الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعداد أستراتيجية تمكين القيادات الجامعية النسائية للنهوض بمؤسسات التعليم العالي وأدارات الدولة العراقية خطوة للأصلاح والتطوير

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 6 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


من المعروف ان التنمية تهدف الى بناء القدرات البشرية والأستفادة من القدرات والطاقات وتفعيلها، وحرصت الأدارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني على تفعيل دور المرأة في التنمية الشاملة والأهتمام بوجود المرأة في برامجها والحرص على تمكينها من حقوقها وتوعيتها بواجباتها ومسؤولياتها لأن المشاركة في التنمية والتمكين يعدان احد المؤشرات التي يقاس عليها تقدم الأمة ونهوضها.
ان التنمية ألأنسانية في المجتمع العربي تعاني من نواقص كثيرة ومن اهمها نقص الحرية ، والتمكين، والمعرفة ، وانها تعاني من نقص لافت للنظر في تمكين المرأة ودمجها في التنمية واتاحة الفرص لهن في اداء جميع ألأدوار والأرتقاء بمستوى قدراتها.
اولا: اهمية تمكين القيادات الجامعية النسائية:
ان مسألة تمكين القيادات الجامعية النسائية اصبحت في الوقت الحاضر ضرورة ملحة للأسباب التالية:
1- ان وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية وعماداتها ووزارات الدولة كافة بحاجة ماسة الى قدرات وامكانيات القيادات الجامعية النسائية وتمكينها من اجل الأرتقاء بمستوى اداء المؤسسات.
2- ان القيادات الجامعية النسائية الفاعلة تعد واحدة من المعايير الأساسية التي يتم على اساسها الحكم على جودة الأداء المؤسسي .
3- ان القيادات الجامعية النسائية تعد احدى اهم المعايير التي يتم على اساسها تميز المؤسسات الأكاديمية من عدمها كما اكدت على ذلك ( معايير التميز والجوائز الدولية للجودة) .
4- ان مساهمة القيادات الجامعية النسائية في أدارة مؤسسات الدولة والجامعات العمادات وغيرها يساعد على تعزيز التنافس مابين القيادات حسب النوع الأجتماعي وتقليل الأهدار من المال العام ومحاربة الفساد .
5- ان تمكين القيادات الجامعية النسائية سيسهم في تعزيز ألأصلاح الأداري والتنظيمي واجراء التعديلات في التعليمات والأنظمة والتشريعات وغيرها.
6- يعد تمكين القيادات الجامعية النسائية احد العناصر الأساسية في تحقيق الكفاءة الداخلية والخارجية لمؤسسات التعليم العالي او مؤسسات الدولة وان تمكينها يعد مطلبا اساسيا للأرتقاء بأداء المؤسسات وتحسين المدخلات والمخرجات.
7- ان تمكين القيادات الجامعية سيساعد مؤسسات الدولة والجامعات على تحديد احتياجاتها التدريبية المستقبلية للقيادات مع توفير قاعدة بيانات شاملة للمواصفات القيادية للنساء القياديات في العراق.
8- ان عملية التمكين ستساعد متخذي القرار في مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات الدولة في رسم وتحديد توجهات التطوير المستقبلي وبناء أستراتيجيات النهوض بأداء هذه المؤسسات.
9- ان تدريب وتأهيل القيادات الجامعية النسائية لتبوء المناصب وفق النظريات ألأدارية والنفسية الحديثة سيحرر ألأدارات التقليدية من الرجوع الى الرؤوساء او لمن هم اعلى منهم في القضايا والأمور ألأدارية، كما سيمكن القيادات الجديدة من التعرف على مسؤوليات العاملين وتزويدهم بالمعلومات اللازمة للقيام بها دون اشراف مباشر عليهم من قبل الرئيس.
10- ان عملية التمكين للقيادات الجامعية النسائية سيشجع العاملين على المبادرة وألأبداع والمخاطرة في مواجهة المواقف المتجددة، وبالتالي سيتمكن العاملون من القيام باعمالهم وبشكل طوعي وسيتم خلق حالة من الشعور بالولاء والأنتماء فيما بينهم ليعمل الجميع كفريق متعاون ومتضامن.
ثانيا: مؤشرات احصائية عن واقع القيادات النسائية في العراق:
1- واقع القيادات الجامعية في مؤسسات التعليم العالي:
• ان مجموع العاملين في وزارة التعليم العالي ( 98292) منهم ( 57679) ذكور وبنسبة 58,68% و ( 40613) اناث وبنسبة 41,32% . والمقتبس ادناه يوضح ذلك


• ان نسبة الحاصلين على الدكتوراه ( 16,1%) ، والماجستير (22,1%)، اما نسبة الحاصلين على ألدبلوم والبكلوريوس 40,4%، وألأعدادية فما دون 23,2%
• ان مجموع مدير عام فأعلى في مؤسسات التعليم العالي بلغ عددهم ( 370) من بينهم (35) امرأة فقط وبنسبة 9,5% وهو مؤشر يدل على ضعف مشاركة المرأة في تبوء المواقع القيادية. والمقتبس ادناه يوضح ذلك.









2- واقع القيادات الجامعية في مؤسسات الدولة:
• ان مجموع العاملين في الدولة العراقية ( 1670512) منهم ( 1076568) ذكور وبنسبة 64,5% ، و ( 592136) اناث وبنسبة 35,5%. والمقتبس ادناه يوضح ذلك.

• ان نسبة الحاصلين على الدكتوراه ( 1,2%) ، والماجستير (1,9%)، اما نسبة الحاصلين على ألدبلوم والبكلوريوس 30,4%، والدبلوم وألأعدادية فما دون 66,5% مما يدل على ان الدولة تعتمد في انجاز ادائها على العناصر الهشة والضعيفة وان ذلك يشجع على انتشار الفساد والبطالة المقنعة وضعف الأداء.

• ان مجموع مدير عام فأعلى في مؤسسات الدولة العراقية بلغ عددهم ( 2326) منهم 22,2% حاصلين على الدكتوراه، و4,7% حاصلين على الماجستير، و11,1% الدبلوم العالي، و61,8% البكلوريوس، و0,2% الدبلوم وألأعدادية. والمقتبس ادناه يوضح ذلك.





ثالثا: التحديات التي تواجه التمكين:
تلخص الباحثة اهم التحديات التي تواجه التمكين للقيادات الجامعية النسائية وكما اشارت اليها العديد من الأدبيات العربية والأجنبية وهي:
• عدم توافر برامج التأهيل والأعداد للقيادات الأكاديمية.
• ضعف المهارات الأدارية الضرورية لممارسة الدور القيادي.
• نقص الخبرة ألأدارية .
• نقص المعلومات اللازمة في اتخاذ القرارات.
• قلة الدراية بالقوانين والتشريعات والأنظمة الأدارية التي تحكم العمل.
• محدودية الفرص المتاحة امام القيادات النسائية للتدريب.
• محدودية الفرص المتاحة لأكتساب الخبرات المتنوعة داخل وخارج المؤسسة الجامعية.
• التشكيك بكفاءة وقدرات القيادات الأكاديمية التي تصل الى المواقع القيادية من قبل الرؤساء في العمل.
• هناك تصور بأن القيادات الأكاديمية النسائية لاتمتلك الحزم، والقسوة، والألتزام ، والدافعية.
• الأفتقار الى الأدلة التنظيمية التي توضح التوصيف الوظيفي لمختلف الوظائف
• الضعف او الأفتقار الى التمثيل النسائي في اللجان والمجالس العلمية والمجالس الأستشارية وغيرها.
• ضعف تقبل السلطة القيادية للمرأة من قبل مرؤوساتها.
• الأتجاهات السلبية التي تحملها المراة تجاه العمل الأداري بسبب التنشئة الأجتماعية والتربوية التي ادت الى ضعف الثقة بالنفس
• التخوف من تحمل المسؤولية
• صعوبة الموازنة بين المسؤولية المهنية والألتزامات الاسرية.
• الشعور بالعزلة في المنصب القيادي.
• الظروف الصحية والجسمية التي تؤثر على فعالية العمل القيادي.
• الضغوط النفسية والتوترات التي تواجه المرأة القيادية قي صعوبة الموازنة بين احتياجات العاملين واهداف المؤسسة.
• صعوبة السفر اذا اقتضت ظروف العمل ذلك
• نقص الموارد المالية الممنوحة للأدارات النسائية
• عدم ملائمة المباني الممنوحة للأدارات النسائية
• عدم ملاءمة التجهيزات المادية والتقنية المتوافرة.
• ضعف التدريب على استخدام التقنيات المتوافرة مما تقلل من الأستفادة منها
• الأطر القانونية والعادات والتقاليد الأجتاعية
• انعدام الأمن وعدم الأستقرار السياسي
• عدم اشراك المرأة الجامعية في صنع القرار.
رابعا: الدراسات التي انجزتها الجامعات العراقية في مجال التمكين للقيادات الامعية النسائية:
اسم الباحث الجامعة عنوان البحث اهم النتائج
بسمة رحمن القادسية معوقات بناء الشخصية القيادية عند المرأة من وجهة نظر التدريسيات ان اهم المعوقات التي حددتها الباحثة هي توظيف النساء في وظائف تشعرها بالدونية والضعف، محدودية تعبير المرأة عن ذاتها وسلوكها في العمل القيادي ، التنشئة الأسرية القائمة على التمييز بين الجنسين، مشكلة صراع الأدوار الذي تعيشه المرأة والذي يعوق من قدراتها القيادية.
ثائر رحيم القادسية معوقات تمكين المرأة في المجتمع العراقي ( دراسة في جامعة القادسية). اختار الباحث عينة مؤلفة من 214 مبحوثا وتوصل الى مايلي: عدم تقبل المجتمع للقيادات النسائية، التنشئة الأجتماعية للمرأة على الأنقياد والأنصياع لأوامر الرجل، ضعف المشاركة السياسية للمرأة، ضعف المام المرأة بالقضايا المجتمعية.
حسن اليعقوبي، عزيز كريم، حبيب علي كربلاء معوقات عمل المرأة في القيادة الأدارية العليا للجامعات العراقية ( جامعة كربلاء انموذجا) اختار الباحثون 185 تدريسية من جامعة كربلاء وتوصلوا الى النتائج التالية: هناك عقبات كبيرة تحول دون وصول المرأة الى القيادة العليا والعقبات هي ( اسرية، اجتماعية، العلاقات الأكاديمية والأجتماعية، الخبرات الأدارية). واهم العقبات الأسرية هي مشاغل الحياة الأسرية والعادات ألأسرية والأهتمام بالأولاد، ووجود المشاكل ألأسرية، وعادات وتقاليد المجتمع، وشعور الرجل بالخجل من قيادة المرأة ، والنظرة السلبية للمجتمع تجاه المرأة، وعدم توفر الحرية للمرأة في التصرف، ضعف الخبرة ألأدارية، عدم اطلاع المرأة على الضوابط الأدارية، محدودية العلاقات الأدارية في الجامعة، الأبتعاد عن تعليمات الوزارة، الأحزاب وتحكمها بالمناصب ألأدارية ، والوساطات.
اخلاص اكرم معهد الأدارة / الرصافة العوامل المؤثرة على دور المرأة في صنع القرار توصلت الباحثة الى مايلي: عدم قدرة المرأة على استثمار طاقاتها لخدمة وتنمية المجتمع بسبب عدم توفر الحرية لها، التنشئة ألأجتماعية والأسرية لها دور كبير في قدرة تحمل المسؤولية، العادات والقيم الموروثة لها دور في مشاركة المرأة في المجتمع، محدودية مشاركة المرأة في العمل السياسي وتقلد المناصب الأدارية، تخلف التشريعات والقوانين في المجتمع.
عمار العزاوي باحث تحديات تمكين المرأة في العراق ( مساهمة المرأة العراقية في اتخاذ القرار انموذجا) توصل الباحث الى ان القيم والمعايير الأجتماعية والتنشئة الأسرية هي من العوامل الأساسية التي تحد من تمكين المرأة ، كما ان العامل البيئي والثقافي لهما التأثير في اتخاذ المرأة القرار، كما ان ضعف المرأة بذاتها وبحقوقها تعد من اهم التحديات، وتشاؤم المرأة في مستقبلها.


خامسا: المهارات المطلوبة لتمكين القيادات الجامعية النسائية هي:
1- المهارات المعرفية وتشمل:
( مهارات في التفكير وخاصة الأبداعي والناقد والتحليلي، والتخطيط الأستراتيجي، مهارات في الأبداع والأبتكار في العمل، مهارات التحليل والتفسير والأستنتاج، مهارات البحث العلمي، والمنظور العالمي، امور اقتصادية ومالية، ادارة التغيير، ادارة التفاوض، ادارة العمليات والمشاريع، ادارة الموارد البشرية، ادارة وتقييم الأداء المؤسسي، ادارة الجودة الشاملة، اخلاقيات الوظيفة العامة)
2- مهارات العلاقات وتشمل :
( مهارات التأثير، وأثارة الحماس، وأدارة الذكاء واستثمار القدرات العقلية، العرض والأتصال، التعاون، بناء العلاقات، صفات القائد النموذج، النوع الأجتماعي ( الجندر))
3- مهارات ادارة الذات وتشمل :
( مهارة بناء الثقة في النفس، مهارة التكيف، مهارة التعامل مع ألأنفعالات، والفضول، وحب التعلم)
4- مهارات تنفيذية وتشمل:
( مهارات التعامل مع المراجعين والرد على الشكاوى، مهارات التخطيط وأدارة البرامج، مهارات الأنجاز )

سادسا: التوصيات للأصلاح والتطوير
1- ضرورة ايمان مؤسسات الدولة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأهمية تمكين القيادات الجامعية النسوية في تولي المواقع القيادية والأشرافية وذلك من خلال عقد البرامج التدريبية الهادفة الى بناء القدرات القيادية للجامعيات سواء في مركز الوزارة او الجامعات او العمادات او مؤسسات الدولة وغيرها.
2- اعداد أستراتيجية وطنية لتمكين القيادات الجامعيات النسائية في أدارة الدولة او مؤسسات التعليم العالي بالتعاون مع المنظمات الدولية والخبراء المتخصصين في هذا المجال.
3- الأيعاز الى الجامعات التي تنخفض فيها نسب تمثيل الأناث في المواقع القيادية والأشرافية وخاصة ( مجالس الجامعات، مجالس الكليات، مجالس الأقسام العلمية، اللجان العلمية، اللجان الأستشارية وغيرها) دراسة مراجعة اسباب هذا التراجع في نسب التمثيل ووضع الحلول الكفيلة لمعالجة هذا ألأمر.
4- ضرورة وضع قاعدة بيانات متكاملة حول اعداد اعضاء الهيئات التدريسية النسائية ، وتحصيلهن الدراسي، ومدة الخدمة الوظيفية، والحالة الأجتماعية، والخبرات الأدارية والعلمية وغيرها للأستفادة منها في تحديد الأحتياجات التدريبية من دورات التمكين للقيادات الجامعية النسائية مستقبلا.
5- اتخاذ الأجراءات اللازمة لتعزيز فرصة تولي المرأة الجامعية الوظائف القيادية وفق مبدأ الجدارة والتمكن وتكافؤ الفرص وان تكون نسبة المشاركة لاتقل عن 40%
6- ضرورة عقد مؤتمر من قبل البرلمان ومجلس الوزراء بهدف تبادل المعرفة والخبرة فيما بينهم في ضرورة تعميم تمكين القيادات النسائية الأدارية العليا لمؤسسات الدولة كافة للأستفادة من خبراتهن وكفاءتهن في ألأصلاح والتطوير ، وعقد الدورات التدريبية الهادفة بالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة في هذا المجال كالبرنامج الأنمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو وغيرها.
7- العمل على مراجعة كافة التشريعات والقوانين التي تحد من تبوء المرأة الجامعية المواقع القيادية العليا في الجامعات ومؤسسات الدولة.
8- ضرورة تسهيل مشاركة المرأة الجامعية في الأنشطة العلمية المختلفة، كالندوات، والمؤتمرات، والبرامج التدريبية داخل العراق او خارجه.
9- العمل على تبادل الخبرات والتجارب بين القيادات الجامعية النسائية في العراق والدول العربية والأقليمية والدولية للأستفادة من خبراتهم في الأصلاح والتطوير.
10- ضرورة الأهتمام بالتمكين القيادي للجامعيات من اجل تحفيز الأبداع والأبتكار الفكري والأداري لدى الجميع.
11- العمل على تصحيح الصورة السائدة عن المرأة في المجتمع عن طريق المناهج الدراسبة والوسائل الأعلامية المختلفة.
12- العمل على اجراء البحوث والدراسات في مجال تمكين المرأة من النواحي السياسية والأدارية والقانونية والأقتصادية والأجتماعية والتربوية والأعلامية والصحية وغيرها.
13- وضع القوانين والتشريعات المشجعة للمرأة العراقية على مشاركة الرجل في اداء الواجيات والحصول على الحقوق.
14- ضرورة دعم المرأة الجامعية لتبوء المناصب القيادية من خلال اتخاذ القرار السياسي واحلال الجدارة والكفاءة والتخصص بدلا من المحاصصة والحزبية والطائفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في