الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاركة في الإنتخابات.. الحزب الشيوعي العراقي ليس ملكا لأعضاءه فقط

زكي رضا

2021 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المتابع لأدبيات الحزب الشيوعي العراقي منذ بدء الإنتفاضة لليوم يلاحظ خطّاً تصاعدياً في خطابه الإعلامي، فبعد أن كان الخطاب الإعلامي له دون المستوى المطلوب لسنوات عديدة، عاد الحزب ليتبنى خطاباً من الممكن القول من أنّه أكثر جرأة وواقعية عن خطاباته السابقة. وقد كان موقف الحزب من الإنتخابات "المبكرّة" وتعليق مشاركته فيها، أحد أهم المواقف السياسية التي تبنّاها الحزب منذ الإحتلال الأمريكي الإيراني لبلادنا ولليوم. وقد حددّ الحزب نقاطاً عدّة لإعلان مشاركته فيها، وإلغاء تعليقه لها. فما هي أهم هذه النقاط، وهل تحققّ منها شيء ليتراجع الحزب عن تعليقه لها، تحت حجّة إستفتاء أعضاء الحزب!؟ وهل المشاركة بالإنتخابات من عدمها تخصّ الحزب ورفاقه فقط، أم تشمل أصدقاء الحزب وأنصاره ومؤازريه والجماهير المقتنعة بسياساته، وعموم جماهير شعبنا التي ذاقت وتذوق الأمرّين نتيجة السياسات الكارثية للسلطة الحاكمة في بغداد؟

كشف قتلة المتظاهرين، حصر السلاح بيد الدولة والسيطرة على السلاح المنفلت، منع المال السياسي، محاسبة رؤوس الفساد، قانون إنتخابي عادل، مراقبة دولية للإنتخابات، مفوضيّة مستقلّة حقّاً للإنتخابات وبعيدة عن المحاصصة الطائفية القومية، منح مساحة إعلاميّة على قدم المساواة في الإعلام الحكومي لجميع المشاركين بالإنتخابات وغيرها الكثير، هي من الشروط التي طرحها الحزب او تطرّق اليها في بياناته وصحافته، وهي بالحقيقة شروط الجماهير الواعية لحجم الكارثة التي تسمّى إنتخابات ومدى ضررها على شعبنا و وطننا. فهل تحقق شرط واحد من هذه الشروط، لترمي اللجنة المركزية وهي تريد إقحام الحزب في معركة إنتخابية فاشلة من جديد كرتها في ملعب رفيقات ورفاق الحزب!!؟

في جميع الإنتخابات التي سبق للحزب المشاركة فيها، وعلى الرغم من موقف نسبة كبيرة من رفيقات ورفاق الحزب ضد المشاركة في تلك الإنتخابات، كانت قيادة الحزب تعتبر الإنتخابات والتحضير لها، فرصة للوصول الى جماهير لا يستطيع الحزب الوصول اليها الّا في هذه المواسم. فهل هذه الجماهير التي يريد الحزب الوصول اليها وهي التي أعلنت مقاطعتها لآخر إنتخابات وتلوّح بمقاطعتها من جديد، ستكون جزء من الإستفتاء المزمع إجراءه!؟

الحزب الشيوعي العراقي بتاريخه وتراثه ونجاحاته وإخفاقاته، ليس ملكاً لحاملي العضوية فيه فقط ومنهم قيادة الحزب بل هو ملك لأصدقاء الحزب ومناصريه ومؤازريه والجماهير التي تبحث عمّن يستطيع إنقاذها ووطنها من براثن وحش المحاصصة والفساد. وعلى قيادة الحزب وهي تريد إرضاء بعض الساسة المطالبين بمشاركته في الإنتخابات أن تحسب حساب الجماهير التي ستقاطع الإنتخابات المهزلة، كما وعليها إعادة دراسة نتائج مشاركات الحزب السابقة والذي تحقّق منها وإن كانت قد أحدثت ولو تغيير طفيف في المشهد السياسي، أو نجحت في إختراق ولو بيكومتر واحد (البيكومتر وحدة قياس تعادل واحد من ترليون من المتر) من جدار المحاصصة الصلد والصلب!

إنّ مطالبة رئيس الجمهورية من قيادة الحزب العدول عن المشاركة في الإنتخابات لتكون سلطته الفاسدة اكثر شرعية ومقبولية والتي طرحها علناً على قيادة الحزب التي إلتقته، دليل على صواب نهج الحزب وهو ينوي أو كان ينوي مقاطعة الإنتخابات من خلال تعليق مشاركته فيها بشروط لم تتحقّق لليوم ولن تتحقّق.
إننا بمقاطعتنا الإنتخابات نسير مع الجماهير على السكّة الصحيحة فلنعمل على زيادة عربات القطار على هذه السكّة، لا أن نتركها خارج السكّة ونضع عربتنا في مؤخرة عربات قوى المحاصصة لتنفصل عنها قبل بلوغ المحطّة الأخيرة وهم يوزّعون كعكعة السلطة متقاسمين الغنائم من ثروات وتاريخ شعب وبلاد في طريقهما للإنهيار، تاركين عربتنا تنفصل عن القطار لتتوقف في محطّات مهملة وبعيدة جداً عن خط نهاية السباق الإنتخابي.

الإستفتاء والمحسومة نتائجه سلفاً يعني نيّة المشاركة بالإنتخابات وإصرار غريب على الفشل، كما وأنّ المشاركة والخروج منها بخفّي حنين (وهو المتوقع) ستوجه ضربة موجعة للحزب على المستوى الجماهيري والتنظيمي.

أمام هذا الموقف لا نستطيع القول ووفق المثل البغدادي الّا: عجيب أمور غريب قضيّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م