الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معيار المقارنة بين نصين مسرحيين

أبو الحسن سلام

2021 / 6 / 24
الادب والفن


معيار المقازنة بين نصين مسرحيين
تقرير مقدم لفض اشتباك بين - المسرح القومي المصري - البيت الفني للمسرح ( منتحا ) والمخرج سمير العصفوري .
- النص الأول : بير السلم
- المؤلف: الأستاذ : سعد الدين وهبة
- اانص المعارض له : مورستان
- التألـبف الدراماتورجي : المخرج الأستاذ : سمير العصفوري

منهجية معيار المقارنة بين النصين
يعتمد معيار المقارنة بين النصوص أو المصنفات الفنية والأدبية علي قياسات مدرسة من ثلاث مدارس هي :
الفرنسية – الألمانية – الأمريكية
ومع أن الفرنسية تترجح العمل الفرنسي غلي غيره من مصنفات اللغات الأخري إلا إنها الأكثر دقة ، حيث تعتمد مدرسة النقد علي مقارنة عناصر التأثير والتأثر المشتركة بين إبداع سابق وإبداع لاحق اعتمادا علي : تاريخ الإنتاج – موضوعه - تشريحه – تحليله
أولا: نص : بير السلم
تاريخيا : كتب في عام سبعة وستين ،أي سنة النكسة العسكرية .
• موضوعا : خرافة فكرة البطل المخلّص الحاضر / الغائب ..التي دارت حولها كتابات مسرحية مصرية وعربية طوال مرحلة الستينيات القومية .
• تشريحيا : البنية الكبرى للنص : العناصر الدرامية ، المجسدة لخطاب النص ، وهو درامي تقليدي ، مضاد للتجريب ، في بنية درامية واقعية ، ترمزية ، تتبني نظام تقسيم الفصول : ثلاثة فصول تقليدية البناء ؛ تدور في وحدة المكان ، في خط درامي متصل عبر صراع رأسي ، تأسس علي: أزمة ، ذروة ، انفراج ، عبر شخصبات نامية البناء : جسديا ، إجتماعيا ونفسيا .
• تحليليا: البني الصغري للنص : وتتضمن العناصر الفنية : تقنيات البني الحوارية دراميا وجماليا ، ممثلة في التوتر والتشويق والترميز والتورية ، عبر تقنية الحوار وجمالياته وهو حوار محمول علي صوت كل شخصية بما يعبر عن عاطفتها الحاكمة و شبكة علاقاتها مع الآخرين تعبيرا عن جوهر ما تريد وجوهر ما تشعر به حيال الآخرين ,

ثانيا : نص : مورستان
• تاريخيا : كتبت في عام ألفين و إحدي وعشرين في ظروف عصر التفكيك القومي العالمي والأسري ، عصر القطب الأوحد المهيمن علي وسائل الإنتاج المعرفي العالمي ، عصر ما بعد الحداثة .

• موضوعا : تفكيك فكرة : المخلص في عصر تقكيك الهوية القومية والوطنية في ظل ثقافات التشظي ، عصر ثقافة الكليب والوحدات المتجزئة ، والذوات المنفصلة ، في إطار شكلاني . تصبح انتظار مخلّص مستبد عادل ، نوعا من العبث أو طلبا للمنطق في بيئة عبثية ,
• تشريحيا : البني الكبرى للنص : العناصر الدرامية وبنية خطاب النص : خطاب النص يفكك مفهوم المخلص الغائب / الحاضر ويدين من يعتقدون في وجود مخلص منتظر يعيد ترتيب مفردات التشظي العام أو الأسري المدفوع بروح التملك والتآمر والأنانية وحب الذات ، الأمر الذي يمهد للفساد واللصوصية وتسلط العنف في الفكر و الفعل الإرهابي في ظل التفكك الجماعي والهروب الذاتي ، السلبي الذي يؤدي في النهاية إلي تنمر ومواجهة دموية تقضي علي طرفي الصراع الحياتي الرئيسيين
- اعتمد إطار البنية الدر امية الأفقية علي أساس مشاهد متشظية في خطوط درامية منفصلة عن بعضها بعضا في بنية ديورامية في غالبية المشاهد التي أطرت في فصلين اختوي الفصل الأول علي : ثلاثة عشر مشهدا ، واحتوي الفصل الثاني علي أربعة عشر مشهدا لكل منها عنوانا مستقلا بسف عن حالة محددة لشخوصها . والمشاهد لا تشف عن حالة صراع مستعر بفدر ما تكشف عن تقنية مقاومة الذات للآخر ، مما يؤكد انتماء النص لأسلوب العبث .

• تحليليا : العناصر الدرامية والجمالية :
- اعتمدت النص بنية السياق الدرامي المتشظي حيث يميل إلي الصراع الساكن .. الذي يتأخر فيه رد الفعل عن الفعل بما لا يتيح للمتلقي حالة تتبع لما تريده الشخصية ، إلا في نهاية النص أو العرض ، وهو أمر أراد المؤلف الدؤاماتورحي الاستعاضة عنه بوضع عنوان لكل لوحة ، الأمر الذي بكون في نتناول قارئ النص ، أو جمهور العرض إذا سبق كل مشهد بلافتة تحمل عنوان المشهد .
فضلا عن أن الخطوط الدرامية المتجاورة دون رباط بينها تشخص حالات ذاتية لأفراد يجتمعون مغتربين تحت سقف أسرة مفككة ، لذا يعتمد النص أسالبب المثاقفة ومنهج تناسج الثقافات في مثيولوجية الخطاب والمضمون مع استعادة جمل تراثية وشعبية وتقنيات استبدال المتن الجواري للتعبير الدرامي بالهامش الغنائي

• مناط التأثير والتأثر ببن النصين :
1 - خاصية أسلوب الكاتب : اعتمد سعد الدين وهبة علي رصانة أسلوبه الواقعي النقدي الموشّح بالترميز وبني السياقات الدرامية التقليدية بما لا يخرج عن نهج البناء الدرامي الأرسطي أزمة – ذروة – حل . نص بير السلم إذا بنتمي لهذا النهج .
- اعتمد أسلوب الأستاذ سمير العصفوري في كتابة نص : مورستان أسلوبا تجريبيا تأسس علي تقنية التشظي عبر سبعة وعشرين خطا دراما ، في مشاهد متجاورة كل منها يشخص حالة منفصلة تصور علاقة تشاحن ثنائية بين شخصين – غالبا ما يكونان رجلا و امرأة – في حالة ملاسنة حوارية أقرب إلي المقاومة منها إلي الصراع – وهو تقنية في أسلوب البنية العبثية
المتناقضة مع أسلوب مسرحية بير السلم .
2 - شعرية الأسلوب : يستخدم نص : بير السلم شعرية واقعية تميل إلي الترميز في بنية درامية واقعية وصراع صاعد يتعادل فيه رد الفعل مع الفعل . كما يبني شخصيات مسرحيته تلك بناء ناميا – شخصيات من لحم ودم لها أبعادها الجسمية والاجتماعية والنفسية -وهو يمثل خاصية أسلوب كتابة سعد الدين وهبة .
- يعتمد أسلوب سمير العصفوري علي أسلوب التفكيك ، تفكيك الخطاب وتفكيك السياق ، عبر تقنيات التشظي والحالات المتجاورة بما يقترب من أساليب عرض تشكيلي تتجاور فيه اللوحات دون ترابط مضموني بينها ، إلا فيما ندر . كما يستبدل الحوارية بالغنائيات ، وبصطبغ حوار شخصياته النمطية بألوان السخرية مع ميل للقفشات واللوعبة اللغوية ، وتقنيات المبالغات الميلودرامية ، وهو أسلوب بعيد كل البعد هن أسلوب صياغة نص بير السلم .
3 - البناء الدرامي : البناء الدرامي لمسرحية بير السلم بناء تقليدي واقعي ترميزي الفكرة - الخط الدرامي صراعي متصاعد - رسم الشخصيات ثلاثبة الأبعاد - تقنيات البناء الدرامي ترتكز علي : الأزمة والذروة والانفراج _ حوار يعبر عن جوهر إرادة الشخصية وجوهر مشاعرها .
- اتباع نظام ثلاثة الفصول مع وحدة المكان . ينتهي الحدث الدرامي لنص بير السلم بتفرق شمل الأسرة مع نهاية مفتوحة مراوغة حقيقة المخلص الحاضر الغائب الذي هو أقرب إلي الرمز ,
- اعتمد البناء الدرامي لنص مورستان علي التجريب في سياق بني متعددة الخطوط بما يمثل حالات ثنائية في محملها لشخوص نمطية وحالات تتواجه فيها ذوات منفلتة الأفعال منعدمة القيم عبر مشاهد ذات ( بناء أفقي ) ,.وزع ت أحداثه عبر بناء أفقي في 22 مشهدا في لغة حوار تتسم بروح السخرية ولا يكشف عن حالات توافق بيت الأنا والآخر والجميع في حالة تنمر لأخيه أو أخته أو أمه أو زوحه . وتقسيم البناء إلي سبع وعشرين حالة أو مشهد لكل منها ىعنوان يترجم موضوع كل حاله كما اختلفت النهاية بتفجير الضدين المتواجهين : عزيزة وحسن للبيت بعد مواحهة كل منهما بالسلاح وجها لوجه . ونص مورستان بذلك بعيد كل البعد من حيث البناء عن بناء نص بير السلم .

• الرأي :
تأثر كلا النصين ( بير السلم ) لسعد الدين وهبة ، ونص (مورستان) لسمير العصفوري بالفكرة التي سادت نصوص المسرح المصري والعربي في فترة الستبنيات وهي فكرة ( المخلص المستبد العادل المنتظر) فعالجها كل منهما بمفردات لغة عصره موقعا عليها ببصمة هويته الثقافية ومخزون خبراته الذاتية والموضوعية فتحزب سعد وهبة للواقعية متهجما علي كل ما عداها من مدارس وأساليب مسرحية ظهرت في الستينيات مواكبة مع رفضه لفمرة المخلص العادل الذي سادت حياتتنا المصرية والعربية ، فكان رفضه للمدارس لونا من ألوان التقّية والترميز موريا بالتورية الدرامية عن رفضه لكل ما أتت به فترة نظام الستينيات متقنعا برفضه للمدارس المسرحية بينما هو في الحقيقة رفض لكل ما استحدثته فترة نظام الستينيات الناصري بينما يأخذ العصفوري منخي رافضا أيضا لكل ما يقدم علي المسرح الاجتماعي والسياسي متقنعا بالمسرح وسوءاته فكرا وإنتاجا . فكلاهما إذن له موقف رافض للنظام السياسي ومخلفات الممارسات فب هصره متخفيا وراء المسرح .علي أنني أشير في النهاية ينتهي كلا المؤلفين إلي تفكيك فكرة المخلص المستبد العادل في حضور غيابه .
كتب التقرير في 17 أبريل 2021
دار المسرح القومي – البيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة المصرية بالقاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا