الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة -الإنتخابات- تحت سلطة العسكر

كوسلا ابشن

2021 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


صرح ممثل الجنرالات, تبون:" لا يهمني نسبة المشاركة, بقدر ما يهمني أن تكون النتيجة تعبر عن أراء الناخبين". التصريح هو تبيان على الفشل الذريع لصنادق الاقتراع تحت السلطة الإضطهاد الإجتماعي والسياسي والثقافي.
سارعت سلطة العسكر بالإسراع الى إجراء "الإنتخابات التشريعية" بدزاير في جو من الإحتقان الإجتماعي والسياسي والثقافي, و في جو من الرفض الشعبي لسلطة جنرالات جبهة الخيانة, وفي جو من الرفض الكلي للأجهزة القمعية وقراراتها, ومؤسساتها الصورية, العملية الإنتخابية التي ظنت السلطة العسكرية من خلالها إحتواء الإحتجاج الجماهيري وشرعنة إستبدادها وفسادها, إلا ان حماسها وتسرعها, إستقبله الشعب بالإستهجان والرفض وهذا ما عبر عنه الشعب الدزايري في مقاطعته للعبة الإنتخابية, التي لم تتعدى نسبة المشاركة فيها 15%, و هي النتيجة التي تعبر عن اللاشرعية للنظام القائم و اللاشرعية لسلطة جنرالات جبهة الخيانة. مقاطعة أغلبية الشعب للعبة كانت ضربة غير منتظرة للجنرالات بالمقارنة مع "الإنتخابات " السابقة وبالمقارنة بحجم الدعاية و الأساليب التهريج الشعبوي التي قدمت أثناء الحملة, ورغم ذلك فقد فشلت الإغراءات والأكاذيب في إقناع الشعب في المشاركة في لعبة شرعنة سلطة الجنرالات, وخصوصا في منطقة لقبايل, فقد ظلت دكاكين التصويت خالية طيلة يوم الافتراع, فقد أوصل لقبايليون رسالة واضحة للجنرالات مفدها "لا شرعية لكم في أرضنا, إجمعوا أمتعتكم وإرحلوا عنا".
من المعترف به أنه من خلال الإنتخابات يختار الشعب بطواعية ممثلوه في البرلمان, و هو جهاز الدولة الوحيد من يحصل عن شرعية مباشرة من الشعب. نظريا البرلمان هوالسلطة التشريعية, من يحق له الموافقة على سن القوانين و يواقف على تشكيل الحكومة و يراقب عملها وحتى حجب الثقة عنها. يستمد البرلمان شرعيته من الشعب, يعني الإختيار الشعبي (أغلبية الشعب) للبرلمان في عملية التصويت على ممثليه, وهذا يأكد أن قول تبون" لا يهمني نسبة المشاركة" والتي وصلت الى أقل من 15%, تعني أن البرلمان المنتخب لا شرعية له في غياب المشاركة الشعبية (أغلبية الشعب), ونتيجة الإقتراع التي أرادها تبون, ليست تعبير عن إرادة شعبية. قانونيا البرلمان الذي أراده تبون بأقلية 15% من المشاركة, لا يمثل الشعب و لا يحق له البث في أية مهام دستورية.
ما يريده جنرالات جبهة الخيانة و خادمهم النجيب تبون, هو وجود مؤسسة صورية منبثقة عن أقلية أعوان النظام العسكري من الإنتهازيين والوصوليين, مؤسسة بعيدة عن المصالح الحقيقية للشعب, و بمهام على مقاس الجنرالات و رغبتهم في إخفاء الطابع الدكتاتوري للنظام و شرعنة قوانينه وفساده الإداري والمالي والأخلاقي, وبمهامه هذه يكون البرلمان في خدمة السلطة العسكرية و أداة القهر الشعبي بإستبداده وتفقيره وإنتهاك حقوقه.
المقاطعة الشعبية هي تأكيد على الإدانة الشعبية للنظام العسكري الفاسد, كما أثبتت المقاطعة أن مهزلة عملية الإنتخابات وصنادق الإقتراع, التي أريد بها تزكية وشرعنة النظام الإستبدادي والإستغلالي, قد أظهرت حقيقة حجم شعبية النظام, وبينت المسافة الشاسعة بين النظام العسكري الإستبدادي و بين الجماهير الشعبية المضطهدة, كما أكدت المقاطعة عجز الجهاز الايديولوجي و الإعلامي العسكري عن التأثير على الجماهير الشعبية صانعة الحراك الشعبي السلمي.
مهمة الحراك الشعبي هو رص صفوفه لتحويل مقاطعة مهزلة الانتخابات العسكرية الى إفشال مخطط العسكري في الإحتيال وخداع العالم بدمقرطة المجتمع والمؤسسات السلطوية, و إرغامه على التنحي عن السياسة والرحيل الى موقعه الطبيعي بعيد عن الصراع السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن