الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نستطيع النجاة من دون النساء؟

آزاد أحمد علي

2021 / 6 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بات من البديهيات أن الواقع السوري قد تغير كثيرا، ففي الوقت الذي لا جدال حول الانهيار الكبير والتدهور الهائل في بنى المجتمع وكذلك الاقتصاد، وعلى الرغم من عدم انجاز أي مكسب سياسي لصالح المجتمع السوري. فبعد هذا الكم الهائل من الخراب المادي والتضحيات التي لا تقدر بقيمة مادية... يمكن الافتراض أنه ومن زوايا ضيقة حدثت خطوات عملية الى الأمام، بمعنى تحققت بعض المكاسب التي ربما لم تكن من ضمن حسابات وأهداف الحراك التحرري والسياسي الذي بدء ربيع عام 2011.
فاذا كانت للمفاهيم والشعارات السياسية قبل عام 2011 معنى ومبنى آخر مختلف عن ما هو عليه في أواسط عام 2021، فأحد هذه التمايزات والمستجدات تكمن في انبلاج حركات مدنية عموما ونسائية بشكل خاص. فعلى سبيل المثال انتظمت وتنشطت الحركات النسوية في عموم سوريا، وفي شمال شرقها بشكل خاص، وفي المجتمع الكردي بشكل أخص.
مناسبة هذا الحديث مشاركتي في جلسة حوارية لناشطات سياسيات وممثلات عن المنظمات الأهلية النسائية داخل الادارة الذاتية وخارجها، فالجلسة التي نظمها مركز آسو للدراسات يوم 3- 6- 2021، التي شاركت فيها ما يقارب ثلاثين (30) شخصية نسائية، كانت واحدة من هذه النشاطات النوعية التي أفصحت وعبرت عن المستوى العملي للفعاليات النسوية ونوعية التنظيم الذي وصلت الى سويته الحراك النسوي الكردي.
لقد كانت وجهات النظر متباينة، خاصة من زوايا سياسية وحزبية، كما كانت الأعمار والمستوى العلمي والثقافي متفاوتا، ومع ذلك كانت المقاربات متشابهة، ومنهجية الفصل بين ما هو مدني وما هو سياسي حزبي واضحا، فضلا عن التناول الصحيح والحرص على المشتركات، وبالتالي تم القبض على جوهر المشكلة النسوية وتفهمها ضمن حطام المجتمع السوري وتخبطه السياسي والأيديولوجي.
وأبرز ما تكرر وتم التركيز عليه من ضمن هذه المقاربات، السجالات والأفكار:
1- ان ما أنجزته المرأة الكردية في حقل المقاومة العسكرية والمساهمة الفعالة في الانتصار على الإرهاب الداعشي، لم يجد معادله السياسي والإداري التمثيلي، فمازالت مشاركة المرأة في الحقل السياسي ضعيفة، كما مازالت وجود وموقع المرأة في أغب الأحزاب الكردية ديكورا للزينة وللتبجح بالتنوع.
2- دعوات صريحة لتجاوز الأطر التقليدية الحزبية وانشاء رابطة أو تحالف نسائي كردي عابر للأحزاب، لأن المرأة قادرة على أن تكون قوة ضاغطة، وكذلك أن تكون عامل سلام وجبر تتجاوز المصالح الحزبية لتحقيق منجزات مجتمعية.
3- التخلص من الأيديولوجيات الحزبية والتبعية للأجندات الخارجية.
4- ضرورة مساهمة المرأة السورية عموما والكردية خصوصا في صياغة الدستور السوري.
5- العمل على تخطي التحديات المركبة التي تواجه نشاطات المرأة في الحقلين السياسي والإداري، وضرورة البحث عن سبل المشاركة والفعالية.
بعد أن استمعت الى مستوى السجال والحوار الهادئ بين المشاركات، وطبيعة الأفكار وآلية سير الحوار الناعم باتجاه التوافق، والرغبة القوية في الخوض في الشأن العام، والحرص الشديد على الإصلاح وتجاوز الأخطاء، تذكرت قوة قول الناشطة الأسترالية كيرمان كير: "كل المجتمعات التي على حافة الموت هي رجولية، لا يوجد مجتمع يستطيع النجاة من دون النساء."
فهل ستساهم نساء سوريا في تمهيد الطريق للنجاة من ما تبقى من الكارثة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة سارا تطالب بوقف الانتهاكات الممارسة بحق النساء ومحاسبة


.. -لن نتراجع عن احتجاجنا ما دامت مطالبنا لم تتحقق بعد-




.. استشهاد امرأة وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على منزل بحي السلام


.. الإهمال والتمييز يفاقم معاناة نساء غزة




.. إحدى النازحات في أماكن اللجوء ذكريات المعصوابي