الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراصد الأعظم ( فرضية ما قبل انفجار العظيم )

ماجد الحداد

2021 / 6 / 29
الطب , والعلوم


بناء على ارتباط الخالق بالزمن كما رأينا في كثير من النصوص الدينية وبناء على تتبع تصور الإله السماوي زمنيا كما ذكر في #رب_الزمان ، ورأينا كيف أن الزمن البعد الوحيد في المادة الذي نعتمد على فهمه بالتصور حسب تصرف أبعاد المادة الأخرى ، وكيف يختفي في فيزياء الكم ، وكيف أن شجرة القبالة العشرية تختزل في أربعة أبعاد أساسية مبنية على عناصر المادة الأربعة يرمز إليها بالحروف لإسم ( يهوه ) ي .. ه‍ .. و .. ه‍ ...‍ وواحد منهم يمثل يهوه ذاته .
إذاً الخالق في أغلب تصورات الإنسانية هو أحد أبعاد المادة تجردا ، وهذا يجعل الله داخل المادة بناء على زمنيته ، لأن في الفيزياء أيضا لا يمكننا فصل الزمان عن المكان إن أردنا فهم المادة بأبعادها ، لأنهما نسيج واحد مجتمعان _ الزمكان _ ونذكر حكمة طريفة عبقرية لمحيي الدين ابن عربي تقول :
" إن الزمان مكان سائل ، والمكان زمان متجمد " *
ونلاحظ أن الله يقيس أفعاله بزمن أيضا _ في الوعي الديني _ لكن مختلف عن الزمن الأرضي ، وإن كان يخدم النسبية في شئ إلا أنه يعارض فكرتنا عن تصور الرب خارج الزمكان لعظمته ، لكن في الحقيقة أنه لا تعارض أبدا .
إن فكرة أن الله بُعد من أبعاد المادة معناه أن الله في جميع المادة لأن الأبعاد جميعها ملتفة في نسيج واحد ، لكن الرموز لم تصلنا صريحة إلا في الزمن فقط بسبب أنه بُعد متجرد فيناسب تصورنا المحترم عن الله بسبب ثنائية دخلت الوعي سنشرح سببها بعد قليل .
قد رأينا كيف أن #عين_صوف النقطة الأولى التي انبثق عنها كل السفيروتات التسعة أو العقول التسعة او النترو التايوع المصري الأخرى عندما حاول الرب معرفة ذاته _ أو رصد ذاته ليعرف كيف هو ومن هو _ ومن ذلك الرصد انبثق السفيروت أو العقل الثالث ... وهكذا إلى آخره ... وهذا لا يعني إلا أن كل سفيروت ما هو إلا صورة جديدة كحالة جدلية من الرب ذاته ، إلى أن يصل إلى السفيروت أو العقل الأخير في العالم المادي المكثف ...
قبل أن نتوغل في التفسير الفلسفي واثباتات الرموز من خلال النص الديني على ذلك ، تعالوا أولا نرى كيف يمكن أن تكون عين صوف النقطة الأولى تكثف المادة فيزيائيا .
هناك فرضية فيزيائية مبدأيا طرحتها كان علينا أن نمر عليها لنفهم الفكرة ... ألا وهي ...
( الراصد الأعظم )
كما يقول البعض من علماء الكون الكوسمولوجي والفيزيائيين أن نشأة #الكون كانت نشأة ميكروسكوبية في حالة ما قبل الإنفجار العظيم ... وبأن الوجود المادي كله كان مجمدا في كرة رخام صغيرة أقل من حجم راحة اليد لكن بكثافة مخيفة قد لا نتصورها ....
وبناء على ذلك ... فإن طريقة وجود الكون بشكل كمي يدعمه هذا المنطق فيما قبل جدار الوجود ، أو فيما بعد سدرة المنتهى - كما يفضل الإسلام تسميتها - لكن ....
بناء على فيزياء الكم يمكننا افتراض وجود أكوان متعددة اخرى وموازية لكوننا المرئي ....
وهي فرضية لا يوجد ما يدحضها لا منطقيا ولا قياسيا أيضا .... لأننا جميعا نعلم أنه من المستحيل قياس كيفية نشوء ذلك بالأدوات لأسباب ذكرناها عدة مرات في مقالات سابقة ....
لكن تلك الكيفية الكمية كيف تحدث ؟....
جميعنا يعلم أن الإلكترونات تعامل معاملة موجية حتى يتم رصدها أو قياسها فإنها تتحول أو تعامل معاملة المادة المتجسدة اي تنهار الطبيعة الموجية للالكترون....او تنهار دالته الموجية ..... وهذا ما يحيرنا جميعا إلى الآن ... والمعضلة الأساسية في ذلك هي استحالة فصل أو عزل موقف الرصد مع الحالة الحقيقية للإلكترون ....
وبما ان اغلب النظريات الفيزيائية تحيل الفكر الى وجود حالة كمية _ الحساء الكمي _ قبل وجود الكون بل جميع الاكوان اساسا فلا بد من حدث يحول الموجة لجسيم كثيف ... قد يذكرنا هذا ببوزون هيجز المسؤول عن وجود الكتلة في الكون ...
وبهذا أيضا علمنا جميعا أن الرصد وحده ، هو من يحدد موقف الموجة على اي ظرف او شكل ستتجسد ....
وبناء على ذلك ... نستطيع ان نتجرأ ونرفع ذلك الإكتشاف إلى مستوى اللحظة الأولى للحالة الكمية للكون .... إذا هناك من رصد كوننا منذ اللحظة الأولى ليتم تجسيده على حائل الفضاء - والذي نعتبره فراغا - وبإحتمالية قوة فرضية الأكوان المتعددة والتي تجعلنا فيزياء الكم نميل إليها وجوديا ومنطقيا وإحتماليا أيضا ...
نستطيع القول أن هناك راصد عظيم يوجد خلف لحظة الرصد والتجسد .... وهو من يقرر كيف يكون عليه الشكل الوجودي للكون بتراكيبه السببية والتي جعلته منطقيا بالنسبه للذين يقيسونه فيما بعد وجوده وتجسده ...
ونظرية الأكوان المتعددة المختلفة عنا سببيا على اكبر احتمال ...تؤيد وجود هذا الراصد ....
وبهذا منطقي جدا أن نكتشف بعقولنا - أو نؤمن حسب موقف الإنسان - بوجود #الراصد_الأعظم ...ما قبل جدار بلانك ....
وهذا يظهر لنا تشابه عجيب بين هذا الموقف الفيزيائي وموقف أفكار الغنوصية ، ورموز كثيرة داخل اللاهوت للحضارات القديمة وداخل نصوص دينية في الأديان الإبراهيمية .
وذكرني هذا ايضا بمقولة محيي ابن الدين العربي في كتاب الفصوص :
" إن الزمان مكان سائل ، والمكان زمان متجمد " ...


http://xn--sgb8bg.net/
http://www.alwasatnews.com/news/1056632.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممرض يشكو سوء الوضع الطبي في شمال غزة


.. اتفاق تشاوري حول المياه الجوفية بين الجزاي?ر وتونس وليبيا




.. غزة: انتشال 332 شهيدا من المقبرة الجماعية فى مجمع ناصر الطبى


.. ما الجديد الذي استحدثته مايكروسوفت في برنامج الذكاء المصغر؟




.. إطلاق مبادرة -تكافؤ- لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين