الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف

نجيب الخنيزي

2021 / 6 / 15
الادب والفن


توفي الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف في 14 يونيو 2021 عن عمر ناهز 87 عاما في مدينة لندن حيث يعيش ، وبرحيله فقد الشعر العربي أحد أهم رموزه الكبيرة على مدى أكثر من نصف قرن ، حبث أسهمت أعماله الأبداعية والتجديدية الدؤوبة في بلورة مسار المشهد الشعري العربي المعاصر ، حيث زاوج باقتدار وجمالية ما بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر .
يعتبر العديد من النقاد بأن الحركة الشعرية التجديدية ( شعراء الحداثة ) في العراق والعالم العربي تمثلت في الرواد بدرشاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي ، في حين يعد سعدي يوسف ضمن الحلقة التالية لجيل الشعراء الرواد ، والتي ضمت بلند الحيدري و يوسف الصائغ وعبد الرزاق عبد الواحد وفاضل العزاوي ومحمد الريكان ومظفر النواب وغيرهم
حافظ سعدي يوسف حتى لحظاته الأخيرة على التزامه الوطني والقومي والإنساني ، وعلى توجهاته التقدمية واليسارية والذي تجسد في ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي منذ الخمسنات ، وذلك إلى جانب بدر شاكر السياب ومعهما العشرات من الأدباء والشعراء والكتاب .
في جين تعتبر تجربة السياب قصيرة ومريرة مع اليسار العراقي وذلك لأسباب مختلفة ، غير ان سعدي يوسف التي ربطته بالسياب زمالة وصداقة قوية ظل ملتزما بقناعاته الفكرية والأيدلوجية والتي تعرض بسببها إلى السجن في العهد الملكي ، كما جرى اعتقاله مجددا مع المئات من الكتاب والأدباء والمثقفين في عام 1963 إثر الأنقلاب الأول لحزب البعث ، وأضطر بعد اطلاق سراحه في عام 1964 إلى مغادرة العراق والعيش في المنفى ، غير أنه عاد إلى العراق في عام 1979 لكنه لم يمكث طويلا وغادر مجددا العراق في أعقاب ملاحقة وتصفية قيادات وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي العراقي من قبل النظام العراقي السابق ، وعاش سعدي يوسف حياة المنفى والتشرد على مدى العقود الماضية حيث تنقل ما بين مدن عربية وأوربية .
على الصعيد السياسي دخل في مواجهات حادة مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي في اعقاب الغزو الأمريكي واحتلال العراق في عام 2003 ، وخصوصا فيما يتعلق بمعارضته مشاركة الحزب الشيوعي في العملية السياسية التي اعقبت االاحتلال ، ومع ان الحزب الشيوعي العراقي عارض الغزو والأحتلال الأمريكي للعراق ، غير أنه اعتبر ان عليه ان يتواجد في الساحة ، وان يتعامل ويتحرك سياسيا وشعبيا ضمن الواقع الموضوعي الجديد .
نشر سعدي يوسف أكثر من 40 مجموعة شعرية، من أهمها قصائد مرئية صدرت عام 1969، والأخضر بن يوسف وهمومه عام 1971 . و ديوانه " الشيوعي الأخير يذهب إلى الجنة " عام 2007 ، كما نشر عشرات الأعمال النثرية والنقدية والروائية إلى جانب الترجمات التي تزيد عن أربعين عملا تشمل شعر والت ويتمان، فيدريكو غارسيا-لوركا، يانيس ريتسوس، وقسطنطين كفافي، وغيرهم .
سعدي يوسف نال جوائز دولية عدة في الشعرمن بينها جائزة سلطان بن علي العويس التي سُحبت فيما بعد، جائزة كفافي من الجمعية اليونانية، جائزة أركانا من بيت الشعراء المغربي، وجائزة الأدب العربي في مونتريال. كما شغل عضوية مجالس إدارة العديد من المؤسسات الثقافية العربية والدولية،
وعمل سعدي يوسف أيضاً في مجال التدريس والصحافة كما شغل منصب عضو هيئة تحرير في صحف عربيّة وعالمية منها "الثقافة الجديدة" التي بصدرها الحزب الشيوعي العراقي .
كما أن كتبه تُرجِمت إلى الإنكليزية والإيطالية والألمانية، وكتبت عنه العديد من الدراسات والرسائل والأطروحات الجامعية.. العربي الحديث
بغض النظر عن بعض التباينات معه ، سيظل سعدي يوسف علامة فارقة في تأسيس وترسيخ الحداثة الشعرية والثقافية والفكرية ، والتمرد على تجليات النمطية التقليدية و القبح و القمع المادي والرمزي في العالم العربي ، كما ستظل تضحياته وانحيازاته للفكر التقدمي / الإنساني ودفاعه الذي لا يلين عن مصالح البسطاء والكاحين ماثلة في الذاكرة والوجدان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و