الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحسن عنوان لما سمّوه ب ( النموذج التنموي الجديد ) هو - هل فهمتم شيئا - ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

2021 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كما اذاعت مختلف الفضائيات ، ونشرت مختلف المواقع ، قدّم رئيس " اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد " ، وزير داخلية سابق ، وسفير النظام المغربي بفرنسا ، السيد شكيب بنموسى ، تقريره المسمى ب " النموذج التنموي الجديد " ، الى الملك محمد السادس .. وفي تقديمه لخلاصات التقرير. قال السيد بنموسى " .. النموذج التنموي المُقترح ، شكل نقطة انطلاق مرحلة جديدة ، من اجل الدفع قدماً بالمشروع المجتمعي للبلاد ، بحيث يضع تصورا للمغرب الذي يطمح اليه في افق 2035 .." ..
وحتى نلم جيدا بما سماه السيد شكيب بنموسى ب ( النموذج التنموي الجديد ) ، ومن خلال قراءته القراءة المتأنية ، وحتى لا يتهمنا احد بالتحامل .. فإننا لم نجد اية علاقة تجمع ( تقرير ) السيد بنموسى ، بالنموذج التنموي الحقيقي ... لان ما قدمه سفير النظام المغربي بفرنسا ، هو مجرد تضبيب لجرجرة الزمن الرديء ، وللعب على الوقت .. لان النظام فشل ، وليس له ما يعطيه للشعب الذي ملّ من الانتظار ، وحياته ستبقى كلها انتظار ، الى ان يعجل الله بأمر قد يضع حدا لديماغوجية الانتظار ...
فالتقرير المسمى ب ( النموذج التنموي الجديد ) ، انشاء يفتقد الى فنية الوصف ، وترتيب الحاجيات ، والاولويات ... فهو غير مفهوم اطلاقا .. أي لا رأ س ولا رجلة له .. لذا عنْونّا ( التقرير ) بعنوان : " هل فهمتم شيئاً " ..
ينقسم ما يسمى ب ( التقرير ) ، ( النموذج التنموي الجديد ) الذي قدمه السيد شكيب بنموسى للملك ، الى اربعة محاور .. وكل محور غارق في التناقضات ، وغارق في الانشاء الادبي .. كما ان لا علاقة تجمع بين هذه المحاور كما سنبين لاحقا .. وهنا نستنبط خلاصة مؤكدة ، وأكرر مؤكدة ، انّ ما سمي ب ( التقرير ) ، ( النموذج التنموي الجديد ) ، تم تحريره تحت الطلب الاستعجالي ، بالسرعة القصوى ، في اقل من أربعة وعشرين ساعة ، بأمر من فؤاد الهمة مستشار وصديق الملك .. فطرح ( التقرير ) النموذج ، وفي هذا التوقيت الغير مناسب بالنسبة للشعب ، والمناسب للنظام .. للتنفيس ، والتخفيف من هول الصدمة التي يعانيها ، وهي تهدد وجوده ، وهي العزلة داخليا ، والعزلة خارجيا .. دفعت بالساهرين على الجهاز البوليسي القمعي ، المغلق ، والفاشي ، وبالجهاز السلطوي القروسطوي L’appareil autoritaire moyenâgeuse ، الى طرح ( التقرير ) ، ( النموذج التنموي الجديد ) ، للتغطية على فضيحة فتح / غزو ( الفتوحات ) حوالي عشرة ألف مغربي بشكل مفاجئ ، مدينة سبتة .. وللتغطية على الفشل الذي أصاب النظام في ملف الصحراء ، وفي النزاع بين النظام المغربي ، والدولة الاسبانية ، ودخول الاتحاد الأوربي على الخط ، عندما ناصر اسبانية الاوربية .. وعندما بقي النظام المغربي يتيما لوحده ، ولم يتضامن معه احد من الأنظمة العربية ، ولا المغاربية ، ولا الافريقية ..
فغزو / فتح اكثر من عشرة الف مغربي مدينة سبتة ، ورمي صبية ، وأطفال قاصرين ، ونساء ، وشباب .. عرضة للأمواج العاتية .. هي إدانة داخلية وخارجية لنظام محمد السادس .. وهي دليل على الوضع الاجتماعي المتأزم ، والمهدد بالانفجار في كل ثانية ودقيقة .. فكان على دهاقنة الدولة البوليسية التي جففوا ضرعها ، بزّولتها ، للتغطية على هذه الحقيقة التي تهدد وجود النظام المعزول .. الخروج بهذا ( التقرير ) ( النموذج التنموي الجديد ) ، لتعطيل الانفجار ، ورهن الازمة بالوقت ، ومن ثم جرجرت المطالب ، والرهانات الاجتماعية ، واغراقها في انتظارية اكثر من قاتلة ، ستدوم ستة عشر سنة ، حتى تٌصلح الأوضاع .. وهي لن تصلح ابدا ...
اذن الآن سنشارك معنا القراء الكرام ، في معرفة سبب عنواننا ل ( التقرير ) ( النموذج ) ب : " هل فهمتم شيئا " ..
--- المحور الأول : ونسميه ب ( المحور الاقتصادي ) تجاوزا .. لان لا علاقة تربط ، وتجمع بين الجمل ، والغايات الواردة في المحور .. وهنا ندعو لمن فهِم شيئا ان ينورنا جزاء الله خيرا ..
يدعو التقرير الى إزالة الحواجز الإدارية ، والتنظيمية بطريقة نسقية .. / ماذا فهمتم / ، وضمان منافسة سليمة ، و تقوية أجهزة الضبط / ماذا فهمتم / . حماية المقاولات بواسطة آليات فعالة للتظلم والطعن / ماذا فهمتم / ، وتوجيه الفاعلين الاقتصاديين الى الأنشطة المنتجة من خلال وضع آلية جديدة منسجمة ، لا جل قيادة وتنفيذ السياسات القطاعية ، ومراجعة الاطار التحفيزي للاستثمار ، من اجل توجيه المستثمرين الى الأنشطة المنتجة ، كما اقترح دعما اقوى لتنمية المقاولات الصغيرة والمتوسطة ، وسن التمويل الإرادي لتنويع الإنتاج والابتكار ، وتطوير المنظومة المواكبة للمقاولات ، وتوظيف الطلبات العمومية كرافعة استراتيجية للتنمية المنتجة ، إضافة الى ادماج القطاع غير المهيكل في النسيج الاقتصادي بكيفية تدريجية ، وملائمة لمختلف الفاعلين / ماذا فهمتم في هذه الخبطة / ، ويقترح في هذا الصدد أيضا ما وصفها ب " صدمة تنافسية " عبر تخفيض كلفة الطاقة عن طريق اصلاح القطاع ، واللجوء الى القطاعات المتجددة ذات المستوى المنخفض في انبعاث الكربون --- لاحظوا ماذا تفعل كلمة كربون هنا --- ، وتخفيض تكاليف الإنتاج المتعلقة باللوجستيك – لاحظوا كلمة اللوجستيك ماذا تفعل هنا وكأنهم مع كلمة كربون اكتشفوا شيئا مهما وخطيرا – وتحسين جودة الخدمات عبر إعادة هيكلة هذا القطاع مع تنمية مناطق الأنشطة بالجودة المطلوبة ، وبأثمنة تنافسية متاحة لمختلف المقاولات / ماذا فهمتم هنا / ، وضمان حوار اجتماعي منتظم ، يأخذ بعين الاعتبار التحولات الحالية والمستقبلية لعالم الشغل / ماذا فهمتم هنا / ، وأخيرا إطار ماكرو اقتصادي --- استعملوا كلمة ماكرو وكأنهم جاؤوا بشيء جديد بسبب غرقهم في اعداد التقرير --- في خدمة التنمية ، واعتماد اطار تأسيسي للاقتصاد الاجتماعي الجديد ، وتشجيع التدبير المفوض للخدمات العمومية من طرف الفاعلين في قطاع الاقتصاد الاجتماعي باعتماد منهجية تجريبية . ماذا فهمتم هنا // نورونا جزاكم الله خيرا ..
--- المحور الثاني : في هذا الاختيار نجد ان لجنة بنموسى وبشكل تمويهي ، تريد الرجوع الى المدرسة العمومية التي قتلها النظام ...
.... وهنا فان بالعودة الى المدرسة العمومية ، ستستعيد اللجنة ثقة الاسر المغربية من كل الفئات الاجتماعية ، وتلقن القذرات الأساسية لجميع التلاميذ ، وتغدو ضامنة لتكافؤ الفرص من خلال الاستثمار في تكوين وتحفيز المدرسين ليصبحوا ضامنين للتّعلّمات ، وتجديد المحتويات ، والطرق البيداغوجية لتعليم فعال ومفز / ماذا فهمتم هنا / نورونا جزاكم الله خيرا ..
كما يرتكز على نظام تعليمي عالي ، يحضر كل شاب لإدماج سوسيو مهني – استعمال كلمة سوسيو كأنهم قاموا بعمل جبار عند استعمالهم كلمة سوسيو – ناجح ، من خلال تطوير مؤهلاته الاكاديمية الافقية هههه ، ومواكبته في كل مرحلة من مساره ، وضمان الولوج لخدمات صحية ذات جودة ، وللحماية الصحية باعتبارها حقوقا أساسية لمواطنين . / هل فهمتم شيئا / ، وضمان التمكين الذاتي لمؤسسات التعليم العالي وتعزيز حكامتها ، ووضع الطالب في صلب الإصلاحات ، وإجراءات حسن أداء التعليم العالي والمهني ، وتعزيز تثمين التكوين المهني ، وتطوير طرق التكوين بالتناوب بواسطة التدرج مع تقوية البعد الترابي لهذه الحكامة / ماذا فهمتم / ، ويدعو أيضا الى دعم العلاجات من خلال تعميم الولوج الى التغطية الصحية ، واعداد سلة علاجات قابلة للتطور ، وإعادة تنظيم مسار العلاجات من المستوى الجماعاتي الى المستوى الجهوي ، وتسريع رقمنة النظام الصحي ، ودعم المستشفى العمومي ، وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص ، ومراجعة عميقة لحكامة النظام الصحي على جميع المستويات ، مع تقوية البعد الترابي لهذه الحكامة / هل فهمتم شيئا / الضحك على الشعب ..
--- المحور الثالث : يعتمد هذا الاختيار الاستراتيجي على تمكين النساء من الاستقلالية ، وضمان المساواة بين الجنسين ، والمشاركة ، وتشجيع ادماج ، وازدهار الشباب بالزيادة في فرص ، وسبل المشاركة المتاحة لهم ، والنهوض بالتنوع الثقافي كرافعة للانفتاح للحوار والتماسك هههه ، وضمان قاعدة أساسية من الحماية الاجتماعية تعزز الادماج والقدرة على التحمل هههه ، وتجسد التضامن بين المواطنين / فهل فهمتم شيئا نورونا جزاكم الله خيرا / ، ويرتكز على دعم آليات التربية ، والتكوين ، والادماج ، والمواكبة ، والتمويل المخصصة للنساء ، رفع الاكراهات الاجتماعية التي تحد من مشاركة النساء ، وتقوية الادماج المهني للشباب ، ودمج قوي للثقافة في بيئة المنظومة التربوية ، ودعم تنشيط ثقافي ، واعلامي مبتكر ، يتسم بالجودة ، ويساهم في اغناء الحوار والتحسيس والاشعاع الدولي للمغرب / هل فهتم شيئا / ، وتسريع المجهودات لإدماج العمل غير المنظم ، والتصريح بالأجر هههه ، ومحاربة الغش الاجتماعي ، مع تحديث حكامة نظام الحماية الاجتماعية ، وضمان فعالية تدخلاته / هل فهمتم شيئا / .
--- المحور الرابع : السياسة الترابية في التنمية ..
يدعو ( التقرير ) ( النموذج التنموي الجديد ) الى العمل على انبثاق مغرب الجهات مزدهرا وحيويا ، وضمان إعادة تنظيم متجدد للمستويات الترابية هههه ، وتشجيع ترابطها عبر تسريع عملية الجهوية المتقدمة موازاة مع التمركز الفعلي هههه ، وتعزيز الموارد المالية والبشرية للجماعات الترابية ، كما يقترح إرساء منظومات مندمجة للدفع بعجلة الاقتصاد على مستوى الجهات فضلا عن تعزيز الديمقراطية التشاركية على مستوى المجالات الترابية ، وإعادة التفكير في توسيع الخدمات العمومية بالعالم القروي عبر استثمار " الدائرة " كبنية للتنسيق / هل فهمتم شيئا / . كما يدعو الى تيسير تهيئة مندمجة للمجالات الترابية ، وتحسين السكن واطار العيش ، وتعزيز الربط بالشبكات والنقل ، والحفاظ على الموارد الطبيعية ، وتقوية قدرات الصمود لذا المجالات الترابية امام التغييرات المناخية هههه ، والحفاظ على الموارد المائية النادرة لصالحنا ولصالح الأجيال المقبلة ، ودعم اكبر للفلاحة التضامنية والعائلية من اجل صمود العالم القروي هل فهمتم شيئا /
الآن سننتقل لمناقشة ما سمّوه ب ( التقرير ) ( النموذج التنموي الجديد ) ..
أولا . ان ما يسمى امامنا ب ( التقرير ) ( النموذج ) ، لا علاقة له لا بالتقرير ، ولا بالنموذج التنموي .. فالأشخاص الذين اخرجوا هذا العجب العجاب ، الذي لا مثيل له في تاريخ تحرير التقارير، وطرح النماذج التنموية ، هم من صنف الشياطين صاحبة الخوارق ، الذين وحدهم اخرجوا آدم من الجنة حين اكل تفاحة .. لكنهم لن يخرجوا من الجنة من سرق أموال الشعب المغربي وهربها الى خارج المغرب ..
كذلك يمكن تصور انّ التقرير بتلك الخبطة المخبوط بها لا رأس ولا رجل .. ربما قد تم تحريره في " بُويَ عمر " ، الذي كانت تأويه أمثال هذه الأصناف والنماذج قبل اغلاقه ... فحتى الشياطين سكنت ب " بوي عمر " ، وانتشرت تحرر التقارير بالقوة الخارقة ، التي حُرر بها هذا التقرير الغير مفهوم على الاطلاق ...
ثانيا . ان العديد من المهتمين ، اعتقدوا انّ التقرير حقا استغرق سنتين من التحرير ، وكأنّ أصحابه بدلوا من الجهد ما لا يتصور، للوصول الى هذه الملحمة التاريخية في تاريخ الملحمات البطولية للنظام المغربي .. لكن من خلال القراءة المتأنية ، استنتجنا ، وهذه هي الحقيقة انّ ( التقرير ) ( النموذج التنموي الجديد ) ، وبأمر فؤاد الهمة مستشار الملك .. تم تحريره في مدة لا تتجاوز أربعة وعشرين ساعة .. وهذا ملاحظ في الفقرات ، وفي الجمل ، وفي الكلمات ، وفي الدباجة ، وفي العلاقة بين الشكل و المضمون ، وفي الخبط خبط عشواء عند جمع الأخضر واليابس ، عند اخراج الملحمة / التقرير / النموذج ... الى العلن ..
ثالثا .. السؤال . لماذا تم اللجوء الى السرعة القصوى في تحرير ( تقرير ) ( نموذج ) لا رأس ولا رجلين له ...
ان هذا التوقيت . انّ ( التقرير ) يتزامن مع ما يعانيه النظام الذي شعر بالعزلة الشعبية الجماهيرية .. وقد تتطور في اية لحظة لثورة شعبية .. وانْ سيطرت على الشارع ، فلا شيء سيرجعها الى مرابضها .. الى جانب العزلة الدولية التي تجلت في مواقف الاتحاد الأوربي ، والعالم المعارض لمغربية الصحراء .. والناصر للحل الاممي الذي يعني تقرير المصير .. كما تجلت في ازمة النظام مع اسبانية ، التي ناصرتها كل دول العالم .. ولا دولة واحدة عربية ، او مغاربية ، او افريقية ناصرت ، او تضامنت مع النظام ..
ان طرح ما سموه ب ( التقرير ) ( النموذج ) ، كان للتغطية على دخول اكثر من عشرة الف مغربي فارين من المغرب .. منهم صبيان ، وقاصرين الى سبتة .. وهو وضع يذل انّ هناك بؤس اجتماعي تسبب فيه النظام للمغاربة . وقد استشعر بالخطر الذي يقترب .. فآثر معالجته بهذا ( التقرير ) اللاّتقرير . من جهة لخلط الرؤية ، وتضبيب الاحداث .. واللعب على الوقت .. وجرجرة المطالب الى اجل لا علاقة له بالأمد المتوسط ، وحدده بستة عشر سنة من الانتظارية القاتلة .. لكي تستقيم الأوضاع .. وهي لن تسقيم ابدا ... أي الى 2035 ...
رابعا .. الملك محمد السادس اعترف في احد خطاباته بفشل نموذجه التنموي ... وبما ان كل تنمية هي سياسة ، فهو اعترف بفشل نظامه على الأقل في خدمة الشعب ، وفي تحقيق الديمقراطية التي وعد بها الدول الديمقراطية في بداية حكمه ، واغتال حقوق الانسان المنعدمة كليا في عهده .. أي ان عهده اخطر من عهد الحسن الثاني الذي كان يحترم المعارضة ، رغم انه كان يتحارب معها .. لكنه نجح في خدمة مصالحه ، ومصالح عائلته ، ومصالح اصدقاءه ، والمحيطين به ، والمقربين منه .. كما في عهده تم السطو على ثروة الشعب المغربي المفقر ، وتم تهريب تلك الثروة الى خارج المغرب .. بأسماء حقيقية ، وبأسماء مستعارة ..
واذا كان الملك قد اعترف بفشل نموذجه التنموي .. فالسؤال : هل كان للملك نموذج تنموي يشتغل عليه ، والمغاربة يجهلونه ... فالقول بالنموذج التنموي في الدول الديمقراطية ، يقتضي طرح النموذج على الشعب لدراسته وتحليليه .. وابداء وجهة نظر فيه .... لكن ما سمي بنموذج محمد السادس التنموي ، كان كمشروع الحداثة التي كان الجميع يتكلم عليه ، خاصة مِن مَنْ كان ضمن ( اليسار ) .. لكن لم يسبق يوما ان شاهد المغاربة شيئا كمشروع ، باسم المشروع الحداثي مطروحا للنقاش في الساحة الثقافية .. ونفس الشيء بالنسبة لما سمي بالنموذج التنموي لمحمد السادس .. .. وهنا هل كان محمد السادس يملك برنامجا نموذجيا في التنمية ... فالقول في خبطة شكيب بنموسى " النموذج التنموي الجديد " ، يعني ان هناك نموذج تنموي قديم ... وانْ كان فما هو ؟ اين كان يختفي ؟
وحتى لا ننافق الملك .. لم يكن عنده نموذج تنموي ، لا قديم ولا جديد .. عندما تقلد الحكم ، ووجده اكبر منه بكثير ، سلم المغرب ، وسلم مصير المغاربة لا صدقاءه .. فحكموا بمزاجهم الذي يمثله المثال العلوي الذي يقول " ولو طارت معزة " .. فكانوا يسيرون الدولة التي هي اكبر منهم ، مرة بضربة حظ ، ومرة بالفوضى ، ومرات " أعْلَ الله " .. وعندما سقطت الدولة في الازمة الكبيرة ، اصبح الجميع مشدوها حائرا ، فاقدا للبوصلة .. لكن مخارج وعبقريات شياطين الخوارق ، وزوّار " بُوي عمر " ، مثلما كانت كل خطابات الملك التي حرروا وقراها ، كذب في كذب ، وكذب الصباح يفضحه كذب الليل .. حتى خرجوا بهذه الخبطة باسم ( التقرير ) ( النموذج التنموي الجديد ) ، الذي تم تحريره في اقل من أربعة وعشرين ساعة .. لان الامر هو لفؤاد الهمة مستار الملك ، الذي اغرق المغرب في ازماته .. حتى صار مثل الاجرب معزولا من قبل الشعب ، ومن قبل المنتظم الدولي ..
ف ( التقرير ) ( النموذج ) للتغطية على الإفلاس ، والفشل ، ولإعطاء المغاربة جرعة افيون للتخدير ، والتنويم .. مع العلم انّ لا الافيون ، ولا البنج ، لم يعد يقدي شيئا .. مع الظروف المعيشية المأساوية التي يوجد فيها وعليها الشعب المغربي .. في الوقت الذي يزداد الملك ، وعائلته ، واصدقاءه ، والمحيطين به ، والمقربين منه غناء في غناء فاحش ..
نعم لقد عرف نظام محمد السادس نموذجا لم يكن تنمويا ، لكنه كان تدميريا للدولة .. ان نموذج ممد السادس هو عشرين سنة من اللعب ، والزهو ، والمرح ، والطرب ، والسفر الى القارات الخمسة ، والاستحواذ على الثروة ، وتهريبها الى خارج المغرب لتوضع في ابناك اوربية ..
ان نموذج محمد السادس ، كان في الاقتراضات الخطيرة باسم الشعب المغربي ، الذي سيؤديها رغم انها دخلت باسم الشعب ، وخرجت بطرق ملتوية الى خارج المغرب ... وهي اقتراضات تتجاوز اكثر من 150 مليار دولار .. ناهيك عن الأموال بالملايين بالدولار وبالأورو ، نزلت باسم الشعب في صندوق الملك المسمى بصندوق كورونا ... ناهيك عن اكثر من 32 مليار درهم استخلصت من المغاربة لصندوق الملك صندوق كورونا ..
خامسا . كيف الكلام عن ( نموذج تنموي ) ، دون القدوم على التحدي الكبير الذي يرتب لوحده ، لأي نموذج تنموي حقيقي ، الذي هو الشق السياسي المتعلق بالدستور ..
ان مشكلة النظام المغربي ، هي مشكلة سياسية بالأساس ، وتتعلق في الشق الأكبر منها بالدستور الممنوح ، الذي يركز على الحكم في يد الملك دون غيره .. فاذا كان النظام المغربي يحرص على ان يظهر بمظهر النظام الديمقراطي ، والديمقراطية منه براء ، لتبييض وجهه الاستبدادي ، والطاغي ، والدكتاتوري امام الغرب الديمقراطي ، وهو الذي يتنافى مطلقا مع الأنظمة الديمقراطية التي تركز الدولة على الديمقراطية ، وعلى حقوق الانسان ، وباستعمال آلية الاستفتاءات والانتخابات ، لتجسيد سلطة وسيادة الشعب .فان النظام المغربي يستعمل الانتخاب ، ليس للتأسيس لسيادة الشعب التي يمارسها عبر الاستحقاقات السياسية ، وعبر الاستفتاءات في القضايا الاستراتيجية التي تهم الشعب ..بل انّ النظام المغربي يستخدم الانتخابات ، لتركيز مشروعية نظام استبدادي ، وطاغي بواسطة المنتخبين ، الذين ينتهي دورهم مباشرة عند وضع ورقة الانتخاب في صندوق الانتخاب .. فالديمقراطية هي كما يفهمها النظام الغارق في القروسطوية ، وفي التقاليد المرعية ، وليس كما ينبغي ان تكون كما هي مطبقة في الدول الديمقراطية ..
فحين يسود حكم شخص واحد و الأوحد .. بحيث يصبح هو الدولة ، وتصبح الدولة هي الشخص .. هنا نكون امام مفرزة سياسية دالة على الدكتاتورية .. بحيث وفي غياب مبدأ الفصل بين السلطات ، وفي انعدام المسؤولية الجنائية والمدنية عن أخطاء الحاكم المقصودة .. نصبح نعيش في دولة غاب ، لا في دولة كما هي متعارف عليها في القانون الدولي ..
والخطورة ان الحاكم الوحيد الأوحد ، إضافة الى السلطات التي منحها لنفسه في دستوره الممنوح ، يزيد الوضع بلة .. حين يزاوج بين الحكم ، وبين الثروة ، وحين يجيز ذلك بالتركيز على عقد البيعة الموغل في الاركاييكية ، والقروسطوية .. حيث ان بيت المال هو فقط للخليفة ، ولعائلته ، ولأصدقائه ، وللمحيطين به ، وللمقربين منه .. في حين تعيش الرعية الجاهلة الطلاسم ، والفقر والبؤس ، والشقاء بمختلف درجاته ..
انه من دون الدستور الديمقراطي ، الذي يفصل فصول ومفاصل الدولة ، التي يجب ان تكون ديمقراطية ، وتحترم سيادة الشعب التي يمارسها بالآليات المتعارف عليها دوليا ، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة ، يستحيل الكلام على النموذج التنموي الذي يجب ان يأخذ رأي الفاعلين المهتمين ، بمختلف ميولتهم ، وانتماءاتهم السياسية ، والاجتماعية ، والطبقية التي يتكون منها المجتمع .. لأنه في هذا الغياب. فلن يكون هناك أي نموذج تنموي حقيقي ، والذي سيكون هو حكم حاكم قد يكون له نموذج ، لكنه يخصه ، ولا يخص الشعب من خلال فاعليه .. فاذا نجح نموذج الحاكم ، كان النجاح له وحده .. واذا فشل ، رمى بالفشل على جهات قد يتلاعب بتسمياتها ، كل مرة كانت طبيعة الصراع تدفع به الى القاء النعوت والتوصيف ، بما يحمل المسؤولية للأخرين .. في حين يظل هو بمنأى عن اية مسؤولية ..
وبالنسبة لمحمد السادس ، ما كان له انْ يحكم بفشل نموذج تنوي ، لم يكن أصلا موجودا ، وما كان له يسمي طبخة أربعة وعشرين ساعة ب (النموذج التنموي الجديد ) .. فلو لا العزلة التي يعاني منها النظام شعبيا ، لان أكثر من 90 في المائة من المغاربة فقدوا الثقة في الملك ، عكس ما كان عليه الوضع منذ عشرين سنة مضت .. ولو لا فضيحة دخول اكثر من عشرة الف مغربي الى سبتة ، وكانت ضربة لشخص محمد السادس .. حيث كانت دليلا على شيوع الفقر والبؤس .. وحيث ان المطالب الاجتماعية على اشدها .. والنظام عاجز وليس له ما يعطيه للمغاربة ، اللهم ان يستمر لوحده يستحوذ على الثروة بكل مفاصلها ... وبسبب العزلة الدولية المفروضة على النظام في ملف الصحراء ، الذي ترفض دول العالم الاعتراف بمغربيتها .. كما رفضت اعتراف Trump الذي تخلت عنه بالفن الإدارة الديمقراطية .. وموقف الاتحاد الأوربي المتبني للموقف ، وللقضايا الاسبانية ، وبما فيها الموقف من اوربية سبتة ومليلية .. ونظرا لان ولوْ دولة عربية ، او مغاربية ، او افريقية ساندت ، او تضامنت مع النظام ... كل هذه الأشياء خاصة الوضع الداخلي الأكثر من كارثي ، الذي يهدد النظام بالسكتة الدماغية ، الأكثر خطرا عليه من السكتة القلبية .. وحتى يعطل المطالب ، ويرمي بالجميع في انتظارية ستصل ستة عشر سنة حتى 2035 .. اخرج وبالسرعة القصوى ، ما اسماه ب ( النموذج التنموي الجديد ) .. واخراجه لم يتعدى أربعة وعشرين ساعة ، وهذا مدلل عليه في ما سمي ب ( التقرير ) ، الذي لا يقدر على تحريره ، وبتلك الطريقة العجيبة الغريبة .. غير شياطين الخوارق ، او من يكون خريج ضريح الوالي ( الصالح ) " بُويَ عمر " ، المتخصص في صرع التقارير التي لا ترقى الى التقارير البوليسية الرديئة ..
سادسا . ان هذا الخبطة والفذلكة التي تم طبخها سيناريوها ، وإخراجا ، وتمثيلا في أربعة وعشرين ساعة .. لتضبيع الرعايا ، والهاءهم .. وهي خطة فاشلة من أولها ، لان الوضع لم يعد يحتمل ، والوقت ينفد ، او في طريقه الى النفاد الحتمي ، والصراع تنتظره أشواط خطيرة ، سيكون الشارع في كل المغرب مسرحها ، عند حصول الفراغ الكبير في الحكم .. وسيكون الصراع مراقبا ، ومدعما من قبل الاتحاد الأوربي ، وامريكا ، ومجلس الامن .. الذين فقدوا كل ثقة في النظام الذي لم يعودوا يعيرونه ايه أهمية ولا اعتبار، لأنه بتقاليده الرجعية ، والتقليدانية .. فان الدول الديمقراطية اصبحوا مقتنعين باستحالة تحوله الى نظام ديمقراطي .. ولان المطالب الشعبية ستتركز على الديمقراطية ، وحقوق الانسان ، وترشيد النفقات ووضع حد للفاسد ، والاستحواذ على الثروة ، وتهريبها الى اوربة ، -مقابل تفقير المغاربة المحرومين من ابسط وسائل العيش...... لهي دليل على الفشل الذي يعاني منه النظام .. هو فشل شمل جميع المستويات ، وأصاب جميع الحقول .. فشل في الصحراء .. فشل مع اوربية .. سبتة ومليلية .. الديمقراطية .. حقوق الانسان ..
فبإخراجه لهذا العجب العجاب الغير مفهوم ... المسمى ( تقريرا ) ( نموذج تنموي جديد ) .. وبالسرعة القصوى بسبب الامر الفوقي الموجه من قبل مستشار الملك فؤاد الهمة .. يمارس النظام التغطية على الرحيل والفرار الجماعي للمغاربة من المغرب الى سبتة ومليلية .. وللتغطية على العزلة الداخلية والخارجية التي يعاني منها .. ويكون بهذه الدوخة يضرب اخماس في اسداس .. ويكون تائها في دروب التيه المظلمة .. ويكون محتارا من امره .. بل ربما اصبح يشك في بقاءه من عدمه انْ أضاع الصحراء ، وهي في طريقها الى الضياع ..
النظام فشل .. وليس له ما يعطيه للرعايا ( الشعب ) غير الوعود المعسولة والكاذبة ... فإلى متى الاستمرار في الطبخ والكذب .. وحبل الكذب قصير .. وكل شيء تعرى وافتضح ...
ومرة أخرى : هل كان هناك نموذج تنموي أصلا ، حتى يتم اختراع نموذج تنموي نسخة طبق الأصل Photocopie للأول الغير موجود ... فكما لم يكن هناك نموذج تنموي قديم .. اكيد لا يوجد اليوم ما يسمى ب النموذج التنموي الجديد ) ... وما يوجد مجرد الهاء للشعب .. فهل الشعب الذي لدغه الثعبان مرات ومرات ، سيقبل ان يلدغه هذه المرة ..
وهل ستنطلي على الشعب خرجة " ميثاق وطني لتحرير الطاقات واستعادة الثقة " ؟
هل فهمتم شيئا / نورونا جزاكم الله كل خير .. يضحكون على الشعب ..





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب

.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم



.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك

.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة