الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقات العاملة الخلبية

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تتفق مع حقيقة وجود «وعي شقي» في بنيان ووظيفية الوعي السياسي والاجتماعي في دول الشمال الغني بخصوص قضايا «حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية» عندما يتعلق ذلك بأولئك البشر القابعين في الحدود الجغرافية لدول الجنوب؟

مصعب قاسم عزاوي: أتفق مع ذلك بشكل شبه مطلق، وأعتقد أن التوصيف الأدق لذلك الواقع بأنه «رياء فكري وعقائدي مع سبق الإصرار والترصد»، إذ أن جل الطبقات العاملة في المجتمعات المتقدمة، والتي تتشكل في معظمها من عمال بياقات بيضاء أو زرقاء، قيض لها الانتقال إلى رتبة «الطبقات الوسطى» واستبطان «وعيها الطبقي والفكري» لوجودها الاجتماعي المتواشج وجودياً مع مفاعيل «دولة الرفاه» القائمة في دول الشمال الصناعية المتقدمة بدرجات مختلفة، والتي عمادها الإنفاق على «مجتمعاتها» مما قيض لها نهبه تاريخياً وراهناً من «دول الجنوب المفقر» سواء كان ذلك ثروات طبيعية تشترى بأثمان بخسة، أو تستلب بشكل شبه مجاني عبر أقنية الفساد والإفساد في المجتمعات المنهوبة منها، أو عبر قوة عمل رخيصة لا حقوق إنسانية لها في ظل شروط وضوابط الرأسمالية الكونية العابرة للقارات، أو عبر ما يودعه «النواطير النهابون» القائمون بشؤون «المفوضين الساميين» لصيانة مصالح المستعمرين القدماء بعد رحيلهم «الشكلي» عن مستعمراتهم، في خزائن ومصارف وسندات نفس مجتمعات المستعمرين، في عملية سرمدية لإعادة تدوير للفتات التي يراكمها «النواطير النهابون» عبر فسادهم وإفسادهم في مجتمعاتهم المستأسدين عليها، وردها إلى «مرجعها الطبيعي» في جيوب السادة المستعمرين. وذلك النموذج القائم على «رشوة الطبقات الوسطى العاملة» في الدول المتقدمة، واضح وغير موارب ويدركه كل المنخرطين في كل التنظيمات النقابية والسياسية التي تمثل تلك الطبقات في هاتيك الدول. وهو ما يتضح في استعداد نفس تلك التنظيمات للدعوة للإضراب و «شل مفاصل الإنتاج في المجتمع» إن حاولت النظم السياسية في تلك الدول التراجع الجزئي عن مكتسبات دولة الرفاه، سواء على مستوى الدخل أو السن التقاعدي وما يستتبعه من منافع تقاعدية، دون أن يسجل التاريخ تظاهر أي منها عقب حريق قضى نحبه «المئات من العمال المسحوقين» في دولة فقيرة كانوا يعملون في معاملها الرثة لصناعة منتجات معدة للاستهلاك في تلك المجتمعات الغنية، ودون أن يتمتعوا بأي من حقوق حماية حقهم الإنساني الأساسي في «الحياة» والعمل بظروف آمنة لحيواتهم التي ليس لها قيمة في قاموس «حقوق الإنسان القائم بالفعل غربياً» الذي في منظاره النفقي «حقوق الإنسان حق احتكاري للأغنياء فقط».

*****

هوامش:
للاستماع للتسجيل الصوتي للحوار مع مصعب قاسم عزاوي، يمكن مراجعة الرابط التالي:
https://pod.co/academyhouse








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة