اليهودية بل يقول التوراة أنه سكن بين حويلة إلى شور التي أمام مصر ( أمام جميع إخوته نزل) _تك٢٥: ١٨، ( في برية فاران) _ تك٢١: ٢١ ولهذا لم يدفن إسماعيل مع أبيه وأخيه اللذين دفنا مع سارة في قرية" أربع" التي هي حبرون : " تك٣٥: ٢٧".

_فبنو إسرائيل كانوا يهتمون جدا بنصيب كل فرد في أرض الميعاد فإهتموا بالمواريث وتوزيع الميراث ليستمر تسلسل أجيالهم إنتظارا ( للنسل المبارك) من الآباء للأبناء، لهذا دفن إسماعيل مع قومه خارج أرض الميعاد، أرض كنعان.

_ فقد كانت كل عائلة وكل أم تنتظر أن يأتي ( النسل المبارك) من نسلها كما وعد الله سيدنا إبراهيم.لهذا كان سائدا في المجتمع اليهودي أن أرملة الميت لاتصير لرجل أجنبي بل يتزوجها أخو زوجها المتوفي ليقيم لأخيه نسلا بإسم أخيه الميت، ليصير له حصة في الميراث، كي لايُمحى إسم الميت من نسل بني إسرائيل (تث٢٥: ٥؛٦) وهذا مايسمى ب ( البنوة الشرعية) لهذا يصير البكر المولود ( إبنا شرعياً للميت) وليس ( إبناً طبيعياً.)

_ لهذا أمر الله سيدنا إبراهيم أن يقيم مذبحاً كرمز للمسيح الفادي ويقدم عليه المحرقات(تك٢١: ٧؛٨) لترسيخ فكرة الذبيحة، لهذا إرتبطت "الأرض" التي كلمه الله فيها "،بالمذبح "المقام عليها ويتضح هذا من كلام الرب لإبراهيم : ( وظهر الرب لأبرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له ثم نقل من هناك إلى الجبل ،شرقي بيت إيل) ونصب خيمته وله " بيت إيل" من الغرب) "تك١٢: ٧؛٨ "

_ كذلك : ( وعاي من المشرق فبني هناك مذبحاً للرب ودعا بإسم الرب) ، ولم يبن إبراهيم _ كما يزعم البعض_ أي بيت ( بيت إيل) أو مذبحاً أخر خارج أرض كنعان وإلا لأصبحت هذه الإرض ضمن أرض بني إسرائيل! فهو لم يبن سوى ( بيتين ل إيل) ولم يبن شيئا أخر لا داخل أرض العبرانيين ولا خارجها، فلو كان بني بيت إيل ثالث في جزيرة العرب لأصبح المد اليهودي لبني إسرائيل ولإتسعت رقعة أرض الميعاد لتشمل الجزيرة وهو مالم يحدث في عِز إنتشار اليهود في الجزيرة! وحتى عندما زار مصر لم يبن بيتاً لإلهه ولا حتى يوسف بن يعقوب في أوج شهرته وقوته عندما حضر قومه لمصر ، ولا حتى موسى النبي، حيث إرتبط بناء البيت لإيل بظهور الرب الإله له في الموضعين اللذين بني فيهما البيتين، ولم يظهر الرب له خارج أرض كنعان ولم يكن له رحلات خارجها سوى لمصر وقت المجاعة.

_ وما يشير لإرتباط الأرض بإقامة المذبح بقول الرب( قم امش في الأرض ،طولها وعرضها لأني لك أعطيها، فنقل إبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا.. وبني هناك مذبحاً للرب) _ تك١٣: ١٧، فلو كان سيدنا إبراهيم كما يزعمون قد أقام بيت ثالث لإيل خارج أرض كنعان لحُسبت هذه الأرض أرضاً يهودية لبني سرائيل.فقد نال وعداً إلهياً بميراث الأرض لنسله الذي لا يُعد مع أنه لم يكن بعد قد أنجب إبناً.
وكان الوعد الإلهي لإسحق: ( وأقيم عهدا أبدياً لنسله من بعده) _تك١٨: ١٩ وكان الوعد ليس للإبن الطبيعي حسب الجسد ، بل "لإبن الموعد" الذي لم يكن ممكناً أن ينجبه الجسد حسب الطبيعة.

_ لهذا لا نجرؤ بأن نقول أن هناك ( أديان إبراهيمية ) حيث لاتوجد شريعة فلا يوجد دين ليُدان به الإنسان
لهذا فنحن نؤمن أن لإبراهيم إبنان، إبن بحسب الجسد وإبن الموعد الإلهي(غلاطية٤: ٢٣) وهو إبن سارة المرأة الحرة، ( ولكن ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وإبنها لأنه لايرث إبن الجارية مع إبن الحرة إذاً أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة) غلا٤: ٣٠








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم اتوصل الى نتيجة مقنعة وارجو التوضيح.
سهيل منصور السائح ( 2021 / 5 / 21 - 09:37 )
اختي الكريمة بعد التحية. قرات المقال عدة مرات ولم اتوصل الى نتيجة حاسمة والنتيجة التي توصلت لها حسب فهمي (ربما خطا) ان ليست هناك اديان سماوية وان انبياء بني اسرآئيل هي كذبة والمحير في الامر هو اذا كان ابراهيم ليس نبيا فلماذا تقولين سيدنا ومن اين اتته السيادة اذا لم يكن نبي؟؟. ارجو الاجابة الواضحة الخالية من اللبس.
شكرا لك


2 - الاخت الكريمة
سهيل منصور السائح ( 2021 / 5 / 22 - 03:52 )
ان عدم الاجابة تدل على القول:
كاننا والماء من حولنا ** ناس جلوس هولهم مآء

سلام عليكم.


3 - مقالة عنصرية او هكذا اراها
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 3 / 1 - 06:59 )
ينطلق القارئ ليتحدث عن سيدنا ابراهيم
وكأنه شخصية تاريخية حقيقية
الهدف من المقالة فقط القول بان المسيحية هي الحق
ولا يوجد لا اسلام ولا بطيخ
وان النور والظلام لا يجتمعان
لا يرى الكاتب اي مشكلة
في ان الاب يغاوز بين ابني ابراهيم
اسماعيل واسحاق
بل يفرح الكاتب بذلك

اخر الافلام

.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن