الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البؤس والسطحية والابتذال (مناظرات الإسلاميين)

صوت الانتفاضة

2021 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يكاد يجزم المرء بأنه لا توجد تفاهة أكثر من رؤية اثنين من الإسلاميين وهم "يتناظرون" فيما بينهم، وعلى كل المستويات؛ لكن التفاهة تكون أعمق وأكثر بؤسا عندما ترى هؤلاء "المتناظرون" وهم يتحدثون في السياسة، خصوصا وانت تتعايش مع سلطة الإسلاميين منذ أكثر من ثمانية عشر عاما، وقد تجرعنا، رغما عنا، كل مراراتها وآلامها ومأسيها.
غالب الشابندر، او "المفكر" غالب الشابندر شخص إسلامي حد النخاع، وطائفي بامتياز، كل هواجسه تتلخص في حرصه على ان يستفيق الساسة الإسلاميون "الشيعة" ويبنوا البلد، حتى لا يأتي البديل الآخر من الطائفة الاخرى؛ هو حزين على ما يجري "للمذهب" من تدمير، فدائما تراه يناشد بانكسار قادة "المذهب" ان يعوا ما يجري حولهم؛ لا يهمه بناء البلد بقدر ما يهمه المحافظة على سمعة "المذهب"، فهو يعرّف نفسه دائما كفرد داخل الطائفة وليس كمواطن في بلد، وهذا حال جميع الإسلاميين، الطائفة أكبر من البلد.
مها الدوري، او الدكتورة مها الدوري، فكل اسلاميي السلطة هم "دكاترة"، هي من اتباع التيار الصدري، ذو الأغلبية البرلمانية، وذو أكبر ميليشيا في العراق "جيش المهدي"، تسكن مدينة الثورة، المدينة الأكثر سكانا في بغداد، والتي تسيطر عليها ميليشيا جيش المهدي بالكامل منذ 2003، المدينة الأكثر بؤسا، والأكثر ولّادة للميليشيات.
هاذان الاسمان هما من تناظرا، وفي مناظرتهم كنا كمن يسبح في بحر التفاهة، عندما تسمعهم وتراهم تشعر بالغثيان وتريد ان تتقيأ؛ مها تقول للشابندر " انا صليت في جامع المحسن"! والشابندر يرد عليها "انطيني دليل"! مها تقول "ان وجه السيد القائد يشبه علي والعباس والحسين" والشابندر يرد "هاي شنو"؛ الشابندر يقول "اني تعذبت ونحكم عليه بالإعدام ونمت بحديقة الامة هواي"، مها تقول "إسرائيل وامريكا هي اللي تمنع اعمار مدينة الثورة"!؛ ساعتان من التفاهة والابتذال والسطحية، ساعتان من تحميق الجماهير وتغييب وعيها.
اللعنة، ما شأني انا الرعية المسالم بمن صلى في هذا المكان او ذاك؟ ما شأني انا المواطن المضطهد بأن السيد القائد يشبه هذه الشخصية او تلك؟ ما شأني انا الانسان المعذب في عصر الإسلام السياسي بشخص عٌذب في نظام سابق او نام في حديقة الامة؟ تباً، وهل صحيح ان إسرائيل لا تريد بناء واعمار مدينة الثورة؟ لماذا يسخرون ويهزؤون من الناس دائما؟
لا ماء او كهرباء او تعليم او سكن او صحة او عمل، بالمقابل يوجد قتل واغتيال وخطف وتغييب، يوجد نهب وفساد منظم للثروات، توجد ذيلية وتبعية خانعة وقذرة، يوجد خراب وتهجير الناس وتدمير المدن، توجد سيناريوهات مظلمة تلوح في الأفق، مع كل ذلك فأن مها صلت في جامع المحسن، والسيد يشبه اجداده، والشابندر نام في حديقة الامة، وهللويا.
وتبقى مدينة الثورة غارقة في ظلام دامس، لن ترى النور والحياة الا إذا نفضت عنها هذه الاساطير والخرافات التي يغيبون بها وعي الناس، الا إذا انتفضت على هذا الواقع المزري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي