الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بتكوين لله

ربيع نعيم مهدي

2021 / 5 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قد يبدو العنوان ساخراً، لكنه في الحقيقة قد يبدوا واقعاً مستقبلياً، لمهنة تعد من أكثر المهن تحقيقاً للربح واثارة للجدل، فكما نعرف ان "التسول" أو "الجدوة" مهنة منتشرة في أغلب المجتمعات بما فيها العربية، وربما نحن متفوقين في هذا المجال على غيرنا من ناحية الاساليب والرموز المستخدمة لاستدراج العطف أو تذكيرك بان الصدقة هي الوسيلة السهلة لاكتساب رضى الله عنك ، وبالتالي اكتسابها بغض النظر عن قيمتها النقدية.
وقبل أن اكمل اود ان اشير هنا الى ان (بالرغم من اختلاط الحابل بالنابل إلا انني لا أُشكك في حاجة طالب المعونة، ولا أقلل من قيمة الفقير عند الاعلان عن حاجته).
ان جولة بسيطة في شوارع بعض المدن العربية ستكون كافية لرسم صورة واضحة عن عدد المتسولين، والذين في الغالب يتمتعون بنوع من الدعم اللوجستي لممارسة المهنة، فهناك المسؤول عن توفير وسائل النقل، وهناك المسؤول عن توفير الحماية والمسكن، ناهيك عن المتخصص بمعالجة الموقف القانوني، والذي يتمثل بمراجعة المحاكم عندما تجري الجهات ذات العلاقة حملاتها لمكافحة التسول، والتي تنتهي بأمر قضائي محدد بتوقيع تعهد بعدم ممارسة المهنة مستقبلاً وكفالة من أحدهم، وبمجرد اطلاق سراح الموقوفين تعود الامور كما كانت وهكذا يستمر الحال.
وما يهمنا في هذه الاسطر، هو حالات التسول التي واجهتها في العالم الافتراضي، والتي تشهد نوعاً من الانتشار، في اغلب مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المعتمدة على التقنيات الرقمية وخدمات الانترنت، والغريب فيها ان طالب/ ة المعونة قد حدد وسيلة الدفع من خلال مكاتب التحويل والصرافة، (والمعونة هنا تتجاوز قيمتها الفئات أو العملات النقدية الصغيرة التي غالباً ما نتخلى عنها لضعف قيمتها).
أما وسائل استدراج العطف فهي تقريباً ذاتها، تعتمد على اقناعك بأن المساعدة هي لوجه الله، وطالبة المعونة مجبرة على السؤال في وسائل التواصل المتاحة عبر الانترنت لصعوبة النزول الى الشارع، لأسباب تتعلق بالحروب والنزاعات المنتشرة.... ، أسباب كثيرة ومختلفة في اشكالها لكنها متشابهة في المضمون.
تكرار هذه الحالة دفعني الى النظر او التفكير في هذه المهنة، خصوصاً مع متغيرات العصر والتطور التكنولوجي، والذي أنتج أسواقاً افتراضية، وتجارة اليكترونية، وعملات رقمية، وما يبدو لي ان هذه المهنة "التسول" تشهد تطوراً في الأساليب لتلائم المتغيرات التكنولوجية.
وقد يبدو في الحديث سخرية ان قلت اننا ربما سنشاهد في المستقبل "روبوت متسول" أو " المتسول الآلي" أو اننا سنشهد اعلانات مبوبة عند تصفح الانترنت تتخلص في كلمتين " بتكوين لله".
فكل شيء ممكن، واتمنى ان يحظى هذا الأمر بالدراسة والبحث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية