الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الشعوب الديمقراطي حمل الحكومة المسؤولية / تواصل الجرائم ضد اليسار في تركيا

رشيد غويلب

2021 / 6 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حمل حزب الشعوب الديمقراطي الحكومة التركية مسؤولية اغتيال عضو الحزب، والعاملة في مقره الرئيسي في مدينة أزمير، دنيز بويراز. وقال رئيس الحزب مدحت سنجار في مؤتمر صحفي عقده بعد تنفيذ الجريمة أمام المقر، إن الجاني دخل البناية علانية، في الساعة العاشرة والنصف من صباح الخميس الفائت، وبيده رشاش أتوماتيكي. وقام بأخذ ضحيته رهينة، ثم أطلق النار عليها، وأحرق المبنى. وشدد سنجار على أن الحزب سيحاسب الجاني قضائيا، وسيتبع الحزب كل الوسائل الديمقراطية لأفشال سياسات الاستفزاز العدوانية.

التخطيط لمجزرة
وبعد جريمة القتل، احتج الآلاف أمام مقر الحزب، الذي طوقته الشرطة. أوضحت والدة الضحية فهيمة بويراز: “رحلت دينيز، لكن دينيز ستعود ألف مرة”. كانت الأسرة الكردية قد فرت إلى إزمير من قريتهم في منطقة ماردين في التسعينات بسبب تهديدات الجيش التركي. وسمت ابنتها على اسم الزعيم الطلابي الاشتراكي دنيز جزميس الذي تم إعدامه عام 1972.
رافقت الشرطة بأدب القاتل أونور جينسر، بعد القاء القبض عليه في مكان الجريمة، ووفقًا لتسجيلات مصورة خاطبته الشرطة، أثناء اقتياده خارج المبنى ـ”كأخ عزيز”. وأشار متابعون أن صفحة الجاني في الفيس بووك تثبت أنه من أنصار منظمة الذئاب الرمادية الفاشية. ويمكن رؤية صورة جينسر أمام العلم التركي، رافعا يده بتحية المنظمة الفاشية، وكذلك تظهر صورة أخرى للشاب البالغ من العمر 27 عامًا، حملا سلاحه، في أحد خنادق القتال بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا.
ادعى الجاني أنه عمل طبيبا في شمال سوريا، لكن النائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي هدى كايا، كشفت الجمعة، أن الفاشي تلقى تدريبات عسكرية من وكالة “السادات” التي أسسها اوردوغان في عام 2012 في المناطق التي تحتلها تركيا، وهي نسخة تركية إسلامية من “بلاك ووتر” كلفها أردوغان بتشكيل مليشيات في تركيا وقوات مرتزقة لاستخدامها في سوريا وليبيا والقوقاز. وفي اليوم السابق لهجومه على مقر حزب الشعوب الديمقراطي، وصف الجاني، في شبكات التواصل الاجتماعي، حزب الشعوب الديمقراطي بـ “حاضنة الأرمن”.
وعند القاء القبض عليه، قال الجاني إنه كان يريد قتل المزيد من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، انطلاقا من الإعلان عن اجتماع لقيادة الحزب في المدينة، بمشاركة قرابة 40 كادرا حزبيا، ولكن تأجيل الاجتماع أنقذ الآخرين. ولذلك قال سنجار،” كان يجب أن تكون هناك مذبحة”. مشيرا إلى الاضرار التي أصابت المبنى، ونوع الرشاش الذي كان يحمله الجاني.
وفور الإعلان عن الجريمة شهدت العديد من المدن التركية تظاهرات وتجمعات احتجاجية، وشهدت العديد من مدن العالم تجمعات تضامنية تندد بالجريمة وتطالب بمحاسبة القتلة والقوى السوداء التي تقف وراءهم.
تواطؤ مكشوف
وقال سنجار إن مقر حزب الشعوب الديمقراطي محاصر، منذ قرابة 18 شهرًا من قبل الشرطة. لكن مئات من منتسبي الشرطة تجاهلوا مرور القاتل وسلاحه في يده. وحذر من أنه نتيجة لما كشفه رجل وكالة العصابات سيدات بكر عن العلاقة بين الدولة والمافيا، فإن الحكومة تجد نفسها “في دوامة قذرة، وتحاول تشتيت انتباه الناس من خلال خلق حالة من فوضى متعمدة”. لقد حذر رجل المافيا الهارب إلى الامارات العربية، بعد خلافه مع حاميه وزير الداخلية سليمان صويلو، وعبر قناته على اليوتوب من هجمات ستشنها “الدولة العميقة” ضد الأكراد والعلويين في المستقبل القريب.
ومن المتوقع ان تقرر المحكمة الدستورية في تركيا، الأسبوع المقبل، بدء الإجراءات التي طالب بها الادعاء العام لحظر نشاط حزب الشعوب الديمقراطي. ويتهم مكتب المدعي العام الحزب اليساري، الذي يشكل الكرد قوته الأساسية، ويملك ثالث أكبر كتلة برلمانية في البرلمان التركي، بتهمة ممارسة الإرهاب، والعمل كذراع سياسي لحزب العمال الكردستاني المحظور.

استهداف المشروع اليساري
إلى جانب حربه العنصرية المكشوفة ضد الشعب الكردي، يشن نظام الاستبداد الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان، والمستند إلى تحالف حزب العدالة والتنمية الإسلامي مع حزب فاشي قومي، هجوما مفتوحا ضد حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يمثل ثاني أحزاب المعارضة البرلمانية، ويقوم على فكرة تحالف التيارات التقدمية الكردية، وقوى اليسار التركي، في مشروع يساري حقق نجاحات، ويعتبره اردوغان وانصاره خطرا جديا على سلطتهم التي تمثل تطرف الدين السياسي المتحالف مع عنصرية قومية مكشوفة.
وقد أدت حملات القمع والتنكيل إلى ابعاد معظم رؤساء البلديات المنتخبين ديمقراطيا، وزج الكثير منهم في السجن، وابدالهم بإدارات معينة. إلى جانب اعتقال العديد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي بتهم الإرهاب الملفقة، والحكم على رئيس الحزب المشارك صلاح الدين ديميرتاش، وحجزه، منذ تشرين الثاني 2016، في أحد سجون أدرنة شديدة الحراسة. وتتجاهل الحكومة التركية قرار المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان بأطلاق سراح ديميرتاش فورا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل