الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترجماتي لسعدي يوسف ، قصيدة : الشيوعيّ الأخير يُغادر عَمّان

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2021 / 6 / 14
الادب والفن


تمهيد
كنت قد وصفت و ترجمت – على موقعي الوحيد الأثير هذا – قصيدة "محكمة عسكرية" لسعدي يوسف المنشورة على الرابط :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681026
و قد رأيت أن أصدق وفاء مني للشاعر بعد رحيلة البارحة عنا قد يتمثل في ترجمتي لقصيدة ثانية له ، فاخترت قصيدته التوقيعية الشهيرة : "الشيوعي الأخير يغادر عمّان" المنشورة على موقعه في "الحوار المتمدن" الأغر .
تميَّز المنجز الشعري الحر لسعدي يوسف بسبع خصائص متفردة : المفردة البسيطة المباشرة ؛ التراكيب اللغوية المستحدثة ؛ الأشكال الشعرية الجديدة ؛ الأوزان المبتكرة ؛ الموضوعات اليومية ؛ خلق الرموز ؛ الغاء القافية – و كلها أعوص المغامرات التي يمكن أن يسبح بغمراتها أي شاعر في عالم الشعر العربي . كل قصيدة من قصائد الراحل سعدي يوسف هي الأبداع لتجربة شعرية جديدة في كل شيء ؛ و لا يضارعه في هذا المضمار سوى مظفرنا النواب ، سيد الشعراء العرب ، إذ دأب كلاهما على النهل من نبع عراقي صاف جديد واحد .
النص الشعري الأصلي لسعدي يوسف :
الشيوعيّ الأخير يغادر عَمّان

كاد الشيوعيُّ الأخيرُ يضيعُ في عَمّانَ ...
عَشراً كانت السنواتُ : فارَقَها ، ولم يأْسَفْ لِـما فَعَلَ الفراقُ ،
فربّما كانت حديقتُهُ من الصبّارِ ،
أو كانت سفينتُهُ من الورقِ الـمُـقَـوّى.
ربّما لم يُحْسِن الإصغاءَ للنجمِ البعيدِ ،
ورُبّــما ...
..................
..................
..................

كان الشيوعيُّ الأخيرُ يدورُ من جبلٍ إلى جبلٍ
ودُوّارٍ وآخرَ ؛
كان يسألُ عن رفاقٍ طالَ ما أنسَــوهُ ما فعَلَ الرصاصُ بهِ
ويسألُ عن موائدِ حانةٍ لَـمّا تَـعُــدْ مفتوحةَ الأبوابِ ،
دارٍ للنقاباتِ ...
المدينـةُ راكَمَتْ عجلاتِها الصفراءَ ، آلافاً
وأعْلَتْ عاليَ الأبراجِ .
لم تَعُدِ المدينةُ مثلَ ما فارقْـتَها يا صاحبي ،
و " الأزرقِيُّ " رفيقُكَ الأبديُّ غادرَ " إربِدَ " ...
الدنيا تبدّلتِ
البلادُ غريبةٌ ...
غادِرْ !
وحاذِرْ أنْ يرى أحدٌ بها ... وجهَ الشيوعيِّ الأخـــير !

لندن 27.07.2009


نص الترجمة إلى الانكليزية

The Last Communist Leaves Amman
Sa’di Yusuf

The last communist was about to get lost in Amman,
Ten were the years: He left them, unregretful for the deeds of departure,
Perhaps his garden was of cactus,
Or his ship of cardboard.
Perhaps he did not listen well to the distant star,
And perhaps …
..................
..................
..................
The last communist was spinning from mountain to mountain,
And from a district to another
He was asking about comrades who had long made him forgot what the bullets had done to him
Asked about tavern tables whose doors are no longer open,
About a trade -union-s’ house...
The city piled its yellow cars, in thousands
And erected the highest of towers.
The city is no longer like that you left, my friend.
And "al-Azraqi", your eternal companion, has left "Irbid"...
The world has changed
The country is strange…
Leave !
And beware that someone sees in it... the face of the last communist!

London, 27.7.2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
حسين علوان حسين ( 2021 / 6 / 15 - 09:15 )
القارئات و القراء الأعزاء
تحية حارة
ترجمة البيت :
He was asking about comrades who had long made him forgot
يجب ان تقرأ :
He was asking about comrades who had long made him forget
مع فائق الاعتذار لكم و لشاعرنا الراحل الذي تعلمت منه كيف يترجم الشعر .

اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد