الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعات والكليات جزء وانعكاس للظاهرة العراقية

فلاح أمين الرهيمي

2021 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الجامعات نتاج وانعكاس للواقع العراقي الجديد بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 لأن الاحتلال جعل الاقتصاد والسياسة العراقية تحت سلطة الاحتلال من خلال ممثله (بول بريمر) وكان أخطر عمل قام به حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي التي أدخل من خلالها مصالح السياسة الأمريكية (الفوضى البناءة) بالرغم من ادعاء بريمر أن طلب حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي جاء بطلب من أحمد الجلبي بسبب خوفهم من بقاء الجيش على وضعه الذي هو من نتاج وصنيعة حزب البعث وصدام حسين ويخشى من قيامه بحركة انقلابية ضد نظام الحكم فكان مشروع حل الجيش وقوى الأمن الداخلي مدمر للشعب والاقتصاد العراقي حيث انفلتت الحدود العراقية مع دول الجوار وكأن المافيات وأصحاب المصالح الاقتصادية كأنها كانت تنتظر هذه العملية حيث أصبحت الحدود العراقية مفتوحة بدون رقيب لمن هب ودب فأدخلت للعراق مختلف أنواع السلع والبضائع والسيارات وغيرها فأغرقت الأسواق العراقية وأصبحت تنافس السلع والبضائع المنتجة محلياً مما أدى تأثيرها إلى غلق المصانع والمعامل والورشات العراقية لعدم استطاعة منتجاتها منافسة السلع التي غزت العراق وحولت الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي يعتمد على عائدات النفط التي بها تستورد السلع والبضائع والحاجيات الأخرى من دول الجوار والدول الأخرى وأصبح الشعب العراقي مستهلك وليس منتجاً عطال بطال بسبب تسريح آلاف العمال من المصانع والمؤسسات الصناعية وارتفع معدل مستوى البطالة إلى 30% كما أن الدولة اتبعت سياسة ليبرالية تقوم على السوق والعرض والطلب وتقوم على المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية أفرزت ظاهرة الفساد الإداري وتعطيل مشاريع الدولة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت البطالة والفقر والجوع والانتحار والعنف الأسري وغيرها وأصبحت المؤسسات التعليمية لا تربية ولا تعليم وبسبب الفقر والجوع أصبح رب العائلة يركض ليله ونهاره من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته فلجأ إلى سحب أطفاله وأبنائه من كراسي الدراسة ورميهم في سوق العمل عتالين أو بائعي أكياس النايلون وبسبب انشغال رب البيت في العمل ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش أصبح ليس لديه الوقت في مراقبة ومتابعة أفراد عائلته فساد الانفلات والتسيب في العائلة العراقية وانتشرت ظاهرة التسول والمخدرات والفساد الخلقي وبسبب التضخم الوظيفي في العراق حيث أصبح عدد الموظفين والمستخدمين في دوائر الدولة ستة ملايين منتسب وأكثرهم من (الفضائيين) من المحسوبين والمنسوبين بعد أن كان عدد موظفي الدولة قبل عام / 2003 ثمانمائة ألف منتسب كما توقفت الأعمال المختلفة في العراق وعدم حاجتها للخريجين من الجامعات فأصبحت الجامعات والكليات تخرج الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة وهاجر كثير منهم خارج العراق للعمل وتوفير لقمة العيش له ولعائلته وقد ابتلعت البحار العشرات منهم غرقاً والآن نشاهد ساحات العراق وشوارعه تملأها مظاهراتهم من أجل التعيين في مصانع ومؤسسات الدولة وكثير منهم أصبحوا عمال بناء أو أجراء في محلات بيع المخضرات وغيرها والبعض الآخر أصبحوا سائقي سيارات تكسي من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة جديدة من برنامج السودان الآن


.. أطباق شعبية جزائرية ترتبط بقصص الثورة ومقاومة الاستعمار الفر




.. الخارجية الإيرانية: أي هجوم إسرائيلي جديد سيواجه برد إيراني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي حانين وطير حرفا جنوبي لبنان




.. إسرائيل وإيران لم تنتهيا بعد. فماذا تحمل الجولة التالية؟