الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حي الشيخ جراح ومعلمي الاخطبوط
زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)
2021 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بدأ المستوطنون الصهاينة محاولة الاستيلاء على بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس ثم المواجهات مع جنود الاحتلال وانتفاضة الفلسطينيون في كافة المدن والقرى الفلسطينية سواء التي اُحتلت عام 1948 او 1967 او بعد ذلك ، ثم العدوان على غزة وقتل المدنيين العزل بمن فيهم الاطفال وتدمير البنايات السكنيةوالمستشفيات وحتى المقار الصحفية لعدد من وكالات الانباء ، صحيح ان فصائل المقاومة اطلقت صواريخ على الاسرائيليين وتم قتل بعضهم وإن باعداد اقل بكثير مما قتل الاسرائيليون ، ولكن ذلك لا يغيير من حقيقة ان المعتدي اصلا هو الاسرائيلي وهو المحتل العنصري الوحشي التصرف . منذ حينه ونحن البعيدين غير المؤثرين والمتأثرين قد عشنا اياما حزينة ونحن نحس بالقهر والاسى مع بعض الفرح لانتفاضة الفلسطينيين الشجاعة واصرارهم ان فلسطين من النهر للبحر هي ارضهم .
ربما اعتبر البعض ان الفلسطينيون لم ينتصروا في ميزان الربح والخسارة اذ ان ماقُتل وجُرح منهم وماتم تدميره يفوق بكثير ما حصل للاسرائيليين ، لكن موازيين القوى غير متكافئة وعليه فالنصر نسبيا للفلسطينيون . كذلك زاد عدد المتعاطفين معهم في العالم من سياسيين وفنانين وصحفيين ومؤسسات ، وظهر تاثير وسائل التواصل الاجتماعي ولجان المقاطعة BDS.
حصلت بعد وقف اطلاق النار تصريحات ناشزة لبعض مسؤولي حماس ومحاولة اسرائيل مجددا مضايقة المصليين في المسجد الاقصى ، لكن تبين للعالم بوضوح اكبر ان اسرائيل دولة احتلال عنصرية قمعية وان الشعب الفلسطيني لن يقبل ابدا بسرقة اراضيه وان غالبية الشعوب العربية لازالت تناصر الفلسطينيين وتعتبر قضيتهم مركزية مثلها مثل قضية الحريات .وهي غير معنية بموقف حكامها الذين لم يفعلوا شيئا . كلهم لم يفعلوا شيئا وكما يقول اللبنانيون كلن يعني كلن .
عدنا الى الحياة اليومية العادية فمع متابعة مايجري في فلسطين ومحاولة المساعدة قدر المستطاع عن طريق المنشورات والمقاطعة عدنا نتنزه ونقرأ ونشاهد التلفزيون .
شاهدت فيلما وثائقيا جميلا اسمه ( معلمي الاخطبوط ) يقوم فيه سينمائي مختص بافلام الطبيعة بالغطس في خليج عشبي بالقرب من كيب تاون في جنوب افريقيا حيث يلفت انتباهه اخطبوط انثى يافعة لديها حب استطلاع فيقوم خلال مدة عام بمتابعتها ومراقبة كيف تعيش وتتصرف وحيث تلاحظه هي ايضا وتتواصل معه . يصور الفيلم كيف تصيد طعامها وتاكل وتدافع عن نفسها وتلعب وتلتقي مع أخطبوط ذكر ويحصل التزاوج ثم تضع عددا كبيرا من البيض الملقح . لم اكن اعلم ان الاخطبوط كائن ذكي بل ذكي جدا قبل مشاهدتي لهذا الفيلم فهذه الانثى تتبع استراتيجيات للصيد وللدفاع عن نفسها منها ماهو مذهل ، وهو نتيجة نمط من التفكير والتخطيط وليس عملا غزيرا فحسب او بالاعتماد فقط على قابليتها لتغيير اللون والتكيف مع المحيط . من المثير ايضا كيف تلعب احيانا مع الاسماك وبل مع الغطاس نفسه .
حقيقة ان هذا الفيلم ليس فقط وثائقيا بل دراميا فهو يروي حكاية مخلوق ذكي مدهش ، كما ان الغطاس يعترف انه تعلم من هذه الاخطبوط دروسا عن الطبيعة والحياة اثرت على علاقته حتى مع ابنه الذي يظهر في بعض المشاهد . حقا انه فيلم جميل جدا ومؤثر .
لابد من ذكر ان هذا الفيلم حصل على تقييم عال من النقاد كما حصل على عدة جوائز آخرها الاوسكار عن افضل فيلم وثائقي لهذا العام .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم