الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُهِمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء بوتين – بايدن ( 2 )

آدم الحسن

2021 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



لا شك أن الملف الصيني هو الملف الأهم من بين الملفات التي ستطرح على طاولة لقاء القمة القادم للرئيس الأمريكي بايدن و الرئيس الروسي بوتين اما باقي الملفات التي يهتم بها الرئيسين في هذه المرحلة التي تعتبر بكل المقاييس مرحلة حساسة و مهمة هي :

ثانيا : ملف اوكرانيا
يُعتبر هذا الملف حساس بالنسبة الى روسيا و أن الرئيس الروسي بوتين يَعتبر انتزاع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا و عودنها الى روسيا هو حق مشروع لروسيا .
و يرى الرئيس بوتين ان روسيا قد فرطت بشبه جزيرة القرم و أراضي روسية أخرى اثناء انحلال الاتحاد السوفيتي السابق و تشرذمه الى دول متناحرة , فلقد سبق و صرح بوتين بخصوص الأراضي الروسية التي فقدتها روسيا بقوله :
كانت روسيا عند انحلال الاتحاد السوفيتي سخية اكثر من اللازم في منح الجمهوريات السوفيتية السابقة اجزاء مهمة من الأراضي الروسية , و كأنه يريد أن يقول بأن استعادة شبه جزيرة القرم هي خطوة أولى على مسار استعادة اراضي انتزعت من روسيا دون وجه حق .
اما الرئيس بايدن فقد لعب بملف أوكرانيا منذ توليه للحكم في بداية هذه السنة كورقة ضغط على روسيا و لغرض عزل روسيا اكثر عن الدول الأوربية لذا ففي لقاء القمة القادم سوف لن تعطي روسيا اي تنازلات بخصوص هذا الملف و ستعتبر الحديث عن شبه جزيرة القرم تدخلا في الشأن الداخلي الروسي .
أما معالجة قضية الأقاليم الانفصالية في اوكرانيا و التي يقطنها اوكرانيون ناطقون باللغة الروسية فسوف لن تغيير روسيا موقفها من اسلوب معالجة هذه القضية وفق اتفاقية منسك التي رسمت خارطة طريق لإيجاد حل تحصل من خلاله الأقلية الناطقة بالروسية على حقوقها في تقرير مصيرها أما البقاء كأقاليم ذات حكم ذاتي ضمن أوكرانيا أو اعلان الاستقلال الكامل عن أوكرانيا في جمهوريات حديثة النشوء .

ثالثا : الملف النووي الإيراني
سياسة ادارة بايدن لمعالجة هذا الملف هي اقرب الى موقف الأعضاء الأخرين في 5+ 1 و يعتبر موقفها معتدل مقارنة بالموقف المتشدد لإدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب و بالتالي سيكون هنالك توافق الى درجة كبيرة ما بين الرئيس بايد ن و الرئيس بوتين حول هذا الملف و لفترة ما بعد عودة امريكا للاتفاق النووي مع ايران .
قد يحصل اتفاق بين الطرفين الروسي و الأمريكي لتحجيم الدور الإيراني الإقليمي و خصوصا في اليمن و سوريا و ربما يمتد هذا الاتفاق ليشمل تسوية الوضع في لبنان , هذا الأمر مرهون بعلاقة ايجابية بين امريكا و روسيا في الفترة القادمة .

رابعا : ملف كوريا الشمالية
سيحاول الرئيس بايدن زج روسيا بهذا الملف , لكن من المؤكد أن الرئيس الروسي بوتين سوف يرفض التدخل المباشر في هذا الملف لأن على امريكا اللجوء الى الصين اذا ارادت طرف وسيط في حل ازمتها مع كوريا الشمالية .

خامسا : ملف اتفاقية السماء المفتوحة
من المتوقع جدا بقاء ادارة بايدن على موقفها من الغاء اتفاقية السماء المفتوحة التي أوقف العمل بها الرئيس الأمريكي السابق ترامب و أنهى العمل بهذه الاتفاقية بشكل نهائي الرئيس بايدن و قد يكون السبب الرئيسي وراء ذلك هو تنامي القدرة على المراقبة من خلال الأقمار الصناعية للطرفين بدلا عن السماء المفتوحة لطائرات المراقبة .

سادسا : ملف منع انتشار الأسلحة النووية
سوف لن يجد الرئيسان مشاكل مهمة في الاتفاق على هذا الملف .

سابعا : ملف القضية الفلسطينية
سيحاول الرئيس الروسي الضغط باتجاه احياء دور الرباعية في إيجاد حل للقضية الفلسطينية و تنفيذ قرارات الشرعية الدولية و حل الدولتين و غيرها من الأمور ذات العلاقة لكن الرئيس الأمريكي بايدن سيعمل على أن تكون لأمريكا الدور الأساسي أو ربما الوحيد في هذا الملف , فكل الاتفاقيات السابقة بين إسرائيل و دول عربية التي تم تنفيذها بشكل فعلي و صمدت كاتفاقية كامب ديفد بين اسرائيل و مصر و اتفاقية وادي عربة بين اسرائيل و الأردن و اتفاقيات التطبيع بين اسرائيل و دول عربية كلها تمت برعاية أمريكية دون اشراك اطراف اخرى , لذا فأن امريكا تعمل على أن تبقى محتكرة لهذا الملف و لا تسمح بدخول اطراف اخرى فيه حتى لو كانوا من حلفائها الأوربيين .

ثامنا : ملف حقوق الأنسان
من المؤكد أن الرئيس بايدن سيحاول تناول ملف حقوق الأنسان في دول العالم المختلفة , فبرنامج بايدن الانتخابي كان يعتمد على فقرات اساسية منها ربط علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بأي دولة في العالم بمدى التزام تلك الدولة و مراعاتها لحقوق الأنسان .
سيحتاج الرئيس بائدن , عند تناوله لملف حقوق الأنسان في دول العالم المختلفة , للكثير من القدرة على اللف و الدوران و القفز على الحقائق كي لا يضطر الى قطع علاقة امريكا بدول عديدة لها سجل في مسألة حقوق الأنسان في غاية السوء , حيث تُنْتهكْ هذه الحقوق في هذه الدول في السر و العلن و منها دول إما تابعة أو محسوبة على المحور الأمريكي , دول لأمريكا مصالح اقتصادية كبيرة فيها بالإضافة الى أن في بعضها قواعد عسكرية أو نقاط ارتكاز من الصعب على امريكا التخلي عنها .
أما الرئيس الروسي فسيتحدث عن خطورة تسيس موضوع حقوق النسان و يطالب بعدم استخدامه كوراقة للحصول على مكاسب سياسية و عدم عتماد سياسة المعايير المزدوجة .
قد يبتسم بوتين حين يتحدث بايدن عن مسألة حقوق الأنسان لأن كل طرف منهم يعرف مدى سكوت و تغاضي الطرف الآخر عن انتهاكات صارخة لحقوق الأنسان حين تكون تلك الانتهاكات لها علاقة بدول خاضعة لهيمنته ...!

تاسعا : ملف مكافحة الإرهاب
سيختلف الطرفان على تعريف الإرهاب , و على المعايير التي بموجبها يتم إدراج منظمة أو حركة أو حزب في قائمة المنظمات و الحركات الإرهابية أو وفق أي اسس يتم ادراج دولة ما الى قائمة الدول الراعية للإرهاب , و لكون هذا الملف شائك و معقد و متشعب فأن الطرفين سيمرون عليه بشكل سريع و سطحي .

عاشرا : مكافحة الجريمة المنظمة و المخدرات
سيدعو الرئيسان الى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة و ايجاد سبل عملية و اكثر فاعلية للحد من نشاط تجارة المخدرات .
نادرا ما يخلوا بيان ختامي لدول كبرى دون الدعوة لمكافحة الجريمة المنظمة و آفة المخدرات التي تفتك بعدد كبير من البشر و مع ذلك لم يتحقق شيء سوى القليل على ارض الواقع .

مما تقدم يمكن القول :
سوف لن يحصل من خلال اللقاء القادم بوتين – بايدن أي اختراق مهم للحالة التي يعيشها العالم في هذه المرحلة .... لكون المُهِمة صعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال