الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد استقالة بابلو إغليسياس / شيوعية تقود تحالف اليسار الإسباني

رشيد غويلب

2021 / 5 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لم يأت فوز اليمين مفاجئا في انتخابات برلمان منطقة مدريد التي جرت في 4 أيار الحالي، ولكنه هز السياسة الإسبانية. ضاعف حزب الشعب اليميني المحافظ نتيجته السابقة بحصوله على 44 بدلا من 22 في المائة، وضمن 65 مقعدا من مجموع مقاعد برلمان المنطقة البالغ عددها 136 مقعدا، ولكنه لم يحقق الأغلبية 69 مقعدا، وسيحتاج إلى التحالف مع حزب فوكس الفاشي، والذي حصل على 13 مقعدا، لكي يستمر حكمه للمنطقة لدورة انتخابية ثانية. وجاء فوز الحزب على حساب حليفه حزب “المواطنين” اليميني الليبرالي الذي خسر جميع مقاعده البالغة 26 مقعدا، وأصبح خارج برلمان المنطقة.
الخاسر الثاني هو حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الاجتماعي الذي يقود الحكومة الإسبانية. خسر الحزب 10 في المائة، وحصل على 17 في المائة فقط، منحته 24 مقعدا، بدلا من 37 في الدورة المنتهية.
حقق تحالف اليسار المحلي “مزيدا لمدريد”، نتيجة جيدة، حيث حصل على 24 مقعدًا، وشغل المرتبة الثانية. وحصل تحالف اليسار الإسباني “متحدون قادرون” الذي يضم حزب بودوموس، واليسار الإسباني المتحد وقوته الرئيسة الحزب الشيوعي الإسباني، على 10، بدلا 7 مقاعد في الانتخابات السابقة.

تقييم الشيوعي الإسباني للنتائج
رفض السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسباني، إنريكي سانتياغو، اعتبار النتيجة التي حصل عليها تحالف اليسار نكسة، وقال سانتياغو “في مدريد رفع تحالف اليسار رصيده بنسبة 30 في المائة، والنتيجة في هذه الانتخابات جيدة بالنسبة لنا”.
ولا يعتقد الزعيم الشيوعي، أن استقالة إغليسياس، على إثر عدم تحقيقه هدفه المعلن بهزيمة اليمين، يمكن أن تشكل مشكلة في قيادة تحالف اليسار، لاعتماده القيادة الجماعية. وقال: “نجد أن انسحاب شخص ما من الحياة بسبب ترهيب اليمين المتطرف والجماعات الاقتصادية، أمر مأساوي، إنه أمر مخجل“ ورحب سانتياغو بمقترح بابلو اغليسياس انتخاب القيادية الشيوعية ووزيرة العمل في الحكومة الإسبانية يولاندا دياز رئيسة لتحالف اليسار ونائبة لرئيس الحكومة الإسبانية.
ويرى، أن تحالف اليسار وخلال عامين تحول إلى “قوة أساسية في الحكومة الإسبانية، لضمان ما نطلق عليه الدرع الاجتماعي في هذه الأوقات الصعبة”. في إشارة إلى السياسة الاجتماعية التي تمثل الركيزة الأساسية للائتلاف الحاكم. وذكر بالمساعدات الاستثنائية التي قدمت للعاطلين، وبإجراءات وزارة العمل التي حافظت على 3 ملايين فرصة عمل، ويجري العمل الآن على الحفاظ على مليون فرصة عمل أخرى. وعلى الرغم من مرور البلاد بأسوأ ازمة اقتصادية اجتماعية خلال المئة عام الأخيرة، إلا أن البطالة لم تصل إلى اسوأ المستويات التي وصلتها في سنوات حكم اليمين. وبشر سانتياغو بقرب صدور قانون يحد من ايجارات المساكن في المناطق المكتظة بالسكان، يضمن للجميع الحصول على مسكن والعيش بكرامة.
وشدد على تطوير الدرع الاجتماعي “لحماية الديمقراطية”. ولضمان أفضل ظروف معيشية ممكنة “حتى لا ينخدع العاملون ولا يخضعون لإغراءات الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة”. و “لا نسعى لكي يكون الجميع اغنياء، ولكن ان يعيش الجميع بالكرامة التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهنا تكمن أهمية تعزيز هذا الفضاء السياسي”. لا يرى إنريكي سانتياغو أي تهديد لوجود الحكومة الإسبانية. حتى أنه يعتقد أنه بالنظر إلى التحالف الحتمي بين حزب الشعب والفاشيين، فإن التحالفات اليسارية التي تدعم الحكومة حاليًا ستقترب من بعضها البعض أكثر.

انسحاب
بعد الإعلان عن اجراء انتخابات مبكرة في منطقة مدريد، استقال مؤسس وزعيم حزب بودوموس اليساري باولو إغليسياس من منصبه كنائب لرئيس الوزراء ووزير للشؤون الاجتماعية، ليقود قائمة تحالف اليسار في انتخابات مدريد، آملا هزيمة تحالف اليمين واليمين المتطرف. وقد حاول الائتلاف مع تحالف” مزيدا لمدريد” اليساري المحلي، لكن جهوده لم تتكلل بالنجاح، نتيجة لخلافات في انتخابات سابقة على الأدوار والحصص. وقد تميزت الانتخابات باستقطاب سياسي وفكري بين معسكري اليسار واليمين، استخدم فيه الفاشيون التهديد والترهيب، وخزين العداء للشيوعية الموروث من فاشية فرانكو. وعلى الرغم من حصول تحالف اليسار على ثلاثة مقاعد إضافية. الا ان إغليسياس، وجد انه فشل في تحقيق هدفه المعلن، وكذلك في تجميع قوى اليسار. ولقناعته بـ “عندما يكون المرء غير مفيد عليه ان يرحل”. لذلك أعلن بعد إعلان النتائج انسحابه من الحياة السياسية.
وقد عبر الكثيرون في معسكر اليسار عن اسفهم لانسحابه، وشكرهم له لما قدمه لنضال قوى اليسار، فقد نجح في كسر نظام الحزبين، ولعب دورا أساسيا في تشكيل تحالف يسار الوسط الحاكم.

رئيسة جديدة لتحالف اليسار
تسلط الأضواء الآن على يولاندا دياز بيريز، المحامية التي انتمت إلى الحزب الشيوعي في سنوات شبابها المبكرة. وتشغل منصب وزيرة العمل في الحكومة الإسبانية الحالية، وأصبحت، بعد استقالة بابلو إغليسياس نائبة لرئيس الوزراء.
اقترحها إغليسياس كرئيسة لتحالف اليسار. وهي عضو البرلمان الإسباني منذ عام 2016. وشخصية محبوبة ذو قدرات قيادية. وتمتاز بالرصانة والمرونة في الحوار، وتفضل العمل بعيدا عن الأضواء.
وقد حققت نجاحًا متتالية: زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 950 يورو شهريًا، راتب سنوي لـ 14 شهرا، إلغاء الفصل بسبب المرض، ادخال التفتيش في القطاع الزراعي، وحظر تسريح العمال أثناء الوباء، بالإضافة إلى ما أشار له السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسباني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كتائب القسام تنشر فيديو لأسير إسرائيلي لديها


.. غزة.. ماذا بعد؟ | الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات الطلاب أثناء




.. قوات الاحتلال تعتدي على شاب فلسطيني عند حاجز مخيم شعفاط شمال


.. تفاعلكم | شاهد.. شوكولاتة مفخخة في أوكرانيا!




.. العالم الليلة | إيران تعيد ترتيب أوراقها في سوريا.. وبايدن ي