الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ( 2 )
آدم الحسن
2021 / 6 / 23مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف الرئيسان ترامب و بايدن في الأهداف التي يسعيان لتحقيقها , فكِلاهما يبحثان و يعملان من أجل تحقيق المصالح الأمريكية .
الفَرقْ الرئيسي بين ترامب و بايدن هو أن ترامب يجد أن الأفضل لأمريكا في هذه المرحلة و المراحل القادمة هو التركيز على المصالح المباشرة لأمريكا , لا فرق لدى ترامب بين سلعة تصنعها الصين أو تصنعها دولة حليفة لأمريكا اذا كانت كِلا السلعتين تنافسان السلع الأمريكية , و يرى إن فرص العَملْ للأمريكان قد تتراجع بشكل كارثي بسبب اتفاقيات تجارية غير منصفة وقعتها أمريكا مع حلفائها في مراحل سابقة .
ترامب يرى أن معظم الاتفاقيات التجارية بين امريكا و حلفائها تصب في مصلحة حلفاء أمريكا على حساب المصالح الأمريكية حيث إن تلك الاتفاقيات قد تم توقيعها في ظروف خاصة , ظروف لم يعد لها حاليا اي وجود , و إن تلك العقود كانت عبارة عن تضحية ضرورية من امريكا لصالح حلفائها من اجل إنعاشهم اقتصاديا للانتصار في الحرب الباردة باعتبار أن ذلك كان هو الهدف الاستراتيجي الأول لأمريكا .
ترامب يعتقد ايضا بأن من غير المنطقي استمرار أمريكا في حماية حلفائها دون أن يتحمل الحلفاء الأعباء المالية اللازمة لتوفير هذه الحماية , لذلك توترت , بعض الشيء , علاقة إدارته بدول حلف الناتو .
لا شك أن سبب تَشِكُلْ هذا التوجه الترامبي في رسم سياسة امريكا الخارجية هو انتهاء حاجة حلفاء أمريكا للمساعدة الأمريكية , فقد حصل الحلفاء الأوربيين بعد الحرب العالمية الثانية على مساعدة و دعم كبيرين و خصوصا في المجال الاقتصادي كي تنهض دولهم و تخرج من الدمار و الخراب الذي خلفته الحرب العالمية الثانية و لتتمكن من مواجهة المد الشيوعي , و قد فعلت امريكا ذلك ايضا مع اليابان و دول في جنوب شرق اسيا و جعلتهم نمورا اسيوية قوية اقتصاديا .
بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتي و انهيار حلف وارشو لم يعد هنالك حاجة أو مبرر لبقاء نلك الاتفاقيات التي تميل لصالح حلفاء أمريكا على حساب مصالح أمريكا .
الرئيس بايدن و إدارته يعتقدون أن تراجع السياسة ألأمريكية الى الداخل الأمريكي و تحجيم علاقة أمريكا بحلفائها لا يجلب لأمريكا اية منفعة بل بالعكس سيزيد من عزلة امريكا و سيفقدها مكانتها على الصعيد الدولي و سيتيح للحلف الغير معلن بين روسيا و الصين فرصة أكبر كي يبسط نفوذه في رقعة جغرافية تمتد مع امتداد مشروع خارطة طريق الحرير الجديد الذي تقوده الصين .
لكن عودة امريكا لسياستها السابقة في دعم حلفائها و إيجاد حلفاء أو تابعين جدد لها سيجبرها على التخلي عن الكثير من مصالحها الاقتصادية لصالح الحلفاء و التابعين السائرين خلف الإرادة الأمريكية ... ففي السياسة كل شيء له ثمن .
أما بالنسبة لهيمنة امريكا في مجال السياسة الدولية فستتراجع هذه الهيمنة مع كل خطوة تخطوها امريكا في مسار الرضوخ لمتطلبات الحلفاء , اذ على امريكا إعادة رسم دورها السياسي في القضايا الدولية الرئيسية بطريقة تتناغم و متطلبات حلفائها أذ لم يعد بإمكان امريكا اهمال مواقف حلفائها في الكثير من القضايا الدولية , أي ليس بإمكان امريكا الانفراد لوحدها في اتخاذ قرارات مهمة على الصعيد الدولي دون اشراك شركائها و التنسيق معهم لغرض صنع هذه القرارات , هذ يعني تراجع الهيمنة الأمريكية شيئا فشيئا لصالح حلفائها .
معارضو سياسة بايدن يعتبرون ان هذه السياسة ستجعل القرار الأمريكي مقيدا بدرجة ما من قبل حلفاء أمريكا في حين أنهم يريدون أن يتم صنع القرار الأمريكي في المطبخ الأمريكي لرسم السياسات الاستراتيجية .
أما حلفاء امريكا فيريدون جعل القرار الأمريكي متوافقا مع الرأي المشترك مع الحلفاء , و أن لا تمتاز قرارات امريكا بالانعزالية و أن لا تراعي امريكا مصلحة امريكا أولا و إنما مصلحة امريكا بما يتوافق و مصلحة الحلفاء , على سبيل المثال :
يتطلب ترميم علاقة امريكا بدول حلف الناتو عدم اعتماد امريكا سياسة الإملاءات تجاه حلفائها و هذا التغيير ليس تغييرا جزئيا و انما تغييرا شاملا و جوهريا .
(( يتبع ))
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة