الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يريد البقاء دورة رئاسية ثانية / في الفلبين دكتاتور يشن حملة لإبادة الشيوعيين وقوى اليسار

رشيد غويلب

2021 / 6 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تقع الفلبين في جنوب شرق آسيا، غرب المحيط الهادي. ونظامها السياسي جمهوري دستوري شكلا، لكن نظامها السياسي يتميز بهيمنة عوائل وسلالات سياسية على الحياة السياسية والاقتصادية. ويشغل أبناء هذه السلالات 70 في المائة على الأقل من المقاعد البرلمانية. والبلاد عبارة عن أرخبيل مكون من7,641 جزيرة. يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة منهم أكثر من 11 مليون يعيشون في المهجر، ومجتمعها متنوع عرقيا وثقافيا.
ستشهد البلاد انتخابات رئاسية في 9 أيار 2022، وتعتبر مفصلية بالنسبة للرئيس الحالي رودريغو دوتيرتي، الذي لا يحق له بموجب الدستور النافذ، الترشيح لدورة رئاسية ثانية، ويخشى أن يحاكم لانتهاكه حقوق الإنسان أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بما في ذلك تصفية 20 ألف مواطن خارج السياقات القضائية في إطار حربه ضد المخدرات، وأيضًا بسبب الاضطهاد الوحشي للشيوعيين وقوى اليسار. في نهاية أيار الفائت قامت قواته الأمنية بتصفية اثنين من الناشطين القدامى في الجبهة الوطنية الديموقراطية في الفلبين اثناء تنفيذ مذكرة اعتقال بحقهما. كما قُتل الراهب روستيكو تان، وهؤلاء جميعا مثلوا الجبهة في مساعي السلام في فترات مختلفة. إن عمليات القتل جزء من سلسلة من عمليات التصفية التي أمر بها دوتيرتي ونفذتها أجهزته الأمنية بحق نشطاء الجبهة، وقيادات مفترضة للحزب الشيوعي والحركات اليسارية.
محاولات لتعديل الدستور
وخلال سنوات حكمه، سعى دوتيرتي مرارًا للسماح للرئيس بالترشيح لأكثر من دورة، إما من خلال إعلان الأحكام العرفية، أو من خلال التعديلات الدستورية التي طرحها حلفاؤه في الكونغرس، والتي قوبلت بالرفض من قبل أعضاء مجلس الشيوخ المستقلين والمعارضين الذين يريدون الحفاظ على الدستور النافذ.
ومن جانب آخر يعمل الرئيس على الالتفاف على الدستور من خلال ترشيح أحد المقربين منه لمنصب الرئاسة، على ان يرشح نفسه لمنصب نائب الرئيس، ويستمر عمليا بحكم البلاد، والتمتع بالحصانة. ودار الحديث عن إمكانية ترشيح السناتور وصديق الرئيس كرستوفر بونغ غو، ولكن شعبيته في استطلاعات الراي منخفضة (5 في المائة فقط)، فضلا عن أنه لا يتمتع بشخصية قيادية.
المرشح القوي لخلافة الرئيس هي ابنته سارة التي تعطيها استطلاعات الراي 27 في المائة، يليها ابن الدكتاتور السابق ماركوس بحصوله على 13 في المائة، والذي لم يعلن ترشحه. في البداية أعربت ابنة الرئيس التي تشعل منصب عمدة مدينتها عن ترددها، ولكنها عادت مؤخرا لتعلن موافقتها.
ولا زال القلق يرافق الرئيس، فرغم تمتعه بشيء من التأييد، فإن إدارته لأزمة وباء كورونا كانت كارثية، الأمر الذي قد يؤثر على نسب استطلاعات الراي لابنته التي قد تتراجع عن الترشيح، مما يضع حصانته في مهب الريح.

الدكتاتور وأحلام اليقظة
في حوار ضاف مع القيادية الشيوعية والرئيسة المؤقتة للجبهة الوطنية الديمقراطية في الفلبين جولييتا دي ليما، والجبهة تحالف ثوري يضم 18 فصيلا، يعد الحزب الشيوعي قوته الرئيسة أكدت فيها أن هزيمتنا ستبقى من أحلام يقظة الدكتاتور. وأضافت، إنه على الرغم من أن الحكومة ألغت عام 1992 قانون مكافحة التخريب (يماثل قانون تحريم الأفكار الهدامة الذي سنه النظام الملكي في العراق) من أجل بدء مفاوضات السلام مع الحزب الشيوعي، في محاولة لإقناع الحزب الشيوعي بالتخلي عن الكفاح المسلح. لكن الحزب كان يقظًا في مواجهة مثل هذه المكائد، وقدم من خلال الجبهة الوطنية إعلان لاهاي المشترك في ايلول 1992، وبهذا وضع الحزب إطارًا للمفاوضات وتجنب الدخول في العملية السياسية التي تقودها الحكومة، وبالتالي حافظ على استقلاله الفكري والسياسي والتنظيمي في مواجهة الرجعية.
لقد حاولت جميع الحكومات منذ تأسيس الحزب الشيوعي في عام 1968 في عهد فرديناند ماركوس، الذي أعلن الأحكام العرفية في 21 ايلول 1972 وأسس دكتاتورية فاشية، حاولت تدميره، إما بواسطة العنف المباشر، أو من خلال عروض الاحتواء بواسطة مفاوضات وقف إطلاق النار، أو أخيرًا من خلال برامج مكافحة التمرد المختلفة التي استعارتها من الجيش الأمريكي. إن نظام دوتيرتي هو أكثر خلف ومقلد لماركوس بوحشية وغباء. إنه يقرن الشيوعية بالإرهاب، ويمارس إرهاب الدولة، ومصصم بشدة على إقامة دكتاتورية فاشية على غرار سلفه.
لقد توقفت مفاوضات السلام بين النظام والشيوعيين عمليا منذ بداية 2020، وشكل الرئيس فريقا لأنهاء الكفاح المسلح المستمر منذ 51 عاما في 72 مقاطعة من مجموع مقاطعات البلاد البالغة 81، حتى نهاية عهده في 30 حزيران 2022.
إن كل الحكومات السابقة حلمت بالقضاء على الحركة الثورية الشعبية بمساعدة أمريكية، لكن الحركة انتصرت وستستمر في التغلب على أي قوى قمعية تقف في طريقها. وهذا الاستمرار سببه ظروف القمع والاستغلال الشديدين، والواقع شبه الاستعماري، وشبه الإقطاعي. إن الجرائم الخطيرة التي يرتكبها الرئيس مثل الخيانة والاستبداد والإرهاب والنهب والخداع تزيد من تفاقم هذه الظروف، تزيد من عزم الثوار وتدفع الناس للانضمام إلى الحركة الثورية المسلحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا