الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تجعلوا الضحايا سبب الكارثة

بشير الحامدي

2021 / 6 / 21
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الكارثة سببها البنية الصحية الخربة المتروكة منذ عشريات.
الكارثة سببها السياسات الحالية والتي تعاقبت على هذه الرقعة.
وجهوا غضبكم أين يجب أن يوجه.
أتركوا المواطن فهو يعي أن ليس له من حلول غير المواجهة بجسده.
منذ الأزل والمقصيون المبعدون "الشعب الكريم" يواجه الكوارث كل أنواع الكوارث بالأجساد.
أنظروا الاحصائيات لتعرفوا أين تنتشر الأمراض المعدية والسرطانات والعجز الكلوي وأمراض الرئتين المزمنة والأمراض الجلدية، أين ينتر الفقر وتنتشر البطالة ويصول ويجول المهربون والفاسدون والمتمعشون.
انتبهوا لكيف تحصل الأغلبية في أريافنا على القوت. انتبهوا للثقافة السائدة هناك. انتبهوا للثقافة الصحية لمواطنينا هناك!!! هل ترى هي مسؤوليتهم أن يكونوا بذلك الوعي الصحي أم هي مسؤولية الدولة والحكام وسياستهم.
هل وفر هؤلاء الحكام الحد الأدنى لإنقاذ من ستصيبهم "كورونا" .
مرّ اليوم أكثر من 12 شهرا ولا جديد الحالة هي نفسها فقط عدد الضحايا يتضاعف.
ما هي مسؤولية المواطن التي يمكن أن نحملها له؟؟؟
لَمْ يحترم بروتوكولات الوقاية؟؟؟ ليكن ذلك ولكن هل يعفي ذلك الحكام من مسؤولية توفير كل ما يمكن للإنقاذ في حالة انتشار الوباء ؟؟؟ ثم ومتى كانت الوقاية قادرة على منع انتشار المرض خصوصا بعد أن رأينا في بلدان أخرى لا يمكن مقارنتها من حيث درجة توقي مواطنيها من الوباء بمواطنينا ولكن الفيروس انتشر فيها ولم ينقذ مواطنيها من فتكه إلا ما وفره الحكام هناك من وسائل علاج وانقاذ.
حكامنا الفاسدون لا يتحدثون عن مسؤولياتهم إنهم يتحدثون عن مسؤولياتنا نحن الضحايا.
المسألة عندهم ليست مسألة واجب تفرضه عليهم مسؤولياتهم تجاه المواطنين بل هو تقصير منا في حماية أنفسنا وفي الانضباط لأوامرهم. هذا ما يحاول أصحاب النفوذ والمال وحراس إمبراطورية العولمة الرأسمالية اليوم إقناعنا به في مواجهة وباء فيروس كورونا ولكن الحقيقة في جانب آخر تماما ولا أحد منهم يمكنه الاقتراب منها أو الحديث فيها وهي أن الكارثة التي تدمرنا اليوم هي من صنعهم هم وتدبيرهم هم وجراء تهرئ كل أنظمتهم.
منظمة الصحة العالمية بورصات نيويورك وطوكيو وباريس وشركات تصنيع الأدوية وخبرائها وشركات تصنيع الأسلحة ومخابر البحوث الزراعية ومخابر الأدوية وكل الأنشطة المتصلة بغذاء وصحة المليارات من البشر هي المسؤولة عن هذه الكارثة. هذا ما يصمتون عنه ويغمضون عيونهم دونه.
ستقتل كورونا الملاين ولكن لن تقتل أنظمة الموت التي سيواصلون ترميمها ...
ستقتل كورونا الملايين ولكنها لن تفرغ أرصدتهم التي ستعود لتمتلئ ما أن يزرعوا في السوق دواء مضادا لها.
ستقتل كورونا الملايين ولكن مهمة إرساء نظام "الصحة للجميع" سيبقى كلاما تردده منظمة الصحة العالمية ويردده أباطرة رأس المال في كل مكان شحنات يستهلكها المقهورون الحالمون بعالم يعيشون فيه إنسانيتهم.
ستقتل كورونا الملايين ولكن سيبقى فائض القيمة وتبقى أنظمة التأجير العبودية وتبقى استراتيجيات الهيمنة والقمع والقهر ستبقى الحرب ستبقى البورصات وستبقى شركات تصنيع الدمار الشامل بكامل عدّتها.
ستقتل كورونا الملايين ولكنهم سيستمرون سادة هذا العالم الذين بيدهم مصير هذا الكوكب.
ستقتل كورونا الملايين ولكن سيستمر نظام الهمجيات في السيطرة.
الكارثة اليوم لم تعد مسألة متوقعة... لا ... إنها صارت حقيقة نشهدها ونعيشها وتسحقنا وتسحق وجودنا. لم يعد الأمر متعلقا بمسألة فيها أخذ ورد ونقاش لقد صارت الكارثة أمرا واقعا ولابد لها من حلول... حلول لن تأتي بالضرورة من امبراطورية رأس المال بل من ضحاياها: الأربعة أخماس أو أكثر من البشر الذين على وجه الأرض ولصالحهم. المسألة اليوم صارت في المقاومة من أجل الصحة للجميع من أجل الحق في حماية النظام الأيكولوجي من الدمار الذي يتقدم نحوه من أجل رفاه مختلف عن رفاه أنظمة السوق وأنظمة الربح والمضاربة.

21 جوان 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة