الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفسابكة الجدد
قصي غريب
2021 / 5 / 22مواضيع وابحاث سياسية
في الحرب العربية الصهيونية المستمرة منذ بداية القرن العشرين، الذي يقاتل فيها الشعب الفلسطيني العظيم ضد الكيان الصهيوني المحتل، نيابة عن العرب والمسلمين.. كان من أهم نتائج هذه المعركة الأخيرة؛ التي خاضها الجبارون بجسارة وشجاعة وبسالة وثقة:
- أنها قد أفهمت الصهاينة ومن يدعمهم ويساندهم عن حقيقة أن القتال مع الفلسطينيين لم يعد نزهة للترويح عن النفس؛ كما كان من قبل.
- أفهمت العرب والمسلمين الذين أعادت لهم الثقة بالنفس؛ أن هزيمة إسرائيل ممكنة، وممكنة جداً.
- أن جيوش الأنظمة العربية ليس لمحاربة إسرائيل، وتحرير فلسطين -كما يدعون - وإنما لحماية إسرائيل من جهة، ولحراسة عروش وأنظمة الطغاة المستبدين من شعوبهم، من جهة أخرى.
وقد ظهر تيار "الفسابكة الجدد" - على طريقة المحافظين الجدد- سوريون منهم، ومنهم فلسطينيون؛ ضد المقاومة الفلسطينية؛ المتمثلة في حركة حماس بالذات، متذرعين ببعض تصريحات بعض قادتها لصالح إيران.
ويبدو أنهم بعضان؛ بعضهم الأول: أجير يتلقى توجيهاته المثبطة من أجهزة مخابرات خليجية تحديداً، ولا سيما المطبعة منها، والسبب بات واضحاً مكشوفاً.
وبعضهم الآخر: جاهل أحمق؛ توجهه أحقاد الخلافات الأيديولوجية والعقدية السابقة الماضية التي أكل الدهر عليها وشرب، ولكنها ما تزال حاضرة في وجدان هؤلاء وعقولهم.
إن هؤلاء الفسابكة الجدد ربما ظنوا نتيجة قصورهم في عدم فهم العقلية السورية العميقة المشبعة بالعروبة، وتأثير الإسلام، وظنوا أن سخط السوريين على سلوك حماس وبعض قادتها لعلاقاتهم مع إيران التي تحتل سورية والعراق ولبنان واليمن، وتمجيدهم وشكرهم لها، واعتبار المجرم قاسم سليماني شهيد القدس؛ قد يدفعهم إلى أن يقفوا بعواطفهم على الحياد، أو ربما يقفوا مع (إسرائيل) ضد حماس، وضد كفاح ونضال وجهاد الشعب الفلسطيني.
لكن حساباتهم أخطأت، وظنونهم خابت، ولم يحصل، ولا شيء منه، وأنه لن يحصل أبداً؛ لأن فلسطين - بغض النظر عمن يقود المقاومة فيها - كانت ومازالت وستبقى في قلب وضمير كل سوري وعربي ومسلم صادق نقي، وهي القضية الأولى لدى السوريين العرب الأصلاء، على الرغم من معاناتهم المريرة من النظام المجرم، وما فعله فيهم، ومأساتهم الكبيرة وبليتهم فيه؛ التي لا تقل كارثية عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، إن لم تكن تعدتها وتجاوزتها وزادت عليها بكثير..
إن ما بين فلسطين وسورية مختلف تماماً حتى عما بين السوريين أنفسهم، فالكل يتوحد ويقف مع فلسطين عندما يتعلق الأمر بالقدس والأقصى، وتظهر وحدة الدم والمصير واضحة جلية؛ بعفوية وتلقائية لا يفهمها الفسابكة الجدد.
ولمن يجهل التاريخ عليه أن يعود إلى سجلاته، وسيجد أن الشعوب العربية المسحوقة من قبل أنظمة الاستبداد الخدمية للأجنبي نتيجة مكانة وأهمية فلسطين لديها، لم تطالب منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم الفصائل الفلسطينية وأهمها فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ويقودها القائد ياسر عرفات يرحمه الله، لم تطلب بقطع علاقاتها مع تلك النظم الفاسدة من منطلق ومبدأ أن الضرورات تبيح المحظورات، ويحق للفلسطيني ما لا يحق لغيره.. وهذه القاعدة لا تنطبق على غير الفلسطيني، ولا ينتهي مفعولها بتقادم الزمن.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية