الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواعظ من تجليات الحكمة

اتريس سعيد

2021 / 6 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1/ إعلم تماما أنك لست جسد،إن جسدك بمثابة قبر لحقيقتك العليا التي تعبر عن أصلك الروحاني الفريد و جوهر حلتك النورانية البهية و حقيقتك مدفونة في تراب الجسد و عملية الدفن تلك أدت إلى نوم حقيقتك العليا التجاوزية وذلك النوم الروحي أدى إلى إستيقاظ الجسد،إن نوم حقيقتك وإستيقاظ جسدك نطلق عليه إسم ” الولادة ”.
2/ الولادة بمثابة بداية حلم عميق ستعيش فيه بتفاصيله الكاملة،لذلك يجب أن تعرف أن حقيقتك نائمة ” هناك ” حيث توجد الذات التي تعبر عن الحقيقة وأنت غافل تحلم ” هنا ” حيث توجد الذات الوهمية المجردة من وصال الحق أما إذا أردت أن تستيقظ هناك، يحق عنك الموت "العمل الخيميائي الكبير"معناه أن تموت قبل أن تموت هنا والموت هنا هو إيقاظ النائم هناك.
3/ الأفكار والمعتقدات الإنسانية و التقاليد الروحية جميعها تقف أمام زجاجة واحدة تعكس النور الواحد وتفرقه إلى ألوان كثيرة و كل جماعة تقف أمام لون معين من الألوان المتعددة التي إنحدرت من النور الواحد، إن النور الثابت خلف الزجاجة نور واحد ولكن أمام الزجاجة ألوان متعددة تعكس بهجة النور التي تسري في الموجودات.
4/ لا يمكنك في أي حال من الأحوال أن تحترم معتقدات وأفكار الآخرين إلا إذا كنت قادرا على تحطيم قيود العادة والتعصب والأفكار المسبقة التي تشوه رؤيتك وتجعلك تتوجس من أي فكر أو معتقد خارج دائرة إعتقاداتك وأفكارك، لذلك حطم كل ما يعيق حريتك و أرفض كل ما يكبل فطرتك و يعيق مقدراتك الوجدانية و العقلية في التأمل و التقصي و البحث عن الحقيقة الكامنة في أعماق ذاتك الباطنية و التي نصطلح على تسميتها "بالنفس الناطقة" التي تخبر عن كل شيء.
5/ شعلة الإيمان الحقيقية تتأجج فقط من الداخل.إنها شرارة تجربتك الروحية الشخصية بإمتياز أو بمعنى آخر الإيمان الحقيقي ينبع من الداخل في إتجاه المحيط الخارجي الذي نسميه العالم،و تأكد تماما أن أفكارك و المعتقداتك الباطنية الراسخة في اللاوعي هي التي تحدد طبيعة وجودك و شكل تمظهرك الخارجي في هذا العالم الذي لا يكون إلا إنعكاسا لإحدى صور ذاتك الباطنية في عالم المثال"الغيب".
6/ إذا لم يكن بمقدروك أن ترى شيئا ما، ذلك لا يعني أنه غير موجود ،مادام لا يقع في نطاق الرؤى المتعلقة بك ،حيث كلما إتسعت دائرة وعيك المضاءة كلما إكتشفت أشياء جديدة لم تكن داخل مجال رؤيتك ،هاته الخفايا التي كانت متوارية يكسوها الظلام ينقشع عنها غسق التجلي و تظهر لك فجأة من تلقاء ذاتها "ك" بكل وضوح، لذلك وسع دائرة وعيك المضاءة من أجل أن ترى الأشياء الجديدة في حدود الرؤية التي تتسع للإحتواء الأكوان.
7/ لا يتوقف الشك على القديم وحده و إنما يشمل الجديد أيضا، يجب أن تشك في كل شيء من حولك، أيضا يجب أن تشك حتى في حقيقة ذاتك الصورية المنعكسة في عالم الكون و الفساد لذلك لا تستعجل في ملئ فجوات جهلك المترعة بأي شيء كان قبل أن تملئ فراغاتك بالحكمة الأزلية ثم بعد ذلك يجب أن تمر جميع الأفكار و التصورات بعملية الغربلة و التصفية والتدقيق من أجل التحقق و بلوغ أقصى درجات اليقين و أنت تسعى جاهدا إلى تسليط ضوء الشك بتوجه فكري منطقي وقلب سليم.
8/ العين لا تكذب إنها ترى الواقع من حيث المتاح فقط، لكن لا تعتقد برهة أنه لا يمكن الكذب عليها لأن الحواس الخمس هم أدوات الماتريكس الذي يفصل بين جوانب الحقيقة الكلية في ذاتها و مظاهر تجلياتها المتعددة، لذلك ليس كل ما تراه العين وكل ما تسمعه الأذن حقيقة، حاول أن لا ترى ما تراه دائما وأن لا تسمع ما تسمعه دائما مما سيدفعك إلى محاولة رؤية وسماع ما لا تراه ولا تسمعه دائما في واقع متعالي ينقلك إلى خارج نظام المصفوفة " ديمي إريج _Demiurge"
9/ الليل والنهار يرقصان معا على إيقاعات دوران دائرة لا نهائية، فهما سلسلة مترابطة فيما بينها، نصف الدائرة لا يمكن أن يوجد إلا إذا كان النصف الأخر موجود، كما أن الغنى لا يمكنه أن يكون موجودا إلا إذا كان الفقر موجود، ولا يمكن أن يوجد شيء إسمه السماء من دون وجود الأرض، ولا يمكن وجود الأعلى من دون الأسفل، لذلك يجب عليك أن تعرف أن الأضداد شيء ضروري من أجل إشعال شعلة الوعي الروحي حتى يكون بمقدورك إدراك حالة الإستنارة الكاملة.
10/ عش حياتك كما تريد وأترك ظلال الماضي تتلاشى مع النسيان لأن الماضي إنتهى و لم يعد له أي وجود، ولا تفكر في سراب المستقبل الذي لم يأتي بعد و قد لا يأتي على الإطلاق، إن الهبة التي أعطيت للإنسان في هذه الحياة هي عيش اللحظة، وفي باطن اللحظة توجد نافذة تطل على بساتين الخلود الخضراء، إذا فتحت تلك النافذة تتحول تلك اللحظة إلى لحظة خالدة تمس أطراف الأبدية، تلك اللحظة تغنيك عن عشرات الحيوات إبحث عن تلك اللحظة وعشها لأنها كفيلة أن تحقق لك حالة الإندماج بين مستويات الوعي السامي و الأحاسيس الممتعة في غضون ذاتها.
11/ الروح مجردة من أي تنصيف جندري أنت لست ذكرا بالكامل وأنتي أيضا لست أنثى بالكامل، في أعماق الروح الإنسانية يوجد ذكر وأنثى يقفان على نفس المسافة من بعضهم البعض تلك المسافة التي تقاس بالتوازن الروحي بين الطرفين ،لذلك إسعى جاهدا من أجل الموازنة بينهم لتكتمل دائرتك و تحقق تناغمك الباطني في نسق الوحدة و الانسجام
12/ لا تحكم على الأشياء من ظاهرها حيث الصورة لا تكتمل إلا بإدراك النوايا الموجودة في القلب، لا تلتفت إلى أحوال البشر حتى لا تفقد الطريق الذي يقودك إليك، لا تكثرت بما يحدث لك من إنتكاسات لأنها جزء من حكمة القدر، و إعلم أن الألم يشفي النفس من أوهام الجسد، و الموت لا يعدو كونه مجرد إستيقاظ من حلم نسميه "الحياة".
13/ في طريق الوعي لا يمكنك أن تكتسب أشياء جديدة إلا إذا تخليت عن أشياء قديمة، كما لا تستطيع أن تجد الإتجاه الصحيح حتى تنحرف عنه مرات عديدة، لذلك يجب أن تدرك أن من رحم التخلي عن القديم يولد الجديد وفي أقصى أعماق الظلال السحيقة ستجد الإتجاه الصحيح الذي يقود إلى الحكمة.
14/ سر الحياة الحب وسر الحب العطاء وسر العطاء التعايش وسر التعايش البساطة وسر البساطة الرضى وسر الرضى الإمتنان وسر الإمتنان التقبل، حاول أن تجمع هذه الأسرار و ستحصل على سر الحياة السعيدة.
15/ معرفة البشر الظاهرية لا تعبر عن حقيقة هؤلاء الكائنات و بالتالي هي معرفة غير حقيقية في كل الأحوال و يمكن التلاعب بها بكل سهولة، قد تجد الصالح بسبب عوامل خارجية عديدة يلفونه بلباس الطالح إذا عارض مصالحهم، والمجرم بلباس المسالم، والحكيم بلباس الجاهل، والأثم بلباس القديس، لذلك لا تنخدع بالمظاهر الخارجية الزائفة و حاول دائما أن تتواصل مع الناس من دواخلك إلى دواخلهم.
16/ إذا أردت أن تبقى في تعلم مستمر حتى تتمكن من التقدم إلى الأمام عليك أن لا تحاول أبدا أن تكون أستاذا، كن تلميذا متواضعا فقط، و إتخذ من جبال العلم بيوتا و من مناكب الأرض مرتعا للمعرفة، وتناول من جميع ثمرات الحكمة المتناثرة في الأرجاء، فربما قد تجد الحكمة عند طفل صغير أو شيخ عجوز ،و قد تجدها تناديك في أي شيء موجود في الكون بلغات و ألسن مختلفة لا يفهمها سوى القلب و الروح فقط.
17/ في كل ما هو حي كتب كتاب إسمه الكون، كما لا يوجد في الكون سوى الحياة المتدفقة إلى اللانهائي في شكل سيرورة أبدية ،لا يمكن قراءة كلمات الكون إلا بعين العقل، العین التي ترى بالفكر، و بصمت القلب فقط یمكن سماع توجيهاته ورسائله الناطقة بالحقيقة المتعالية و الأسرار المقدسة، لذلك فكر لتقرأ وأصمت لتستمع و أعلم أن الكون حي يتنفس في أعماق روحك، الكون يجعلك تدرك سريرتك كما أنه يذكرك بحقيقتك.
18/ العيش بالأمل،و إدراك أن الزمن يتغير، و النظر إلى المستقبل بإيجابية، مثل هاته الأفكار الخلاقة هي ما يساعدنا على الإستمرار و البقاء من أجل الإرتقاء حتى نتمكن من أن نحظى بفرص جديدة نصنع منها حياة سعيدة.
19/ لا يوجد من يمكنه أن يقدم لك المساعدة إذا أردت أن تتغير، المساعدة ستأتيك من دواخلك فقط، لذلك أنت من سيساعد أنت، تيقن من نفسك وتقبلها بكل صدق وستجدها تمد يد العون إليك كما أن إصلاح عالمك الخارجي يبدأ بإصلاح عالمك الداخلي لأن أي فعل خارجي يسبقه فعل داخلي أولا.
20/ كثيرة هي المواقف والأحداث التي يمر منها الإنسان، لذلك يجب عليك أن تعرف ما سيحدث لك سواء كان ذلك الحدث مفرح أو محزن يجب عنك أن تتقبله على أي حال، تلك المواقف ضروریة في رحلتك التكوینیة الكونیة،ما علیك إلا الإنصات إلى صوت الحكمة و تقصي العبرة في فصول التحولات حتى تتمكن من فھم الرسائل الكامنة بين سطورها.
21/ إعلم أن الأسئلة الكبرى لن تفارقك إذا سلكت طريق الحقيقة، لذلك لا تتردد في طرح أي سؤال مھما كان صعبا ومعقدا، فالكتاب الكوني یسمع سؤالك قبل أن ینطق به لسانك، و بمجرد ما یقرر الإنسان بدأ رحلة المعرفة حتى یبدأ الكون كله في مساعدته لیصل إلى ھدفه المنشود و يدرك غايته السامية ويجد الأجوبة المناسبة التي تأتي من تلقاء النفس البشرية على هيئة تجليات روحية تختلف بحسب المقدرات التي تعد هبة من كنوز الروح.
22/ الجميع يحلم بقدوم يوم يحل فيه السلام على وجه هذه الأرض، لكن ذلك اليوم لن يأتي حتى يحل السلام في عالمنا الداخلي، لذلك حقق السلام في دواخلك حتى تتمكن من دحض التناقضات المزرية و قهر الهواجس الوهمية و التوجسات الظلامية القابعة في أغوار النفس الدنيئة،إن السلام الحقيقي هو سلام العقل من الجهل و سلام القلب من الأحقاد و سلام النفس من الشهوات.
23/ كلما حطمت القناعات السلبية كلما كنت محبوباً، لأن التشاؤم يأخذ منك كل قصد أو مبتغى قد يدفعك نحو تحقيق النجاح، أما التفاؤل و إحتضان الأمل في القلب قد يجعلك مرحا و متمكنا من القدرة على البقاء من أجل إنجاز الأعمال الإيجابية و تحقيق الأهداف النبيلة، و أدرك أنه كلما زرعت الأمنيات الجميلة في تربة النفوس الزكية أثمرت كل شيء بهيج من كل صنوف الطيب و العطاء.
24/ يجب أن نحب بعضنا البعض ما دمنا أحياء و نعيش حياتنا مع بعض متسامحين، لأن الإهتمام الذي نوليه للذين رحلوا عنا إلى العالم آخر بعد نبذنا لهم و هم على قيد الحياة، هو إهتمام غير مجدي و غير مفيد ولا ينفع أحد.
25/ الإندماج مع الوعي الكوني هو إتحاد الروح مع صورة النظام الأسمى الذي يعكس حقيقة الجوهر في ذاته، ما دام الوعي الكوني يعبر عن نظام الأشياء و طبيعة الموجودات، فإن الإتحاد مع الكون أو الوحدة مع العقل الأسمى هو إكتشاف الذات في مظاهر الوجود أو إكتشاف مظاهر الوجود في الذات، لأن العقل الكوني هو مجرد إنعكاس يعبر عن حقيقة الجوهر في ذاته.
26/ النظام الكوني واقع تحت تأثير الأجرام الحية و المؤثرات النجمية التي تمنع الأرواح من الإنسلاخ عن طبيعة الأجساد الظلمانية و هياكل المادة التي تقيد الروح و تسجنها في نظام الوهم، حيث لا تقوى الروح عن إدراك طبيعتها إلا إذا تركت كل شيء حتى تتجلى في كل شيء، مدركة نفسها من خلال رحلتها الباطنية التي تناشد المعراج و الوصول إلى المصدر الأزلي الأول الذي إنحدرت منه، هذا إذا كانت تتقن الإنصات إلى صوت الحقيقة في أعماقها الخفية مقتفية أثر الحقيقة في الأشياء.
27/ هذا الواقع الذي يحتوي كل شيء و الذي يمكن رؤيته و الشعور به و نحن نعلم تماما أنه "العالم" هو مجرد وهم، و لا يعدو كونه إلا إنعكاس زائف لا يرتقي إلى مستوى الوجود الحقيقي المُعبَّر عنه "بالوعي"، حيث إن التغيير في الوعي يكون عن طريق التأمل و التفكير من أجل معرفة سبب وجود تلك الأفكار وظهورها في الواقع العملي، لذلك يجب أن تدرك أن حقيقة الإنسان الروحية تتجاوز مجال الإرادة و الفعل إلى مجال الخلق و الإبداع و التأثير على صور الواقع الوهمي الزائفة لذلك لا يكون الإنسان مسؤول عن أفعاله فقط و إنما عن خلق مصيره الشخصي و قدره الفردي من خلال عبادة الأفكار و التأمل في فحواها الباطني و نقلها من الحالة الروحية إلى حالة التجسيد.
28/ كل هذا التراكم الكمومي من العلوم، المعلومات، الأخبار الفرضيات، النظريات، أصناف المعرفة و أشكالها المتاحة تبقى غير مجدية، لأنها لا تساعدنا في شيء، هذا الكم الهائل من المعلومات التي تزعجنا طوال الوقت، و نادرا ما نتذكرها، هذا الفائض المعرفي لا يعبر عن الحقيقة كما يجب أن ندركها في دواخلنا، لذلك يجب طرح السؤال الآتي، ماذا أفعل لكي أدرك الحقيقة، هل إدراك الحقيقة متعذر هنا، هل الطريق يقودني أم أنا من يختار الطريق، ثم ماذا يجب عني فعله,تخيل أنك جهاز كومبيوتر يحتوي على عدة برامج متقدمة، و هناك مختبر كيمياء في عقلك، و هناك منظومة عصبية، و هناك الآت حسية تقوم بوظائف فيزيولوجية في غاية النظام، كل هذا يحدث داخل البنية الفيزيائية التي تحدد وجودك المادي الخارجي, لكن ما تحتاجه هو إتصالك بذاتك الخفية، فما الغاية من الوجود إذن إذا كنت أدرك العالم المادي ولا أدرك العالم الروحي، و كيف يمكنني إكتشاف حقيقة ذاتي الباطنية، كيف أكون شاهدا عن الغيب غائبا عن الشهادة، كيف أكون بين كينونة الظاهر و الباطن أو بالأحرى كيف أكون سيد الكينونتين.
29/ حينما تريد أن تتخلى عن إرتباطك بالأشياء، كل ما يجب عليك فعله هو أن تحاول القيام بذلك، لأنه ليس من المستحيل التخلي عن الأشياء دائما كما ليس من الممكن الإرتباط بها كل مرة نحاول فيها القيام بذلك، التعلق بالأشياء قد ينتهي تلقائيا حين لا تعود تبحث عن إيجاد ذاتك فيها، و قد ينتهي نتيجة قرار حاسم صادر عن عزيمة صلبة منقطعة النظير، لذلك كن واعيا لمسألة صلتك بالأشياء لأنك أحيانا لا تدرك بأنك مرتبط بشيء ما و تكون متماهيا مع إرتباطك به لكن تكتشف هذا الإرتباط عندما تفقد هذا الشيء، أو حينما تشعر أنه سوف يضيع من بين يديك لا محالة، فإذا شعرت بالقلق و الحزن و الإستياء هذا يعني أنك مرتبط بهذا الشيء، و إذا أصبحت واعيا أنك مقيد في أغلال الأشياء فهذه العبودية تختفي مع التطور الحاصل في رحلة الوعي، لأن الوعي حينما يدرك حقيقة إرتباطه بالأشياء هذا معناه أنه بدأ يدرك ذاته، و من هنا ينشأ التحول الذي يقود الخطى في الإتجاه الصحيح نحو تحقيق الكمال الروحي.
30/ من وجهة نظر مثالية يبدو كل حدث متناغم و جميل، يحدث في وقته المناسب، هو حدث يستحق الحب، لكن حتى تستوعب قوانين العدالة الكونية و تدرك طبيعة تجلياتها في الأحداث التي تحدث معك و وجود الأشخاص الآخرين في حياتك يجب التوقف عن الحكم و التصنيفات المتعلقة بالمواقف و الأحداث دون الإكثرات إلى طبيعتها في ذاتها و إنطباعاتك الذاتية حولها، و تكتفي بمراقبة ما يحدث من حولك فقط، عندئذ سوف ترى كيف هي الأحداث مثالية معك بشكل مطلق وخالية تماما من أي نقص أو خطأ، حينها سترى كيف تصبح حياتك منسجمة مع إحتياجاتك و أهدافك الممكنة.
31/ لا يوجد شخصان مناسبان تماما لبعضهما البعض إلى حد التطابق الذي يلغي جميع التناقضات التي تكون سببا في خلق المشاكل و الصراعات بين الطرفين، و لو على سبيل نزاع صغير عابر، من يكون مضطرا إلى تغيير نمط حياته الخاص إلى نمط حياة تشاركي يجب أن يعلم أن الخلافات يمكن بثها سلميا و بإحترام و العمل بكل السبل الكفيلة على حلها في النهاية، ربما من خلال الحديث المتكامل، أو ربما عن طريق الإنصات للشريك الذي لديه ديناميات مختلفة.
32/ كن مثابرا و تحلى بالصبر، كل شيء يأتي في وقته المناسب لك تماما من حيث أسلوب عيشك و مقدار مشاعرك، الأشياء لا تأتي متأخرة أبدا بل تأتي في وقتها الصحيح تماما، عش حياتك لحظة بلحظة بكامل الحب والإطمئنان، ولا تنتظر حدوث الأشياء بل تأكد أنها هي التي تنتظر وصولك إليها دائما.
33/ لا حَياة لمن يظل واقفًا على الضِفاف خائفًا من الأمواج و الأعَاصير ، الحَياة لمن يتحرك ، يقدم ، يقبِل ، يخُوض ، يُجرّب ، يتعثّر ، ينهَض ، يُقاوم حتّى يمتلِئ برغبَة الوُصول".
34/ إمنح نفسك الصفاء لكي تتقبل الأمور التي لا تستطيع أن تغيرها، والشجاعة لكي تغير الأمور التي يمكنك أن تغيرها، والحكمة لكي تدرك الفرق بينهما.
35/ أحيانا قد تفكر في أنك تحتاج لأن تكون حاسما وأن تجيد التخطيط،أن تكون منفتحا و واثقا بنفسك،أن تكون مغامرا، لكن المهارة الشخصية التي غالبا ما تتجاهلها هي القدرة على النهوض من الإخفاقات، بمعنى أن تكون مرنا و على قدر كبير من الليونة و أنت تخوض في مشاكل الحياة العملية، أن تكون مستعدا لأن تتغلب على خيبة الأمل هو أمر و أن تمر بها بالفعل كشعور هذا أمر آخر تماما، فالإخفاقات تحدث كل يوم، فقط يجب مواجهتها،لا تخف الآلام، إفعل أي شيء لتعبر عنها، و لهذا تأوه ثم تناسى ما يؤلمك، و كن صبورا، سيكون الأمر صعبا في البداية، ولكن قريبا كل يوم سيكون أكثر سهولة، بمجرد أن تتصل بمشاعرك، سوف تتحرر، جدد طاقتك بفعل أي شيء ينعشك و أعلم أن النجاح هو الإنتقال من إخفاق إلى إخفاق دون أن تفقد الحماس و الشغف في الحياة.
36/ يعمل قانون النية بمحاذاة قانون الجذب الكوني لذا كلما لاحظت تجليا في أعماق ذاتك إبحث عن المصدر و إنتبه لما تحمله من نوايا بداخلك، و أعلم أن النية هي الإستسلام إلى اقصى درجات الطمأنينة للكارما الكونية لأنها تحرر وعينا من سطوة الأنا، أن تنوي يعني ان تؤمن بأن هناك قوة إلهية أقوى منك و أكثر منك حكمة و مقدرة على تسيير الأمور بالشكل الذي أنت تريده، أن تنوي يعني أن تحرر نيتك من قوتك أنت و تلجأ إلى قوة الله المطلقة و أن تترك هدفك عنده ليتكفل به من سخر لك كل شيء من أجل تحقيقه.
37/ التمني هو إيحاء للعقل الباطن بعدم القدرة على تحقيق أمر ما فقد تكون أوحيت له بأنه من الصعب عليك تحقيق ذلك الأمر و بالتالي سيستقبل منك الكون طاقة العجز و الحرمان تؤدي إلى نتائج عكسية، مثلا عندما أقول أتمنى أن أشتري سيارة من نوع كذا ستكون بذلك قد أرسلت لعقلك الباطن إحساسا بعدم قدرتك على تحقيق ذلك لأنك تطلب شيئا يعجزك أو لا تستحقه، أما النية فهي رؤية واضحة و قوية للهدف و بإتضاح قوة النية يتضح الهدف ويتحرك جهازك العصبي نحو تحقيقه فالجهاز العصبي أول من يتفاعل مع النية، حينها يبدأ الخيال بالتحرك ويبدأ الجذب بالعمل، يمكنك أن تلاحظ الفرق بين النية و التمني من خلال مشاعرك التي تتحرك داخلك عندما تتمنى تراودك مشاعر الحزن و إنتظار و حسرة، أما عندما تنوي فتتحرك بداخلك مشاعر البهجة، السكينة، الوصول للهدف، إذن طالما كان التمني يعادل الحرمان أما النية فلا يعدوا كونها سوى أنك تستحق ما تريد أن يتحقق و الذي لا يمكنه إلا أن يتحقق في جميع الأحوال.
38/ إن الشيء المكافئ للضجيج الخارجي هو ضجيج التفكير الداخلي، والشيء المكافئ للصمت الخارجي هو السكون الداخلي، عندما يكون هناك بعض الصمت حولك، إستمع إليه، هذا يعني أن تلاحظه فقط، أعطه كل إنتباهك، يقوم الإستماع إلى الصمت بإيقاظ بعد السكون في داخلك، لأنه من خلال السكون فقط يمكنك أن تكون واعياً بالصمت، أنظر إلى ذلك في لحظة الإنتباه إلى الصمت حولك، هكذا أنت لا تقوم بالتفكير، أنت واع ولكنك لا تفكر.
39/ يمكنك أن تمحي الواقع الذي لا تريد من حياتك وتستبدله بالواقع الذي تحب، يجب أن تعلم أن الإنتباه لواقع ما يرسخه، و سحب الإنتباه من ذلك الواقع القائم يجعل ذلك الواقع يتلاشى بشكل تدريجي، و حتى تستطيع أن تجعل أي واقع لا تريده يتلاشى وتستبدله بالواقع الذي تريد عليك فقط أن تفعل التالي،- ️توقف عن التحدث عنه- توقف عن الكتابة عنه - ️توقف عن تبريره- ️توقف عن التفاعل معه عاطفيآ- توقف عن الشعور بالأسى على الذين يعانون من نفس الموقف- ️توقف عن البحث والتحري عن مسببات الحدث- ️توقف عن الرغبة في معرفة من المخطئ- ️ توقف عن شرح الموقف أو الحالة لإكتساب التعاطف- ️توقف عن جذب إنتباه الآخرين إلى الحدث- ️توقف عن إخبار نفسك بتفاصيل الحدث- ️إنسى ما تعتقد أنك تعرف عن ذلك الواقع بوعي ودعه يذهب بسلام- ️️ركز على الإيجابيات فقط إذا أردت أن تغير واقعك- لابد أن تنظر حولك و تبحث عن السمات الإيجابية في حياتك و هي موجودة حتماً، إبحث عنها، سمِها، إنشغل في التفكير بها، أحضر دفتراً مخصصاً (وأكتب عليه دفتر الايجابيات) وكل يوم عند إستيقاظك من النوم سجل ما تتذكره من الإيجابيات التي بحياتك والنعم التي تنعم بها، سجل وأكتب حتى السمات الإيجابية في أي حدث سلبي يحدث لك، و راقب كيف سوف تتبدل الأحداث كلها من حولك إلى كل ما تحب أن يحدث في الواقع، إنتقي من الواقع الأمور و السمات التي تحبها و تحدث عنها، إمتن لها و بذلك ستقوم بفتح سرنديب الإيجابية لتظل الإيجابيات تتدفق إلى حياتك دون تخطيط منك، لأنك ستتصل مباشرة مع مصدر هذه الوفرة، ستجذب لحياتك أكثر شئ تحبه و أكثر شئ تخاف منه، ما ستعطيه مشاعر حب ستجذبه و ما ستعطيه مشاعر خوف ستجذبه أيضا، لذلك ركز على ما تحب و إهتم بما تحب و فكر فيما تحب و تكلم مع الآخرين فيما تحب و أستشعر ما تحب، دع كل تركيزك على ما تحب تنال ما تحب، و عندما تبقى قريب من ما تحب فمن المستحيل أن تخاف لأن طاقة الحب طاقة تطرد الخوف تماما مثل ما يطرد النور الظلام.
40/ القواعد و الأساسيات العملية التي تشكل روح قانون الجذب تتوقف في تفعيلها على المستوى الروحي، و حتى تعطي مفعولها في الواقع العملي يجب الإلمام بالمباديء الروحية المعروفة بالقوانين الجذب، لكن كل ما تحتاج إليه هو التكرار فقط، لأن التكرار يجعل الذهن في حالة ثبات تساعده في التركيز على بلوغ الغاية المتوخاة و تحقيق الهدف المنشود، إن إستحضار الأفكار في الذهن و الصور في الخيال و الكلمات على اللسان مع العزم المطلق و النية القاطعة يمكن القلب من تفعيل الذبذبات الطاقية التي تنطلق في إتجاه الكون، لقد إخترع حكماء الهندوس شيء إسمه المانترا وهي تعويذة مقدسة أو صلاة تساعد الذهن على التركيز و الوصول إلى أقصى درجات الصفاء حتى تستطيع القوى الروحية الكامنة في القلب أن تتحرر و تتحد بالكون و يرتد التردد الكوني على شكل إجابة روحية تحقق الهدف المتوخى في الواقع المادي، أما التعويذات و الصلوات المقدسة التي يجب أن نقوم بتكرارها فهي تتوقف على عقيدة الشخص نفسه، المسلم مثلا يجب أن يقوم بتكرار آيات من القرآن الكريم و أسماء الحسنى و الصلوات على الرسول صلى الله عليه و سلم و هكذا.
41/ إذا كنت لا تملك شخصاً مميزاً في حياتك فلا تحزن، فقد تكون أنت هو المميز في حياة الكثير وأنت لا تعلم.
42/ فكر في الأشخاص الذين أثروا فيك أو ألهموك، لا شك أنه كان أمرا إيجابيا من تجاههم أن تجعله مهمين بالنسبة لك، وغالبا ما يكون هذا هو الدفىء الخاص بهم، أي شخصيتهم الودودة، المنفتحة والمرحبة.
43/ أنتي تبحثين عن الإيجابيات في الواقع و هذا خطأ، توجد الإيجابيات فقط في العالم الداخلي للإنسان و حينما يكون العالم الداخلي إيجابي حينها يصبح الواقع إيجابي، نحن من يصنع الواقع المحيط بنا حينما تكون لدينا المقدرة الروحية التي نستطيع من خلالها السيطرة على الوعي.
44/ لن يأتي أحد إليك يوما و يطرق بابك و يمنحك جميلاً، أنت من يجب أن تطرق أبواب روحك وتُشرع نوافذك و تجتهد حتى تفوز بالأجمل، و تأكد أن الحظ لا يخذل المجتهذين.
45/ لا تدع الوقت ينزلق من بين أصابعك، أشعر به، لا تضيعه، إرتد ساعة أو على الأقل ضعها في جيبك ولا تخف منها، إن عقارب الساعة لا تلدغ، و الذي يلدغ حقاً لدغة سامة حتى الموت هو أن تضيع ساعة، تلو ساعة، تلو ساعة، ومن ثم يضيع العمر كله، إجعل من إرادتك أرضاً صلبة تمشي فوقها بثبات، ولا تستسلم للرمال المتحركة التي تحاول أن تجرك الرتابة إليها، أنت لك شيء في هذه الحياة بل ربما كل شيء فما عليك سوى أن تستيقظ.
46/ ‏المعجزات تحدث في جميع الأوقات وفي جميع الحالات مع ذوي المواهب الروحية، و الذي يؤكد حدوثها أكثر هي مشاعر الطمأنينة واليقين الداخلي بأن شيء ما سوف يبدل حالك للأفضل، ربما قد تتلقى بعض الإشارات الكونية على شاكلة رؤى غيبية أو أحداث مادية مذهلة تبدوا غريبة نوعا ما أو ربما يراودك ذاك الشعور المتسامي الذي يصل إلى درجة اليقين أن شيء إيجابي سوف يحدث في حياتك قريبا،‏ أنت هنا تكون قد تجاوزت مرحلة التفاؤل إلى مرحلة التسليم المطلق للروح العليا، ‏و شعورك الداخلي هو أقوى قوة تستطيع أن تتحكم بها من أجل أن تخلق واقعك الذي ترغب أن تعيش لحظات فصوله الكاملة.
47/ فعلياً نحن لا ننسى، ولكن مشاعرنا و إنفعالاتنا تتغير بِحُكم تغير أفكارنا تجاه الشيء، لهذا لا تتوقف عن مساعدة نفسك حتى تستطيع التبصر في حقيقة الأشياء والأحداث، ساعد نفسك من خلال رؤية الأحداث والأشياء من كافة الزوايا و الأبعاد، و حتى تهدأ مشاعرك وترتاح، كُف عن نبش أشياء إنتهت و تخلص من كل من يحاول أن يذكرك بها، و إسمح لنفسك ولعقلك خوض مغامرة البحث عن الجديد من خلال إستقبال أحداث ومثيرات جديدة.
48/ الوعي يقدم لك الشفاء و يحررك من كل شيء بما فيه هويتك الزائفة التي أنت متمسك بها كما يمكنه أن يخلصك من الألم و المعاناة التي حدثت في الماضي كما أنه يساعدك على أن تعرف نفسك من خلاله لأنه يجعلك ترى حقيقتك التي لا تعرفها، الوعي يجعلك تدرك أنك لست في حاجة إلى أي شيء و غير مطلوب منك أي شيء حتى تكون محبوب أو سعيد أو جميل، فقط يجب أن تتقبل نفسك كما هي الآن دون أن تكثرت إلى مظاهر الجمال الخارجي أو الحظ حتى لا تشعر بالغضب و الألم و المعاناة، كل ما في الأمر هو أن تدرك أن هذا حدث نتيجة برمجة خاطئة منذ مرحلة الطفولة و إستمرت مع التجارب و المعاناة السابقة و هذه هي الهوية الزائفة التي إستنزفت كل ما عندك من طاقة الوعي و التي يجب توظيفها من أجل إكتشاف الذات.
49/ إن الحياة لن تحضر لك رغباتك المحببة في صندوق ذهبي لامع، مربوط بشريط أحمر، وفوقه بطاقة عليها إسمك، ثم تضعها على عتبة منزلك، بل قد تتطلب رغباتك أن تفعل أمورا غير معتادة، مبتكرة أو حتى غريبة، قد تتاح لك فرص عديدة لتحقيق حلمك ومع ذلك ستمر معظمها دون أن تنتبه لها لأنها ستأتي في حقيبة ورقية مهلهلة، و لن تأتي في الظرف المخملي، قد تجلب لنا المقابلات التي تحدث مصادفة فرصا غير متوقعة للتطور الذاتي، ولهذا لا تتجاهل أية نداءات تحثك على فعل شيء مختلف، غير مخطط له،لا يهم لماذا، أين، أو في أية هيئة تريد أن تصل لك الفرصة، كل مايهم هو أن تستطيع الإنتباه لها عندما تأتي، وسوف تحقق ذلك إذا إستمررت في إيمانك بنفسك وبما تريد تحقيقه، قل نعم لأية فرصة، كن على إستعداد لأن تكتشف كل الإحتمالات، إستغل الفرصة والمصادفة، إياك و التردد،إحذر الخجل، و لا تتقاعس في نيل المطالب و تحصيل المنفعة.
50/ إختر من تدخلهم إلى عالمك بعناية.


20 نيسان 2021.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل