الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفس الاخير

حنا جرجس

2021 / 6 / 12
الادب والفن


قصة قصيرة

( جميع الحقوق محفوظة (C)
‏السبت‏، 12‏ يونيو‏،‏ ‏2021 04:43: م
ثلاثتهم علي الطريق كما اعتادوا منذ عرفتهم الدنيا لا يعرف ايا منهم متي قابل وائتلف مع الأخرين جمعتهم الحارة حيث كل شئ مباح وكل الاشياء مشتركة ما ان يلتقط الواحد من احد الباعة تفاحة صغيرة او حتي معطوبة ويخبئها في سروالة الرث الممزق الا و تلتقطة عيناهماالمرتقبتين للامر لينزوي الثلاثة جانبا لتنتقل الثمرة اي ثمرة من فم لفم في سهولة ويسر حتي تنتهي لا فضلات في الغالب الا قليل من البصقات للتنظيف هنا وهناك و كل شئ علي تعجل خشية ان تلتقطهم الاعين فينكشف الامر

يعتقد احدهم ان الامر هو هكذا منذ ان اخذتهم ارجلهم الي خارج الحجرة لأ ول مرة والتي يسكنها اسراتهم الثلاثة في بدروم احد البنايات القد يمة في الحي القديم الذي كن يوما يجاور حيا من ارقي الأحياء لكن الميزان الاجتماعي الذي جار علي الحارة الجارة يوما جار ايضا علي الحي الراقي رويدا رويدا بعد صدمات الستينات وهبوط طائرة الرقي في غير سلام وسقوط كل الاجنحة فغادر من غادر وهرب من هرب بجلدة و اتدحدر الحال بالكثيرين علي حافة الطبقة وعلا من علا وانتقل الي اطراف المدينة الكبري في احياء و كومباوندات تشبة الكيبوتز الاسرائيلي وما تحتها حتي ان احد احفاد تلك الطبقة القديمة كان رابعهم يأتي علي عجلة ليخالطهم في عقب سيجارة وهم من شبوا قليلا وغدوا في الحادية عشر و الثانية عشر و الرابعة عشر علي التوالي
كان ابن الطبقة في الحي الراقي متدحدر الحال اكبرهم سنا اقلهم حيلة فالحياة علي الضفتين حالكة و الطفل يعيش مع جدتة المسنة التي تجاوزت التسعين ولا يعرف احد ان كان ابن بنتها ام حفيدتها

لكن السؤال بقي بغير اجابة فالمسنة مقتضبة الكلام وكلامها ان تكلمت غير مفهوم وغاضب اما الباقي فرحل لا احد يهتم الي اين ولا هي تقول وفي الغالب فان الولد لا يعرف ولا يأبة ووجد في اصدقاءة الثلاثة المخرج والملاذ ووجدوا فية هم فرصة لكوب من العصير قد تنفحهم بة السيدة العجوز ان قبل ان يصطحبهم الي بيتة و فكروا ان يلتقطوا الملاعق و السكاكين الملقاة في كل مكان في هذة الشقة المترامية الاطراف و الحجرات لكنهم خشوا انقطاع زجاجات العصير و الشاليمو التي كانت تصر علي استعمالهم لة خشية تلوث الزجاجات او الاكواب من شفاههم وليكون تنظيفها للاكواب اسهل

اخرج احدهم شيئا من جيب قذرفي حذر وخيفة وهو يتطلع اين تجلس السيدة العجوز او اين تتحرك لفتت حركتة انتباههم فخرجوا كالقطيع االي الفاراندة
المطلة علي الشارع وتجمعوا خلف الشيش في ذلك الركن المخفي عن العيون حيث اخرج الاكبر بين الثلاثة من جيبة شيئا ابيض قد احاطة بعناية بالغة بين كل اصابعة وكأنة يحمي عود ثقاب قد اشعلة للتو

قال وهو يفتح اصابعة عن كفة وقد اظهر ما فية " سجارة" قال "نيازي" في احباط لا يخلوا من خوف ان تراة جدتة دة عقب مش سجارة قال الفتي الغض بتذاكي يعني عندك تشتري واحدة بتاعتك فتراجع نيازي قليلا من صدمة السؤال الذي يعرف اجابتة لا هو معه ثمنة ولا جدتة ستعطية ولا حتي ستسمح ولم يفيق حتي لاحقة الامر من اصغرهم بصوت خفيض حاد وأمر روح هاتلنا كبريت نولعها تصاعدت حاجبا فرد العصابة الاصغر واتقدت عيناة في تنمر ليس بغريب فنيازي كبير الحجم قليل الخبرة و محدود الحيلة لكنة قال بسرعة انقذت الموقف ماقدرش ياللا بينا نشربها في الشارع انزلوا انتو وانا هاجيب كبريتة وجاي وراكم

قالها وكأنة حل مشكلة الشرق الاوسط او كأنة جندي مرعوب قفز من الطائرة للتو

كانت هذة اول دخان اختبرة صدرة في عمرة القصير بعد عدة شهور تحصل الصبية علي سيجارة ملفوفة استرقوها من مسطول تبادلت الافواة ذلك العقب عندما جاء دور نيازي قال لة الاصغر اشفط واملا سدرك واكتم النفس ها تبقي كبير وتبقي في دنيا تانية
امسك بعقب السيجار المحشو ورفعة الي فمة
هتف الثلاثة اسحب ما تخرجش من منخيرك واكتم اشفط جامد علي قد ما تقدر والا ها نجرسك ونفضحك في الحتة ونقول عليك عيل
شفط كثيرا وعميقا خشية الجرسة وليثبت لهم انة كبير
انقض الاصغر بينهم علية لمنعة من اخراج الانفاس ويدة قد التصقت علي فمة وانفة كخفاش اسود
ضج ثلاثتهم في ضحك هستيري همد الجسد السمين المخدر بعد قليل
لم يرد
لم يتحرك
وحينما دفعاة للوقوف
او الحركة
انقلب علي وجهة في التراب
جسدا هامدا
فر ثلاثتهم
الي لا شئ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ