الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال من أجل الكرامة وتقرير المصير

حازم كويي

2021 / 6 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فرانزا دريكسل*
ترجمة: حازم كويي

تساءلت صحيفة الغارديان البريطانية بسؤال طرحته(هل سيُغير عام 2011 العالم) تشبيهاً لعام 1968 وعام 1989 حول ثورات إحتجاجية عربية.
فقد حدثت إنتفاضات وحركات جماهيرية في العديد من بلدان العالم عام 2011،يصعب تعدادها،مفقودة في قوائم الصحف الغربية المعتادة في عدد من البلدان الافريقية،حين نزل الناس الى الشوارع في ذلك العام ومنها(الجزائر،أنغولا،بينين،بوتسوانا،بوركينافاسو،جيبوتي،ساحل العاج،السودان،أسواتينا،كابون،كاميرون،كينيا،مدغشقر،مالاوي،مالي،المغرب،موريتانيا،موزمبيق،ناميبيا،سنغال،زمبابوي،الصومال،جنوبأفريقيا،توغو،أوغندة،الصحراء الغربية..ودول أفريقية أخرى كثيرة).
وقد صنف(فيروز مانجي)المؤلف والناشط الكيني إحتجاجات عام 2014،على أنها أستجابة مركزة لتجربة مشتركة خلال الثلاثين السنة الماضية "بعد أستقلال معظم البلدان الافريقية في الستينيات، وبعد عشرين عاماً تلقت ضربات السياسات النيوليبرالية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي،ساهمت برامجها في التكيف الهيكلي بإنخفاض دور الجهات الحكومية بشكل مضطرد،بدلاً من ضمان الخدمات العامة،حيث أولى الحكام إهتماماًمتزايداً لجذب أعلى الاستثمارات المباشرة،الممكنة من الخارج وسداد ديونها،ولم تحرم الخصخصة الحكومات من مساحة المناورة فحسب،بل اصبح المواطنون أقل قدرة على تقرير مستقبلهم،رغم الحقوق السياسية الليبرالية في التسعينيات،وفي هذا الوضع لاتوفر الانتخابات سوى فرصة ضئيلة للتأثير على الشؤون السياسية،بل النخبة التي تؤمن الوصول الى السلطة المصنوعة لهم،ولكون البرامج الانتخابية متشابهة للغاية،فلايكاد يوجد أي خطاب سياسي عام،ولم تؤدي الحقوق السياسية الى حياة افضل (على العكس من ذلك). وجاءت توقعات الغضب من الوعود التي لم يتم الوفاء بها،ولم تقتصر على عام 2011 كما يُتصور غالباً رغم بروزها،فحركات الاحتجاج لم تنشأ من العدم،فهي مقاومة ضد الحياة الباهظة في بوركينا فاسوعام 2008،أو حركة المزارعين من أجل السيادة الغذائية في السنغال ومالي 2007،وهما مجرد مثالين لسلسلة من الحركات التي حدثت في الفترة التي سبقت أساس الثورات عام 2011،حيث أندلعت في عدة اماكن مختلفة بإحتجاجات ،يمكن قراءتها من خلال الناشط النيجيري(سوكاري إيكين) وقبل كل شئ كإجابات لانعدام الامن الغذائي،البطالة المتزايدة،التهميش السياسي،والفساد ومقاومة الحكم من أجل الحياة.
مثلما كانت هناك إحتجاجات قبل 2011،استمرت بعدها بعام والتي أدت الى تغيير الحكومة في السنغال،ونيجيريا عام 2013،وهكذا تواصل استمرار الاحتجاجات العامة في جميع البلدان الافريقية تقريباً،وحتى في دول القمع القوية مثل أنغولا،وتنتفض بوركينافاسو مرة أخرى عام 2014،وكذلك بوروندي ضد الحكومة،وضد الولاية الثالثة لرئاسة الجمهورية في الكونغو2015،وتغيير الحكومة في غامبيا،وإنتخاب رئيس جديد في أنغولا2012،والانتفاضات الثورية في السودان والجزائرعام 2019،حصيلة الاحتجاجات التي تراكمت منذ عام2011 .لكن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في العقود القليلة الماضية أثارت الرغبة في الكرامة وتقرير المصير،ليس فقط في الحركات التحررية،كما هو الحال في المنطقة العربية ،وظهرت تيارات أصولية بدفعة قوية في جنوب الصحراء الافريقية،تُعزى الى الأزمة الامنية المستمرة في منطقة الساحل،التي تفتقر الى تقرير مصيرها الاقتصادي والسياسي،كما هو الحال بالنسبة لهذه الحركة التي لاتملك أرضاً في جنوب أفريقيا.وعلى الرغم من تحقيق الكثير،إلا أن الاحتجاجات جعلت الازمات الاقتصادية والسياسية ظاهرة للعيان بوجود حكومات جديدة،الا انها لم تستطع تحقيق حياة افضل.
يتنبأ المتشائمون بزيادة أزمة الدولة كما في ليبياومالي،هذه الازمات للأسف لاتؤدي الى تحسين ظروف المعيشة، وعلى إثرها تفاقمت أزمة المناخ وأزمة الديون بسبب كورونا،التي تزيد من خيبة الامل،سبقتها احتجاجات الازمة المالية وبدء سياسة تقشف صارمة نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية الحالية،ويمكن أن نخمن أن العام المقبل من الاحتجاجات لن يطول في المستقبل في دول أفريقيا،كذلك في أماكن مختلفة في العالم.

*فرانزا دريكسل: مستشارة مختصة لشؤون غرب أفريقيا في مؤسسة روزا لوكسمبورغ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل