الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 5 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يتميز النمر بخفة الحركة والسرعة التى تجعله قويا بينما يتميز الأسد بالقوة الفعلية ، ومع تغير العالم وعصر العولمة بعد عام 2010 ينتقل العالم الآن ما بين مرحلة الأسد التى تخبو ومرحلة النمر التى تنمو. لقد كان العالم قبل 2020 أحادى القطب مع الأسد الأمريكى الذى يأمر فيطاع بالقوة العسكرية المدعومة بالاقتصاد والعلم والتكنولوجيا ، ولكن الأسد لم يستطع الاحتفاظ بقوة سلاسل التوريد العالمية مع بداية جائحة كورونا عام 2020 فلم يمد العالم بما يكفى للقضاء على الفيروس فلجأ إلى التغييب الإعلامى ليجعل العالم يناقش قضية المؤامرات والانتقادات بينما لجأت الصين ومعها كوريا الجنوبية إلى القفز بخفة وسرعة للقضاء على الفيروس دون الدخول فى مهاترات وحروب إعلامية مضللة تعتمد غالبا على الميديا والإعلام أكثر من الاعتماد على الحقائق والبيانات الواقعية ، وبالتالى نجحت الصين ومعها كوريا الجنوبية فى التحكم فى سلاسل إمدادات العالم بأدوات مجابهة فيروس كورونا بنجاح فاق الحدود ، ولأول مرة فى التاريخ تستطيع الصين المشاركة فى أكثر من لقاحين لمجابهة فيروس كورونا ونجحت فعلا مثلما نجحت ألمانيا وانجلترا والولايات المتحدة وروسيا بل وسمحت لبعض الدول بصناعة اللقاح كنوع من التعاون والتكامل العالمى متنازلة عن بعض حقوق الملكية الفكرية لتكسب ود الدول الفقيرة .
إن نجاح الصين فى الهبوط على سطح المريخ كثانى دولة تهبط على الكوكب الأحمر يدل على أن النمر يتحرك فى كل الاتجاهات ليصيد الشارد من الفرائس فى أى مكان فى العالم ولكن بخفة حركة وسرعة انقضاض دول مشاكل واستعراض قوة . لقد نجحت الصين فى الوصول إلى أى مكان تركته الولايات المتحدة منذ عام 2003 مع انشغال الولايات المتحدة بحرب الخليج وانفاق تريليونات الدولارات على الحروب بلا عائد واضح ، وكان نجاح الصين فى أفريقيا وآسيا نجاحا مذهلا بسياسة التكامل والتعامل بخفة وسرعة دون إظهار القوة مما جعل الصين تصبح القوة الثانية عالميا عام 2010 بعد تفوقها على اليابان وسيطرتها على الإبداع والابتكار العالمى خلال السنوات الخمس السابقة . لقد كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة صراع أمريكى سوفيتى سابق ولكنها تحولت إلى منطقة نفوذ أمريكى واضح خاصة مع حروب الخليج منذ عام 1980 التى حاولت فيها الولايات المتحدة السيطرة على المنطقة من إيران إلى مصر ، ولكن مع وصول الرئيس السابق ترامب للحكم حدث نوع من " فراغ العرش العالمى" مع فقد الولايات المتحدة للتحالفات القديمة كما أشار كل من دالدر وليندسي نهاية عام 2018 فى كتاب " العرش الفارغ : تنازل أمريكا عن القيادة العالمية " مما أتاح للصين الدخول من كل ثقب إبرة فارغ فى العالم والوصول إلى احتياجات الشعوب كبشر قبل الحكومات . ولم يكن دخول الصين لأى مكان فى العالم عبر قوة الأسد ولكن عبر خفة وسرعة النمر ، فالصين لا تعتمد على وسائل الضغط المخابراتى والقوة العسكرية ولكن تعتمد الطريق الاقتصادى الذى تعتبره القوة الأفضل فى عصر العولمة . إن الصين تعتمد بصورة كبيرة على الطاقة القادمة من الخليج سواءً من إيران أو دول الخليج العربى لذلك فالعلاقات جيدة مع تلك الدول ولا تريد أن تفقدها ، وفى نفس الوقت هناك استثمارات مشتركة مع إسرائيل فى مجال التكنولوجيا وصلت إلى 11 مليار دولار عام 2019 ومع زيارة 150 ألف سائح صينى لإسرائيل ، بل وتقديم دعم لإسرائيل ومصر لصالح تطوير طريق التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس والبحر المتوسط . إن الصين وهى تعارض إسرائيل فى مجلس الأمن وتناصر الفلسطينيين وحل الدولتين تدرك أنها تعارض الولايات المتحدة أولا وفى نفس الوقت ما تزال سبل التعاون مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل موجودة ومتاحة حتى وإن لم تتطور منذ الصراع العلنى مع الرئيس السابق ترامب عام 2020 ومنع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا الموجودة فى تايوان وإسرائيل.
لقد دخلت الصين خلال السنوات العشر الأخيرة ضمن الخمسة الكبار لصناعة وتصدير الأسلحة حول العالم مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا مع وصول اقتراب تلك الصناعات من حاجز تريليونى دولار سنويا ، وبدأت بالفعل فى إنتاج معدات بحرية متفوقة بل وتدخل الآن مجالات الصواريخ والطائرات والمعدات التقليدية ، ولكنها لم تفعل مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بتأجيج الصراعات لتدور مصانع الأسلحة بل تزكى طريق التعاون ومساعدة الدول على تكوين قواتها الخاصة عبر التعاون الاقتصادى. لقد حاولت الصين أن تساند الدول العربية وفلسطين فى الأزمات ولكن من منطق التعاون والتكامل تاركة للولايات المتحدة الدخول بمنطق القوة وصرف مليارات الدولارات لإسرائيل والدول المتحالفة معها.
فى العالم الثنائى القطب الآن يدور النزاع بين الأسد وقوته والنمر وسرعة حركته وسيظل صراع العولمة الجديدة متأججا حتى عام 2040 وهو العام المقترح لتفوق الصين على الولايات المتحدة عسكريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح