الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمس الدين بلعربي فنان جزائري مازال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2021 / 6 / 14
مقابلات و حوارات


صفحة إعلام وفنون بالاتحاد الاشتراكي التقت بالفنان شمس الدين بلعربي ،فكانت الورقة التالية :
أعد الحوار وقدم له: عزيز باكوش


• المغاربة أول من كرموني شمس الدين بلعربي فنان جزائري مازال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي
• من راعي غنم إلى صداقات مع نجوم هوليود

شمس الدين بلعربي و إسمه الفني شمسو فنان تشكيلي جزائري مبدع التصاميم والأفيشات السينمائية وآخر عربي و إفريقي و العالم العربي ،مازال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي.
من مواليد 14 فبراير 1987 بمدينة مستغانم غرب الجزائر . عاش شمسو طفولة قاسية في قرية صغيرة في مستغانم . كراعي لقطيع الغنم مع خاله في سن الخامسة وعن هذه الفترة بالتحديد يقول : بينما كنت أقود قطيع الغنم ، كانت تجذبني صور نجوم السينما بألوانها البراقة الزاهية على صفحات الجرائد والمجلات الممزقة على الأرض، فألتقطها و أتمعن فيها مليا ، ثم أشرع في رسمها في خيالي ، قبل أن أخطها بالعود على الرمال"
وعندما بلغ سن السادسة، انتقل إلى مدينة مستغانم ليلتحق بالمدرسة وسط المدينة ، وهناك بدأ المعلمون يكتشفون موهبته ، كان يولي اهتماما ملفتا للألوان ، و يعطي الأهمية لمادة الرسم أكثر من باقي المواد مثل الرياضيات والفيزياء . وسرعان ما اشتد عوده ،وتطورت مهاراته في الرسم بعد تعرفه على فنان مغربي كان له دور مهم في حياته إلى أن أصبح إسما معروفا لدى كبار نجوم هوليود .


بداية كيف بدأت الصورة تستولي على مشاعر شمسو وأحاسيسه ؟

الحقيقة ، أنني كنت مسكونا بهاجس إسمه الصورة لذلك ، عندما كنت أمر بجانب قاعات السينما ،تجدني أدقق النظر في الأفيشات بألوانها البراقة والملصقات الصقيلة المثيرة للانتباه ، أما الصور الكبيرة الضخمة لنجوم السينما ، المعلقة عند أبواب القاعة وجدرانها الداخلية فكانت تحدث زلزالا عاطفيا في دواخلي لدرجة الهوس، حتى أنني عندما أعود إلى البيت، أشرع في رسم كل ما شاهدته على أوراق الرسم المهيأة سلفا . لكن هناك مشكلة ، لقد كنا نعيش كأسرة في بيت واحد ،نطبخ فيه، و ننام فيه، و أكنت أرسم في وسط هذا الضيق ،و أرسم بصبر عالي الشدة ياصاحبي ، زد على ذلك، كان بيتنا مشروخا وبشقوق أعلى السقف حيث تكبر معاناتنا في فصل الشتاء ، وهذا ما سبب لي خسارة كبيرة ، لقد أتلفت الكثير من رسوماتي بسبب المطر المتساقط من سقف بيتنا و بدأت أفكر ، ماذا عليك فعله يا شمس الدين كي تظل أعمالك ملكك ؟ أليست رأسمالك الرمزي وهي ما تملك ؟ ومستقبلك الواعد؟ فجأة اسعفتني مخيلتي ، وشرعت في إرسال أعمالي الفنية إلى الخارج ،وهكذا أرسلت كل إبداعاتي وجميع الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد. ورغم أن هذا الفعل لم يرق الكثيرين ، حيث و بدأ البعض ينعتوني بالمجنون ،و لكني توكلت على الله، واصلت المثابرة و العمل . ورغم مرور وقت طويل دون أن أتلقى أي رد ، فقد واصلت العمل في الشارع ، لكن بسبب كثرة المشاكل والمضايقات ، تأثرت صحتي، و دخلت في مرحلة صعبة جدا. و أقمت في المستشفى ثلاثة أشهر. و بعدها بدأت حالتي في التحسن.


ذكرتم أحد المغاربة كان له دور مهم في حياتك حتى أصبحت إسما معروفا لدى كبار نجوم هوليود؟

صحيح يتعلق الأمر بالبطل العالمي جيمي غوراد أو JIMMY GOURAD RAMDAN وهو ملاكم و ممثل بلجيكي من أصل مغربي ، حقا ، أنه مدرسة متفردة من مدارس الحياة ، حيث تعلمت منه الكثير و الكثير من أسرار الفن و الرياضة و الحكمة . أتذكر أنه كان يحكي لي عن الكواليس التي عاشها خلف الحلبة ، و خلف الكاميرات ، و عن استقباله في مهرجان كان السينمائي و عن أسرار نادرة عن صداقته مع ميكي روك ، و جوني هاليداي و بيلي

تم استبعادك من تظاهرة فنية في وهران مؤخرا ما دوافع ذلك ؟

أجل ، لا أخفيك، كانت صدمتي قوية جدا ، ذلك أن استبعادي من مسابقة وطنية تم تنظيمها لأحسن جدارية ترويجية لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران بالجزائر، جعلني في حيرة من أمري، فعلا وتساءلت غاضبا في تدوينة بصفحتى على الفايسبوك : هل لمفهوم الثقافة منطق خاص في بلدي الجزائر ؟ وهل مفهوم الفن يختلف عند القائمين علي هذه التظاهرات في بلادي الجزائر العظيمة ، و بين التظاهرات الثقافية في بقية دول العالم ؟ واستغربت هذا الإقصاء : لماذا لم تقدم لي و لا دعوة واحدة منذ 7 سنوات في أي تظاهرة ثقافية ؟ حتى وصل الأمر بمديرية الثقافة بمستغانم، أنها فتحت ورشات لتعليم الشباب الهاوي في مختلف الفنون ،و وجهت الدعوة لفنانين ومختصين لتعليم الشباب ،و أبقت على قاعة الرسم الخاصة بالكبار مغلقة أمام الشباب الموهوب، وحرمانه من التعلم ، رغم أني أعلنت تطوعي صراحة لتعليم هؤلاء المحبين لفن الرسم . يحصل هذا في وقت تصلني دعوات يوميا من كل الدول العربية من المحيط الي الخليج. من شخصيات سياسية و ثقافية !! مرموقة على الصعيد العالمي ، و كذلك بعض دول أوروبا و أمريكا للمشاركة في تظاهرات ثقافية ضخمة، وأحيانا للتدريس هناك

حدثنا عن جسر عبور أعمالك إلى هوليود وكيف تعرفت على جيمي كوراد المغربي ؟

ظل الوضع كئيبا وعلى غير ما يرام ، حتي جاء يوم تلقيت فيه رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود ، وكان له دور كبير في التعريف بأعمالي في الأوساط السينمائية ، و بدأت أتلقى الطلبات من المخرجين و المنتجين لإنتاج أفيشات سينمائية ، و عملت الكثير من ملصقات الأفلام العالمية أذكر منها:
The News.. و Honor و Garra Mortal و Bucks of America و الفيلم الوثائقي الكبير Chinese Hercules The BOLO YEUNG Story . و عرضت أعمالي الفنية علي في مهرجان كان السينمائي الدولي و مهرجانات الأوسكار و سيزار، ومن الصدف الجميلة في حياتي ، وجود الممثل المغربي JIMMY GOURAD الذي أعجب بأعمالي ، فاتصل بي و وعدني بتكريم في الجزائر ، و بعدها تمت دعوتي لمهرجان العالمي للسينما حقوق المرأة في المغرب الشقيق ، و تم تكريمي هناك من هنا الأشقاء المغاربة هم أول من كرموني ، و دعاني الممثل المغربي الهوليودي الشهير محمد قيسي TONG POO الذي يعتبر من أساطير هوليود ، و له أفلام شهيرة رفقة روجي مور و آخرين، و اتفقنا علي مشروع عمل.
و هناك مشاريع مستقبلية أخرى اكثر إبداعا وتطورا . و بعد ذلك ، جاء وفد من خبراء سينمائيين إلى الجزائر ، و كان رئيس الوفد الممثل العالمي المغربي RAMDAN GOURAD RAMDAN رفقة النجوم، و بطل العالم المغربي الدكتور نور الدين محلة . حيث كرموني في حفل كبير علي أساس آخر عربي و إفريقي و العالم العربي ،مازال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق الرسم و الفن التشكيلي.


هل وجدت الدعم الكافي لتطوير موهبتك سواء من أسرتك من جهات ثقافية معينة ؟

لابد من التأكيد على ضعف ذات اليد بالنسبة لأسرتي ، وأن فقر العائلة كان سببا كافيا للتوقف عن الدراسة ، و الخروج إلى الشارع لامتهان الرسم كحرفة، لأنني لم أكن أملك المال لشراء الدهانات وأدوات الرسم ، فبدأت بتجربة أوراق الشجر والزهور . جففتهم ،وتمكنت من استخراج ألوان جيدة وأحمر وأصفر للرسم. ثم صنعت ريشة الرسم (فرشاة الرسم) من ملابس قديمة ألقيت في سلة المهملات.. وأذكر أنني قمت بتزيين واجهات المحلات التجارية وأنجزت أشكالا من الديكور هنا وهناك . لكن الشارع قاسي جدا يا صديقي ، لقد تعرضت لأبشع صور الاستغلال لموهبتي الصاعدة ، من قبل عديمي الضمير ، الذين أمعنوا في امتصاص طاقتي الفنية واستثمار موهبتي بنفعية وأنانية مفرطة ،و في بعض الأحيان، كنت أعمل عند أشخاص محددين ، و عندما أطلب أجرا مقابل عملي، كنت أتعرض للتهديد اللفظي والمعنوي ، و كنت صغيرا ، وأتأثر لذلك كثيرا ، فكنت أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة ، و أمسك السلالم الحديدية اللاهبة ، و أنا ضعيف الجسد ،فأحملها بحروق مؤلمة في يداي ،و عندما كنت أتجرأ لإخبار أ الشرطة، كان هؤلاء يهددونني وكنت أضعف أمام جبروتهم ، و العكس صحيح، لكن هذا ليس كل شيء ، ففي مرات عديدة كنت ألتقي مع أناس طيبي القلب ، يقدمون المساعدة متى كانت الضرورة ، لقد اعتنوا بي ، و قدموا لي يد المساعدة ، فلن أنسى جميلهم بالتأكيد ما حييت .

أنت اليوم في مرتبة النجومية ،كيف تنظر إلى أعمالك الأولى ؟

بالنسبة لعملي الأول في المجال الاحترافي ، كان مع أسطورة هوليود الممثل المغربي محمد قيسي حيث صممت له ملصق فيلمه GARRA MORTAL ، بعدها تعرفت علي الممثلة المغربية طاطا ميلودا المقيمة في فرنسا ، و عملت لها بعض الرسومات التي عرضتها في الأوساط الفنية الأوروبية . بعدها تعرفت على ممثل المغربي العالمي و بطل الملاكمة السابق Jimmy Gourad Ramdan و الذي صممت له ملصقات خاصة به في كتاب رسوم متحركة عرضها في بلجيكا ، و من هنا بدأت أعمالي تلقى شهرة واسعة في المهرجانات الدولية مثل مهرجان كان السينمائي الدولي .

و بعد وصول أعمالي في هوليود ، و تسجيل اسمي في قاعدة بيانات الأفلام العالمية IMDB ، تواصل معي بطل العالم المغربي و مدرب النجوم Noureddine Mahla و قال لي، أنه سوف يأتي مع وفد من بلجيكا الى الجزائر لتكريمي ،و فعلا جاء إلي مدينة وهران الجزائرية و كرموني هناك، و بهذا المغرب أول دولة تكرمني ، بعدها تمت دعوتي إلى المغرب للحضور في المهرجان الدولي لسينما المرأة بالدار البيضاء و تم تكريمي هناك تحت انغام مجموعة السهام ،التي أطربت الجمهور بأدائها الفني الممتع . و بعدها تم تصنيفي كشخصية مؤثرة لعام 2020 من قبل مجلة مؤثرون الأمريكية الشهيرة. و اقدم الشكر للأشقاء المغاربة ، و نتمني لهم الإستقرار و السعادة و حفظ الله المغرب الشقيق الجميل مغرب الثقافات .



هل شاركت أعمالك مع فنانين مغاربة ؟
فرحت كثيرا إثر إختيار رسمتي التي شكلت فيها صور أطفال غزة الذين ارتقوا (شهداء ورود غزة ) من قبل مبعوث الأمم المتحدة لرعاية الطفولة نجم هوليوود Vincent Lyn في تقريره عن ضحايا الحرب علي غزة ،و الذي نشره في موقع Medium الأمريكي . ثمة نجاح آخر يتمثل في عرض أهم ملصقاتي الفنية الهوليودية في مهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف للأفلام الشرقية في دورته السادسة عشر من 21 إلى 27 يونيو 2021، و الذي يعد من أهم المهرجانات السينمائية في العالم في طبعته 16، و ستتضمن الملصقات أهم أعمالي مع نجوم المغاربة العالميين من أمثال محمد قيسي و رمضان غوراد ، و الفنانة كريمة النعيمة . و أعتبر هذا العرس السينمائي نموذجا للتآخي بين الفنانين المغاربة و الجزائريين في أعمال عالمية مشتركة ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن