الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كانت تجربة الأتحادالسوفيتي في بناءالأشتراكيه يحتذى بها

عبد الفتاح علي رضا

2021 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اضمحلال نظام المشاعية البدائية حل محله تشكيلات أقتصادية قائمة على الراع الطبقي .طبقة تمتلك وسائل الأنتاج والأنتاج وتوزيعه وطبقة محرومة من كل شئ .ومنذ ذلك الحين ولحد الأن والبشرية تحلم بأقامة نظام أقتصادي يزول فيه أستغلال الأنسان لللأنسان .وقد حدثت انتفاضات شعبية في منطاق مختلفة من العالم كان هدفها تحقيق ذلك الهدف السامي .وهناك الكثير من المفكرين ساهموا بشكل فعال بوضع أسس فكريه على اساسها انشاء مجتمع خال من ألأستغلال .ومن بين هؤلاء المفكرين الذين ساهموا بشكل كبير في رسم معالم النظام ألأقتصادي الخال من الأستغلال هو كارل ماركس .لقد بذل ماركس جهدا فكريا جبارا في تحليل البنية الأقتصادي للنظام الراسمالي .وقد كشف ماركس في جهده هذا جوهر الأستغلال في النظام الرأسمالي وقدم تصورا دقيقا عن شكل النظام الأقتصادي الذي يجب ان يحل محل النظام الراسمالي وهو النظام الأشتراكي .لقد توصل ماركس الى فرضية مفادها ان الطبقه العامله في الدول الرأسمالية المتطورة يمكنها بعد ان تستلم السلطة من أقامة النظام ألأشتراكي .لقد التقط لينين فرضية ماركس هذه ولكنه حور فيها بشكل جوهري عندما قال ان بأمكان الطبقة العاملة أن تقيم الأشتراكيه في أضعف حلقات النظام الراسمالي من ناحية التطور الصناعي .
لقد حاول لينين تطبيق فرضيته هذه على الواقع الروسي بعد ثورة اكتوبر ولكنه اصطدم بمعوقات اقتصادية كثيره جعلته يعيد النظر بمقولته بأمكانية تحقيق الأشتراكيه في اضعف حلقات النظام الراسمالي وبدء برسم سياسة اقتصادية جديدة تتناسب مع الواقع الأقتصادي الروسي أنذاك .اعتقد لو طال به العمر قليلا لأنتهج نفس سياسة الحزب الشيوعي الصيني الحالية .
بعد وفاة لينين استلم الحكم ستالين الذي لم يكن بمستوى لينين على الصعيد الفكري والنظري سواء من الناحية السياسية والأقتصادية والفلسفية .ان ستالين لم يكن يمتلك الجرئة الفكريه التي كان يتميز بها لينين .
ستالين اتبع سياسة سيطرة الدولة على جميع وسائل ألأنتاج وعلى جميع المرافق ألأقتصادية سواء في الصناعة او الزراعية ولم يكن هناك مجال للقطاع الخاص للعمل في الحياةالأقتصادية .لقد اعتقد ستالين ومعه قادة الحزب الشيوعي السوفيتي ان ما يقوم هم السبيل الأمثل لتحقيق الأشتراكية .يمكن القول ان هذه السياسة الأقتصاديه التي اتبعها ستالين والحزب هي نظام رأسمالية الدولة .لقد استمر هذا النظام حتى سقوط وانهيار الأتحادالسوفيتي .
ان ما كان يحدث في الأتحادالسوفيتي على جميع الصعد لم يكن يمثل عامل جذب يحتذى به من قبل شعوب اوربا الغربية وامريكا ويعود ذلك لسببين :
1ـ السبب السياسي
ان النظام السياسي الذي كان قائما في الأتحاد السوفيتي كان نظاما شموليا قائما على حكم الحزب الواحد ،وهذا يعني الانعدام الكلي لأي شكل من اشكال الديمقراطية وقمع الحريات ولأي راي يخالف سياسة الحزب الحاكم .وهذا يؤثر بطبيعة الحال بشكل سلبي على حركة الأبداع في جميع مجالات الحياةالأجتماعية .وقد كان ذلك سببا في تفشي الفساد وظاهرة المحسوبية والمنسوبية .ان الحزب الشيوعي السوفيتي كان يعاني من جمود فكري فظيع وقادته كانوا يعيشون في ابراج عاجيه ومنفصلين تماما عن معاناة الشعب .لقد بلغ قصورهم الفكري لدرجة انهم اعلنوا ان الأتحاد السوفيتي قد تخطى الأشتراكية وبات على اعتاب المرحلة الشيوعية !!
أما طبيعة النظام السياسي في الدول الرأسمالية فكانت تعتمد النظام العلماني والديمقراطية البرجوازيه التي تسمح بتشكل احزاب واجراء انتخابات عامه تسمح بهذا الشكل او ذاك بأختيار الشعب لممثليه في البرلمان
2 -السبب الأقتصادي
كما اسلفنا ان النظام الأقتصادي الذي قائما في الأتحاد السوفيتي هو نظام رأسمالية الدولة .من سلبيات هذا النظام هو انه يحد من تطور وسائل الأنتاج ولا يخلق اي دافع للتنافس من اجل انتاج بضائع جيده ومتنوعة تلبي حاجات الناس .
اما النظام الراسمالي فأنه يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج والدولة لها هامش غير فعال في المجال الأقتصادي ومهمتها الرئيسية هي حماية النظام الراسمالي من الأنهيار،وهذا مالمسناه في الأزمه الخطيرة التي اجتاحات النظام الرأسمالي العالمي في السنين الأخيرة حيث تدخلت الدولة في منع انهيار وافلاس بعض البنوك والشركات الكبيرة .ان طبيعة النظام الراسمالي انه يعمل على تطوير وسائل الأنتاج من جانب وعلى الحد من تطورها من جانب أخر .ان اية شركة لا ترغب ان تنفق من راسمالها على تطوير وسائل الأنتاج ولكنها من أجل منافسة الشركات الأخرى تضطر الى تطوير وسائل انتاجها .ان كلامنا هذا لايعني اطلاقا ان النظام الراسمالي نظاما مثاليا يخلو من الأزمات .ان الأزمات الأقتصادية ملازمة لهذا النظام وهذا ما يطلق عليه بالأزمات الدورية العامه للنظام الرأسمالي والتي تترك اثرها السلبي على حياة الطبقات الفقيرة للنظام الراسمالي والتي تؤثر ببشكل سلبي كبير على حياة الطبقات الفقيرة .رغم كل السلبيات الموجودة في النظام الراسمالي فأن ذلك لم يجعل الشعوب التي تعيش في ظله ان تحتذي بتجربة ما يسمى بالنظام الأشتراكي سواء في الأتحاد السوفيتي او دول اوربا الشرقية .
ان تجربة الأتحاد السوفيتي في بناء الأشتراكية الفاشله أضرت كثيرا بقضية الأشتراكيه .لقد تولد شعور عارم لدى الكثير من الشعوب من أن ماكان في الأتحاد السوفيتي هو الأشتركية الحقيقة وهذا ما جعلهم يعزفون عن السعي الى تحقيق الأشتراكية .
ان على الأحزاب الشيوعيه بذل جهودا فكرية جبارة لأعادة الألق لحلم البشريه بأقامة نظام أقتصادي خال من استغلال الأنسان للأنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يكن لروسيا علاقه بالراءسماليه ولا لنين وستالين
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 6 / 17 - 19:03 )
بماركس وافكاره عن علاقات الانتاج الراءسماليه وكان تنبؤه فاشلا في حدوث تصادم بين تطور القوى المنتجه والتملك الخاص لوسائل الانتاج فلقد تطور الانتاج بطريقة التنظيم بالملكية الخاصه وتم انجار -تى الان 4ثورات صناعيه مذهله حولت مجتمعات الملكية الخاصة الى مجتمعات مرفهة ونظامها دمقراطي وتحمل بشرف راية حقوق الانسان واصبحت العائله العمالية في غرب اوربا واميركا وكندا واليابان وبقية الدول المرفهة تملك مسكنا وسيارات واثاث مما لم يكن يملكه الامير في العهد السابق للتصنيع وصار العمال والزراعيين يسافرون بالملايين للسياحة البعيده والقريبه اما روسيا فكانت متخلفه همجيه وبقيت بعد البلد الافقر وينتمي في مجال الثقافة والتنظيم السياسي وحريات الناس ينتمي الى اكثر المجتمعات استبدادا وحرمانا وبعد سقوط دولة الكذب والتدجيل المسماة ديماغوجيا بالسوفيتيه حلت مكانها دولة البلطجه والسقوط الحضاري دولة دولة رجل العصابات بوتين-استاذ عبد الفتاح لايوجد نظام كامل في اي بلدباسم الراسماليه والراسماليه نوع من تنظيم علاقات العمل والانتاج وذالك جزء من حياة المجتمع وما يسمى بارباح الراءسمال موجود في البنوك وتوظف لتوسيع الانتاج و


2 - قوى الانتاج وعلاقات الانتاج : فكرة ماركس الاساسية
منير كريم ( 2021 / 6 / 18 - 12:00 )
تحية للاستاذ الكاتب
فعلا يادكتور صادق فقد اصبت كبد الحقيقة في تعليقك اعلاه
التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج في راي ماركس يؤدي الى تغيير نمط الانتاج
وحسب ماركس والماركسيين ان الراسمالية تصبح معيقة لتطور قوى الانتاج فتكون عند ذاك رجعية وتسقط لتاتي البروليتاريا وتقيم نظامها الاشتراكي
لكن لم يحدث هذا فقد تطورت قوى الانتاج في ظل الراسمالية اكثر مما متوقع وحدثت الثورة العلمية التكنلوجية وثورة الاتصالات في الراسمالية
على الطرف الاخر كانت البلدان الشيوعية تعاني من اعاقة تطور قوى الانتاج اذ لم تتطور اقتصادات الدول الشيوعية , ودولة ككوريا الجنوبية الخارجة من العالم الثالث سبقت دولا شيوعية في شرق اوربا وروسيا
ان الاوان لان نطوي هذه الصفحة المؤلمة ونتجه نحو افكارا علمية مجربة
شكرا جزيل لكما

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة