الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك التغيير.. حضور ومراوحة

علي عرمش شوكت

2021 / 6 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اخذ الحراك السياسي في الشارع العراقي الهادف الى التغيير الديمقراطي، يتميّز بطابعه المصر على التواصل في دوام الحضور الفاعل. بمعنى انه لم يغادر الساحة. وهذا ما يدعو الى الالهام الشاحن للاقدام نحو تحقيق الامل في اقامة نظام المواطنة والعدالة الاجتماعية كبديل عن نظام المحاصصة الفاشل. هذه الصفحة بحاجة الى قراءة جادة ليست فقط بين سطور فقراتها انما حتى وضع الفوارز وماذا تعني نقاط نهايات الجمل التي تكتب وتبقى معلقة { لا هي محلّقة ولا تقبل تطيح } كما يقول المثل الشعبي.
لقد امست وفيرة ولادة المنظمات والحركات وحتى الاحزاب المدنية الجديدة. ولكنها تفتقر لجاذبية مناسبة فيما بينها. رغم المشتركات الكثيرة، ويبدو دون اي تحسب لتزايد التردي في الاوضاع الاجتماعية والحياتية عامة، وبخاصة السياسية في البلاد، والادهى ان بعض هذه المنظمات في حالة يغلب عليها الانشطار الذاتي. وكأنه قد وجد لذاتها ليس الا. مع ان المعلن من اهدافها يمكن تصنيفه بأعالي الغايات المطلبية الوطنية الخالصة، مع ان لا منطق يؤكد بانها هينة التحقيق، دون تحشيد القوى المؤمنة بها. والتي يُؤشر واقعها بانها تتسم بالمراوحة المملة جراء البعثرة والتشتت اللذين من شأنهما اعاقة اي مسع للاقدام في سبيل اكمال المسار لغاية تحقيق اهداف الحراك الجماهيري والانتفاضة التشرينية.
صار يقيناً ان المؤتمرات التي تعقدها طليعة هذه القوى تعكس تبلور في قناعاتها لاهمية الترابط الوثيق بين جميع الاطراف المناضلة.. الذي يحسب من ابرز مقتضيات بناء دولة المواطنة واقامة نظام العدالة الاجتماعية، والتخلص من الكارثة الشاملة التي تحل بالبلد.. غير ان اتخام " ورقة عمل " هذه المؤتمرات فيما يتعلق بهيكلية التشكل، بالعديد من الاشتراطات المتحسبة التي يطغي عليها مبدأ " الكل يحوز النار لرغيفه " ينبئ بالاحتفاظ ببذورالافتراق وربما تصل الى حد الرعاية دون قصد. علماً ان هذه القوى المدنية الديمقراطية بالرغم من كونها متجانسة بالاهداف القريبة مرحلياً. الا ان ابعادها الاستراتيجية لابد ان تكون محكومة بمنطلقاتها الايدلوجية. وهذا ما يدعو الى تكثيف الاهداف وتمركزها وتمحورها حول ما يعنى بحياة الناس وسبل عيشهم وسلامة المجتمع من شرور الطائفية المقيتة والمحاصصة المدمرة والجرائم المنظمة.
ومن الموجب التنبيه الى ان الزمن له " حوبة " كما يقال اي مدى تأثيره على اختمار الرؤى وتماسكها الفاعل في الملعب السياسي ضمن راهنياته المتصارع حولها. بمعنى ليس من الجدية والمصداقية ارخاص الوقت عبر المطاولة بالجدل حول التفاصيل الكامن فيها الشيطان، والذي يفرضه تعدد الاطروحات المنبعثة من صلب ثنائية { النار والرغيف } بمعنى من المعاني الانصراف عن ضرورة التواجد الفاعل المناسب في الوقت المناسب. حقاً ان الحضور لا يعني شيئاً بمجرد اثبات الوجود بأي شكل كان، واذا ما جاز الوصف لهذه الحالة فهي مراوحة الذي قد فقد بوصلته.. انما الحضور المتجسد بالفعل المؤثر الملموس والمقنع. وبلغة الامثال " من يعبئ بالسلة رقي ".
وعودة على بدء لنقول ان مؤتمرات قوى التغيير سوف لن تكون ذات رجاء اذا لم تكن بمثابة المطبخ الذي تنضج فيه تركيبة العمل الواقعية، التي ينبغي ان ينتصب " اناء طبخها " على ركائز ثلاثة لا رابعة لها.. الا وهي اولاً: الغاء نظام المحاصصة الطائفية وافرازاتها المهلكة، ثانياً: اقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية الحريصة على سيادة وثروات البلد. ثالثاً: القضاء على الفساد والكشف عن مصير المغيبين والمختطفين وملاحقة قتلة النشطاء " وذلك بأرساء القضاء العادل الحازم بعيداً عن التسيس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي