الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام
آدم الحسن
2021 / 6 / 13مواضيع وابحاث سياسية
ما اشبه اليوم بالبارحة , لكن البارحة كانت قبل حوالي نصف قرن ...!! فلازال البعض من الجيل الذي عاش احداث تلك الخسارة و الهزيمة المدوية لجحافل الجيوش الأمريكية في فيتنام قبل حوالي نصف قرن يعيش لهذا اليوم ليشهد الخسارة الثانية التي هي من النوع الثقيل ايضا آلا و هي هزيمة و هروب القوات الأمريكية من افغانستان .
استمرت الحربان الأمريكيتان في فيتنام و افغانستان حوالي عشرين سنة , و هذا وجه تشابه مهم إذ يبدو أن القادة الأمريكان بحاجة الى عشرين سنة لمعرفة أن نتيجة حربهم ستكون لغير صالحهم ... قد يكون سبب ذلك يعود الى الغطرسة الشديدة التي يعاني منها فكر القادة الأمريكان ...!
لقد خلفَ الموروث الثقافي لدى القادة السياسيين الأمريكان مرض حب الهيمنة و العظمة , عظمة امريكا التي لا تقهر , من الصعب نفسيا على القادة السياسيين الأمريكان الاعتراف بالهزيمة بسهولة , هم كثيرا ما يتبجحون بانتصاراتهم السابقة على النازية و الفاشية في الحرب العالمية الثانية و يقللون كثيرا من اسهامات حلفائهم في تحقيق تلك الانتصارات أو على حلف وارشو و الاتحاد السوفيتي السابق في الحرب الباردة رغم ادراكهم أن ما حصل من انهيار للاتحاد السوفيتي السابق و حلف وارشو هو بسبب عيوب بنيوية في النظام الاقتصادي لما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي بالإضافة الى انهم يتجنبون التطرق الى هزائمهم .
في الحربين , الحرب ضد المد الشيوعي في فيتنام و الحرب ضد المد الإسلاموي الجهادي في افغانستان , الخاسر واحد رغم الاختلاف النوعي بين المنتصرين فيهما .
في فيتنام كان المنتصر هم اصحاب الفكر الشيوعي البعيد تماما عن النهج العقائدي الديني و لنقل عنهم انهم في اقصى اليسار السياسي , أما في افغانستان فالمنتصر هم الجماعة الإسلامية الجهادية التي تتخذ من الفكر الإسلاموي السلفي المتشدد نهجا و شريعة يعتمدونها , اي يمكن القول انهم في اقصى اليمين السياسي .
المنصة التي بدأ فيها الحوار لأنهاء الحرب الفيتنامية بين الخاسر ( الجيش الأمريكي و القيادة السياسية الأمريكية ) و المنتصر الذي هو الشعب الفيتنامي كانت باريس , اما المنصة للحوار بين الخاسر و الفائز المحتمل في افغانستان ( حركة طالبان ) هي الدوحة و لهذا دلالة كبيرة فخسارة امريكا في فيتنام كان انتصارا للحرية و التقدم أما خسارة امريكا في افغانستان فهوا انتصارا محتملا للاستبداد و التخلف .
قبل أن يَهربْ الأمريكان من فيتنام كان الثوار الفيتناميين يسيطرون على اكثر من نصف اراضي فيتنام الجنوبية ... و يَهربْ الأمريكان من افغانستان و حركة طالبان الجهادية المتشددة التي لها ارتباطات متشعبة مع تنظيم القاعدة الإرهابي تسيطر على اكثر من نصف اراضي افغانستان .
بعد أن ارتكب الجيش الأمريكي في فيتام ابشع الجرائم و الإبادة الجماعية ترك فيتنام مخلفا ورائه حكومة عميلة له في فيتنام الجنوبية ضعيفة جدا لدرجة إن سقوطها امام هجمات الثوار الفيتناميين كان امرا مؤكدا و سقطتْ بأسرع من ما كان يتصوره القادة الأمريكان .
و سيترك الأمريكان خلفهم في افغانستان حكومة افغانية ضعيفة المعنويات من الصعب عليها الصمود , بعد الانسحاب الأمريكي , في المواجهة القادمة مع مسلحي حركة طالبان ما لم تحدث تحركات من الدول الإقليمية لمساعدة الحكومة في العاصمة كابول للصمود بغية ايجاد حل سياسي للأزمة الأفغانية .
إن سيطرة حركة طلبان على الحكم في افغانستان امرا يهدد شعوب المنطقة بالكامل و بداية لموجة ارهاب و عنف و صراعات دموية جديدة قد تجتاح المنطقة بالكامل لذلك من غير المستبعد تحرك دول اقليمية لضبط الأوضاع في افغانستان و قد يتشكل جُهدْ مشترك جديد لنصرة الشعب الأفغاني و اخراجه من دوامة الحروب الأهلية الذي امتد عمرها لعدة عقود , جُهدْ تشترك فيه دول اسلامية ابرزها باكستان و تركيا و السعودية و قطر و من المحتمل ايضا أن يكون لإيران دورا مهما فيه خصوصا و أن لإيران علاقة وثيقة مع سكان المناطق الشمالية من افغانستان , و اذا نجحت هذه الدول في الاتفاق على خارطة طريق واقعية لحل الأزمة الأفغانية ,,, فسيكون هنالك حل .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الإدارة الأميركية تبحث إنشاء قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلا
.. شاهد| دوي اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء بغزة
.. بينهم 5 من حزب الله.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على
.. بعد سقوط صواريخ من جنوب لبنان.. اندلاع حريق في غابة بالجليل
.. أميركا ترصد مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن -القطة ا