الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
على أعتاب أنعقاد المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
عطا عباس خضير
2021 / 6 / 16اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على أعتاب أنعقاد المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي
وجهات في النظر …
عطا عباس
ما بين " الأنصار " و " رفاق الداخل " ! …
مثل العام 1979 منعطفا هاما في حياة الشيوعيين العراقيين وحزبهم السياسي .
فقد أجبرت الحملة الظالمة والشرسة من قبل نظام صدام حسين الدكتاتوري ، أجبرت الآلاف من الشيوعيين العراقيين على ترك تنظيمات حزبهم . وأضطر أخرون ، قيادة وقواعد ، لمغادرة وطنهم .
وفي وضع كهذا لم يتبق الا عددا محدودا في هذه المحافظة أو تلك . وعلى هؤلاء تحديدا وقع عبأ ثقيل جدا . فقد كانت مهمتهم ثقيلة ومتشعبة وخطيرة الى حد كبير .
ففي البدء أحتاج الأمر للتعرف على من بقي أو ترك العمل مجبراً أو " هاجر " . ناهيك عن الدخول في تجربة جديدة من الكفاح ، لم يجر الأستعداد لها ، للحفاظ على الحزب وأعادة ما يمكن من قواه وأستنهاض طاقات الشيوعيين المتبقين واصدقائهم في مدن العراق وأريافه .
وأقول " تجربة جديدة " لسبب تمثل في كون المواجهة هذه المرة كانت مع سلطة عاتية ومدججة الى حد كبير بتجربة وأمكانات هائلة لم تتوفر لقرينتها في خمسينيات أو ستينيات القرن المنصرم . وكان هدفها واضحا جدا : سحق تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وأخراجه نهائيا من ساحة العمل النضالي داخل الوطن .
وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة وآلامها، نهض المتبقين من الشيوعيين العراقيين بواجبهم الكفاحي المشرف ، كجدار مواجهة أول ، وذادوا ببطولة متناهية عن الحزب وسمعته وتاريخه النضالي المجيد .
وبات هؤلاء يعرفون ب " رفاق الداخل " في أدبيات الحزب وصحافته وأعلامه طوال الفترة الممتدة من عام 1979 ولغاية سقوط النظام المقبور على يد الاحتلال الأمريكي في نيسان عام 2003 .
وفي المقابل ، عاد المئات والمئات من الشيوعيين العراقيين وقادتهم الى كردستان - العراق وشكلوا فصائلهم المسلحة الباسلة ، ومساهمين بقسطهم الوافر في النضال المجيد ضد الدكتاتورية وأزلامها ، وليثبتوا للمراهنين على أجتثاث الحزب ودوره ، بأنهم على وهم وخطل كبيرين .
لقد أثبتت " فصائل الأنصار الشيوعيين " أنها قوة لا يمكن قهرها والغائها من خارطة وتاريخ العمل السياسي في العراق .
لكن الملاحظ ، وطوال السنوات التي أعقبت سقوط الدكتاتورية ، نشط " الأنصار " في تكوين منظمتهم العتيدة " رابطة الأنصار الشيوعيين " التي خلت تماما من " رفاق الداخل " أو من يمثلهم ، إن في لقاءاتهم المعتادة في مقراتهم ، أو في مؤتمراتهم داخل العراق أو خارجه .
ويعني ذلك ضمناً أن " مفهوم النصير " ينطبق على من تتوفر فيه الشروط التالية :
* أن يكون نشاط الكفاحي ضد الدكتاتورية محصوراً في رقعة جغرافية يتوفر فيها الجبل تحديداً ، أي في أقليم كردستان - العراق . وكأن موجبات العمل المسلح ضد الدكتاتورية وازلامها تنتفي تماما في فضاء أخر ، كبغداد أو مناطق الفرات الأوسط وجنوب العراق . وذاك مجاف لعمل " رفاق الداخل " وتجربتهم الملموسة وخياراتهم المفتوحة على كل الأحتمالات الممكنة .
وبعد سقوط النظام المقبور بادر الكثير من " رفاق الداخل " ، وبمبادرات فردية احياناً ، بادروا لفتح مقرات للحزب ورفع علمه في أكثر من محافظة ، داعين الأصدقاء والرفاق الذين تقطعت بهم السبل بعد الهجمة الشرسة ضد الحزب للألتحاق والتواجد في تلك المقرات وتأكيد وجود الحزب فعليا . بل وأن الكثير منهم شارك في توزيع صحافة الحزب في قلب العاصمة ، واستقبال الكادر القيادي ومشاركته في أول مسيرة علنية هناك ، كان في مقدمتها سكرتير الحزب حينها ، الرفيق حميد مجيد موسى .
* وبالمقابل لم نجد اليوم من توصيف قانوني ل " رفاق الداخل " الا كأفراد في " مليشيات " بِعد أن أضطر الأمر العديد منهم ، وهو توصيف سئ لا يليق بهم وبتاريخهم المجيد .
وجاء ذاك على خلفية محاولتهم لأنصاف السلطات الحكومية لهم، قانونيا وماليا . مما أجبر من أرتضى الأمر ان " يحشر " نفسه هنا قسرا . وأختلط في الختام مع مجموعات متنوعة المشارب والاتجاهات . وبمفارقة غريبة كان في قوامها العشرات من المحسوبين على الحزب رغم كون بعيدين تماما عن أجواء العمل التنظيمي أبان الفترة التي اعقبت الهجمة الشرسة عام 1979 . لكنهم أذاقوا " العسل المر " للمليشيات بفضل صلاتهم أو قربهم من نافذين ومسؤولين في " محليات " المحافظات للحزب ؛ والأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى .
* ويمكن ، بل ومن المحتم ، أن تضم " رابطة الأنصار " في جنباتها كل الرفاق الذين دخلوا معتركاً سياساً أخر غاية في الصعوبة ، أعني بهم " السجناء السياسيين " الأحياء من رفاقنا ، ومن الذين أجترحوا آيات من البطولة والصمود في زنازين الدكتاتورية المقيتة ، وذادوا بحياتهم في سبيل الحزب وقيمه الأنسانية السامية .
ختاما أقول ، أن " الأنصار " و " رفاق الداخل " وجهان كفاحيان متكاملان في واحدة من أشد الصفحات تعقيدا في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي . ووقع عليهما معا الذود عنه وعن التاريخ المشرف له .
وأظن أن أعتبار " رفاق الداخل " جزءا أساسياً من فصائل الأنصار هو قرار صائب ؛ إن أردنا أستخلاص العبر والدروس المشتركة من تجربة كليهما ولفترة قاربت على العقدين والنصف من السنين ، أبتداءا من العام 1979 وحتى لحظة تهاوي الدكتاتورية في نيسان 2003 .
موقع
شارع المتنبي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم