الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12284 المسيحية السّورية تعقد مؤتمرين خارج الحدود السورية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2021 / 6 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ثلاثة أسئلة في رسالة واحدة.
رسالة إلى المجمعين المسكونيين المنعقدين في لبنان ( العطشانة، والربوة ) . للسريان الأرثوذكس وللروم الملكيين الكاثوليك.
لابدّ من أن نُذكر أن المسيحية السورية متجذرة في الأرض السورية منذ فجر المسيحية أيّ قبل ألفي عام.
والمسيحية السورية ليست مكوّنا دينيا بل هي مكوّن قومي قبل أن تكون مكوّناً دينيا. ولكن الإقرار بالحقيقة هو فضيلة .لهذا نقول بأن المسيحية السورية القومية مُصادرة بكليتها وتعيش حالة متقلبة تخضع للظروف العامة والخاصة. وهي تعاني منذ زمن طويل على الرغم من أنّ نسبتها في سورية عندما جاءت جحافل الجيوش الإسلامية قبل 1442سنة كانت نسبة المسيحيين في المجتمع السوري 86% والبقية يهود وزرشتية وصابئة وبقايا عبادة الشمس .وتتألف المسيحية السورية من تسعة كنائس كُبرى كانوا يُشكلون قبل الربيع الخريفي الذي اجتاح سورية أكثر من 3ملايين و210 ألف نسمة يتوزعون على الخارطة السورية بكاملها وكان يُشكل الخلقيدونيون الأنطاكيون الأرثوذكس منهم ما مقداره 45.7% . بينما كان يُشكل السريان الأرثوذكس ما نسبته 22,4% من المسيحية والبقية كاثوليك وروم ملكيين وأرمن كاثوليك والسريان كاثوليك والموارنة والكلدان واللاتين الكاثوليك والأشوريين النساطرة ولابد أن نُشير إلى الكنيسة الإنجيلية الوطنية وما تفرع عنها من كنائس أخرى.
ونُسجل للتاريخ بأنه خلال التاريخ السوري الحديث كانت الحكومات السورية المتعاقبة تحفظ للمسيحية السورية بعدة مناصب سواء في مجلس النواب السوري أو في الحكومات التي أعقبت ثورة الثامن من آذار عام 1963 م حتى تسلم بعض أبنائها وزارات مختلفة ومسؤوليات وطنية لايمكن لأحد أن يُقلل من أهميتها .
لكن كلّ دراسة موضوعية وأبحاث رصينة تنتهي إلى خواتم ونهايات واستنتاجات وفي هذا المقال القصير نسأل هل المسؤوليات التي أُسندت إلى هؤلاء المسيحيين منعت الدواعش من أن تُضيق الخناق على المسيحية السورية وتزدهر المسيحية في أرض أجدادها أم أننا نرى نزيفاً مستمراً سيأتي بعد عدة أعوام على بقاياها مالم تتصدى لها الحكومات السورية ببرنامج حضاري يُدخلها في دستور سورية العتيد بعد أن تكون سورية بشكل عام أمام استحقاقات (الدستور السوري الجديد).
وعلينا الآن أن ننتقل إلى المؤتمرين المنعقدين في لبنان فقد تواقت انعقاد مؤتمرين هامين للكنيسة المسيحية السورية. آ=الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية في العالم.
ب= وكنيسة الروم الملكيين الأرثوذكس في سورية .
في شهر حزيران لهذا العام 2021م.
والسؤال الأول :
ما هي الرسالة من عقد المؤتمرين خارج الأراضي السورية؟!!
ألم يكن بالحري أن يُعقدا على الأرض السورية ،وأن تتعهد الدولة السورية برعاية المؤتمرين؟!!
أم أنّ هناك قضايا لوجستية تفوق قدرة الدولة السورية في تأمين سلامة المؤتمرين لكلّ الكنيستين كون هناك مطارنة قدموا من دول العالم كله.؟!
أم أن هناك مالا نعرفه ولا يمكن معرفته الآن. لكن نؤكد على أن كلّ شيء سيأتي الكشف عنه فيما بعد...عندما سنتعرف حقيقة الدور الذي تلعبه كلّ من الدول التي تحتل الأرض السورية سواء أكان بإرادة الحكومة السورية أو خارج عن إرادتها . ونقصد أمريكا وروسيا وتركيا وإيران والدور الإسرائيلي بين هذا وذاك...
=ما هو جدول أعمال المؤتمرين في كلا المؤتمرين.
= وهل هناك محطات هامة ستتمخض عن المؤتمرين ؟
=هل سنشهد بيانات صارمة وموضوعية تجاه الهجرة المسيحية من سورية بشكل خاص والمنطقة المشرقية بشكل عام؟
وعلينا ألاّ نُحَمّل ْ دمشق المسؤولية لأنّ ما فيها يكفيها . ونستطيع القول بأنّ أجندة عالمية رُسمت ْلوطننا منذ عشرات السنين.وتم تنفيذها بأيادٍ سورية ولهذا نجزم بأنّ الهدف من وقوف الربيع العربي في سورية كان الهدف منه لعدة أسباب .
أولها :الخلط في أوراق المنطقة في التركيبة المرفولوجية ذات الطابع المذهبي لتتهيأ المجتمعات السورية للقادم الذي هو قاب قوسين في حل سياسي لسورية ـ أتحفظ على قولي بالتقسيم الفدرالي بل أقول بالتقاسم الفدرالي بدلا من التقسيمات الإدارية ( المحافظة.
إنّ ما نكتبه ليس ملزماً ولايُشكل فرض عين لأيّ قارىء كان وإنما نحن في حالة من الأسئلة الشرعية والمشروعة وبنفس الوقت تأتي أسئلتنا رداً على مايتبجح به أصحاب الوطنيات الفضفاضة والكرتونية سواء أكانوا في الداخل السوري أم أولئك المنتشرين بين أغلب المسيحيين السوريين في أرجاء العالم .ونُعيد عليهم سؤالنا الأولي فنقول:
لماذا لا تعودون إلى الوطن ولازالت بيوتكم ومنازلكم وقراكم موجودة هناك تنتظركم ولدى أغلبكم من المال الذي جمعتموه خلال عشرات من السنين لا تأكله نيران.(كما يقولون).لماذا لا تعودون؟!! هل طابت لكم الغربة ؟ أم أنكم تقرون بأنّ وجود المسيحية المشرقية بشكل عام والسورية بشكل خاص.أضحى في غرفة الإنعاش والحكومة السورية والقيادة السورية أمام امتحان وطني وإنساني ووجودي بهذا الشأن الذي لايمكن إلا وأن نقر به فعشرة مسؤولين مسيحيين ليس معناه أن المسيحية السورية بخير .مع إقرارنا للسوريين المسيحيين بأنّ الحياة في الوطن قاسية جداً فلاماء ولا كهرباء ولا أسعار معقولة والرواتب لاتكفي (سكرا ولا شايا).
والبلاد مقسمة والأوبئة منتشرة .
ومن تبقى من السوريين على اختلاف دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم طفح بهم الكيل .ولا أتحفظ ولا أخجل من قول الحقيقة إنّ ما عاناه الإنسان السوري ـ وأقول السوري هنا ـ لايمكن أن يتحمله أيّ إنسان في أيّ دولة من دول العالم .الإنسان السوري شهم ومضحي وكريم وإنساني ومقدام إذا أخرجناه من الدوائر التالية( الدائرة الدينية والمذهبية ، والدائرة السياسية. ).
السوريون سيبقون وحدة في الألم والمصير على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وكلّ ما يستطيعون قوله (حسبنا الله ونعم الوكيل).
أما السؤال العريض الثاني. يقول: بشأن المؤتمرين في العطشانة والربوة بلبنان نسأل.
هل سيكون من الحكمة المعهودة دوماً من قِبلكم وقبل أسلافكم أن تأتي خواتم مؤتمراتكم .شجباً وتنديداً بالإمبريالية وخالتكم إسرائيل ؟
أم أنكم تتدارسون بجدية حقيقة الوجودي المسيحي المهدد بالانقراض من على أرض الشرق موطنه الأصلي و مشروع المواطنة السورية الكاملة لتضعوه أمام المسؤول السوري ؟!!!

والسؤال الأخير يقول:إذا كنتم تشعرون بأنكم دمى تلهو بها الحكومات المتعاقبة وغير قادرين على تحقيق وجود رعيتكم اذهبوا إلى الغرب فهناك لديكم متسعاً من الوقت لتنتقموا من الوقت الذي أضعتموه على رعيتكم التي تشتت في بقاع العالم .
وللحديث صلة بعد انتهاء أعمال المؤتمرين.
اسحق قومي.
ألمانيا في 24/6/2021م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة