الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدريب على الطاعة والخضوع هدفهم الأول

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2021 / 6 / 23
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


من أهداف عملية "الكوفيد" الخاصة، بالإضافة إلى تأمين "النقاء البيئي" وإعادة تشكيل العالم، ترويض كل من بقي من الناس بعد إتمامها وتعليمهم على الطاعة. ونظرًا لأنه سيكون هناك الكثير الكثير منهم في البداية، أكثر بكثير من المليار المعلن عنه (لضمان "نقاء بيئي" أكبر لاحقًا سيكون هناك "كوفيد - 2" و "كوفيد - 3")، فإن هذا الهدف هو أحد الأهداف الرئيسية .

إحدى الطرائق الرئيسية لتعليم الطاعة هي الإكراه على القيام ببعض التصرفات التي لا معنى لها من أجل قمع "الجوهر" أو "العصب" الداخلي للشخص وكبح إرادته وترويض عقله.

أولاً، يتطلب الأمر إجبار الشخص على القيام بتصرف معين بطريقة أو بأخرى، وبعد ذلك سيصبح الأمر عادة ولن يتسبب بعد الآن في رفض الشخص للأمر أو السخط عليه كما في البداية.

انطلق بالون التجربة تقريبًا بنجاح كبير، ورغم كل خصوصيات وسخط بعض الخاضعين للتعليم والترويض، تسنى إجبارهم على القيام بتصرفات ضارة لهم ولا معنى لها في الوقت نفسه (كارتداء الكمامة رغم أنفك ورغم معرفتك بأن هذا كله عملية نصب كبرى، وكذلك قبول اختبار الـ بي سي آر الذي كان المدماك الأساسي في ترهيب البشر بالفيروس اللعين(!) تكثير تعداد المصابين، وقبول التباعد مع من كنت بالأمس تلقاهم ربما يوميا، وقبول عدم الذهاب إلى المطعم أو الملهى أو السينما أو المسرح أو أي احتفال جماهيري أو تظاهرة احتجاج، وإذا ذهبت بالكمامة التي لم ترتدِها حتى الكلاب، وأخيرا التطعيم الطوعي/الإلزامي بقدر ما يروج له يوميا في وسائل الإعلام المزور وبقدر ما يبتز به العاملون في عملهم). فبالنسبة للكثيرين، بدأت تصبح هذه التصرفات عادة، وبدأوا يعتقدون بصدق أن هذا أمر طبيعي. وأُجبر الباقون على التزام الصمت والخضوع والطاعة. وقد تم ذلك من خلال مزيج من العنف (التهديدات والغرامات)، وإشراك المنفذين القاعديين (العاملين على الصندوق والبائعين والمراقبين) في نشر عادة الترويض وتطبيق فكرة القمع الممنهج للإرادة، وإيهامك بأن "هذا أمر لا مفر منه، هذا إلى أبد الآبدين، لا يمكنك تغيير أي شيء، مقاومتك غير مجدية ".

الآن بعد أن أحرز المنظمون النجاحات الأولى، بدأوا ترويض الناس في اتجاهات عدة في وقت واحد. والأكثر لفتًا للنظر بينها القواعد الجديدة لزيارة المطاعم والمقاهي وما إلى ذلك. لقد تم اختراعها من قبل شخص ذكي للغاية، ضليع في علم النفس. فمن المفترض أن يتجاهل زائر المطعم احترامه لذاته، وأن يقمعها، ويثبت كعبد وضيع لحارس الأمن عند المدخل أنه (أي الزائر أو الزبون) هو حقًا وفعلا بذاته، بقضه وقضيضه، ويظهر جواز سفره، والأكواد (الرموز) الإلكترونية. أو الهاتف أو الأوراق الداعمة مع الرمز.

هذا مهين للغاية لدرجة أن الأشخاص الذين يوافقون طواعية، من أجل ارتياد مطعم، على القيام بمثل هذا الإجراء، سيصبحون في المستقبل معتادين بسهولة على كل شيء، على أي مطلب سخيف: من ارتداء السراويل الحمراء والصفراء مع شريط عرضي من لون معين (كأسرى المعتقلات النازية)، وصولاً إلى رمز ما على جباههم أو معصمهم يسمح للمروَّض بأداء بعض السلوكيات (كارتياد المطعم أو المسرح مثلا).

هذه الحملة الترويضية لها عيب ألا وهو أن الجمهور هنا صغير، ويتكون بشكل أساسي من الأثرياء أو المكتفين مادياً الذين لديهم نفسية مختلفة عن نفسية الفقراء. فمن أجل الاستمرار في التمتع بـ"الراحة" القديمة وطريقة الحياة المعتادة، على عاداتهم، فإن معظمهم (ستكون هناك استثناءات) سوف يوافق على أي "واقع جديد"، على أي شيء، دون أن يدرك أن هذا لم يعد لا راحته تلك ولا عاداته التي اعتادها، بل هو مفروض من الخارج عليه فرضاً. الفقير لا يذهب إلى المطاعم، ولم يسمع بعد برموز (أكواد) المقاصف والمقاهي.

البلدوزر يسيروئيداًً، خطوة خطوة. والنسر يفقد ذيله ريشة ريشة. وبطبيعة الحال، ينبغي توقع المزيد من أنشطة الترويض. وسيتم تصميمها لطبقات المجتمع المختلفة (لكل منها ما يتطابق مع نفسيته للتمكن من ترويضه)، وللجميع معاً أيضاً حين يمكن تطبيق الدرس الترويضي على كل الجمهور. وهذا سيكون بالون الاختبار الأول.

في المرة الماضية لم ينجح هذا بسبب كونه سابقاً لأوانه، أما في عام 2021 فسينجح. على سبيل المثال، من المنطقي أن نتوقع مرة أخرى ظهور متطلبات تنظم الخروج إلى الشارع لكل مخرج من مخارج البناية، على أساس مبدا "مجوز - مفرد"، وفقًا لترقيم البنايات. يمكن القيام بذلك في أي وقت، من خلال تبريره بداية بظروف طارئة غير مسبوقة.
لكن لا يسعنا سوى تذكر أنهم استطاعوا بفضل بدعة الإرهاب الدولي بعد تفجير البرجين واتهام "القاعدة" ودول "صعاليك" معينة برعاية الإرهاب، تشليح الناس ثيابها وأحذيتها وتصويرها بالأشعة في المطارات ومنعها من هذا وذاك، ولم يحرك أحد ساكنا ولم يحتج أحد. وهذا يذكرنا باك الكاهن الذي تحدث عن الفاشيين حين جاؤوا إليه بعد أن أخذوا الجميع من نقابيين وشيوعيين غيره إلى معتقلات الموت وصار هو وحيداً!

إن روعة العبث باللامعقول هي أنه إذ يتسبب في صدمة عاطفية ومنطقية لدى الشخص العادي، الطبيعي، (حين يندهش ويقول في نفسه: كيف يمكن أن يكون هذا؟!)، فإنه ينشط الحواجز الوقائية للنفسية، تلك التي "تدعو" إلى الاستسلام والسكينة والقبول بكل شيء، وإلى التكيف مع البيئة الجديدة. من أجل البقاء.
عندما تطرح مثلا مع شخص من الأشخاص الواعين سياسيا والمدركين أن في الأمر لعبة جهنمية يوافقونك على هذا الطرح، ولكنهم يجيبونك: وماذا بوسعي أن أفعل غير أن أتطعم صاغراً، مكرهاً أخوك لا بطل!ً ما داموا لن يسمحوا لي بالسفر من دون تلقيح. هنا يبدو مستعداً لأي مخاطرة بصحته بمقابل أن بسافر كما تعود أن يفعل، وربما لأسباب كثيرة وجيهة نشأت مع نشوء العولمة من أمتلاك منزل في بلد غير بلده أو من زيجة مختلطة مع شعوب أخرى أو من عمل استثماري ما إلخ.

خطأ نفسية المرء وسيكولوجيا السلوك البشري في هذه الحالة يكمن في أن هذه الشروط ليست شروطا طبيعية للبيئة الطبيعية، بل هي شروط مصطنعة، ولا جدوى من التكيف معها. فبإقرارك بأحدها تستجلب تلقائيًا الشروط التالية، وهي ستكون في كل مرة أكثر صرامة وأشد عبثية بحيث لا يمكن أن يعقلها عقل إنسان سوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان