الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت يلاحق هذه المدينة...وداعا غسان وائل ومحمد.

بسام الرياحي

2021 / 6 / 25
المجتمع المدني


نزل خبر وفاة مجموعة من الشبان على مدينة بوعرادة كفاجعة مدوية ومؤلمة لم تترك ركن في المدينة ولا بيت الإ وطرقته وطرق معه الحزن قلوب الجميع لا سيما أهالي التلاميذ وذويهم.هؤلاء الشبان هم غسان ووائل ومحمد، تلاميذ البكالوريا الذين إنتهت إمتحاناتهم قبل أقل من أسبوع وحتى لا يخنق الوقت والضغط أفكارهم وتسأم أرواحهم وتكل نفوسهم نظموا رحلة ترفيهة بإتجاه الوطن القبلي تحديدا مدينة الهوارية رفقة مجموعة من أصدقائهم الذين قضوا ليلتهم هناك على أمل العودة إلى بيوتهم بعد إتمام برنامج رحلتهم.بوعرادة هذه المدينة التي يميزها موقعها الجغرافي عن باقي المدن من حيث تمركزها قرب العاصمة وإنفتاحها بإتجاه زغوان والوطن القبلي وإتصالها بالساحل التونسي، هي في حقيقة لا تتعدى أن تكون مأوى ومرقد لسكانها في غياب كل وسائل الترفيه ومرافق تسمح للتلميذ بكسر وتيرة الروتين المدرسي وما يرافقه من توتر وضغط وتكرار، لا منتزهات ولا فضاءات للأطفال ودون أماكن تجمع العائلات في الأوقات العادية غير صالات الأفراح التي تنشط من حين إلى آخر، هي كغيرها من مدن تونس الكثيرة التي يموت فيها الإنسان في روحه وأفكاره وتطلعاته التي لا تتعدى الكثير في هذا الوطن الذي إستفحلت به الشدة وحاصره اليأس ويضربه الموت فيأوقات وأمكنة كثيرة.هؤلاء الشبان هم أولا أمل عائلتهم بكل ما زرعوه فيهم من جهد وتعب وإنتظار وأمنيات، لا أحد يستطيع الآن عيش حزنهم ولا معرفة نارهم ولا قدرة لنا جميعا على إطفاء ألمهم الذي سيكون أبدي ومستمر.في إعدادية بوعرادة في هذا الصباح شعرت أن الزمن يتوقف وأن صمت االجدران يطبق علينا خاصة أن من بيننا من أرسل أبناءه معهم، لا تستطيع تشغيل أفكارك ولا إطلاق خيالك الموقف كان صادما والألم كان يسري في هدوء مخيف وصمت مريب ودموع تنهمر على وجوه إعتلتها كآبة خرساء.كأن الموت يلاحق مدينتنا الحزينة وفي تزامنا غريب ومقيت من أحداث القطارات مرورا بموت مفاجئ وكورونا خبيث واليوم نودع شبابنا.نودع معهم حلما لم يكتمل وقصيدة حياة بدون قافية ومستقبل لم يكمل مسيره، نودع عنفوانهم وعيونهم وكل تقاسيم مشاعرهم على صور مثبتة في قلوب كل من عرفهم ومن لم يعرفهم فنحن في مدينة صغيرة صدى الألم يقتسم أيضا.غسان وائل ومحمد لا أعرف إن كانت أسطري القليلة في مستوى ما تركتم من أسى رغم إبتساماتكم الرائعة على الصور التي يتناقلها رفاقكم التلاميذ وكل من حفز رحيلكم عنه من مشاعر إنسانية مضنية وعسيرة . وداعا يا رفاق ولقاء في عالم آخر أكثر نقاء وبلا ألم وضعته فينا هذه الأوطان الداكنة الكئيبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ