الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟

محمد رضا عباس

2021 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في كتابه المعروف " وعاظ السلاطين" لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي سطر فيه قضايا مهمة تخص المجتمع العربي , ومنها ظهور الحركات الداعية للإصلاح وتحريك الجمود الذي اراده حكام المجتمع العربي , على اساس انهم الطبقة التي اختارها الله ولا يجوز للمحكومين الا اتباع اراداتهم , وكل معارض لهذه الارادة مصيره غضب الحاكم وغضب الله في الاخرة . هذه النظرة السوداوية للإصلاح دعمتها النخب المحيطة بالسلطان والتي سمها العلامة الراحل الوردي ب "وعاظ السلاطين".
التضاد في ارادة الحاكمين والمحكومين تتبعه الفتن , الثورات , و هدر المال وازهاق الارواح , حيث ان الحاكم يتهم المطالبين بالإصلاح بالعمالة للأجنبي و " ذيول" , فيما يتهم المطالبين بالإصلاح الحاكمين بالرجعية وسرقة المال العام و الفساد و الطغاة و " ظلمة واكلين للمال الحرام ". وطالما وان التاريخ دائب السير " فان الصراع مستمر , والنزاع ما بين الحديث والقديم مستمر , والاتهامات المتبادلة مستمرة , وارشاد الوعاظ بان يكون الانسان عادلا مستمرا , فيما ان الظلم باق.
ان استمرار الظلم كان هو السبب في الكثير من الثورات الامة عبر التاريخ الاسلامي و حتى انفجار ثورات الربيع العربي عام 2010/2011و ما ان هذه الثورات الا انعكاس لإصرار الطبقة الحاكمة على نمط الحكم واصرار المحكومين على الاصلاح والتغيير. ولو كانت هناك انتخابات نظيفة و نزيهة و ممثلة لإرادة الامة لما كانت هناك ثورات وتظاهرات واحتجاجات , وما كانت ان تزهق ارواح بريئة فيها . بطبيعة الحال فان الانتخابات الحديثة " لا تخلو من المعايب" كما يقول الراحل الوردي , ولكن مع هذا " انه كلما كانت اصح واكثر تمثيلا لراي الامة كان التذمر الاجتماعي في الامة اقل و خطر الثورة فيها ابعد".
ودفعا للصراع المستمر بين الحاكم والمحكومين , والذي ينتهي بالعادة باستخدام السيف لأنهاء الصراع , وجدت الامم الحديثة التصويت والانتخاب المباشر ,و" بذلك تسمح للمجددين من ابناء الامة ان يحققوا رغبتهم عن طريق التصويت الهادئ "
لان "المجتمع الذي لا يستطع ان يبدل حكامه بواسطة التصويت الهادئ يلجا عادة الى تبديلهم بواسطة العنف والثورة", وهذا سبب كثرة الانقلابات العسكرية التي ظهرت في الشرق الاوسط خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم , فيما بقيت بعض النظم محصنة من الانقلابات بسبب حمايتها من قبل دول عظمى وهو شان ضد ارادة شعوها..
و يؤكد الدكتور الوردي على اهمية نظام الانتخابات والتصويت الشعبي حتى ود ان يكون احد رجال الدين العظام ليطلق فتوى " باعتبار التصويت واجبا دينيا , ولجعلت التقاعس عنه ذنبا لا يغتر".
و حذر العلامة الوردي من تقاعس ابناء المجتمع المؤهلين للأدلاء بالتصويت , لان التقاعس من المشاركة , انما يجعل من الانتخابات " العوبة بيد الطغاة والمترفين والظلمة . ولو اشترك جميع الناس في الانتخاب بدافع من ضميرهم الديني لراينا الظالمين يحرقون الارم من جراء ما يشاهدون من قوة واعية في الجماهير ".
هذا ما يجب ان يفعله ابناء الشعب العراقي في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بالبلد , الاصرار على المشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة من اجل التغيير , ولو لم يشارك الامريكان في الانتخابات الماضية بكثافة لما تم التغيير في الولايات المتحدة الامريكية ولزاد الانقسام الوطني في هذا البلد. ان الدعوة لتأجيل الانتخابات ,مهما كانت الاعذار , ما هي الا محاولة لسرقة حق المواطن باختيار حكومته , ومن يريد التغيير يجب عليه حث المواطن على المشاركة بالانتخابات لا ان ينتظر حتى يتوفى الله الساسة الموجودين , لانهم سوف لن يموتوا دفعة واحدة . اللعبة الديمقراطية ليست نزهة صبيان , او ارادة طفل مدلل , وانما تتطلب عمل شاق وجهود جبارة لتثبيت اركانها وتكون مقبولة لأكبر نسبة من ابناء الامة . المشاركة الواسعة وليست المقاطعة صمام امان التغيير في بلدنا العراق , وهكذا تنبأ الراحل الوردي عن حال العراق الحالي بالقول "لعلنا لا نغالي اذا قلنا انه كلما نظر الناس في امر الانتخاب نظرا جديا وساهموا فيه مساهمة فعلية قل تدخل الطغاة فيه وصعب عليهم العبث به كما يفعلون في الوقت الحاضر".
lh








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE