الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الشاعر إيهاب خليفة يترجل) بقلم/ مؤمن سمير.مصر

مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)

2021 / 6 / 14
الادب والفن


بغياب "إيهاب خليفة" نكون قد فقدنا شاعراً من أكثر شعراء جيل التسعينات الشعري المصري عذوبةً وجمالاً.. غابَ الذي كنت أجزم وأقسم بشكل دائم طوال ربع قرن من معرفتي به أنه ملاكٌ حقيقي في ثياب شاعر.. كان سعيداً بشكل عجيب وهو يحضر مناقشة ديواني "تفكيك السعادة" في "ورشة الزيتون" عام 2009 حيث كان يعتبر صدور أي ديوان لصديق انتصاراً شخصياً له.. ومن فرط حماسته هتف "أنظروا يا أخوتي ..اقرؤوا فهرس الديوان.. لقد وجدته بهذه الترتيب الذي قد لا يكون مقصوداً، قصيدة مكتملة" وابتسمت أنا ارتباكاً مما اعتبرته حماس محبة من إيهاب وعلق عمنا شعبان يوسف بما كان يجول في خاطري قائلاً "هو احنا ممكن نسمي الي قلتله ده يا إيهاب نقد المحبة؟".. بعدها التقينا في نفس العام في نقابة الصحفيين في أول ملتقى لقصيدة النثر وفوجئت به يلبس بذلة كاملة ومازحته عن السبب فقال بإيمان ويقين: هذه ملابس عُرس لأن اليوم عرسٌ لقصيدتنا المضطهدة ..وهذه زوجتي التي طلبت منها أن تحضر لتفرح معنا.. وبالفعل وثق بكاميرته وهو كالطير المحلق كل لحظات المؤتمر.. لم يكن هناك أي فاصل بين ما يعتقده إيهاب وبين ما يعيشه لأن ظاهر هذا الفتى وباطنه كان واحداً ..مر بأزمات حياتيه كثيرة وكان يتحملها برضا من يرى أن هذه ضريبة الحياة وحقها علينا.. في آخر لقاء في معرض الكتاب حزنت مجدداً لشَعْره الذي صار أبيض كله طالباً أن يهون على نفسه فهز كتفه الأيمن بنفس بساطة كل مرة ونفس الجملة "كله تمام مفيش أي مشكلة والله" ولكن عندما سألته عن الكتابة صعدت لمعة في عينيه وهو يقول: كنتُ أظن لسنوات أن متعتي هي الكتابة لكن الحقيقة أن المتعة الحقيقية هي القراءة.. هناك كتب توصلني للنرفانا يا أخي.. كان الديوان الذي كتبه عن الأذى الذى الذي أصاب الروح المصرية أثناء عام حكم الإخوان، قد أجهده ..لأنه، واتساقاً مع شخصه الذي لم يجرب إلا الصدق، كان يكتب وهو حزين حقاً وخائفٌ حقاً على مصره أن تضيع.. في مرضه الأخير الذي تحمَّل فيه ألَمَاً كثيراً وقاسياً بحق، حالت ظروف تخص مرض أمي ثم إصابات أختي وعائلتها ثم أختي الثانية وعائلتها بالكورونا، دون زيارته في المستشفى والاكتفاء بالسؤال تليفونياً.. كان صوته الواهن يضرب في عمقي.. حيث من الصعب تحمل ألم إنسان بقلب مخلوق من البراءة والطفولة والنبل والجمال والإنسانية كمثل قلب إيهاب.. إنها ندبةٌ جديدة تسكنُ روحي وأنا أكتب رحم الله الشاعر الرائع إيهاب خليفة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج