الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..

حسن أحراث

2021 / 6 / 9
سيرة ذاتية


رحلت يا شقيقي، يا ابن أمي وأبي..

الحسن والحُسين، علاقة أُخوة "مثالية" لم تعرف كبوة أو توترا أو فُتورا، ولو لمرة واحدة؛ علاقة احترام وتقدير متبادلين طيلة عُمرك القصير أخي الفقيد.. علاقة ود أخوي، ازدادت متانة مع اعتقالي الصادم. لن أنسى احتفاظك، وأنت طفلا، بصوري وتجميعها الواحدة تلو الأخرى إبان غيابي القسري.
لن أنسى إبداع أناملك، كخياط/فنان...
كيف أنسى اعتقالك بسبب التقصي الممنوع لأخباري بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، بعد غيابي الطويل؟
لن أنسى هديتك الأخيرة، هدية آخر لقاء بيننا، وكأنه لقاء وداع غير مُعلن؛ إنها ساعتي اليدوية (DOGMA) التي احتفظت لي بها لما يزيد عن 37 سنة، أي منذ اعتقالي في 27 فبراير 1984.
أخي الغالي الحُسين، لستُ أدري هل حرمانك من السمع والنطق نعمة أم نقمة؟
فقط، أعرف أننا حُرمنا نحن كذلك من الحق في التواصل العميق معك، رغم أنك كنت المحاور الذكي واللبق والمُبدع. كُنت بحق، أروع من أصحاب السمع والنطق.. كنت الأجمل حكمة وأخلاقا وصدقا ووفاء...
أذكر إشاراتك وتعبيراتك الدقيقة بيديك وعينيك ورأسك وبقلبك الكبير..
أخبرك إنصافا ولو مُتأخرا، وشهادة في غيابك، أن كُل معارفك ذكروك ويذكرونك بخير واعتزاز، ويُسجلون طيبوبتك النادرة وسخاءك غير المحدود وتواضعك المشهود..
إنك رمزُنا ومفخرة بناتك وأبنائك..
رحلت أيها الأخ الأبي، كما رحل الأب الزكي..
لقد تشرفنا بحضور غفير لتشييعك، حضور أتى من تلقاء ذاته ومن كل حي و"فج" بعيد، حضور أبهرنا بحبه لك واعترافه ب"ملائكيتك"..
لقد مثل فُقدانك المُؤلم "استفتاء" محبة وتواصل إنساني، عبرا عن حاجتنا جميعا الى الإنصات الى بعضنا البعض واحتضان بعضنا البعض، بما يرقى بنا الى مستوى رفيع من العلاقات الإنسانية والاجتماعية والسياسية أيضا.
لقد تركت إرثا ودروسا ستبقى بوصلتنا ومسؤوليتنا اليوم وغدا، نحن أصحاب رسالة وقضية شعب..
اطمئن أخي الغالي الحُسين؛ لن أخذلك، وليس من "شيمي" الخذلان.. سأكون، عهدا والتزاما، الأب الثاني لأبنائك/أبنائي (ريان ومحمد وأُمنية وفرح) وسندا قويا لأختنا فاطمة أُم أطفالك المُكافحة..
أُحيي صمود الوالدة المكلومة هنية وتحديها للألم، وأنحني إجلالا لقدرتها على استيعاب هذه الصدمة وقساوتها..
لقد تعلمت الشموخ في زمن الرضوخ ..
تحية خالصة لأخواتي الرائعات مليكة وسعيدة ومينة وعائشة وأزواجهن وابنائهن وبناتهن. ولن أنسى أختي الراحلة فاطمة، وأحيي بناتها وأبناءها على حضورهم/هن ودعمهم/هن..
تحية عالية لرفيقتي المخلصة نعيمة على دعمها المستمر والسخي وتضحياتها المتواصلة، وتحية لبنتي أسماء وسامية وابني يونس على مؤازرتي في هذه اللحظة القاسية..
تحية خالصة لكافة أفراد العائلة الكريمة..
شكر خاص لكل الأصدقاء والصديقات والرفيقات والرفاق على دعمهم/هن المتفاني ومساهماتهم/هن العظيمة، في تقليص هول الفاجعة المفاجئة التي ألمت بعائلتنا.
تواصلكم/كن المباشر وغير المباشر (الهاتف والفايس والواتساب) شكل مصدر قوة لنا ومعينا على تجاوز هذه المعاناة..
أشكر كل من حطم الحواجز الوهمية التي تفصلنا عن بعضنا البعض..
أشكر كل من يُفكر في بناء المستقبل بأمل وفرح وبدون حقد أو ضغينة...
دعمُكم/كن ومساهمتُكم/كن دين على عاتقنا..
لتكُن "رُب ضارة نافعة"..
وداعا أخي الجميل والطيب الحُسين.. إنك حاضر في ومن خلالي ما دُمتُ حيا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد