الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلوب تعامل البعض من الممرضات والممرضين مع المرضى في مدينة الطب امام انظار المسؤولين في وزارة الصحة

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2021 / 6 / 17
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


المرضى، أناس لاحول ولا قوة لهم الا بالله، ابتلوا بالمرض حتى أُنْهِكت أجسادهم، ومن يقف عند ثلاجة الموتى، يلاحظ تتابع الجثث في الدخول والخروج منها، إذ تخرج تلك الجثث داخل التوابيت، وهي تعود لمرضى راقدين في أحد مستشفيات مدينة الطب، كما يغادر المرضى المتشافون بعد تشافيهم، يحملون معهم ذكريات مؤلمة عن المرض والعلاج.
يلجا المرضى الى المستشفيات الحكومية للعلاج من جائحة كورونا، حيث لا مكان اخر للعلاج، خاصة بعد ان اخذت جائحة كورونا تقتل الناس وتدمر أجساد بعضهم بمضاعفات قاتلة ومدمرة، وحاجة المصابين للأوكسجين والعلاجات المستوردة. وهذه لا يمكن توفرها في دور سكن المرضى او المستشفيات الاهلية خاصة والشرائح تحت خط الفقر. وهذه ليست مشكلتنا في العراق ولكنها مشكلة العالم باسره.
لكن بعض الطواقم الطبية خاصة بعض الممرضات او بعض الممرضين. لم يتلقوا التدريب الكافي في التعامل الرحيم مع المرضى او المرافقين من قبل الجهات المختصة في وزارة الصحة. فتجدهم يعاملون المرضى ومرافقيهم بتعالي وزجر ونهر، ويقفون ندا لهم وكأنهم خصوما وليسوا مؤتمنين على ارواحهم وسلامتهم، خلافا لما يفعله الكثير من الأطباء من حسن تعامل مع المرضى او المرافقين. ان المريض يعاني والمرافق يعاني ويتألم، وهو يشاهد والده او والدته او ابنه يصارع الموت امامه، دون ان يستطيع تقديم شيء لإنقاذه، عاقدا امله على الطبيب او من يعطيه الدواء من الممرضين او الممرضات، ولا بد على الأقل من كلمة تطيب خاطره او تطمئنه.
لا اعلم لماذا لا يتعامل انسان ما بالكلمة الطيبة، الا يريد ان يتصدّق؟ "فالكلمة الطيبة صدقة " وواجب الطاقم الطبي ان يكلم المرضى ومرافقيهم بأسلوب مهذب رحيم يدخل في نفسهم العافية والراحة والطمأنينة، فالتعامل الحسن يعني نصف العلاج، إذ ان رفع معنويات المرضى يرفع من أداء جهاز المناعة لديهم.
الكلام الطيب لا يزيد الا من احترام شخصية المتكلم، ويزيد محبته في قلوب الاخرين، وذلك واجبا عليه وليس فضلا منه. ان الله يخاطب نبيه محمدا (ص) في سورة القلم "وَإِنَّكَ لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (4) وفي سورة آل عمران الآية (153) "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ....". ويقول الشاعر احمد شوقي:
وانما الأممُ الاخلاقُ ما بَقِيَتْ فإنْ هُمُ ذَهَبَتْ اخلاقُهُم ذَهَبُوا
يقول الله تعالى في سورة المائدة (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالّبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (32(. فإحياء النفس البشرية كأنما احياء للناس جميعا، فكم ياترى تكون رسالة الصحة والمعالجة وإنقاذ حياة الناس سامية؟ عندما ينزلها الله سبحانه وتعالى هذه المنزلة في كتابه الكريم.
وارى من الواجب على وزارة الصحة ان تدخل درسا على الطواقم الطبية (الممرضين والممرضات) تحت عنون "التعامل الخلاق مع المرضى والمرافقين" كي تُفهّم تلك الطواقم كيفية التعامل الصحيح المطلوب مع المرضى ومرافقيهم. وتفرض عليهم الرقابة الصارمة لمنع الاساءات او التقصير في العمل، رغم أنى اعتقد ان ذلك من أولى ما يدرسونه لهم.
وبالتأكيد فإن لكل قاعدة شواذ لذلك نجد بعض الطواقم الطبية مثالا في الخلق والعطاء والتعامل المثالي مع المرضى ومرافقيهم لكن ذلك ضمن عامل "الندرة".
إن من يقوموا بمعالجة المرضى يتلقون اجرا ماديا مقابل خدماتهم، ولا فضل لهم على أحد فذلك واجبهم، وهذا الواجب مقدّس، يصل لحد الاستشهاد. يستشهد رجال القوات الأمنية دفاعا عن الوطن، ويستشهد البعض من الأطباء اثناء معالجة المرضى في الامراض المعدية "مثل كورونا ". لكن تجد البعض من الطواقم الطبية يسئ للمرضى وللمرافقين والى سمعة الجهاز الصحي، وإذا لم يعجبه الوضع "يهدد بعدم إعطاء الدواء للمريض" ويترك الردهة ويخرج دون إعطاء الدواء للمريض المصاحب للمرافق، لأنه انزعج من اعتراض المرافق على أسلوبه في التعامل" وهذا يعتبر شروع بجريمة قتل مع سبق الإصرار، عن طريق الامتناع عن اعطاء الدواء للمريض.
ان الكثير من السلوكيات المتعالية او الا أباليه او غير الموضحة، تترك انطباعا سيئا لدى المرضى ومرافقيهم تجاه الكادر الطبي، ربما تؤدي لنتائج سلبية، تقود الى نزاع وشجار بينهم وبينه الكادر الطبي، وربما يؤدي الى جرائم قتل او إيذاء وفي ذلك خسارة كبيرة للمواطن العراقي. وبتاريخ 1حزيران 2021 قتل أحد الأطباء في مستشفى الكندي جراء طعنه بسكين من قبل أحد مرافقي المرضى.
نحن في العراق بحاجة الى بناء الانسان الذي يحترم الاخر، والانسان الذي يعمل من اجل ان يحلل لقمة عيشه من وظيفته، بإن لا يدخل عليها السحت الحرام أيٌ كان مصدره. وبحاجة لان نعلّم الانسان الصَدَقة بأبسط صورها من خلال الكلمة الطيبة.
وارجو ان يصل هذا الموضوع للمسؤولين في وزارة الصحة وان يعملوا على التوجيه بالتعامل الخلاق مع المرضى ومرافقيهم والالتزام بقواعد السلوك الوظيفي، لما فيه التعافي واللقمة الحلال وخدمة أبناء الوطن بالشكل الأمثل. وربما هذا الحال لا يقتصر على الطواقم الدنيا في وزارة الصحة وانما على البعض من الموظفين في الدولة او من رجال الامن ممن يتعاملون بهذا الأسلوب مع المواطنين او المراجعين، ضمن سياقات بعيدة عن قواعد السلوك وضوابط العمل للعاملين في جهاز الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع