الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلم طريق في مواجهة المليشيات المنفلتة

عبدالخالق حسين

2021 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



يمر العراق اليوم بأخطر أزمة في تاريخه الحديث، وخطورة الأزمة هذه تتمثل في وجود عشرات المليشيات المسلحة المنفلتة الموالية لدولة أجنبية ألا وهي إيران، لذلك تسمى بـ(المليشيات الولائية)، أي أنها تأخذ أوامرها وتعاليمها من الولي الفقيه، مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، وليس من القائد العام للقوات المسلحة العراقية كما يقتضيه الدستور. والأنكى والأشد والأخطر أن هذه المليشيات رغم أنها تقتل العراقيين لمصلحة دولة أجنبية، إلا إنها تعمل بغطاء ديني وطائفي، وبما يسمى بـ(الحشد الشعبي)، الذي تأسس استجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها آية الله السيد علي السيستاني في ظروف خاصة استجدت بعد أن احتلت فلول داعش التكفيرية الإرهابية المحافظات الشمالية الغربية في حزيران عام 2014، وراحت تهدد باحتلال بغداد والمحافظات الأخرى.

كذلك يحب التوكيد على التمييز بين الحشد الشعبي الحقيقي الذي تأسس استجابة لفتوى السيد السيستاني كما ذكرنا، والذي تم دمجه مع الجيش بقانون، حيث يأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة، وبين المليشيات الحزبية الطائفية الأخرى التي استغلت الوضع المتأزم، فراحت تتكاثر كتكاثر الفطريات الطفيلية وبغطاء الحشد الشعبي. وقد أكدنا مراراُ على التمييز بين الإثنين، وعلي سبيل المثال في مقالنا الموسوم: (المليشيات الولائية ليست من الحشد الشعبي)(1)

وقد تفاقمت أزمة المليشيات هذه بعد انفجار الانتفاضة الشعبية السلمية في الأول من تشرين الأول/ اكتوبر، عام 2019، مطالبة الحكومة بحقوق مشروعة مثل تحسين الخدمات والأمن، وإيجاد العمل للعاطلين، ومحاربة الفساد، والتحرر من الهيمنة الإيرانية...الخ. وكانت هذه التظاهرات سلمية ومشروعة كفلها الدستور، ولكن واجهتها المليشيات الولائية بالرصاص، وكاتمات الصوت، والاختطاف والاغتيال، فلحد الآن بلغ عدد ضحايا الانتفاضة التشرينية نحو الف شهيد، والجرحى نحو 30 ألف، أما عمليات الاغتيالات والاختطاف، واختفاء قياديين ومرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة فلا يُعرف عددها، وبالتأكيد تبلغ العشرات، والناس تعيش في حالة رعب من هذه المليشيات السائبة.

وهذا يعني أن هذه المليشيات التي كان الغرض منها مساعدة الأجهزة الأمنية الحكومية (الجيش والشرطة) في محاربة داعش وبقية التنظيمات الإرهابية، صارت الآن هي نفسها مشكلة إضافية، تمارس الإرهاب ضد الدولة والمواطنين، و بأوامر من الولي الفقيه الإيراني في ضرب سفارات الدول الأجنبية ببغداد وخاصة السفارة الأمريكية. فإيران تريد حكم العراق من خلال هذه المليشيات، وتفرض عليه أجندتها، وتجعله في حالة عداء مع العالم وخاصة الدول الغربية، وساحة لمحاربة أمريكا وبدماء العراقيين. وهذه السياسة هي انتحارية للعراق الذي مازال يئن من تركة حكم البعث وتداعيات سقوطه.

وقد بلغ السيل الزبى عندما تمادت هذه المليشيات في غيها، وأمعنت في تهديد السلطة الشرعية، وأمن وسلامة المواطنين في أعقاب قيام قوة أمنية، وبقرار من السلطة القضائية يوم الأربعاء المصادف 26/5/2021، باعتقال قائد عمليات الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بتهمة قتل الناشط في التظاهرات السلمية إيهاب الوزني في كربلاء وآخرين من الناشطين.(2)
ورداً على اعتقال مصلح "احتشدت جموع كبيرة من عناصر المليشيات في عملية استعراض القوة أمام بوابات المنطقة الخضراء، فى ساعة متأخرة من اليوم نفسه، بهدف الضغط على رئيس الوزراء لإطلاق سراح قاسم مصلح، أو تسليمه بشكل فورى، إلى جهاز الأمن التابع للحشد وفق الوساطات التى خرجت سريعاً فى محاولة لاحتواء الموقف"(3).
والجدير بالذكر أن هناك أدلة تثبت ضلوع قاسم مصلح في عمليات قتل الناشطين السلميين، وعلى سبيل المثال: "قالت السيدة سميرة الوزني، والدة الناشط القتيل إيهاب الوزني، إن ابنها تلقى تهديدات مستمرة من القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي قاسم مصلح... مناشدة الحكومة بكشف قتلة المتظاهرين والناشطين، ومن بينهم قتلة ابنها." (4)
كما حصل موقع "الحرة" على تسجيل صوتي للناشط فاهم الطائي، الذي اغتيل قبل أكثر من عام في كربلاء أيضاً، يتحدث فيه عن تلقيه تهديدات من القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح.(5)

وإزاء تفاقم هذا الوضع المتأزم، والذي راح يهدد الدولة العراقية، كتب العديد من الكتاب العراقيين والعرب، مقالات قيمة اعربوا فيها عن استيائهم من الوضع، وطالبوا المسؤولين بأخذ الإجراءات الرادعة واللازمة لوقف هذا التردي قبل فوات الأوان. ومن هذه المقالات، مقال وصلني من الباحث العراقي الدكتور كاظم حبيب بعنوان: ((هل الحشد الشعبي للعراق أم على العراق؟ [في ضوء اجتياح واحتلال المنطقة الخضراء!] ))(6) تساءل الكاتب بحق: "ابتداءً يمكن طرح السؤال الوارد في عنوان المقال بطريقة أخرى: هل العراق دولة كارتونية تحكمها الدولة العميقة ومليشياتها؟ وهل "الحشد الشعبي حصان طروادة" لإيران؟ هذه الأسئلة ذات معنى واحد، ويستوجب الإجابة عنها من كل مواطنة ومواطن في العراق وفي الخارج يدرك قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان واستقلال الدولة وسيادتها الوطنية ويناضل من أجلها." انتهى.

ونظراً لأهمية المقال والتساؤلات، فقد عممته على مجموعة نقاش، فجرى نقاش هادف ورصين من قبل نخبة من المثقفين الحريصين على أمن وسلامة العراق مشكورين. ومقالي هذا جاء من وحي هذه المناقشات، ويتضمن الكثير من أفكارها. والسؤال المهم هو كيف الخروج من مأزق المليشيات التي باتت تهدد وجود العراق كدولة وتحويله إلى دولة عميقة، أو دولة كارتونية؟ وهل من سبيل سلمي لحلها وإنقاذ العراق من شرورها؟

فما الحل؟
لا شك أن هذه ليست المرة الأولى التي يمر بها العراق بأزمة المليشيات المنفلتة وتجاوزاتها على أمن وسلامة المواطنين، وتسيء إلى هيبة الدولة. ففي عهد حكومة ثورة 14 تموز 1958، تشكلت (المقاومة الشعبية)، ولما حصلت بعض التجاوزات على المواطنين، انتهت سلمياً ببيان من رئيس أركان الجيش (الحاكم العسكري العام) أحمد صالح العبدي آنذاك، دون أية صعوبة. ثم جاء دور (الحرس القومي) البعثي السيئ الصيت بعد انقلاب 8 شباط 1963 الأسود، فعاثوا في الأرض فساداً، والذي أنتهى بعد أن انقلب عليهم الرئيس عبدالسلام عارف في تشرين الثاني من نفس العام، فألقوا أسلحتهم واستسلموا دون مقاومة تذكر. ثم جاء البعثيون ثانية عام 1968، وفي السبعينات قاموا بعسكرة المجتمع، وشكلوا ما سمي بـ(الجيش الشعبي، وفديائيي صدام...الخ)، حيث أرغموا حتى كبار السن بالانضمام لهذا الجيش خاصة أيام الحرب العراقية - الإيرانية العبثية، والذي انتهى بانتهاء النظام البعثي الصدامي بحرب قادتها أمريكا.

ولكن ما يجري اليوم من الحركات المليشياوية هو من نوع جديد لم يألفه العراقيون من قبل، فهذه المليشيات تعمل بالغطاء الديني المقدس، و باسم حماية الوطن والدين والمذهب، وأنها تريد تطهير البلاد من الوجود الأمريكي...الخ، لذلك فكل من يتجرأ بانتقادها، أو حتى تقديم النصح لها باحترام الدستور والقوانين، لم يسلم من التهم الجاهزة بالعمالة للصهيونية وأمريكا. أما ولاءهم لمصلحة إيران وتدمير وطنهم العراق فهذا ليس عمالة في رأيهم.

أما كيف يمكن التخلص من هذه المليشيات المغلفة بالغلاف الديني، وبأقل ما يمكن من خسائر، فقد جاء في مداخلة أحد الأخوة في مجموعة النقاش اقتبس منها ما يلي:
"الذي أنشأَ الحشد الشعبي بفتوى فرض الجهاد الكفائي لأول مرة بغرض الحفاظ على الأرواح من عبث داعش الكافر يستطيع حله (إن أراد) بفتوى انتفاء الحاجة اليه وعبثية استمراره، لا بل وحتى تكفير من استمر بالانتماء له لما يخالطه الآن من دنس قادته، والكثير من افراده الفاسدين. ولا اعتقد انه سوف تعوزه البلاغة اللغوية لتبرير الفتوى الثانية." وأضاف الصديق: "ولا ينكر ان الانتماء للحشد اصبح مصدر رزق لبعض الناس ولا بد من إيجاد حل للفقر في هذه الدولة الغنية البائسة." انتهى

وفي مجموعة النقاش من شكك في إمكانية جدوى هكذا فتوى فيما إذا أصدرها المرجع الديني، و قال آخر أن المرجع هو زعامة روحية، ولا تمتلك آليات تنفيذ الفتوى. وربما ستتمرد المليشيات على المرجع الديني، وبذلك يفقد مكانته...الخ. كما وصلني تعليق من صديق متابع للأزمة العراقية قائلاً: ((لا أتفق أن اصدار الفتوى سيحل هذه المعضلة الكبيرة. فالسيستاني سبق وأن عبر عن توجيهه بهذا الشأن وهو حصر السلاح بيد الدولة أكثر من مرة لكن دون فائدة. هذا مخطط كبير للجارة إيران ولن يتخلوا عنه بسهولة.))

أعتقد أن هذه المخاوف رغم احتماليتها الضعيفة ، إلا إنها غير مقبولة ولا تبرر سكوت المرجع الديني عنها، خاصة عندما يكون الوطن مهدداً بالخطر، إذ لا يجب الاستسلام للبلطجة خوفاً منها، كذلك نقول أن الفتاوى لا علاقة لها بآليات تنفيذها، فزعامة المرجع الديني هي زعامة روحية وليست تنفيذية. (إنما الدين النصيحة- حديث شريف). فالقوة المادية التنفيذية تبقى بيد الدولة كما حصل في تنفيذ فتوى الجهاد الكفائي الأول عام 2014. فالمليشيات الولائية الآن راحت تهدد البلاد والعباد واتخذت من فتوى الجهاد الكفائي ذريعة لفرض هيمنتها، وتعيث في الأرض فساداً، إذ تفيد الأنباء أنه حتى السيد السيستاني نفسه مستاء منهم كما غالبية الشعب العراقي.

لذلك فالمطلوب من المرجع الديني هو إصدار فتوى لسحب البساط من تحت أقدام المليشيات الولائية، وتجريدهم من تشبثهم بالدين والمذهب في ارتكاب جرائمهم بقتل و ترويع المواطنين. وإذا ما تمردوا على المرجع وخالفوا الفتوى فهم الخاسرون في جميع الأحوال، لأنهم يثبتون أنهم ليسوا مدافعين عن الدين، ولا يحترمون المرجع الديني الأعلى، بل يعملون لأغراض سياسية ومنافع مادية دنيوية وعمالة لدولة أجنبية. والدولة هي التي تمتلك آليات التنفيذ. لذلك فإصدار فتوى ضد المليشيات الولائية ستكسب المرجعية شعبية واسعة، لأنها ستخدم ليس الشعب العراقي فحسب، بل وتبرئ المرجعية من الإذعان لهذه المليشيات المنفلتة التي أساءت إلى سمعة الشيعة كمذهب مُضطهَد طوال التاريخ، حيث راح خصومهم يرددون أن الشيعة كانوا مظلومين وهم خارج السلطة، ولكنهم بعد أن صاروا في السلطة تحولوا إلى ظالمين. لذلك يجب حماية الشيعة من تلك الفئات الضالة (خوارج العصر) التي ترتكب الجرائم باسمهم.

خلاصة القول، إن إصدار فتوى بحل المليشيات المنفلتة هو الطريق التقليدي الأمثل والأسلم في حل هذه الأزمة المستفحلة المستجدة، وذلك بمناشدة المرجعية الدينية في مثل هذه الظروف ، بأن يتقدم مسؤول كبير في الدولة، أو أي شخص من المجتمع بسؤال إلى المرجع، بنفس الطريقة التي أصدر بها فتوى الجهاد الكفائي الأول، ويبين أن الغرض من الحشد الشعبي قد انتهى، وتحول إلى ضده، لأن هناك الكثير من العصابات المسلحة ظهرت وتتظاهر بأنها هي الحشد الشعبي، ولكن غرضها إضعاف الدولة وزعزعة الأمن، واستقرار البلد، والإساءة إلى الشعب، خدمة لدولة أجنبية، ... وفي رأيي أن السيد السيستاني رجل حكيم، وصمام أمان منذ سقوط حكم الطاغية صدام عام 2003 ولحد الآن، ويعرف كيف يتصرف بمنتهى الحكمة في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العراق، و لا تأخذه في الحق لومة لائم.
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د. عبد الخالق حسين : المليشيات (الولائية) ليست من الحشد الشعبي
https://akhbaar.org/home/2020/10/276571.html

2- بعد اعتقال "طريد السيستاني".. تأييد كبير لردع الميليشيات
https://akhbaar.org/home/2021/5/283518.html

3- خالد عكاشة: الأمن العراقى.. والمناطق «غير» الخضراء
https://www.elwatannews.com/news/details/5512365

4- والدة الوزني: قاسم مصلح قال لابني ’سأقتلك ولو بقي في عمري يوم واحد’!
https://www.basnews.com/ar/babat/691196

5- ناشط عراقي يكشف في تسجيل صوتي قبل اغتياله الشخص الذي كان يهدده
https://akhbaar.org/home/2021/5/283515.html

6- أ. د. كاظم حبيب : هل الحشد الشعبي للعراق أم على العراق؟ [في ضوء اجتياح واحتلال المنطقة الخضراء!]
https://akhbaar.org/home/2021/5/283627.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسم المرض هو العملية السياسية!
طلال الربيعي ( 2021 / 6 / 2 - 16:33 )
الفتوى المنشودة, رغم حس نيتها, ستعمل على ابدال طامة بطامة اخرى وتساهم في تحويل البلد الى دولة دينية-ثيوقراطية بالكامل, حالها حال ايران, حيث يحكم فيها ما يسمى المرجعية او المرجع الأعلى. والهدف هو ابعاد الدين او رجاله عن السياسة قدر الامكان وليس تكريس دورهم اكثر واكثر .
لا المرجعية ولا الحكومة تفكر او ترغب في, او تريد, انهاء الميليشيات. فوجودها هو اليد الضاربة الخفية- العلنية لقمع المتظاهرين وابقاء الامور على حالها وتوفير حجة جاهزة للسلطة انها لم تكن وراء القمع وانها, كالعادة, ستؤلف لجنة تحقيق, أي, بمعنى, انسوا الموضوع واذهبوا الى الجحيم! ضعف السلطة الظاهري, بوجود الميليشيات, هو مصدر قوتها!
المرجعية وقفت مع الاحتلال. وكل من ايران وامريكا يشتركان في هدف ابقاء عراق ضعيف وممزق. الرابح الاول والاخير, إسرائيل وايران. وربح إسرائيل هو ربح لأمريكا او بالعكس.
يتبع


2 - اسم المرض هو العملية السياسية!
طلال الربيعي ( 2021 / 6 / 2 - 16:35 )
السلطة والميليشيات وجهان لعملة واحدة ولا يمكن التحدث عن احدهما دون الآخر.
كما في الطب, الميليشيات هي احد عوارض المرض الفتاك وليس المرض نفسه. اسم المرض هو العملية السياسية نفسها-محاصصتها, فسادها, طغيانها, افقارها للشعب الخ. وحتى لو مُنعت الميليشيات بفتوى او ما شابه, فهم مدججون بالسلاح, ولن يكن لهم مورد آخر للعيش, فسيلجؤن الى اعمال ابتزاز وبلطجة فوق الارض او تحتها باسماء وشاكلات مختلفة! انه ترحيل للمشكلة وليس حلا لها!
نكرر ونقول انه يجب معالجة المرض نفسه, وهي بالطبع عملية ليست بالسهلة. ولكن من قال انها سهلة؟ وعدم سهولتها لا تنفي ضرورتها القصوى في انقاذ الوطن والشعب من الجحيم الحالي او اكبر قادم لا محالة.


3 - وداوني بالتي كانت هي الداء
عبدالخالق حسين ( 2021 / 6 / 2 - 18:21 )
شكراً على التعليق.
المشكلة الرئيسية في عراق ما بعد صدام هي أن الأحزاب العلمانية ضعيفة جداً بسبب الحكم البعثي القومي العربي والاضطهاد الذي نال أحزاب المعارضة العلمانية لأربعين سنة، بينما الأحزاب الإسلامية بشقيها الشيعي والسني لقيت الدعم من إيران والدول الخليجية.
لذلك فأغلب الكتل البرلمانية بإستثناء الكتل الكردية الآن هي إسلامية. لذلك فاختيار ضرب المليشيات بالصدام العسكري يعني الحرب الأهلية والدمار الشامل كما حصل في لبنان في الربع الأخير من القرن الماضي، وعليه لا نخسر إذا ما ناشدنا المرجعية الدينية في إصدار فتوى من أجل تجريد هذه المليشيات الإسلامية من دعامتها الدينية. فالمليشيات الدينية جاءت بفتوى، ونتخلص منها بفتوى، يعني (وداوني بالتي كانت هي الداء). خاصة وأن السيد السيستاني هو ضد حكم ولاية الفقيه. ويجب على العلمانيين الاستفادة من كل ما يخدم قضيتهم.
أما سياسة (كل شيء أو لا شيء) فلا تحل المشكلة، ودائماً تنتهي بلا شيء


4 - سيناريو قاتم
بارباروسا آكيم ( 2021 / 6 / 2 - 21:15 )
لم أسمع عن حالة مشابهة في التاريخ
عن حدث شبيه بما نحن بصدده الآن
فكيف لميليشات أن تهدد دولة ؟

لقد شهد العراق على عدد من الميليشيات بعد الجمهورية الأولى و الثانية
لكن لم يحصل أن ميليشيا تحدت الدولة بهذا الشكل السافر
حتى ميليشيات الحرس القومي
قد إضطر عبد السلام عارف الى حلها بعد مشاحناتها مع ضباط الجيش
لكن كيف لميليشيا تأخذ رواتب افرادها من الدولة و لها ممثلين في برلمان هذه الدولة
لكنها تذهب لتهاجم رئيس السلطة التنفيذية و تهدد على الملأ بقطع آذانه و تدوس على صوره في الشارع
و تهدد بإقتحام الخضراء التي هي نفسها جزء من قوات حمايتها
ما هذا العبث ؟

و ماهو السيناريو الأسود في حال قررت هذه الميليشيات بالفعل إقتحام الخضراء في المرة القادمة ؟


تحياتي و تقديري


5 - -خوارج العصر
على عجيل منهل ( 2021 / 6 / 2 - 23:56 )
مقال مهم شامل اعجبنا تحياتى لك الاخ الدكتور عبد الخالق حسين المحترم-
خوارج العصر- فهم جهال يقاتلون لأجل الدنيا والحكم والسلطة، لكنهم يغلفون ذلك بغلاف ديني-
فخوارج العصر لا يملكون من التدين الظاهر والتزام العبادات والمناسك ما كان يمتلكه آباؤهم وأجدادهم


6 - شكر وتقدير
عبدالخالق حسين ( 2021 / 6 / 3 - 09:11 )
شكراً جزيلاً أستاذ علي عجيل منهل على ثنائك الجميل وتعليقك القيم، وتفهمك العميق لتعقيدات المشاكل العراقية. نعم أنهم خوارج العصر، يخربون بلادهم ويقتلون أبناء جلدتهم باسم الدين، والدين منهم براء.
مع التحيات


7 - شكر وتعقيب على تعليق الأخت بارباروسا آكيم
عبدالخالق حسين ( 2021 / 6 / 3 - 09:33 )
شكراً على إضافتكم القيمة، نعم هذه هي تعقيدات الوضع العراقي، الحكومة المركزية تدفع رواتب لمليشيات غرضها تدمير الدولة العراقية، فهي أي الحكومة، لا تدفع رواتب لهذه المليشيات فحسب، بل وحتى تدفع رواتب للبيشمركة التي لا تأتمر بأوامر الحكومة المركزية بل هدفها الانفصال عن العراق. وهذه حالة لا توجد إلا في العراق.
أما سيناريو اقتحام هذه المليشيات للمنطقة الخضراء، فعندئد لا بد وأن الجيش سيسحقهم سحق عزيز مقتدر. ولكن لحد الآن الحكومة تستخدم الصبر والحلم معهم، إلى أن ينفذ الصبر، وللصبر حدود، وعندئذ لكل حادث حديث.
مع التحيات


8 - جيش واحد لبلد واحد
جندي عراقي سابق ( 2021 / 6 / 3 - 23:18 )
يجب حل كل الميليشيات بما فيها ميلشيات برزاني وطالباني--بدون استثناء--وتحويل الذي يصلح للخدمه العسكريه الى-جيش احتياط-يستدعى عند الضروره ولايصرف لهم فلس واحد من خزينه الدوله الا اذا كانوا في الخدمه الفعليه--مثل الجنود المكلفين واستبعاد الاعمار الكبيره من جيش الاحتياط-كما يجب تدريبهم في فتره محدده من السنه-شهر-يصرف لهم خلاله راتب --ان المليشيات لاهم لها سوى الابتزاز باسم الدفاع عن الوطن ففي شمال العراق تخبئ ميلشيات الحكام الاكراد الفاسدين رؤسها بالرمل امام تعديات المعتدي التركي ولاتقوم بالدفاع عن شرفها وهي ايضا جبانه امام عصابات--اوجلان الاجراميه المافويه فما فائدةهكذا جيش جبان يكلف الدوله العراقيه ميزانيه--اما في جهة الشيعه فاصبح الوضع وضع مافيا ابتزاز تحركها الجاره ايران لاضعاف الدوله العراقيه


9 - 840850
صالح حسن ( 2021 / 6 / 5 - 12:46 )
تحياتي للدكتور عبد الخالق حسين ..اني احد متابعيك ومن المدمنين على مقالاتك القيمة التي تطرح الاسباب والحلول معآ . اسمح لي بالرد على طلال الربيعي .. ماهو الحل الذي تنصح به ؟ هل تنصحنا بهدام جديد كهدامك الذي احرق الاخضر واليابس متى تتعضون من كل هذه الكوارث؟ ..الذي يحدث الان هو من اثار هدام العراق المشنوق وحزبه الساقط الذي تحصده الاجيال الحالية..ياعمي شبعنا منكم ومن سوالفكم التعبانة واقولها لك ...روح العب بعيد


10 - شكر وتعقيب
عبدالخالق حسين ( 2021 / 6 / 5 - 13:29 )
جزيل الشكر على مرورك على المقال وتعليقك القيم، مع اعتزازي لمتابعتك كتاباتي. المشكلة أخي الفاضل أن الكثير من الناس يعتبرون مشاكل اليوم هي وليدة اللحظة، أو ما بعد 2003. بينما في الحقيقة أن الحاضر هو نتاج الماضي. فبعد 40 سنة من الحكم القومي العروبي والبعثي الصدامي للعراق، وما عاناه الشعب العراقي من مظالم على يد الحكم الجائر، وحروبه العبثية، والحصار الأممي، وما نتج عنه من الإنهيار الاقتصادي والدمار الشامل، لذا فقدت غالبية الشعب العراقي الثقة بالقوى المادية لخلاصها من معاناتها، لذلك لم يرَ الفرد العراقي غير التوجه إلى الله، والدين والقوى الغيبية، بل وحتى إلى الخرافات، وهذا الوضع هو الذي فسح المجال لصعود الأحزاب الدينية الطائفية، واضمحلال الأحزاب العلمانية، والطبقة الوسطى. لذلك فتوجه الشعب العراقي بعد 2003 هو توجه ديني. وفي هذه الحالة لا غنى للمسؤولين عن مناشدة المرجعية الدينية كزعامة روحية في طلب المساعدة لحل الأزمات وخاصة تلك المتعلقة بالمليشيات المنفلتة.
مع التحيات


11 - مازوخيتك هي الوجه الآخر لسادية السلطة وفاشيتها!
طلال الربيعي ( 2021 / 6 / 5 - 20:23 )
المعلق 9
ما يحدث الآن هو بسبب ابدال نظام صدام (الذي هو أيضا من خلق امريكا) من قبل امريكا بآخر تفوق عليه في الفساد ومثيل له في العمالة والفاشية والطغيان.
ان كنت انتَ مازوخيا ومدمنا على الطغيان, فهذه مشكلتك وتحتاج الى علاج نفسي. فمازوخيتك هي الوجه الآخر للسادية-سادية السلطة, وكلاهما, على حد تعبير المحلل النفسي الماركسي اريك فروم, يمهدان الطريق الى الفاشية: فاشية صدام او فاشية العملية العملية السياسية سيان. الوجوه تتبدل والفاشية هي الفاشية. انك تدعو الى الفاشية وتكريسها واية كلمات تزويقية او خلافها لن تغيّر من هذا الواقع قيد شعرة!


12 - المنفلتون
منفلوت ( 2021 / 6 / 6 - 11:35 )
الميليشيات المنفلتة والتعليقات ذات الآراء المنفلتة كلها سواء
شكراً للمفكر السياسي العراقي الكبير دكتور عبد الخالق حسين
كلام تقيل وناس خفاف ** والفهم لأصحاب العقول
خذ المنفلتين علي قدر عقولهم

اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م