الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شهداء الحزب الشيوعي العراقي المغيّبينَ

شه مال عادل سليم

2021 / 5 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


شهدائنا خطٌ أحمر:
الشهيديْن الشقيقين : أنور و أركان سعود مشهد الجبوري :
الشهيد الشيوعي المُغيب والمربي الفاضل والمعلم التربوي أنورسعود مشهد الجبوري المعروف بـ( أبو نغم)، من مواليد بابل عام 1947 ، تخرج على يده العديد من الاجيال، انتمى للحزب الشيوعي العراقي في وقت مبكر، ونشط في منظمات بابل، كرس حياته للحزب الشيوعي العراقي ، قاريء جيد ومحاور مثقف، يمتلك موهبة الخط بمهارة، كان يتهيأ قبل أيام من عيد الحزب، يخط شعارات الحزب ثم يعمل لوحة رائعة من الخيوط الملوّنة والمسامير، يحملها هدية في عيد الحزب إلى المقر في بابل.
تزوج عام 1974 وانجب ثلاثة أطفال، بعد أربعة سنوات في 1978 جرى اعتقاله لمدة 24 يوم , تم تعذيبه بطريقة وحشية، وبعد عام تقريباً نُصب له كمين في المدرسة من قبل جلاوزة النظام البعثي الفاشي ،إلا انه نجى من الفخ القاتل والغادر بمساعدة مدير المدرسة كان صديقه وشيوعي، أرسل أحد الطلاب ليحذره من المجيء إلى المدرسة.
بعدها أختفى الشهيد أنور وترك وظيفته، استطاع الوصول إلى الناصرية، عن طريق المهندس عبد الحسن هادي الفرحان "شقيق زوجته استشهد فيما بعد" وأماكن أخرى، ثم أستقر في حديقتهم خارج البيت، حيث حفر مخبأ تحت الأرض، التحق به شقيقه الثاني( كامل )الذي كان مطارد من الأجهزة الأمنية البعثية ، والمعروف في ذلك الوقت خاصةً بعد الارهاب البعثي الفاشي عام 1979 من يدخل الاعتقال لا يخرج، وتم تصفية العشرات من رفاقهم وأصدقائهم في ناحية القاسم، وقضاء الهاشمية، والحمزة التابعة لمحافظة بابل، بل الالاف من الشيوعيين الابطال واصدقاءهم.
وبعد فترة تم حفر مخبأ اخر تحت الارض داخل بيتهم الطيني، وهذه خطوة مهمة وفنية لم تستطع كل أجهزة الأمن اكتشاف هذا المخبأ العظيم، والذي ضمّ العديد من الشيوعيين، منهم لا زالوا أحياء.
تقول شقيقة الشهداء الرفيقة الشيوعية والسجينة السياسية البطلة ماجدة الجبوري : (بعد خروجي من السجن كنت مسؤولة تقريباً عن مستلزماتهم خاصةً الأكل، أتذكر كنت البس دشداشة والدي واضع شال اغطي رأسي به لأدفع قفص الأكل وادفعه أمامي بحدود سبعة أمتار تحت الأرض، ليتلقّفوه مني، أضع لهم مع الاكل باقات ورد من حديقتنا)
تضيف ماجدة وتقول : (استمر هذا الحال ثمان سنوات، ويا لصبرهم اللاّمحدود في التحمّل، وهم لا يرون الشمس والناس، لا يرون أطفالهم، ونساءهم الاّ ما ندر، أتذكر أخي أنور كان يأتي في بعض الليالي لرؤية أطفاله وهم نيام، خوفاً على حياته وحياة العائلة، نخاف من سؤالهم من قبل الغرباء.
لا أستطيع وصف وضع العائلة في هذه الثمان سنوات، ولا أستطيع إحصاء عدد المرّات التي تمت مداهمة البيت من أجهزة النظام الفاشي، وفي كل الأوقات، أحيانا عند منتصف الليل، او الثالثة فجراً، وترويع الأطفال والنساء، والدي و والدتي)
في عام 1991 تم اعتقال الشقيقين أنور وأركان، لمشاركتهم في انتفاضة آذار المجيدة، ومن يومها غيّبا ولم يتم العثورعلى رفاتهم ولا أي دليل أو شاهد لهما.



اما الشهيد أركان سعود مشهد الجبوري , فهومن مواليد بابل عام 1942 , ذلك الفلاح النشمي الذي تحمّل أعباء عائلة كبيرة والظروف الإستثنائية والصعوبات التي واجهت العائلة وخاصةً الاقتصادية والأمنية.
الشهيد أركان كان يمتلك مكينة تراكتور، ومزارع نشط، يعمل مع والده في الأرض لتوفير احتياجات العائلة، وكانت ماكنته وسيلة لنقل الشيوعيين وخاصةً في الليل ومتى ما يريدون ، والمساهمة في إنشاء عدّة مخابيء لهم، ينتقلون اليها عندما يحسّون بالخطر.
هو الآخر لم يسلم من قمع السلطة الفاشية ، عملوا له كميناً في إحدى الليالي وضربوه ضرباً مبرحاً ثم وضعوه في كيس" كونية" و رموه في أحد الجداول في الماء، لكن من حسن حظه وبالصدفة شاهدهم أحد المعارف من الفلاحين، وبعد أن تركوه مختنقاً في الماء استطاع إنقاذه من الموت.
في عام 1991 تم اعتقاله مع شقيقه انور ، لمشاركتهما في انتفاضة آذار المجيدة، ومن يومها غيّبا ولم يتم العثور على رفاتهم ولا أي دليل أو شاهد لهما.

تقول شقيقة الشهيدين الرفيقة الشيوعية والسجينة السياسية البطلة ماجدة سعود مشهد الجبوري : (لا يمر يوم دون أن أتذكر اخوتي الشهيدين أركان و أنور، ذكراهم تشكّل غصّة بالقلب والروح، ترافقني حتى آخر يوم من عمري، والسؤال الذي يراودني دائماً ماهي الطريقة التي تمّت تصفيتهم بها وطريقة قتلكم، وبأي يوم، وما يزعجني إنني متيقنة تم دفنهم أحياء في مقابر جماعية عام 1991 بعد انتفاضة آذار مع الآلاف من أهالي بابل، تم تكديسهم في لوريّات الى مصيرهم المظلم، وهناك في المحاويل كانت تنتظرهم حفّارات القبور "شفلات" ليسهّل دفنهم في قبور جماعية" تشبه القبور النازية ومحارقها" وهو أحياء حسب شهود عيان.
كنت أتمنى أن تكون لهم شواهد رمزية في مقبرة الشهداء المُغيبين الجديدة في أربيل ـ طريق كسنزان ، ولا زلت وعائلتي نتمنى أن تكون لهم شواهد تكريماً لتاريخهم النضال وتأريخ العائلة المشرفة من اجل وكن حر وشعب سعيد ) .

ويبقى السؤال الاهم : هل من الصعب ان نحقق امنية شقيقة الشهيدين البطلين السجينة السياسية والرفيقة الشيوعية المناضلة ماجدة الجبوري , هل من الصعب ان نحقق لهم حلمهم بوضع شواهد للشهيدين (انور واركان) في الموقع التذكاري للشهداء الشيوعيين المُغيبين ـ شهداء بلا قبور , وهو أقل ما يمكن تقديمه وفاءً لهم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي